العدد 914 صدر بتاريخ 3مارس2025
فاز الكاتب والمؤلف أحمد فؤاد الدين بالمركز الثاني بجائزة ساويرس الثقافية، فرع النصوص المسرحية عن نص الباقي من عمري ، وفي خلال حوارنا معه نستعرض أهم النقاط داخل النص، ورؤيته للمسرح المصري اليوم.
كيف ولدت فكرة كتابة نص “الباقي من عمري”؟ وما هي القضايا الرئيسية التي أردت تسليط الضوء عليها من خلال هذا النص؟
بدأت فكرة نص الباقي من عمري كمعالجة لفيلم سينمائي، لكن بسبب اعتمادها على مكان واحد وحوارات مطولة وجدت أن الأنسب كتابتها كمسرحية، الفكرة هي محاولة لسيدة عاشت في ظل رجل نرجسي أن تستعيد معنى حياتها وتفهم ما مرت به طوال سنوات حياتها معه.
كيف تأثرت بأسلوبك الأدبي في كتابة هذا النص المسرحي؟ وهل ترى أن هناك مصادر أو تجارب معينة ألهمتك في كتابة النص ؟
كتابة القصة والرواية أثرا في كتابة النص المسرحي من حيث الحبكة، وكان لدي اهتمام بنقل نفس التقنيات التي استخدمها في كتابة القصة داخل النص المسرحي، بالإضافة لفهم أعمق للشخصيات.
وقرأت عدة مسرحيات في الفترة التي بدأت فيها العمل على النص المسرحي، توفيق الحكيم ولينين الراملي وإبسن ويونيسكو، كان لينين مبهرًا لأنها كانت المرة الأولى التي أقرأ مسرحياته بالرغم من أني شاهدتها تقريبا جميعا.
ماذا يمثل لك الفوز بجائزة ساويرس الثقافية؟ وكيف أثر ذلك على مسارك الأدبي؟
تمثل الجائزة فرصة للكاتب حتي يرى عمله جمهور أكبر، وأتمنى أن الحصول على الجائزة يساعد في تحويلها لعرض مسرحي، أما عن مساري الأدبي، فبالفعل بالجائزة أو بدونها كنت سأكتب مسرحيات أخرى، لكنها حتمًا دافعًا كبيرًا للكتابة في ذلك النوع.
ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء كتابة النص؟ وهل كانت هناك جوانب معينة تطلبت تعديلات كبيرة؟
الصعوبة الأكبر في كتابة نص مسرحي هو الإلتزام بمنطق المسرح وفهم محدداته، وعدم الوقوع في فخ المباشرة في الحوار، وحاولت جاهدًا أن يظهر الحوار بشكل تلقائي من الشخصيات دون افتعال.
كيف ترى التفاعل بين النصوص المسرحية والواقع الاجتماعي؟ وهل تعتقد أن المسرح قادر على إحداث تغيير فعلي في الوعي المجتمعي؟
النص المسرحي كأي عمل فني، يجب أن يعكس جانب ما من الواقع الاجتماعي، لا يمكن لأي فن أن ينفصل عن الواقع الذي يعيش فيه صانعه، لأننا بالأساس نعيد تشكيله في الأعمال الفنية.
ويمكن للمسرح كما يمكن لكل شكل فني أن يساعد في إحداث تغيير في الوعي المجتمعي، حتى لو كان فقط على مستوي الأفراد، وحتى لو كان ببطء في النهاية، فالغرض من الفن هو إحداث تغير حتى لو في شخص واحد.
هل لديك مشاريع جديدة في المستقبل تتعلق بالكتابة المسرحية؟ وما الذي تخطط له بعد النجاح الذي حققته مع “الباقي من عمري”؟
لدي مشروع لمسرحية تجريبية ، مختلفة كليًا عن الباقي من عمري، أحاول أن أجاري ما أشاهده في أوروبا من مسرحيات تجريبية مميزة، وسأعمل قريبًا على مشروع جديد
كيف كانت تجربتك مع التحكيم في جائزة ساويرس؟ وهل كانت هناك ملاحظات أو توجيهات معينة ساعدتك في تطوير النص بشكل أكبر؟
شاهدت فيديو للجنة التحكيم تناقش الحبكة الجيدة للمسرحية وكعادة جائزة ساويرس فإن اختيارات لجان التحكيم دائمًا ما كانت مميزة للغاية، لم أشرف بالتواصل بشكل مباشر مع اللجنة لكني سأسعد إذا ناقشتهم فيها.
كيف يمكن للنص المسرحي المصري أن ينافس في الساحة العالمية؟ وهل ترى أن هناك تحديات تواجه الكتاب الشباب في هذا المجال؟
للمنافسة في الساحة العالمية يحتاج المسرح المصري للتحقق أولًا بشكل محلي، لم تعد هناك مسرحيات تعرض، ولا أعمال تنشر، يجب أن يستعيد المسرح قوته، حتى المسرحيات الكوميدية البسيطة لم تعد موجودة، قبل عشرين عامًا كان كل نجوم مصر يقدمون مسرحيات من وقت لاخر،و كانت العروض في كل أنحاء مصر، اليوم تهدم المسارح وتوقفت العروض المسرحية بشكل كبير، كل هذا تحدي أمام أي كاتب شاب، أو حتى متحقق، لكن في النهاية يجب أن نكتب ونعمل وننتظر أن تتحول أعمالنا لعروض عندما يحين الوقت.
ما هي الرسالة التي ترغب في إيصالها لجمهورك من خلال “الباقي من عمري”؟ وهل تعتقد أن النص حقق هذه الرسالة؟
لا توجد رسائل بالمعني المعتاد للكلمة، لكني أتمنى أن يؤثر العمل في شخص واحد على الأقل ويشعر أنه يجد من يشاركه مشاعره.