مهرجان المسرح المصرى يكرم المخرج سمير زاهر ويحتفى بكتاب يوثق مسيرته

مهرجان المسرح المصرى  يكرم المخرج سمير زاهر ويحتفى بكتاب يوثق مسيرته

العدد 937 صدر بتاريخ 11أغسطس2025

فى إطار التوسع اللافت لأنشطة المهرجان القومى للمسرح المصرى يوليو 2025، برئاسة الفنان محمد رياض، بدورته الثامنة عشرة (فى كل مصر) خصص المهرجان ندوة توثيقية لمكرمين المحافظات لمسيرتهم الفنية، وهم: المخرج سمير زاهر، الفنان سمير زيدان، الفنان سعيد العمروسى، بحضور كل من: رئيس المهرجان محمد رياض، المخرج عادل عبده مدير المهرجان، واللواء خالد اللبان، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وعضو اللجنة العليا للمهرجان بمنصبه، وعدد من المسرحيين والمهتمين بالحركة المسرحية، وذلك كان فى تمام الساعة الثالثة عصرًا يوم الثلاثاء الماضى، بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة.
فى البداية قال الشاعر طارق على، مدير الندوة اليوم أمام حالة استثنائية فريدة من نوعها، وهو يعتبر أحد رموز المسرح فى محافظة بورسعيد المخرج سمير زاهر.
وجاء تكريم المخرج المسرحى الكبير سمير زاهر، تقديرًا لمسيرته الفنية التى امتدت لعقود بدأها فى ظروف مسرحية صعبة، من خلال فرقة بلا إنتاج وصولًا إلى تأسيس فرقة السامر التى مثلت ميلادًا جديدًا للحركة المسرحية فى منطقته، وقدم زاهر خلال مشواره ما يقرب من 48 عملًا مسرحيًا من أبرزها «يا بهية وخبرينى»، «ست الملك»، «الملك هو الملك»، «كاسك يا وطن» «الله يا ليل يا قمر»، «الزوبعة»، وغيرها من الأعمال التى تركت بصمة فنية واضحة وحصدت جوائز محلية وعربية، كما نظم وأخرج عددًا من الاحتفاليات الوطنية البارزة، أبرزها: احتفالية «أنا هويت» فى مئوية فنان الشعب سيد درويش، احتفالية «أطياف الخيال» بمناسبة مئوية المفكر الكبير د. زكى نجيب محمود، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الثقافية والفنية التى ارتبطت بتاريخ مصر الوطنى والثقافى.
وتابع الشاعر طارق على، وفى لمسة واعتراف بدوره، أعلن خلال الندوة عن صدور كتاب جديد يوثق سيرة المخرج سمير زاهر، من تأليف الكاتب والأديب أسامة كمال، الذى عبر عن سعادته بهذه التجربة واصفًا إياها بأنها واحدة من أسرع تجاربه فى النشر وأكثرها قربًا إلى القلب.
كما تحدث مؤلف الكتاب - الكاتب أسامة كمال، قائلًا: «حين طلب منى الأستاذ سمير كتابة هذا الكتاب شعرت بسعادة غامرة لم تكن مجرد كتابة عن مخرج بل عن شخصية محببة إلى قلبى.. جلسنا معًا لخمس ساعات من التسجيل لكننى لم أكن أستعيد فقط تاريخ فنان، بل استعدت من خلاله تاريخ مرحلة بأكملها، وأضاف كمال، أ. سمير لا يحب أن يُقال ذلك، لكنه من مواليد 1954، وهى فترة ثرية بالتغيرات والتحولات المسرحية والثقافية، وأنا من مواليد 1971 أجد فى تلك الحقبة سحرًا خاصًا وحنينًا لا ينتهى.
تحدث المخرج سمير زاهر، قائلًا: «فى زمن كانت فيه الثقافة الشعبية تزرع فى قرى مصر ونجوعها، وتنبت وعيًا كان المسرح هو السلاح، لم يكن مجرد وسيلة للترفية بل كان منصة لتشكيل الوعى وحائط صد فى وجه الجهل والتطرف ومنبرًا يصعد عليه الموهوبون، ليصبحوا رموزًا حقيقية فى مسيرة التنوير».
واضاف زاهر: اليوم أتساءل؟ لماذا لم يعد للمسرح جمهوره؟ لماذا أصبح محصورًا فى الأقاليم كما لو أن الفن الراقى جريمة، أو أن الثقافة الجماهيرية باتت تهمة تلقى على أصحابها!
وتابع سمير زاهر: لقد كانت الثقافة الجماهيرية والمسرح فى القلب منها مشروعًا جمهوريًا شاملًا تجربة متكاملة بدأت مع قامات مثل سعد الدين وهبه، وامتدت إلى وجوه مخلصة، مثل سمير زاهر، وسعد كامل، وغيرهم ممن حفروا فى الصخر، لم يكونوا نجومًا فقط بل صناع وعى، وبناة أمل، وجنودًا فى معركة العقل، فى مسرح الثقافة الجماهيرية، أقيمت «مائة ليلة مسرح» ليس فى العاصمة فقط، بل فى القرى على أطراف الصعيد، فى مدارس لا تعرف الكهرباء أحيانًا كانوا ينزلون إلى الناس لا ينتظرونهم فى القاعات المغلقة كانوا يعرفون أن الثقافة لا تزرع من أعلى، بل من الجذور، فهل يعقل أن ننظر اليوم إلى هذه المؤسسة وهذه التجربة، نظرة تقليل أو سخرية؟ هل يعقل أن نتحدث عن رموزها وكأنهم مجرد موظفين فى جهاز حكومي؟ لقد انجبت الثقافة الجماهيرية أجيالًا منهم من صار نجومًا، ومنهم من غرس القيم فى شباب القرى،وهم لا يلقون قيمة.
وكشف زاهر، أنه يغضب عندما اسمع من يتحدث بسلبية عن هذا المسرح لإننى أعلم أن كل تجربة عظيمة تحتاج من يدافع عنها، ويعيد الاعتبار لها، ويكمل ما بدأه الكبار، سمير زاهر وأمثاله لم يكونوا فنانين فقط بل نشطاء ثقافيون، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لم يسلموا الساحة للفراغ، ولم يتركوا عقول الأطفال نهبًا للظلام، بل صنعوا جسورًا من الوعى، وسقوا الثقافة فى أرض كانت عطشى، والآن بعد خمسين عامًا من إنشاء جهاز الثقافة الجماهيرية، يظهر الأثر تظهر ثمار هذا الغرس فى شباب يؤمن بقيمة الفن، فى معلمين أصبحوا سفراء للوعى فى أطفال أصبحوا رموزًا لقد قالوا قديمًا «أعطنى مسرحًا أعطك شعبًا» وأنا أقول: «أعيدوا للمسرح جمهوره وأعيدوا للمثقفين مكانتهم، وللثقافة دورها».
وفى النهاية اختتمت الأمسية بتحية تقدير لمبدع كبير، كان وما زالت له بصمة فى تاريخ المسرح المصرى، وتحية أيضًا لكل من ساهم فى توثيق هذا العطاء ليستمر أثره للأجيال القادمة.
 


تغريد حسن