العدد 872 صدر بتاريخ 13مايو2024
أحمد عثمان، ممثل مصرى، خريج المعهد العالى للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج دفعة 2009، قام بالمشاركة بالتمثيل في عدد من الأعمال المسرحية منها البيت النفادي مع المخرج كريم مغاوري، وعرض روميو وجوليت للمخرج محمد الصغير، وحصل على جائزة أفضل ممثل في المهرجان القومي للمسرح عام 2015، عن عرض الفنار للمخرج ماهر محمود إسماعيل، وشارك في العرض المسرحي نهر الدم للمخرج محمد درويش، وقدم عرض حار جاف صيفا للمخرج رضا حسنين، وعرض مترو لعادل رأفت، وعرض 101 عزل للمخرج محمد درويش، ومؤخرا قدم عرض النقطة العميا، وقدم ضمن أحداث العرض شخصية د/ عادل المدعي العام والدكتور في علم النفس الجنائي، مسرحنا التقت بالفنان أحمد عثمان للتعرف أكثر على تفاصيل التجربة.
ما الذي جذبك لتقديم دور دكتور عادل في عرض النقطة العميا؟
الدور لدكتور علم النفس الجنائي، وقمت بدور المدعي العام أو وكيل النيابة، وقرأت الرواية من قبل وهي رواية ممتعة جدا، وبعد قراءة النص المسرحي وجدته مكتوب بطريقة جيدة جدا، والدور مختلف ولم أقدم نفس التركيبة من قبل، وهو التخصص في علم النفس الجنائي، فالدور مميز وفريق العمل مميز، وقيادة المسرح جيدة جدا تحت إشراف مدير المسرح سامح مجاهد ، والمخرج أحمد فؤاد مجتهد جدا، فكل هذه العوامل كانت مغرية جدا بالنسبة لي.
كيف قمت ببناء شخصية «عادل»، وما هي التحضيرات التي قمت بها لتجسيدها بشكل مميز؟
عن طريق البروفات وجلسات العمل، والحديث حول الدور، وكان لي هامش قراءة كبير حول علم النفس الجنائي، والتفاصيل الخاصة بالشخصية حول كيف يركز في أدق التفاصيل الخاصة بلغة الجسد، وعن طريق الحيل التي تضع المشتبه به تحت ضغط نفسي حتى يعترف بجريمته.
كيف يمكن وصف علاقة شخصية «عادل» بصفته صوت الضمير في العرض؟
شخصية عادل في العرض هي أحد الكفتين» كفة الميزان»، فلابد من وجود الشخص المذنب، ليظهر شخصية عادل، فنفس الحال إذا قسمنا النفس البشرية حسب تقسيمة فرويد، وهي الأنا، والأنا الصغرى، والأنا العليا، فدائما يكون هناك من يلوم ، ومن يهاجم، ومن يدافع، ومن يحكم ، وبهذا يستوي الميزان وتكون هناك حالة من العدالة.
هل كان هناك تحديات خاصة تواجهك أثناء تجسيد دور دكتور علم النفس الجنائي في المسرحية؟
كان لدي بعض التحديات أن لا أقدمه بشكل تقليدي ونمطي، وخاصة إن الجانب الإنساني للشخصية غير موجود، وهذا يصعب المهمة على الممثل أكثر وهو كيف تقدم هذه الحالة بعيدا عن النمطية والتكرار.
كيف ترى أن شخصية «عادل» تسهم في رسالة أو فكرة المسرحية بشكل عام؟
تسهم بشكل كبير لأنها الشخصية التي تحاصر أدم الذي يمثل الناس عامة، فعادل يحاصر أدم حصار نفسي، ليواجه كل شخص حقيقته، لأن هذا شئ مهم، فلابد من أن يواجه كل شخص حقيقته ويواجه مشكلاتها ولا نغفل عن أنفسنا وعن جرائمنا.
هل كنت تشعر بأي ارتباط خاص بين شخصيتك والقضايا التي تُطرح في المسرحية؟
طبعا، كلنا بداخلنا أدم، ود/ عادل، ود/ حكيم، ود/ كمال، فشخصيات العرض بالكامل بداخل كل شخص، فأحيانا نرتكب أخطاء ونرى إنها أشياء عادية، وأحيانا نصنع أشياء عادية من وجهه نظرنا ولكنها في الحقيقة جريمة تضر الآخرين، فكلنا نحتاج دائما إلى مراجعة النفس، ونحتاج إلى وجود القاضي والمدعي العام، والمحامي بداخلنا.
هل يوجد أي تجارب شخصية قد أثرت في أداء دور «عادل»؟
اكيد، ولكن ليس بالضرورة أن أكون على علم بها، ولكن يمكن أن تكون هذه التجارب تركت أثر في اللاوعي بداخلي، ولكني رأيت مثل هذه الشخصيات ، فهذا المجال جذبني للقراءة في علم النفس الجنائي، وتحليل الشخصية نفسيا، وقراءة لغة الجسد، وكيفية ترتيب الأفكار.
حدثني عن التعاون الأول لك مع المخرج أحمد فؤاد؟
سعيد بالتعاون معه، لأن التعاون بيننا مثمر للغاية، لأنه شاطر ومجاهد ويحب ما يقدمه وعلى الجانب الإنساني هو إنسان جميل ومريح وهذا ما انعكس على كل فريق العمل.
كيف بدأت رحلتك في عالم التمثيل، وماذا دفعك لاختيار هذا المجال؟
بدأت من المدرسة ومع التجريب بدأت أشعر إن بداخلي الموهبة، والقدرة على التمثيل، والشئ الجميل في التمثيل مبدأيا أن تكون تحبه وأن تكون متأكد أنك تجيد التمثيل ، والممتع في التمثيل أنك كل يوم تقدم شخصية مختلفة وتعيش حيوات أخرى.
كيف كانت تجربتك في المعهد العالي للفنون المسرحية وكيف ساهمت في تطوير مهاراتك؟
مارست التمثيل بشكل إحترافي قبل دخولي المعهد، ولكن المعهد اعدني بشكل كبير، فكرة التعليم عموما في هذه المهنة تقطع مسافات كبيرة من الخبرة، فالتعليم أفادني بشكل كبير وأصقل موهبتي، واستفدت من زملائي الكثير لأن الاحتكاك المباشر يصنع حالة من التدفق الفني المستمر لمدة 4 سنوات متواصلة بدون توقف.
ما هي الرسالة أو القصة التي تأمل في نقلها للجمهور من خلال أعمالك الفنية؟
الفن نفسه رسالة، والفن يحتوي على صالة عظيمة وهي الإنسانية، فالإنسانية شئ مهم ولكن للأسف يغيب عننا، فالإنسانية أشمل وأهم رسالة.
كيف تقوم بالتوازن بين أدوارك في الدراما وحياتك الشخصية، وخصوصا إنك تقدم أدوار صعبة ونفسية أغلب الوقت؟
التعليم فرق بشكل كبير في التوازن، ومن أول الأشياء التي تعلمتها من المعهد أن يكون بداخلي جزء مستيقظ ويراقب باقي الأجزاء التي دخلت الشخصية التي أقدمها وأحيانا الأدوار الصعبة المركبة هي التي تصنع التوازن، سيجمون فرويد كان يقول إن الإنسان يحتوي على مجموعة من مركبات النص، فالفن يجعلنا نتسامى على مشاكلنا، لأنه يعتبر هو المخرج والمنفس عن هذه المشكلات ويحول هذه الطاقة إلى طاقة فنية إبداعية.
ما هي خططك المستقبلية في مجال التمثيل؟ هل هناك مشاريع مقبلة يمكنك مشاركتنا تفاصيلها؟
أجهز لمشروع مهم جدا، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ حتى الأن، وبالنسبة لي هو هدف وهو عمل فني أتمنى أن يلقى النور والنجاح بإذن الله.