العدد 913 صدر بتاريخ 24فبراير2025
النقد هو عملية موازية للعملية الإبداعية بل هو جزء أصيل في العملية الإبداعية لما له دورا كبير، وبارز في التأثير بشكل أساسي في صناعة العمل الإبداعي، ومن هنا جاءت أهمية الندوات النقدية التي تعود هذا الموسم بشكل متميز لتمثل أحد أبرز إيجابيات هذا الموسم من نوادي المسرح لتكون بمثابة المرشد والموجه لمخرجين نوادي المسرح فقد حمل مدير نوادي المسرح المخرج محمد الطايع وإدارة المسرح على عاتقهم عودة مثل هذه الندوات ليستفيد شباب النوادي بأكبر قدر ممكن من المعلومات والتوجيهات الهامة التى تساهم في اكتمال أعمالهم بشكل جيد خصصنا تلك المساحة مع مجموعة من النقاد والمتخصصين والمسرحيين الذين شاركوا في الندوات النقدية لنناقشهم في ثلاثة محاور رئيسية وهامة وهي أهمية الندوات النقدية ودورها في تفريغ نقاد جدد للساحة ودور الهيئة العامة لقصور الثقافة في هذا الصدد..
الندوات أرض خصبة لثقل الموهبة والوقوف على أفكار ووعي مغاير
قال الناقد أحمد خميس الحكيم عن فائدة الندوات :فارق كبير بين الذي ينظر لعمله من الداخل وبين العين الخبيرة التي لا ترتبط بعاطفة ما مع الحكاية المقدمة فالناقد المتابع سينحاز بداهة لكل مسرحية جادة، وسيحاول قدر الإمكان تقديم رؤية عميقة تتناول العناصر بالتحليل، والربط بين أجزائها بخبرته، ووعيه بالأفكار ومرجعياتها، وذلك أمر مهم للغاية لصناع العمل إذ يمكن القول أن تلك المقابلات النقدية ستكون أول مقابلة جادة يتم الوقوف فيها على العمل بالقدر المحايد المحب الذي يرجو صاحبه إفادة الشباب وتفسير ما قدموه بشكل لائق محفز على التجويد، وتلافي الأخطاء والمشاكل الأولية، وعليه فتلك مقابلة جمالية تعطي للشباب تفسير جمالي مهم حول جدوى، وأهمية ما قدموه كما أنها تشير للعناصر الضعيفة في الصناعة، والتي يمكن تطويرها أثناء تقديم العرض مرة أخرى وعن مدى أهمية الندوات في تفريخ نقاد جدد للساحة المسرحية تابع الحكيم قائلاً : تلك مسألة مهمة للغاية، وضرورة من ضرورات العمل في جهات الإنتاج المختلفة فكما يتدرب فريق العرض المسرحي على موضوعهم، ويبذلون الجهد اللائق اثناء البروفات تمثل الندوات تدريبا جادا للنقاد أيضا، وخاصة الجدد منهم فالندوات أرض خصبة لثقل الموهبة والوقوف على أفكار ووعي مغاير يسائل الأعمال ويسمع لأصوات نقدية أخرى قد تكون أكثر خبرة ووعي بطرق المقابلة المباشرة مع العرض المسرحي فالنقد الشفاهي المباشر مهارة لا تكتسب بسهولة، ويمكن تطويرها عبر الممارسة المستمرة، وعن دور الثقافة الجماهيرية الذي تلعبه كمؤسسة مسرحية في هذا الصدد أضاف : الحقيقة ذلك دور مفصلي، ويضرب أكثر من عصفور بطلقة واحدة فهنا يمكن للشباب المسرحيين المبدعين أن يتعلموا من عروض زملائهم، ومن المقابلات النقدية التي تساعد العروض على التطوير والوعي بدنيا العرض المسرحي، وأفكاره المتوارثة والجديدة، وهنا أيضا، وعبر ذلك الوعي يمكن لشباب النقاد أن يمتلكوا أدواتهم في مقابلة العروض والوعي بها كما أنها على جانب آخر فكرة ممتازة لكل من يحاول تلمس طريق النقد والوعي بكيفيات اللقاء الحي مع صناع عمل ما حيث التدريب يتيح اكثر من خبرة، وأكثر من طريقة في التعاطي، وهو دور غاب كثيرا عن مهرجانات التصعيد إذ كان يكتفى في السنين السابقة بندوات المهرجان الختامي فقط أما الأن فالندوات تعطي مساحات واسعة لصناع العروض والنقاد على حد سواء كي يتم تطوير أدواتهم واختبارها عمليا عبر الممارسة المباشرة.
النقد عمل موازٍ للعمل الفني
فيما رأت الناقدة رنا عبد القوي أهمية عودة الندوات التطبيقية فقالت : اختلف الكثير .. إذا كان التنظير سابق على الإبداع أم الإبداع سابق على التنظير، و لكن بشكلٍ مبدأي لا يقبل التشكيك تم الاتفاق أن النقد عمل موازٍ للعمل الفني، وكلاهما يؤثر ويتأثر بالأخر، فالنقد المسرحي يطال كافة مراحل العملية الإنتاجية، بداية من النص، وحتى اكتماله عرضاً مسرحياً فوق خشبة المسرحي مرئي ومسموع. كما أن البحث العلمي والقراءة المستمرة، ومواكبة التطور والتنقيب عن كل ما هو جديد، والثقافة الموسوعية في مختلف الفنون والعلوم الإنسانية جزء أصيل من مهام الناقد. لذا يأتي الاعتراف والتسليم بحتمية وضرورة الندوات التطبيقية على العروض المقدمة ضمن المهرجانات لمناقشة صناع العمل، و تفسير وقراءة ما قدموه في ضوء العلم والمناهج والنظريات. وهنا تعود الفائدة على شباب المسرحيين و العملية الإبداعية بشكلٍ عام حيث أن هذا النقاش الذي يدور بين صناع العرض ومجموعة من الأساتذة والدكاترة المتخصصين وأصحاب المسيرة والخبرة الطويلة يؤثر بالإيجاب على رحلة مبدع شاب سوف ينطلق لآفاق أوسع و في ضوء وعي أنضج.
وتابعت قائلة : تأتي استجابة إدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة للمطالبة بعودة الندوات النقدية عقب العروض تأكيداً على أهمية دور النقد كحلقة أساسية لاكتمال الدائرة الفنية، فإن كانت الورشات هامة للمخرجين، والندوات لا تقل عنها أهمية لجميع المشاركين في العمل المسرحي.
برنامج الندوات التطبيقية من أهم وأعظم إنجازات الهيئة العامة لقصور الثقافة
أما الناقد محمد علام فطرح وجهة نظره فقال :يعتبر برنامج ندوات النقد التطبيقي لعروض نوادي المسرح، واحدا من أهم وأعظم إنجازات الهيئة العامة لقصور الثقافة، لأنها تعد أول اشتباك مع صناع العمل المسرحي، وأول نقاش حقيقي يتعرض له المخرج والممثلون بعد الانتهاء من عرضهم، إنها جلسات للنقاش ولكن بأسلوب علمي، ومن خلال خبرات مهنية مختلفة لأعضاء الجلسات، والتي تضم نقادا ومخرجين وممثلين ومهندسي ديكور بخبرات وتجارب مختلفة.
وتابع قائلاً :هناك جانب آخر لهذه الندوات، فهي تفتح بابا للجمهور كي يعبر عن رأيه في العرض الذي شاهدوه، مما يفتح المجال لفهم أعمق للعمل المسرحي ويعزز التواصل الثقافي بين الجمهور وصناع العرض المسرحي.
من خلال النقاشات النقدية، يتم تسليط الضوء على القضايا الفكرية والفنية التي يطرحها العرض، مما يساهم في تعزيز الوعي الثقافي لدى الجمهور.
وأضاف علام قائلاً :في رأيي الخاص أرى أن توثيق ندوات النقد التطبيقي لا يقل أهمية عن تسجيل وتوثيق العروض، لأن ندوات النقد التطبيقي تساهم في توثيق وتحليل العروض المسرحية، ولذلك هي فرصة لنا كنقاد لتقديم نصائح لتلافي الأخطاء، وشرح أساليب عمل العناصر المسرحية والمدارس المسرحية ما يساهم في تطوير المخرجين والممثلين ومهندسي الديكور، وعلى الجانب الآخر تمثل الندوات مساحة لظهور نقاد مسرحيون جدد لاختبار أدواتهم في تحليل العروض المسرحية ما يبرز أهمية النقد كجزء لا يتجزأ من العملية الإبداعية.
واستطرد قائلاً :على ذلك أرى أن إدارة المسرح في هيئة قصور الثقافة ستكون قد قدمت خدمة عظيمة للمسرحيين الذين لم يستطيعوا حضور الندوات من مختلف الجمهورية أن يتابعوا حالة العروض المسرحية الأخرى والنقاش حولها، بالإضافة ستكون خدمت النقد المسرحي بتوثيق أراء النقاد، ومن الممكن أن يكون هذا التوثيق مسجلا ومذاعا عبر قنوات السوشيال ميديا للهيئة، وممكن أن يكون مكتوبا كتقرير صحفي عن كل ندوة، وهو بالضرورة توثيق للعروض المسرحية وحفظها للذاكرة، ما يترك أثرًا فكريًا وثقافيًا يُثري أرشيف المسرح المصري ويُسهم في تطوره.
أتمنى أن تعود الندوات التطبيقية لكل مهرجاناتنا
فيما أعربت د. هبه الله سامي عن سعادتها بعودة الندوات التطبيقية فقالت : سعدت جدا بعودة الندوات التطبيقية والتى أتمنى أن تعود مرة أخرى لكل مهرجاناتنا المصرية لأنى أعتبرها أن لها دور رئيسي فى تقدم العرض خطوات للأمام بمناقشة صناع العرض ومعرفتهم لرأى المتخصصين وكذلك الجمهور فى عرضهم ومناقشة الأفكار والتكنيك والتنفيذ علنا من شأنه فتح أفاق ونوافذ لصناع العمل تتيح لهم رؤية عروضهم من العديد من الزوايا وحتى إبصار مواطن القوة والضعف فى عرضهم المسرحى، وهذا ما لمسته بالفعل من حماس العديد من الشباب صناع العروض فى المهرجان حتى أننى، وبشكل شخصى أتلقى العديد من رسائل الشكر والأسئلة من الشباب الحاضرين فى الندوات سواء من صناع العروض أو الجمهور وهو مؤشر هام عن احتياجهم لمثل هذه الندوات الثرية بالمناقشات العلمية والفنية وعن دور الهيئة العامة لقصور الثقافة تابعت قائلة : دور قصور الثقافة دور جاد وفاعل فى إثراء الحركة المسرحية فى مصر مثله مثل الروافد المتنوعة من مسرح الجامعة أو حتى الفرق الخاصة للهواة وفرق البيت الفنى للمسرح فحتى وإن تفاوتت درجات الخبرة والتجريب بين الهواة والمتخصصين إلا أننى مازلت أسعد بالعديد من العناصر الموهوبة من كافة صناع العرض المسرحى حتى وإن لم يكونوا متخصصين أو دارسين ولكنهم يمتلكوا موهبة واضحة ووعى متميز .
عودة الندوات لنوادي المسرح خطوة محمودة
بينما أشار الدكتور عبد الكريم الحجراوي عن أهمية الندوات التطبيقية فقال : النقد عملية توازي الإبداع في الأهمية فكما يقول القائل (الإبداع رؤية نقدية، والنقد رؤية إبداعية)، ولا يوجد في ظني في أي بلد في العالم لديها فن قوي إلا وكان في المقابل هناك نقد يماثل هذه الحركة.
ولست هنا بصدد شرح أهمية النقد لأنه من المفترض أنه معلوم بالضرورة فلا يستطيع عقل أن يتخيل أن هناك حركة فنية ما لا تواكبها حركة نقدية في الاتجاه المقابل. واحتقار وتقليل شأن النقد هو بالضرورة تقليل من شأن الفن نفسه.
وتابع قائلاً :النقد رؤى فلسفية عميقة لأي عمل فني ومحاولة لسبر أغواره وتبيان المسارات والمآلات التي يتجه نحوها الفن، وفي مرحلة مبكرة يكون هو المرشد للعملية الفنية كلها.
كلمة النقد قادمة إلى العلمية الإبداعية من عالم النقود، فناقد العملة هو الذي تكون وظيفته إبراز الجيد من الردئ منها، ما هو مغشوش وما هو صحيح وإلا فسد عالم المال وكذلك بشكل ما في الإبداع.
وفي مصر تستطيع أن تقول أن لدينا أزمة في النقد في كل المجالات، وليس المسرح وحده، بداية من أنه علم إذا قدم يقدم بالمجان أو بأسعار زهيدة وظن البعض أن أي شخص يستطيع أن يقوم بهذه المهمة رغم صعوبتها الشديدة فتكوين نقاد محترف متملك لأدواته يحتاج إلى سنوات طويلة من أجل تكوينه، ساعات وشهور وسنين من القراءة والاطلاع الواسع في شتى العلوم والمجالات والتبحر في النظريات والفلسفات الشرقية والغربية قديمها وحديثها والاحتكاك بالأوساط النقدية المختلفة المحلية والدولية وقتها نستطيع أن نقول لدينا ناقد يستحق أن يطلق عليه ناقد.
ألاحظ عندما يلمع أو يظهر ناقد في مصر يكون ذلك نتيجة قدرات فردية لهذا الشخص وليس جهد مؤسسي قادر على تكوين نقاد على القدر المطلوب.
وأضاف : عندما نقارن الأسماء النقدية الكبيرة في العقود الماضية مع من هم في الساحة الآن تجد فارقا كبيرا وهناك حالة من التدهور الكبير ولكل ذلك أسبابه التي قد تكون معروفة للكثيرين .
وتابع :أما عن عودة الندوات لنوادي المسرح فهي خطوة محمودة بكل تأكيد، وإفادة للناقد وكذلك المبدعين الذين يبدأون مشوارهم المسرحي وبحاجة إلى التوجيه والارشاد خاصة وأنهم هذه المرحلة التي تكون بها أخطاء البدايات واضحة وهم في أشد الحاجة لمن يوجههم للطريق الذين يمكن أن يصبحوا أفضل لو سلكوه .
خطوة بالغة الأهمية نحو تحقيق فلسفة نوادي المسرح
فيما أوضح الدكتور طارق عمار عن أهمية عودة الندوات فقال: بالطبع تعد استعادة الندوات النقدية التي تلي عروض نوادي المسرح خطوة بالغة الأهمية نحو تحقيق فلسفة نوادي المسرح كاملة حيث أن الهدف من النوادي تثقيف الشباب مسرحيا إلى جانب تقويم تجاربهم بصورة علمية من خلال اخضاعها للنقد الموضوعي حتى يمكن للشباب التعرف على مواطن القوة والضعف فيما يقدمونه من تجارب بهدف تطوير أدائهم والارتقاء به نحو الأفضل خاصة وانهم كهواة للمسرح لا يزالون في طور التكوين.
وأكمل حديثه قائلاً : إلى جانب ذلك فإن الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة تعمد إلى الدفع بشباب النقاد من خريجي أقسام الدراما والنقد وعلوم المسرح بكليات الآداب وأكاديمية الفنون إلى جوار كبار النقاد لإتاحة الفرصة أمامهم لممارسة النقد التطبيقي بصورة منهجية والتدرب عمليا على العملية النقدية بإشراف ورعاية من كبار النقاد وهو ما يفتح جسرا للتواصل بين أجيال النقاد ونقل خبرات الأجيال السابقة إلى جيل الشباب بذلك فإن الهيئة العامة لقصور الثقافة تلعب دورا نشطا وفاعلا في الحركة المسرحية المصرية وتحقق فلسفة الإتاحة الثقافية لجميع فئات الشعب المصري كما تعمل على تكوين رافد قوي يغذي الحركة المسرحية المصرية بالمبدعين والنقاد على حد سواء.
كان هدفنا إيصال النقد بشكل يليق بطبيعة تقبل فنانين هذا العصر
قال المخرج والفنان رامي نادر عن أهمية الندوات التي تلي العروض: كنت فى ندوات مهرجان النوادى التى بدأنا منها جميعنا، وكانت الندوات جزء أصيل من العروض آنذاك؛ لأنها كانت توجهنا (كجمهور مبتدئ) واقصد بجملة “الجمهور حديث العهد” بهذا النوع من المسرح الغير مبنى على الإبهار والديكورات الضخمة والنجوم، ولكنه مبنى على الإبداع والابتكار فى أضيق الحدود المادية، وقدرته على التعبير عن نفسه.
أما لنا كفنانين مبتدئين أيضاً كان توجيه لفكرة مستويات التلقى.. بتقدم العمل وبه ثلاثة تساؤلات هامة هم أين وكيف وماذا
وتابع قائلاً :كان ما فات كان مقدمة لابد منها لتوضيح اننا عاشرنا فكره الندوات مسبقا، والتى كان بها فى الماضى ما يجعلها لا تقل عن لجنة التحكيم فى القيمة والتقدير، ولكن أنا وزملائي لجنة الندوات هذه المرة كان هدفنا ..إيصال النقد بشكل يليق بطبيعة تقبل فنانين هذا العصر .. بأسلوب حميمى..به نصائح ونقد ولكن غير هدام ولكنه إشارة للتوفيق وعدم التوفيق مع وضع معايير التذوق جانبا، والاستناد إلى المعايير الأكاديمية، فأنا أرى أن الفن فقط هو الصحيح و به الجميل و القبيح فى جزء آخر إذا وجب التصحيح بأسلوب يجعل الجميع يستفيد، و للفنان حق القبول أو الرفض فننحن “ننصح ونوجه لمصلحة العمل”، و كانت الجملة الثابتة في كل الندوات نحن نتعامل وكأن جميع العروض سوف تحصل على فرصة أخرى فكنا نقول خلال الندوة «نصائحنا فى المرة القادمة كذا وكذا وكذا”.
وأخيراً أتمنى أن نكون قد وقفنا فى إدارة الندوات بهذا الأسلوب الذى اعتقد انه جديد فى الندوات .
أتمنى أن تقيم إدارة المسرح في كل إقليم ندوتين متخصصتين لشباب نوادي المسرح
فيما قالت الكاتبة صفاء البيلي عن عودة الندوات التطبيقية لنوادي المسرح : تعد عودة الندوات التطبيقية أمر هام للغاية لأنها تعيد تقييم الأفكار الموجودة لدى الشباب فعن طريق الندوات يستطيعون معرفة إن كانوا على الطريق الصحيح أم أن هناك بعض الأشياء لا يجيدوها، وتؤثر في أعمالهم، ويمكنهم أن يركزوا عليها في الأعمال القادمة. وتابعت : الكثير من الشباب عقب الندوات كانوا يتمنون أن يعرفوا المعلومات، والملاحظات التي قدمت بالندوة من الأساتذة، والنقاد قبل تقديم عروضهم حتى يتلافوها، وهو ما يعنى أننا بحاجة إلى إقامة ورش تدريبية لهؤلاء الشباب شباب النوادي، واقترح أن يتم تجمع المخرجين لمدة يومين لتلقي الورش التدريبية قبل مناقشة مشاريعهم وأن تقام لهم ندوات تثقيفية يقوم بها مخرج مصمم ديكور وكاتب مسرحي ووجود الكاتب حتى يعرفهم كيفية اختيار وقراءة وتناول النص المسرحي والسينوغرافي يوضح لهم كيفية التعامل مع عناصر السينوغرافيا.
وتابعت قائلة : عودة الندوات كانت فرصة كبيرة لأظهار العديد من النماذج الجيدة من الشباب المخرجين والممثلين وعناصر العرض المسرحي، وإظهار مجموعة من العيوب فعلى سبيل المثال من المميزات أننا في إقليم شرق الدلتا اكتشفنا وجود مجموعة من الشباب المبدع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولديهم رؤى مختلفة وقدرة على تحريك مجموعات كبيرة من الممثلين والممثلات، ولديهم قدرة على إدارة العمل المسرحي، وإكتشفنا عناصر تمثيلية جيدة وعناصر صناعة الديكور المتميزة، وكذلك تصميم الإضاءة والأغاني والأشعار المصاحبة للأعمال، وبالفعل اكتشفنا عناصر جيدة، ومتميزة لصناعة العمل المسرحي، ولكن في نفس الوقت كان هناك مجموعة من الأخطاء الكبيرة، ومنها الخلط بين العديد من المصطلحات بين الدراماتورج والإعداد، والكتابة والتأليف، وهذه المصططلحات يجب أن يتم تعرفهم بها قبل أن يبدأو في اختيارات مشروعاتهم، ومناقشتهم بها وإكتفشنا العديد من الأعمال المأخوذة عن أعمال أخرى أو وسائط أخرى بدون لفت النظر إليها وأضافت قائلة : أرى أيضاً أنه من الضروري تعرفهم في هذا الندوات الاسترشادية قبل الإنتاج أن هناك ما يسمى «بالأمانة الفنية والعلمية» وأن على الذي يقوم بالإعداد للعمل أو بالتأليف أن يعمل على إعادة الحق لأصحابه وأن ينسب أصل العمل إلى مؤلفه الأول، وأيضا يعدون نصاً مسرحياً عن نص مسرحي آخر، وهذا غير صحيح لأن الإعداد يكون من وسيط إلى وسيط آخر فإعداد النص المسرحي يكون إما عن قصيدة شعر أو أغنية أو مجموعة أغاني أو عن قصة قصيرة أو قصة طويلة أو رواية، وكل هذا يجب تعريف الشباب به وأضافت : هناك الكثير من الأفكار المخلوطة لديهم والمغلوطة نريد أن يتم إرشادهم ليها قبل مناقشة مشاريعها كما أن إدارة المسرح لديها الكثير من النصوص المسرحية التي تعاقد عليها الكتاب من قبل، واخدت عليها الموافقات لتقدمها الفرق والقصور وما إلى ذلك لما لايقدمون هذه النصوص للشباب بالنوادي على أساس أن هذه النصوص من الممكن أن يختاورا منها فيمكن عمل مجموعة لهؤلاء الشباب الذين سجلوا في تجارب النوادي، وتوضع لهم النصوص التي تم الموافقة عليها من قبل إدارة المسرح، ويمكنهم أن يختاروا منها لأن هؤلاء الشباب يكونون في حيرة شديدة في اختيار هذه النصوص بدليل أن معظمهم يقومون بتأليف النصوص فعظم المخرجين هم «مخرج / مؤلف أو معد أو دراما تورج» فيبدو أن هناك عدم خبرة وقلة تجربة هي التي تدفعهم إلى ذلك فعدم الخبرة نابع من عدم قراءتهم كثيراً لكي يستطيعوا أن يختاروا النصوص التي يمكن أن تعبر عن أفكارهم فيبدوأ في الاستعانة بأي فكرة سواء شاهدوها في فيلم سينمائي أجنبي أو عربي أو نص مسرحي قاموا بقراءته فيأخدوا الفكرة ويقومون بصياغتها مرة أخرى، ويكتبون عليهم أسمائهم بأنهم هم المؤلفون وأكملت البيلي قائلة : اللجان تكتشف مثل هذه الحالات لأن اللجان تكون من ذوي الخبرة المسرحية، وبالطبع نكتشف مثل هذه الأشياء فيفقد المخرجين الشباب جزء كبير من مجهودهم في اختياراتهم الخاطئة فالاختيارات الخاطئة في أحيان كثيرة تؤدي إلى إخفاق مجموعة العمل في العرض المسرحي واستطردت قائلة : أتمنى أن تقيم إدارة المسرح في كل إقليم ندوة أو ندوتين متخصصتين تجمع كل الشباب الذين يريدون أن يقدموا تجارب نوادي لتتم تثقفهم وتوعيتهم بالنص المسرحي وأهميته وكيفية قراءته.
السبيل الوحيد لتعليم المخرجين الجديد في المسرح
الكاتب المسرحي عمر توفيق ذكر قائلاً عن عودة الندوات النقدية : قرار عودة الندوات من أفضل القرارات التي تم اتخاذها من قبل إدارة المسرح بهيئة قصور الثقافة؛ لأن الندوات مهمة جداً للعرض المسرحي المقدم لأن من خلالها يتم مناقشة العرض الذي تم تقديمه ومضمونه وجميع العناصر المسرحية داخل العرض، وتوضح لفريق العمل والمخرج هل استطاعوا إبراز فكرتهم بشكل جيد من خلال عناصر العرض، وماهي نقاط التقصير لديهم، والتي يجب أن يضعوها في الاعتبار في حالة تصعيد العرض وتقديمه مرة أخرى؛ إذن الندوات هامة جداً لصناع العرض نفسه، لأنها السبيل الوحيد لتعليم المخرجين الجديد في المسرح، ويستطيعون من خلالها فهم ما هي العناصر التي يجب أن يهتمون بها، وماهي “الزيادات” التي يجب أن يتم الاستغناء عنها ماهو التطور الذي يحدث للعرض المسرحي، وكيفية التعامل مع النص، وإذا كان هناك نصوص مسرحية مشابه، وإذا كان هناك عروض من نفس مدرسة الإخراج، والنهج الإخراجي المتخذ داخل العرض نفسه فتكون هناك حالة من حالات البهجة للجان وصناع العروض، ولجمهور العرض الذي يحضر هذه الندوات، وكلما كانت اللجنة متناغمة مع بعضها؛ كلما كانت الندوة بها مكسب كبير جداً للعرض وصناعه وتابع قائلاً: من خلال الندوات نكتشف نقاد جدد فهناك أسماء لم يتم التعرف عليها من قبل، ومن خلال هذه الندوات يتم التعرف على النقاد الجدد؛ إذن هي فرصة جيدة للنقاد الجدد للتعارف على أجيال مختلفة من المسرحيين فكل الشكر لإدارة المسرح بهيئة قصور الثقافة لأنها تحاول أن تشكل لجان من مختلف النقاد والمتخصصين على مستوى الجمهورية.