القضية والبناء الفنى فى مسرح أبو العلا السلاموني رسالة ماجستير للباحثة إسراء الحفناوي

القضية والبناء الفنى فى مسرح أبو العلا السلاموني رسالة ماجستير للباحثة إسراء الحفناوي

العدد 923 صدر بتاريخ 28أبريل2025

فى رحاب قاعة المناقشات بكلية التربية النوعية جامعة المنوفية، وفى يوم الأحد الموافق 27 من شهر إبريل 2025 تمت مناقشة رسالة ماجستير بعنوان: (القضية والبناء الفنى فى مسرح أبوالعلا السلامونى)، المقدمة من الباحثة إسراء السيد عبد العزيز الحفناوى، للحصول على درجة الماجستير فى مجال الفنون المسرحية.
وتكونت لجنة الإشراف والمناقشة والحكم من كل من: الأستاذ الدكتور محمد عبد الله حسين (أستاذ النقد والأدب العربى الحديث ووكيل كلية دار العلوم جامعة المنيا الأسبق وأمين اللجنة العلمية للترقيات بالمجلس الأعلى للجامعات)، الأستاذ الدكتور فرج عمر فرج (أستاذ الدراما والنقد ورئيس قسم المسرح والدراما بكلية الآداب – جامعة بنى سويف (مشرفًا وعضوًا)، أ. م. د/ منى عبد المقصود شنب (أستاذ المسرح التربوى المساعد بكلية التربية النوعية جامعة المنوفية) (مناقشًا داخليا)، أ. م. د/ مروة عبد العليم زلابية (أستاذ المسرح المساعد قسم الاعلام التربوى كلية التربية النوعية – جامعة المنوفية (مشرفًا وعضوًا).
وقد حصلت الباحثة بعد المناقشة على الماجستير بتقدير ممتاز مع التوصية بالتداول.
وقد ذكرت الباحثة فى مقدمة بحثها أن المسرح والأدب يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ الثقافى للبشرية؛ إذ يُعَدُّ المسرح أحد أقدم أشكال التعبير الفنى التى تناولت القضايا الاجتماعية والسياسية والفكرية، وأن المسرح فى الأدب العربى المعاصر، يُعَدُّ أحد أبرز أشكال التعبير الفنى التى تعكس هموم الإنسان العربى وقضاياه الراهنة، فقد تمكن الأدباء والمسرحيون من تقديم رؤى متعددة حول التغيرات الاجتماعية والسياسية والفكرية التى مرت بها المجتمعات العربية، مستلهمين التراث الشعبى والثقافة المحلية فى بناء نصوصهم المسرحية، ومن بين هؤلاء الرواد الذين ساهموا فى تطوير المسرح العربى الحديث: محمود دياب، يسرى الجندى، محفوظ عبد الرحمن، رأفت الدويرى، السيد حافظ، بهيج إسماعيل، وغيرهم، حيث أثروا المشهد المسرحى بأعمال تجسد تطلعات المجتمعات العربية وتحدياتها.
وفى هذا السياق أشارت الباحثة إلى أن الكاتب « أبو العلا السلاموني» قدم إسهامات بارزة، حيث عكست أعماله هذه القضايا برؤية فنية تجسد التحولات الاجتماعية والثقافية، وتعكس عمق الصراع بين الماضى والحاضر.
لذا، تبرز أهمية دراسة البناء الفنى فى مسرحيات السلامونى، حيث يسهم هذا البناء فى تقديم القضايا الاجتماعية والثقافية بشكل مميز، فتحليل الجوانب الفنية لأعماله يفتح آفاقًا جديدة لفهم أثر المسرح على الوعى الثقافى للجمهور، ويكشف عن دور المسرح كأداة مؤثرة فى تشكيل الهويات الاجتماعية والثقافية.

مشكلة الدراسة
قد تبلورت مشكلة الدراسة فى التساؤل الرئيس التالي: ما القضية والبناء الفنى فى مسرح أبوالعلا السلاموني؟
ومن هنا سعت الدراسة للإجابة عن التساؤلات الفرعية التالية: كيف يعكس البناء الفنى فى مسرحيات السلامونى القضايا المتعلقة بالهوية والتراث؟ وكيف وظف الكاتب أبو العلا السلامونى الإرشادات المسرحية فى تقديم القضية المطروحة ؟ وما دور الفنون الشعبية فى تصوير الهوية والتراث فى أعمال السلاموني؟، وكيف كشفت العلامات السيميائية القضايا المطروحة وكيف أثرت فى البناء الفني؟، وكيف يسهم عنصرا الزمان والمكان فى تشكيل القضايا الفنية فى أعمال الكاتب؟

أهمية الدراسة    
وتظهر أهمية الدراسة فى أنها تسعى إلى التركيز على كيفية استخدام الكاتب «أبوالعلا السلاموني»  للأدوات المسرحية مثل الإرشادات المسرحية، والرموز السيميائية، والعناصر الشعبية لتصوير التوترات الثقافية والصراعات بين التقليد والحداثة، كما تُبرز الدراسة علاقة المسرح بالهوية والتراث الشعبى، وتكشف كيف يمكن للفنون أن تكون أداة بارزة فى تشكيل وعى المجتمع وتعزيز انتمائه الثقافى، من خلال ذلك، تُعزز الدراسة من الفهم النقدى للمسرح العربى المعاصر، وتقدم رؤية متكاملة حول كيفية استخدام النصوص المسرحية لمخاطبة القضايا المجتمعية الملحة والتركيز على التحولات الاجتماعية والسياسية التى تشهدها المجتمعات العربية.

أهداف الدراسة
وأشارت الباحثة إلى أن الدراسة تهدف إلى ما يلي:
استكشاف القضايا الاجتماعية والثقافية التى تطرحها مسرحيات السلامونى، وكيفية انعكاس التحديات والتغيرات التى تواجه المجتمعات المعاصرة من خلالها، والوقوف على توظيف الكاتب أبوالعلا السلامونى للإرشادات المسرحية لتعزيز الرسائل الاجتماعية والثقافية فى المسرحيات. ومعرفة دور الفنون الشعبية فى تصوير الهوية والتراث، وكيف تسهم فى تعزيز الانتماء الثقافى فى ظل التغيرات المعاصرة. بالإضافة إلى دراسة العلامات السيميائية المستخدمة فى المسرحيات وكيف تعكس التوترات السيميائية المتعلقة بالهوية والثقافة، مما يساعد على فهم الأبعاد المختلفة لهذه التوترات. ودراسة تأثير عنصرى الزمان والمكان على القضايا الفنية فى مسرحيات السلامونى. وتقديم تحليل شامل للأعمال المسرحية محل الدراسة، مما يسهم فى إثراء المعرفة الأدبية والفنية، ويعزز من تقدير دور المسرح فى التعبير عن القضايا الاجتماعية والثقافية. بالإضافة إلى أن الدراسة تسعى إلى فتح آفاق جديدة للبحث والدراسة فى مجال المسرح الأدبى، من خلال تقديم رؤى جديدة حول كيفية تفاعل الفن مع المجتمع والثقافة.
وأكدت أنه على ضوء هذه الأهداف، فإن الدراسة تهدف إلى تحقيق فهم أعمق للتأثيرات المتبادلة بين الفن والمجتمع، ما يسهم فى تعزيز الدراسات الأدبية والثقافية فى العالم العربى.

 عينة الدراسة
قد ركزت الدراسة على ست مسرحيات من مسرحيات الكاتب أبو العلا السلامونى، والتى تجسد التفاعل بين التراث والتغيرات المجتمعية، والتى يظهر فيها بوضوح البناء الفنى والأساليب الفنية التى يعتمدها الكاتب لتقديم القضايا، كما تعكس قضايا الهوية والتراث، وتشمل: رواية النديم عن هوجة الزعيم 1970م، رجل فى القلعة 1981م، مآذن المحروسة 1982م، أبو نضارة 1986م، زُوبة المصرية 1995م، ابن دانيال والأمير وصال 2020م.

بعض النتائج العامة للدراسة
كشفت هذه الدراسة عن الدور المحورى الذى يلعبه مسرح أبو العلا السلامونى فى معالجة قضايا الهوية الثقافية والوطنية، من خلال توظيف التراث الشعبى واستدعاء السياقات التاريخية ضمن بنائه الفنى، لم تكن هذه القضايا مجرد موضوعات مسرحية، بل شكّلت محورًا أساسيًا فى تفاعل النصوص مع الواقع المصرى عبر العصور المختلفة، حيث عكست المسرحيات الصراع بين التقاليد والتحديث، ومدى تأثير التحولات السياسية والاجتماعية على الهوية الوطنية والتراث الثقافى.
برزت الهوية الوطنية فى نصوص الكاتب من خلال تناوله لقضايا مثل الاستعمار، التبعية السياسية، والمقاومة الشعبية، إذ قدم المسرح كأداة لإعادة تشكيل الوعى الوطنى وتعزيز الانتماء، فى المقابل، ظهر التراث الشعبى كأحد العناصر الأساسية فى المسرحيات، ليس فقط باعتباره مكونًا ثقافيًا، بل كوسيلة لمقاومة محاولات الطمس الثقافى والتحديث المفروض، وقد انعكس هذا فى استلهام الكاتب لأساليب المسرح الشعبى، مثل السامر والمقامة والارتجال والمحبظين وخيال الظل، ما عزز البعد السيميائى للنصوص، وربطها بالوعى الجمعى للمجتمع.
وتؤكد الدراسة أن السلامونى لم يكن مجرد ناقل للواقع، بل كان يسعى بوعى إلى تحفيز المتلقى على إعادة التفكير فى هويته الثقافية والوطنية، حيث استخدم البناء الفنى بطريقة تكشف عن التوتر بين الهوية والتراث من جهة، ومتغيرات العصر من جهة أخرى، ومن خلال ذلك، نجح فى تقديم رؤية نقدية للواقع، تعكس هموم المجتمع وتحدياته، ما جعل المسرح أداة فاعلة فى تشكيل الوعى الثقافى والوطنى.
وبناءً على هذا التحليل، توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج التى تركز على كيفية تفاعل البناء الفنى فى مسرح السلامونى مع قضايا الهوية الثقافية والوطنية، وتوظيف التراث بوصفه أداة تعبيرية تعزز البعد السيميائى للنصوص المسرحية.
 


سامية سيد