السيد طليب ومشروعه المسرحى!

السيد طليب ومشروعه المسرحى!

العدد 951 صدر بتاريخ 17نوفمبر2025

كنت أتمنى أن أسير مع كتابات «السيد طليب» المسرحية، التى يتحدث فيها عن نضال بورسعيد، أو عن نضال الشعب المصرى، لأننى لاحظت أنه توجه أصيل فى كتاباته! لكن للأسف لو تتبعت هذا الخط بمفرده، سأضطر إلى تجنب الكثير من نصوص السيد طليب التى أملكها، والتى لم تُنشر حتى الآن! لذلك سأضطر إلى المرور على جميع ما لدى من نصوصه، حتى أحفظ لهذا الكاتب حقه التاريخى فيما كتب، مع الإشارة إلى جهوده الواضحة فى تسجيل نضال أهالى بورسعيد والشعب المصرى ضد أعداء مصر!
بعد أن كتب السيد طليب مسرحية «حكاية بلدنا» عن العدوان الثلاثى، ومسرحية «الموقع 23» عن النكسة - وقد تحدثنا عنهما فى المقالة السابقة - وجدته كتب مسرحية «هيلا هيلا يا مصر» عن انتصار أكتوبر العظيم، وهى ريبورتاج مسرحى عن أحداث 6 أكتوبر 1973، وقدمها للتمثيل فى الثقافة الجماهيرية، ونالت ترخيصًا رقم «238» بتاريخ 31/12/1973. وبكل أسف لن أكتب عنها هنا، كونى كتبت عنها بإسهاب فى كتابى «مسرح انتصار أكتوبر» الذى أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2024.
المسرحية التالية كتبها السيد طليب عام 1977، ونسختها المكتوبة بالآلة الكاتبة محفوظة لدى تحت رقم «1115»، وعنوانها «روميو وجانيت»، ومكتوب فى صفحتها الأولى الآتى: تأليف جان أنوى، إعداد السيد طليب، إخراج ماهر عبدالحميد، لصالح مسرح الطليعة، وتم تقديمها إلى الرقابة يوم 6/11/1977. ولأنها إعداد تصلح للدارسين الذين يكتبون عن الإعداد المسرحى. ونص التصريح يقول: «لا مانع من الترخيص بأداء هذه المسرحية «روميو وجانيت» لمسرح الطليعة على أن يراعى الآتي: إخطار الرقابة بموعدى التجربة النهائية والعرض الأول لهذه المسرحية حتى يتسنى بعد مشاهدتها الترخيص بها. [توقيع المدير العام] عدلى نور، ثم خاتم الترخيص رقم «218» بتاريخ 17/11/1977.
النص المسرحى التالى الذى كتبه السيد طليب وأخرجه أيضًا كان بعنوان «أحلى صباح يا بورسعيد»، وأحتفظ به تحت رقم «449»، وهو نص مكتوب بالآلة الكاتبة، وواضح أنه استكمال لمشروعه فى الكتابة عن ظروف العدوان الثلاثى والنكسة، وأيضًا ظروف انتصارات أكتوبر وما بعد حرب أكتوبر! ما يعنى أننا أمام مشروع يستحق الدراسة من قبل الباحثين! والصفحة الأولى مكتوب عليها الآتي: وزارة الثقافة والإعلام، المراكز الثقافية، مديرية الثقافة ببورسعيد، قصر الثقافة. فرقة قصر ثقافة بورسعيد المسرحية، تقدم الملحمة الشعبية، من التراث البورسعيدى «أحلى صباح يا بورسعيد» تأليف وإخراج السيد طليب، أشعار سليمان أبوالنجا، مع أغانى من التراث. ومكتوب فى آخر صفحة من النص بالآلة الكاتبة «انتهت بحمد لله، السيد طليب 31 مايو سنة 1978». وهذا النص قُدم إلى الرقابة يوم 6/6/1978. أما شخصيات المسرحية، فقد لاحظت تكرار بعضها مع النصوص السابقة لمشروعه، وجاءت هكذا: سفروت، ملك الفقر، العربى، مسعد، على بيك، كتكوت، أبوالعربى، أم العربى، رزة، فاطمة، أسامة، ثلاثة من الفدائيين، مجموعة من البائعين.
كتبت الرقيب «فادية محمود على بغدادي» تقريرًا لهذه المسرحية، قالت فيه: «تدور أحداث هذه المسرحية فى بورسعيد، وهى تبين كيف كانت الحياة فى بورسعيد قبل الثورة وكيف كان الشباب يشترك فى المقاومة الشعبية ضد الإنجليز من هؤلاء الشباب مسعد. كما كان هناك سفروت الذى كان يحب رزة، والعربى الذى كان يحب فاطمة. وتحدث الثورة والشباب يسعد بطرد الإنجليز ويعيش حياة سعيدة يكسب من الصيد ومن الميناء. ثم تحدث حرب 5 يونية وبعد النكسة يعانى شعب بورسعيد من الهجرة وترك الديار ونجد أن الشباب والكهول يأملون فى العودة لبورسعيد.. حتى يكون الانتصار فى العاشر من رمضان ويعود أهل بورسعيد إلى وطنهم العزيز فرحين بالعودة كما تحدث ثورة صناعية وتجارية فى بورسعيد بعد أن تصبح مدينة حرة وبعد مشاريع الانفتاح نجد أن سفروت ظل على حبه ووفائه لزوجته رزة. أما العربى فقد تزوج بفتاة أخرى ليشارك والدها فى بوتيك تجارى.. وتنتهى المسرحية بالحياة والحركة التى عادت لبورسعيد ولشعب بورسعيد. «الرأى»: المسرحية تبين كفاح شعب بورسعيد وحبه لوطنه وارتباطه بأرض وطنه وكم قاسى وقت الهجرة وكم كانت الفرصة بالعودة إلى أرض الوطن. أرى لا مانع من التصريح بتأدية هذه المسرحية مع مراعاة الملاحظات الآتية: حذف ص 7، 8، 9، 12 بالفصل الأول، والفصل الثانى ص 4، 12، 16، 20، 21، 28. كما أرجو إخطار الرقابة بموعدى التجربة النهائية والعرض الأول».
وقال الرقيب «فتحى مصطفى عبد الرحيم» فى تقريره تفاصيل دقيقة: «تدور هذه المسرحية حول سفروت الذى يعمل فى ميناء بورسعيد وحبه لرزة، واعدًا إياها بالزواج منها. كذلك حب عربى لفاطمة ذلك الإنسان الذى يعمل مع الجيش الإنجليزى ويكسب من وراء ذلك مكسبًا كبيرًا يصرفه كله على لعب القمار ولم يترك منه شيئًا وتحاول والدته أم عربى أن تقنعه بالعدول عن العمل مع الإنجليز فلم تفلح فى ذلك ويطمع فى زواجه من بنت خاله الذى يرفض زواجه بها ما دام يعمل بالجيش الإنجليزى وعرض عليه العمل معه فى الميناء ويقتنع عربى بهذه الفكرة نظرًا لحبه الشديد لفاطمة ويعمل مع خاله فى الميناء. وتمر الأيام ويكبر الحب بينه وبين فاطمة منتظرين اليوم الذى فيه يتم زواجهما وكلما مرت الأيام كلما ازداد كره الشعب البورسعيدى للجيش الإنجليزى والعمل معهم. ويمر الزمن وتكثر هجمات الإنجليز واعتداءاتهم على الشعب البورسعيدى ولم يكن لهم إزاء ذلك من بد سوى العمل على مقاومة جيش الاحتلال والوقوف فى وجهه مهما كلفهم ذلك من ثمن وذلك بتأليف الكتائب الشعبية وكتائب الفدائيين وأخذوا يجمعون الأسلحة ويخترقون مواقع العدو فى تجمعاتهم ومعسكراتهم وتنهال فيهم على العدو الهجمات والاغتيالات مما جعل جيش المستعمر دائمًا فى ذعر مستمر أمام ذلك التكتل الشعبى، ويقاوم الجيش الإنجليزى بطلقاتهم النارية ودباباتهم وطياراتهم هذا التكتل ويقسم الفدائيون أنفسهم على فرقتين فرقة لإطفاء الحرائق التى يشعلها المستعمر وفرقة لمواجهة العدو حتى أصبحت بورسعيد مسرحًا للنيران والحرائق والجيش الإنجليزى تزداد هجماته يومًا بعد يوم. ويقر على الشعب الهجرة من بورسعيد. ويهاجر ذلك الشعب بعد قتال شديد ومستميت داخل كل شارع بل وكل بيت وتستمر الهجرة وقتًا غير قصير وكأن كل يوم يمر على ذلك الشعب يقدر بآلاف الأيام غير ناسين لبلادهم وظلت بورسعيد ماثلة دائمًا أمام أعينهم لا تكاد تفارقهم وهم ينتظرون يوم العودة إلى بلادهم ويرحل الإنجليز من بورسعيد وبغير رجعة بعد أن خابت آمالهم أيام صمود ذلك الشعب المكافح ويعود ذلك الشعب إلى بلادهم بعد أن سطرت دمائهم الكفاح على أحرف من نور وبعد أن امتلأت الخيرات ببورسعيد وما حقق فيها من تعمير وإصلاح وأصبحت سوقًا حرة يقصدها الجميع من أنحاء البلاد وبعد أن أصبحت رمزًا للبطولة والفداء وعنوانًا للتضحية والاقتداء. وتنتهى المسرحية بعودة سفروت وزوجته رزة مع ابنهما أسامة وكذلك عودة فاطمة مع زوجها عربى الذى كانت تتمنى أن تلد فى موطنها الأصلى بورسعيد وقد حقق الله لها ما أرادت وولدت المولودة السعيدة لعربى ببورسعيد. «الرأي»: مسرحية «أحلى صباح يا بورسعيد» تبين كفاح شعب بورسعيد فى طرد المستعمر عن بلادهم وبذلهم فى سبيل ذلك كل غال ورخيص حتى أجادوا بدمائهم الغالية رخيصة مقابل حبهم لبلادهم إلى أن حقق الله لهم ما أرادوا بعد طول كفاح وعادوا إلى بلادهم بعد أن ملأها العمران والتشييد، وأصبحت سوقًا حرة يقصدها الجميع من أنحاء البلاد وبعد أن أصبحت رمزًا للتضحية والفداء. لذلك أرى الموافقة على الترخيص بالعرض بعد تنفيذ الملاحظات الآتية: فى الفصل الأول تنفيذ الحذف فى الصحائف 7، 8، 9، 12، 29. من الفصل الثانى تنفيذ الحذف فى الصفحات 4، 12ـ 16، 20، 21، 28». وفى نهاية التقرير توجد تأشيرة المدير العام «اعتدال ممتاز» جاء فيها: «بعد الاطلاع على مسرحية «أحلى صباح يا بورسعيد» المقدمة من قصر ثقافة بورسعيد، وبعد الاطلاع على تقارير الرقباء الموافقين عليها بملاحظات، وحيث إن هذه المسرحية تتضمن كفاح شعب بورسعيد من أجل تحرير الوطن من براثن المستعمر وكيف أن هذا الشعب يبذل فى ذلك كل مرتخص وغال حتى وصلت بورسعيد بعد أن تحررت إلى سوق حرة رمزًا للتضحية والفداء، ولا مانع من الترخيص بهذه المسرحية بالملاحظات: الفصل الأول: ص 7، 8، 9، 12، 29. الفصل الثاني: ص 4، 12، 16، 20، 21، 28».
وحصلت المسرحية على الترخيص الرقابى بتمثيلها، وجاء فيه الآتى: لا مانع من الترخيص بأداء هذه المسرحية «أحلى صباح يا بورسعيد» لقصر ثقافة بورسعيد على أن يراعى الآتى: الحذف [السابق من الصفحات] وإخطار الرقابة.. إلخ [توقيعات وختم] تصريح رقم «159» بتاريخ 10/6/1978.
المسرحية التالية كانت «شبيك لبيك»، وأحتفظ بنسختها الرقابية المكتوبة بالآلة الكاتبة تحت رقم «107»، ومكتوب على الصفحة الأولى الآتي: وزارة الثقافة، المراكز الثقافية، الفرقة النموذجية، مسرحية «شبيك لبيك» تأليف السيد طليب، قُدمت إلى الرقابة يوم 15/7/1978. الشخصيات: فرقع لوز، المارد، المعلم، العايق، جودة، مؤمن، رمزى، عزوز، الحماة، بندقة، الصياد، بالاشتراك مع الأراجوز. ملحوظة: جميع الشخصيات يشتركون فى تشخيص مشاهد الجزء الثانى.
مرفق مع النص تقرير رقابى واحد للرقيبة «فايزة الجندي»، قالت فيه: «فرقع لوز «حاوي» يقوم بالتجول فى الشوارع بمصاحبة العرائس والأراجوز تلك المهنة التى ورثها أبًا عن جد لا يريد أن يفارقها رغم البؤس الذى يعانيه ومعاناة زوجته بندقة وحماته ومطالبة المعلم صاحب المنزل بالأجرة المتراكمة عليه، ويرفض فرقع لوز أن يعمل فى المقهى الذى يعرض فيه فنه أحيانًا ويتجمع حوله مؤمن ورمزى اللذان يلعبان الطاولة والعايق الذى يعمل مدرسًا كذلك جودة الموظف الذى يترك مكتبه ليجلس على القهوة ويؤجل عمل الجماهير. يلتقى هذا الجمع فى مقهى المعلم شلاطة حول ماتش أو فن الأراجوز أو الطاولة أو فى المناقشات التافهة ويخرج فرقع لوز يقدم فنه لصياد يعجب بفنه ويكافأه بسمكة يجد فيها خاتم سليمان ويظهر له المارد طالبًا منه أن يؤدى له كل ما يطلبه ويصحبه المارد إلى بلاد الجوز واللوز حيث يجد نظامًا عجيبًا غير الذى كان يراه فى بلده على قهوة شلاطة فالمقاهى أصبحت آثار قديمة أثرية فيها مشروع الصوت والضوء حيث يتحدث عن المقاهى التى هى مضيعة للوقت تدور فيها المهاترات والمناقشات التافهة والأغانى الهابطة (الليل.. الليل.. ألعب يا ميمون.. عجين الفلاحة.. نوم العاذب) ويسمع كل ما كان يراه ويسمعه فى بلده عن طوابير الجمعيات ومشاجرات من مشجعى الأهلى والزمالك ويستمر تعليق المذيع عن كل ما كان يدور من آلاف السنين على المقاهى حيث كان الإنسان بليد الحس فاقد الشعور، ثم يرى فرقع لوز المواصلات فى بلاد الجوز واللوز حيث يرى الأتوبيس يقف له ويدعوه الكمسارى إلى الأتوبيس ويعامله برقة ويطلب له قهوة ويقارن فرقع لوز بين هذا الحال وبين ما كان يراه فى بلده من زحام ومشاجرات فى الأتوبيس وسرقات والكمسارى الذى لا يرد إليه باقى نقوده وينزل من الأتوبيس ملابسه ممزقة قذرة، كذلك يرى فرقع لوز الجمعيات التعاونية دون زحام أو طوابير كذلك يرى المتحف القومى الذى وضعوا فيه دودة البلهارسيا التى قضوا عليها نهائيًا من الترع والأنهار. ويرى فرقع لوز أيضًا حكمًا بالإعدام على مدرس خالف قوانين البلاد بأن أعطى تلميذًا درسًا خصوصيًا كذلك يحضر فرقع لوز بمصاحبة المارد حفل تخرج آخر أمى فى بلاد اللوز كذلك يقابل فرقع لوز فتاة تلبس ملاية فيغازلها وحين لا يجد استجابة منها يطلب منها الزواج ويقابل أمها ويكاد لا يصدق ما يسمعه بأنها لا تطلب شقة ولا خلو ولا مهر، فهى تطلب رجلًا فقط. ويسأل فرقع لوز المارد عن السبب فى ذلك فيخبره أنها تقاليد هذه البلاد كذلك وقبل إتمام الزواج يصحبه المارد مذكرًا إياه بوعده بأن يرى فقط ويعود ثانيًا إلى وطنه وفى النهاية يتمنى فرقع لوز أن يرى فى بلده مثل ما رآه فى بلاد الجوز واللوز ولكن كيف ذلك؟ 
وتعلق الرقيبة على ذلك قائلة: تعرض لنا المسرحية لوحات مشرقة جميلة نراها فى بلاد بعيدة جدًا جدًا هى بلاد الجوز واللوز يصحبنا فيها فرقع لوز على المارد «خاتم سليمان» حيث نرى التقدم والرقى والازدهار فالمقاهى أصبحت أماكن أثرية أقيمت فيها مشاريع الصوت والضوء مسجلة ما كان يدور فيها من مهاترات ومناقشات فروادها يضيعون الوقت فى لعب الطاولة. المناقشات بين مشجعى الأهلى والزمالك طوابير الجمعيات المواصلات.. هروب الموظف من مكتبه ليجلس على القهوة إلى آخر المهازل التى تحدث عندنا فى حياتنا اليومية.. ويتفقد فرقع لوز ما كان يدور مقارنًا بين بلاد اللوز وبين ما كان يراه فى مصر من زحام المواصلات ومعاملة سائقى المواصلات للجمهور ومعاناة الشعب وعذابه فى المواصلات.. كذلك يرى أن دودة البلهارسيا قد قضوا عليها ووضعوا نموذجًا لها فى متحف كشيء اندثر ولم يعد له وجود بينما هى ترتع فى بلادنا فى الترع والمصارف والأنهار مسببة المرض والأنيميا والموت لآلاف من الفلاحين كذلك صورة الحكم بالإعدام على مدرس خالف قوانين البلاد بأنه أعطى درسًا خصوصيًا لتلميذ بينما نرى فى بلادنا المدرسين يهملون فى أداء رسالتهم اعتمادًا على الدروس الخصوصية التى تدر عليهم ربحًا وفيرًا. كذلك يرى فرقع لوز احتفال البلاد بتخريج آخر أمى بينما بلادنا تعانى من الجهل والأمية وغير ذلك كثير من الصور الجميلة التى يراها هناك من عادات وتقاليد متقدمة يرى عكسها فى مصر. والمسرحية بهذه الصورة تركز على سلبيات كثيرة فى مجتمعنا بينما نرى صور مشرقة تقابلها فى بلاد أخرى فكأنما هى تستغل معاناة الشعب وتركز عليها من سوء الخدمات فى كل مرفق من مرافق الدولة وتقارنها بما يحدث فى بلاد أخرى، لذا أرفض الترخيص بأداء مسرحية «شبيك لبيك»» 20/7/1978.. وبالفعل تم رفضها! فهل ينجح أحدهم فى عرضها الآن!


سيد علي إسماعيل