«قلبى مليان بحكايات» اليوم الأخير فى حياة داليدا عرض جديد تقدمه فرقة كيميت المسرحية

«قلبى مليان بحكايات»  اليوم الأخير فى حياة داليدا عرض جديد تقدمه فرقة كيميت المسرحية

العدد 924 صدر بتاريخ 12مايو2025

لم تكن مجرد مغنية. كانت ظاهرة، صوتًا يلامس الروح، ووجعًا مكسوًا بالجمال. داليدا، التى ودّعت الحياة فى قمة شهرتها، تعود اليوم إلى المسرح من جديد، لا لتغنى، بل لتُروى قصتها الأخيرة.        
«قلبى مليان بحكايات”، عرض موسيقى راقص جديد، يفتح الستار على اليوم الأخير فى حياة الأسطورة، بين حنين الذكريات وضجيج الصمت، ليقدّم للجمهور رؤية فنية وإنسانية عن امرأة أحبها العالم، وعانت بصمت. يقدم المخرج حمدى العربى قصة حياة الأسطورة داليدا على خشبة مسرح مركز الهناجر للفنون يومى 8/9 مايو العرض تأليف وسينوغرافيا وإخراج حمدى العربى بطولة كريمة نايت، شارلى أحمد والطفلة تمارا حجاج موسيقى وألحان وإعادة صياغة أغانى شريف الوسيمى، تصميم رقصات عمرو باتريك.

مجد ووحدة
قال المخرج حمدى العربى عن عرض “قلبى مليان بحكايات” نحن أمام استحضار لسيرة أسطورة الغناء العالمى داليدا، أم أن “داليدا” هنا مجرد رمز لامرأة تحدت واقعها، وغلبت قيود المجتمع والروح؟ العرض يدور حول سيرة فنية وإنسانية مركبة، تبدأ من طفولة فقيرة على أطراف قطار الحياة، مرورًا بتجارب قاسية فى أوروبا وأمريكا، وسط مناخ سياسى واجتماعى كان مغلقًا.
داليدا فى هذا العمل ليست فقط المطربة التى أحببناها وتغنينا بأغانيها، بل هى إنسانة هشة رغم قوتها الظاهرة، حققت المجد، ولكن انتهى بها الطريق إلى الوحدة والتعاسة. ورغم تكريمها فى شوارع باريس، حيث سُمى شارع باسمها ونُصبت لها التماثيل، فإنها فى نهاية المطاف كانت تبحث عن ذاتها، عن إنسانيتها التى ضاعت وسط صخب الأضواء.
المخرج كاتب العرض حمدى العربى أشار عن تحديات تقديم شخصية “داليدا”: فالتحدى فى تقديم شخصية مثل داليدا، خاصة أنه كان يتخيلها تطل من شرفة منزلها فى حى الفنانين لتقول: “أنا من شبرا، أنا مصرية زيك”. التحدى الأكبر كان فى تجسيد لحظاتها الأخيرة، تلك الساعات التى كانت فيها محاطة بالناس لكنها وحيدة تمامًا.
وكشف العربى عن أن العرض لا يعتمد فقط على الغناء أو الأداء التمثيلى، بل يمتد ليشمل الرقص كأداة تعبيرية، حيث تمتزج حركات «التانغو» بصراعات داخلية، تُعرض على خشبة المسرح فى شكل “خناقة” رمزية بين الفنانة الشهيرة والإنسانة المنكسرة.                      
كما أوضح أن أبرز الأغانى المستخدمة فى العرض “أنا مش ملاك” و”وردة بلاستيك”، وهى أغنيات تلخص الصراع بين الصورة النمطية للجمال والنجاح، والحقيقة الداخلية المليئة بالألم والحاجة إلى فهم الذات.
كما كشف العربى عن أن رحلة داليدا فى هذا العرض التى ليست فقط رحلة فنية، بل إنسانية بإمتياز، عن الاكتئاب، عن الشعور بعدم الانتماء، عن التحدى من أجل إثبات الذات رغم كل الظروف، عن الطفولة، والعزلة، والصعود من كومبارس بسيط إلى نجمة عالمية.

تجربة استثنائية
أكد الموسيقار شريف الوسيمى أن عرض “داليدا” يُعد تجربة استثنائية لما تحمله هذه الشخصية الفنية من تأثير عالمى كبير وأغانٍ خالدة. وأوضح أنه واجه تحديًا كبيرًا فى إعادة توزيع وتقديم أغانى «داليدا» بشكل جديد، يجمع بين رؤيته الفنية والدرامية دون الوقوع فى فخ التقليد أو التكرار، ساعيًا إلى تقديم عمل “أصلي” رغم أنه مبنى على مواد سابقة.
وأشار إلى أنه تعاون مع المخرج حمدى العربى لأكثر من عام للبحث عن أسلوب موسيقى مختلف، مستخدمًا آلات متنوعة، مثل الساكسفون والبيانو، إلى جانب إيقاعات راقصة، لتقديم الأغانى برؤية جديدة بصوت الفنانة كريمة نايت، التى وصفها بصاحبة الصوت القوى والدرامى. وأضاف أن العرض يتضمن ثلاث أغنيات أصلية جديدة تعكس حالات درامية مختلفة، إلى جانب موسيقى تصويرية صُممت خصيصًا لخدمة السياق الدرامى.
واختتم بالتعبير عن سعادته الكبيرة بهذه التجربة، معتبرًا إياها تكريمًا لفنانة أثرت فيه شخصيًا، وسعيًا لتقديم تراثها بأسلوب معاصر يحمل بصمته الخاصة.

فلاش باك لشخصية داليدا
الفنانة كريمة نايت تحدث عن دورها بعرض “داليدا”، والتى أوضحت أنها لا تقدم قصة حياة داليدا أو بدايتها ولكنها تمثل “فلاش باك” لشخصية داليدا، فالعرض تدور أحداثه عن آخر يوم فى حياة داليدا وماذا حدث لها قبل الليلة الأخيرة، وماذا كانت قبل هذه الليلة مستعرضاً محطات فى حياة داليدا، وهى فى مصر والخارج وظروفها التى كانت تمر بها ومع ذلك كانت ترتدى قناع البهجة والسعادة المزيفة لأن الآلام بداخلها فالجميع يعتقد أنها سعيدة خاصة أنها تملىء المسرح سعادة وبهجة بغنائها وكانت هناك صورة ذهنية عنها بأنها داليدا “الديفا”. وتابعت: «والعرض يطرح فكرة مهمة وتساؤلاً ماذا كان يدور فى ذهنها قبل رحيلها فعندما يصل الإنسان لمرحلة الإنتحار فهو بالتأكيد وصل لذروة وقمة الآلم وقد أراد المخرج حمدى العربى أن يقوم بعمل فاصل من خلالى على رحلة وغناء داليدا ومشوارها.
وأضافت نايت أنها من عشاق داليدا فقد كانت تستمع لأغانيها منذ طفولتها فقد كانت مطربة جميلة وأضافت: «أقدم بالعرض إحدى الأغانى داليدا الشهيرة “جسوى مالاد”، وكانت فرصتى لتقديم هذه الأغنية ومشاركتى فى عرض مسرح غنائى هى فرصة جيدة ومتميزة جداً بالنسبة لى.

كان التحدى الأكبر فى لوحه صراع داليدا مع ذاتها
مصمم التعبير الحركى والاستعراضات الفنان عمرو باتريك تحدث عن دور الدراما الحركية فى العرض وعن أكثر اللوحات صعوبة فى تصميمها فقال: «كل اللوحات مهمة، وكان أصعبهم فى تصميمه صراع داليدا مع نفسها وكيف تخرج هذه المشاعر وكيفية اختبار مفردات جديدة وهو الأصعب كذلك البعد عن التكرار والتقليد وتقديم الجديد والمختلف كذلك الرقصات الخاصة بداليدا التى توضح الصراع الدرامى القائم بينها وبين نفسها، وبالأخص فى اقوى صراعات الإنسان عندما يقرر أن ينهى حياته وينتحر ويتحدث مع نفسه فيكف سيصل ذلك للجمهور هنا تكمن الصعوبة واكمل قائلا: «تكمن صعوبات تصميم استعراضات لعرض داليدا فإن الراقصين الذين كانوا يقفون خلف داليدا لم يكن لهم دور كبير أو إبهار فكان التركيز الأكبر والإبهار يتركز على داليدا ذاتها ماذا ترتدى وكيف تقف فالراقصين حول داليدا يقدمون حركات بسيطة للغاية وبما أننا نقدمها مسرح فيجب أن يكون عنصر الإبهار متوافرا بشكل كبير.
 


رنا رأفت