«تفاعل الطفل مع الفنون».. دور التراث والتكنولوجيا فى بناء وعى الطفل بمهرجان القاهرة للطفل العربي

«تفاعل الطفل مع الفنون».. دور التراث والتكنولوجيا فى بناء وعى الطفل بمهرجان القاهرة للطفل العربي

العدد 951 صدر بتاريخ 17نوفمبر2025

 أقام مهرجان القاهرة الدولى للطفل العربى بدورته الثالثة، برئاسة الدكتورة داليا همام ندوة بعنوان “ تفاعل الطفل مع الفنون” أدار الندوة الدكتورة أميرة الشوادفى، وبمشاركة كل من الدكتور مسعود شومان، الدكتور على الجنفدى من اليمن، والدكتور أسامة محمد على، والمخرجة نادية الشويخ. 
فى البداية تحدثت الدكتورة أميرة الشوادفى، قائلة: مسرح الطفل هو وسيلة تربوية وترفيهية تسهم فى تنمية خيال الطفل وقدرته على التعبير والفهم، من خلال العروض المسرحية، يتعلم الطفل القيم الإنسانية مثل التعاون والصدق والشجاعة كما ينمى حسه الفنى ويكتسب الثقة بالنفس مما يجعله أداة فعالة فى بناء شخصية متوازنة ومبدعة، ويعد مسرح الطفل جسرًا بين التعليم والمتعة، فهو يقدم المعرفة تزرع فى الطفل حب التعليم. كما يساعده على فهم العالم من حوله بطريقة بسيطة، ويعزز قدرته على التواصل، وينمى خيالة ويجعله أكثر وعيًا بنفسه وبالآخرين فى المجتمع. 
ومن جانبه قال الدكتور/ مسعود شومان: أتمنى أن يتسع المهرجان فى دوراته القادمة ويحقق نجاحًا أكبر، خاصة فى جانبه العلمى، لأنه غالبًا لا يمنح الاهتمام الكافى رغم أننا ننطلق من أسس علمية راسخة، موضوع بحثى يدور حول قضية شديدة الأهمية تتعلق بكيفية قراءة صورة “الطفلة- البنت” فى التراث الشعبى، وقد جمعت موسوعة عن أغنيات الطفل الشعبية ضمن “الموسوعة المصرية” من أكثر من 20 محافظة من خلال جمع ميدانى بلغ 620 أغنية، سواء كانت أغنيات قيلت للطفل أو غناها الطفل بنفسه، وسنتناول فى هذا السياق نقطة دقيقة جدًا، إذ يشع حاليا رأى بأن التراث الشعبى كان يحتكر الإنثى، لكن الحقيقة أنه كان يكن لها احترامًا كبيرًا ويعلى من مكانتها.
وتحدث الدكتور أسامة محمد على، قائلًا: الكلمة هى البداية دائمًا، فهى مصدر الإلهام ومحرك الخيال عندما أقرأ، لا استخدم عينى الخارجية فحسب، بل أرى بعينى الداخلية التى تبصر المعنى وتتجاوز الحروف التكنولوجيا، شأنها شأن أى اختراع بشرى وسيلة يمكن أن نحلق بها نحو الخير أو ننزلق بها إلى الشر، فهى فى جوهرهًا أداة فى يد الإنسان. 
وتابع علي: قضيتنا هى الطفل، لكن الطفل لم يخلق فجأة، بل هو إنسانفس مرحلة عمرية محددة يسعى بطبيعته إلى التطور والنمو المستدام والإنسانية فالإنسان البدائى اكتسب مهارته من بيئته وجغرافيته، وكانت تحركه رغباته البيولوجية، ثم بدأ التعبير عن ذاته بأولى أشكال الكتابة، تلك الرسوم المنقوشة على الجدران التى حفظت ذاكرة الوعى الإنسانى الأول، التكنولوجيا اليوم ليست إلا امتدادًا لتلك الرسوم الأولى، فهدفها إيصال فكرة ورسالة تُعزز الأثر المعرفى وتنمى الوعى غير أن دخولنا إلى عالمها لا يجب أن يكون عشوائيًا بل قائمًا على معرفة حقيقية عميقة لأن المعرفة هى الأساس الذى يضمن أن نستخدم التكنولوجيا فى خدمة الإنسان، لا أن نصبح نحن خدمًا لها.
ومن جانبه قال الدكتور على الجنفدى من اليمن: المهرجان موجه للطفل وموجه للمهتمين بالطفل وصناع الطفل، والطفل هو مرآة الغد، فحين نهتم بعقله ووجدانه نصنع أمة تعرف طريقها نحو النور، الطفل العربى يملك طاقة خلاقة وذكاء فطرى يحتاج فقط إلى من يمنحه الثقة والفرصة ليعبر ويبتكر حين رأيت الأطفال الذين شاركوا فى افتتاح المتحف المصرى الكبير، أدركت أن فى وجوهم بريق الحضارة ذاتها، وأنهم الامتداد الحقيقى لملوك وأبطال تركوًا للعالم أعظم تراث، هؤلاء الصغار لم يكونوا مجرد مؤدين فى احتفال عالمى، بل كانوا رمزًا لنهضة جديدة تبدأ من وعى الطفل، وتنضج حين نمنحه مكانه الطبيعى فى صناعة المستقبل 
وأكدت المخرجة نادية الشويخ، قائلة: عندما طلب منى دكتور أسامة أن أقدم عرضًا للأطفال، شعرت بالخوف الشديد، لأنى أم ولدى أطفال، وكنت قلقة من كيفية مخاطبة عقولهم وفهم طريقة تفكيرهم كان لدى حلم من زمن بأن أوصل للأطفال معلومات بطريقة يحبونها ويستمتعون بها. اكتشفت أن الهاتف المحمول واللاب توب هما أكثر الأشياء التى تتحكم فى تفكيرهم، وأنه من خلالهما أستطيع أن أوضح لهم ما هو صواب وما هو خطأ.
وتابعت:اخترت الابتعاد عن التراث التقليدى؛ لأنهم لن يتمكنوا من استيعابه بسهولة وركزت على توصيل الفكرة بأننى لا أعارض التكنولوجيا، لكن ليس كل شيء فيها صحيح الأهم هو وجود لغة حوار بيننا وبينهم وفكرة الترابط الأسرى لها أهمية كبيرة، من هذا المنطلق جاءت فكرة عرض ذات الرادء الأحمر، الذى يجمع بين المتعة والتعليم ويعزز التواصل مع الطفل بطريقة تناسبه.
 


تغريد حسن