الجلسة البحثية السادسة: تناقش "الهامش اللغوي" بمؤتمر أدباء مصر
استمراراً لفعاليات الدورة الحادية والثلاثين لمؤتمر مصر العام الذي تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. سيد خطاب بمحافظة المنيا خلال الفترة من 22 إلى 25 ديسمبر تحت عنوان "ثقافة الهامش والمسكوت عنه في الثقافة المصرية.. دورة الأديب يحيى الطاهر عبد الله" ويرأسه د. شاكر عبد الحميد ويتولى أمانته الشاعر سعيد عبد المقصود، أقيمت صباح اليوم بمكتبة مصر العامة الجلسة البحثية السادسة بعنوان "الهامش اللغوي" تحدث خلالها د. السيد نجم ومحمد ريان وأداراها د. سعيد الوكيل.
تحدث د. السيد نجم في بحثه الذي حمل عنوان "اللغة العربية في الإنترنت والهامش الثقافي" عن ثلاثة أشكال للغة العربية على شبكات التواصل الاجتماعي خلاف اللغة العربية وهي الكتابة باللهجات الدارجة فعلى سبيل المثال هناك أربع لهجات واضحة يكتبها السعوديين، وكتابة العربية بحروف أجنبية أو العربية التي يتخللها كلمات أجنبية والثالثة كتابة الصورة أو الموسيقى والتي يصبح الفن التشكيلي جزءًا من الكتابة، وأشار نجم إلى أن هذا يمثل خطورة على اللغة العربية والتي تعتبر حائط الصد الأخير على حد تعبيره، وأعطى مثالا بما تصرفه فرنسا على رابطة الشعوب الفرنكفونية لحماية اللغة الفرنسية، فيما يبدد العرب لغتهم، واختتم قراءته بأنه لا يمانع من استخدام بعض المفردات العامية والمصطلحات العلمية وبعض الإبداعات ولكنه يرفض أن يتحول الإبداع ككل إلى العامية لأنه يؤسس للانعزالية والانفصال ويؤدي إلى ضعف اللغة.
وطالب د. سعيد الوكيل في تعقيبه بعمل توصيات للدولة لإصدار تشريعات تلزم باللغة العربية في مجال الإعلام وفي التواصل داخل المدارس.
أشار الباحث محمد ريان في بداية بحثه الذي حمل عنوان "أدب الهامش ومواقع التواصل الاجتماعي" إلى أن الانترنت رسالته الأساسية هي كسر الحاجز بين الهامش وبين المركز، فقد بدأ الانترنت بالبحث عن المعلومه وانطلق إلى التواصل الشخصي ثم إلى التواصل الاجتماعي، ويأتي الجيل الرابع ليرسخ لتقنيات العالم الافتراضي وله سماته فتحول مفهوم النشر الإلكتروني إلى الانتشار الالكتروني ومنها الميتا تاج و"opso" حتى أن هذه التقنيات تم استخدامها في الكتابة فهناك الكتابة بالصور، وأكد أن مواقع الهيئة العامة لقصور الثقافة على الإنترنت غير فاعلة ولا تتجدد بخلاف صفحاتها على سبيل المثال، وأكد ريان أن مواقع التواصل رغم أن ما يحتوية من كم كبير من القراء إلا أنه يتأرجح بين الثقافات متوسطة المستوى والدنيا منها ولايصل إلى الثقافة الرفيعة، وتحدث عن أزمات المبدعين والمؤسسات الثقافية مع التسويق الثقافي وآلياته.
تحدث أحمد فضل شبلول في مداخلته عن تهميش اللغة العربية في مؤتمر يتناول أدبياتها في أكتوبر 2017 ولكن المركز الذي دعا له اشترط أن تكون المداخلات والمناقشات باللغة الإنجليزية.
تساءلت مرام يوسف عن دور الدولة في تنظيم فوضى النشر التي نعانيها، بينما أكد عبد الرازق عبدالرازق أن اللهجات هي بثور على جسد اللغة صنعها الاستعمار بفعل فاعل.
انتقدت د. هدى عطية عنوان المؤتمر بوجود كلمة ثقافة في بداية العنوان واقترحت حذفها لتنضبط الرؤية، أو استبدالها بكلمة سلوك، كما طالبت بألا تكون الأبحاث راصدة بل تتناول نظرة ناقدة تخلص منها لثقافة بديلة، وأصرت عطية على أن مناقشة أعمال الكتاب الراحلين وليس الانتاج العام الحي إبن المرحلة هي الأوقع والأكثر ربطاً.