العدد 914 صدر بتاريخ 3مارس2025
1
عزيزي القارئ
السطور التالية، وغيرها الكثير مما سيأتي تباعا في حلقات نرجو أن تطول، هي نتاج حديث أمتد على مدار شهور- و مازال - بيني وبين القدير الأستاذ والمعلم المخرج المجدد سمير العصفوري. فمن حسن طالعي أن اختصني الكبير سمير العصفوري بلقاءات هاتفية شبه يومية، نتبادل فيها الأراء حول المسرح والمجتمع. بل ويمنحني فيها شرف الاستماع لملاحظاته حول ما أكتبه سواء كان هنا (في مسرحنا) أو على صفحتي على الـ(فيسبوك).
كنت في هذه اللقاءات مستمعا أكثر مني متحدثا، فالحديث مع العصفوري هو بمثابة الدروس الحياتية التي أحرص فيها على الاستزادة من علمه وفنه وخبراته. وفجأة وجدتني أسأل الأستاذ: (ما رأيك في أن نجعل حوارنا هذا حوارا علنيا؟) .. وأضفت: (أعني .. أن ما قلته لي وتقوله يصلح لأن يكون مادة علمية لا يصح ألا يستفيد منها الناس جميعا من محبي المسرح ممارسين ودارسين). وبعد محاولات كثيرا و(زن) وإلحاح مني .. وافق الكبيرمشترطا أنه سيحكي، فقط سيحكي. وسيترك لي أمر الصياغة. ووافقت فوراً.وأخبرته بأنني لا أريد غير ذلك.. بل إنني لن أتدخل في صياغة ما سيحكيه ولا ترتيبه، لأجعل القارئ يشاركنا جلستنا بما فيها من انتقالات واسترسالات وكأنه كان يجلس معنا (الأستاذ والتلميذ).
وها أنا أوفي بوعدي وأقدم لك عزيزي القارئ أول الحلقات من (حكايات العصفوري)...في انتظار مشاركتك وإلقاء الأسئلة على الحكاء العظيم .. فلنقرأ.
هذه محاولة لرصد بعض الذكريات وإرسالها إلى الصديق العزيز الكاتب الناقد محمد الروبي لعلها تعجبه. أرى فيها ما يصلح لأن ينشر ورقياً أو هوائياً أو تلقى في صفيحة الماضي وخلصنا و(ما لهوش لازمة اللت والعجن).
طيب نسيب مسافة ونقول دي حب الذكريات يا روبي عن سنوات بعيدة ، بالذات عن سنوات كانت صعبه عن 67 .حضرتك فاكر النكسة الصعبة والألم والحزن. وضياع الوقت في محاولة الوقوف معتدلين.
في هذا العام كان لدينا وزيراً عظيماً اسمه ثروت عكاشه. قرر أن لا يتوقف المسرح عن العمل. وكان من نصيبي نص عظيم لصلاح عبد الصبور هو (مأساة الحلاج) الذي سأقدمه على دار الأوبرا (القديمة).
وقد كان. واستمر العمل بقيادة الفنان العظيم الممثل الكبير النجم محمود مرسي. وخرج العمل جيدا واستقبله الجمهور استقبالا عظيما على مستويين، مستوى صوفي هو إعجاب الناس بشخصية الحلاج. ومستوى أخر هو عشق صلاح عبد الصبوررجل أمال المستقبل وحريته.
العرض قدم ثلاث مرات. وأخبروني أن الدكتور ثروت عكاشة معجب به. وفي ليلة ن لياليَ السعيدة دعاني الأستاذ محمود مرسي كي أقابل السيد الوزير.
في اللقاء الذي كان حميما للغاية. أعلن لي الوزيرعن إعجابه بالعرض وسألني: (انت درست فين؟) قلت له في جامعه عين شمس. فضحك محمود مرسي وضحك الوزير ثم قال لي: (لا أنا بكلمك أنت درست فين فن؟) فأخبرته أنني لم أدرس. وأكد الوزيرعلى سؤاله وقال: (يعني ما درستش في الخارج) قلت له (لا ما خرجتش من الداخل). فقال لي بحسم: (بكره ولا بعده تجيل لي الوزاره.. هسفرك فورا للخارج).
وقد كان ..وذهبت إليه و وإذا بي أفاجأ بأنه قد أصدر قرارا لثلاث شخصيات أنا واحد منهم كل منا إلى بلد . وقد كان من نصيبي ويالافرحتي بلد النور باريس.
وهنا وجدت نفسي أصرخ بداخلي (يالهوي) هل حقا ساأذهب إلى جنة المسرح؟ نعم نعم. فهاهي الطائرة تحملني من القاهره لكي تهبط بي في باريس. وهناك رأيت العجب العجاب وعن هذا حديث أخر سيأتي في وقته.