وفاء الحكيم: تحمست للعرض من البداية لأن القصة تهم كل بيت

وفاء الحكيم:   تحمست للعرض من البداية لأن القصة تهم كل بيت

العدد 872 صدر بتاريخ 13مايو2024

استطاعت الفنانة وفاء الحكيم أن تحقق نجاحا ملحوظا من خلال العرض المسرحي ودارت الأيام ، الذي يعرض على مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، قدمت وفاء من خلاله عدد من المشكلات التي تواجه المرأة في حياتها الزوجية، وإجبارها على التخلي عن أحلامها وطموحاتها، فالعرض يرصد العديد من هذه المشكلات.
مونودراما ودارت الأيام ، بطولة الفنانة وفاء الحكيم، تأليف أمل فوزي، موسيقى أحمد الناصر، إضاءة أبو بكر الشريف، مكياج إسلام عباس، مساعدو الإخراج أحمد الدسوقي، رمضان موسى، مينا إبراهيم، مخرج منفذ سامي المصري، إخراج فادي فوكيه.
أهدى صناع العمل العرض المسرحي إلى سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب.

ما الذي جذبك أولاً إلى مشروع مسرحية «ودارت الأيام» وكيف تعرفتي على الدور؟
عندما قرأت النص الذي عرضه علىّ المخرج فادي فوكيه، عرفت إنه من تأليف أمل فوزي، وفي البداية لم أكن أعرفها، فقرأته بحيادية شديدة،  وأعجبت بالنص والفكرة، ولي مجموعة من الأصدقاء من أهل الثقة من داخل الوسط المسرحي ، فأرسلت إليهم النص، فجميعهم أشاد بالتجربة والنص والموضوع، وما جذبني داخل النص هي فترة المرض، لأنني أعمل على هذه الجزئية دائما من قبل حتى فرقة الشمس، فوجدت في النص التأكيد على محنة المرض، فبدأت العمل على النص ، وأنا في مرحلة القراءة، وكان لدي بعض التساؤلات حول مناطق معينة داخل النص وجاوبتني عليها الكاتبة أمل فوزي، فأصبحت لوغارتيمات النص كلها محلولة أمامي، ولكن كان لدي مشكلة وهي عدم وقوفي على خشبة المسرح منذ عامين ماضيين، والأن سأقدم مونودراما، فهم المونودراما هم كبير وواجهتنا أيضا مشكلة الدعاية ، ولكن كان عندي ثقة ويقين بالله بأننا سننجح لأن الرسالة محترمة وعظيمة وتهم كل بيت.

يبدو أن الشخصية التي تلعبينها في هذه المسرحية تمر بتجارب إنسانية عميقة ومعقدة. كيف استعددت لتجسيد هذه الشخصية وما هي التحديات التي واجهتك؟
بالذاكرة والخيال، فأنا أُدرس التمثيل فلدي أدوات تعمل طوال الوقت دون توقف، ولكن داخل التجربة الوضع مختلف، لأن هذه التجربة بالتحديد مختلفة، لأن الشخصية هنا تعاني من صدمة عصبية، فاستعنت بأطباء نفسيين للتعرف على وضع مريض الصدمة العصبية وتوضيح حالة الشتات التي يكون عليها المريض، وكيف أن الافكار تتداعى مرة واحدة وعدم الصبر على اكتمال الصورة ، والغليان،  والنهجان المستمر ، فكان هناك ملامح فيزيقية وملامح سيكوباتية وكان لدينا تساؤل حول كيف نكسر قوالب التمثيل حتى تصل الحالة للجمهور فاسير في العرض على خط من حرير اكسر فيه الأنا ، والشخصية دائما مخنوق صوتها لأنها مسجونة داخل نفسها وتكره جسمها ،وعندها من الصبر الكثير،  فهي عكسي في أشياء كثيرة فكنت أحاول طوال الوقت  التغيير حتى في الشكل المادي حتى أصل لشكل وملامح الشخصية.

هل من جوانب شخصية أو تجارب حياتية خاصة بك استطعت استخدامها لإثراء تجسيدك للشخصية في المسرحية؟
يوجد تحارب كثيرة بداخل العرض رأيتها بعيني في الحياة العامة، فالكاتبة أمل فوزي وصفت حتى المشاعر البسيطة للناس في حالات الفرح والحزن والمرض.

ما هي الرسائل الأساسية أو الأفكار التي تأملين أن يأخذها الجمهور من هذا العرض؟
لا يمكن أن أقولها، فالعمل يهدف إلى تقديم العديد من الرسائل وكل متلقي ومشاهد للعرض يتوصل إلى الرسالة الخاصة به ويتأثر بالمشاهد التي تتناسب مع حياته الشخصية.

الأداء في مونودراما يتطلب مهارات تمثيلية مكثفة نظراً لوجود ممثل واحد على المسرح. كيف تتعاملين مع الضغوطات والتحديات الناتجة عن هذا النوع من الأداء؟
بالتمرين والتدريب طوال الوقت، فأنا أصبحت حياتي مسخره للعرض فقط، فأقوم بعمل تمارين لجسمي وتمارين للصوت، وأفكر في الشخصية في كل الأوقات ، واقرأ النص كل يوم وكأنها المرة الأولى التى اقرأه فيها.

كيف ترى تطور المسرح المعاصر في التعبير عن قضايا المرأة ؟
المسرح النسوي يعمل بشكل جيد، احيانا تكون تجارب للبيع في أوروبا على حساب الحقائق والسمعة والمجتمع الذي يضاف إليه كمية من الرجعية تخلص منها، وهناك أعمال تقدم بصدق احترمها جدا ، وهي تنقل الواقع بدون مزايدة وهي تحاول أن تغير المجتمع، وتعرض قضايا المرأة فالمسرح طوال العمر هو مرآة الشعوب.

هل هناك أي لحظات معينة خلال العرض تجدينها أكثر تأثيرًا أو تحديًا من الناحية العاطفية؟
كل شخص يتأثر بجزء من العرض يتماسك مع مشكلة أو موقف مر عليه، فكل المواقف الموجودة داخل النص حدثت مع أغلب الأشخاص.

ما الذي تعلمتيه شخصياً من خلال العمل على هذه المسرحية؟
تعلمت وتأكدت من إن الإنسان كل يوم يولد من جديد، وإن الإنسان بداخله قوة كامنة غير عادية، فالتجربة ككل أكدت لي على إن الله إذا أراد شيئا حدث» كن فيكون»، لأن الظروف المحيطة بالعرض كانت مقلقة في البداية ، ولكننا أثبتنا نجاحنا والحمد لله.

ما الذي شجعك على تأسيس فرقة «طاقة حب» لذوي الهمم، وما هي الرؤية التي كانت تدور في ذهنك عند تأسيسها؟
بعد فرقة الشمس، كان الأولاد مرتبطين بي جدا، وأنا أيضا، وكنت قادرة على إقامة كيان خاص بهم، من خلال المجهود والتبرعات ، فهذا العالم محتاج إلى رفع القدرات والهمم.

كيف تصفين تجربتك في العمل مع أعضاء فرقة «طاقة حب» وما هي اللحظات التي بقيت في ذاكرتك؟
هي استمرارية لتجربتي مع مسرح الشمس، ولكن هذه هي أول فرقة خاصة في العالم ولي الشرف أن أكون أول من أسسها ولدينا أكثر من مكان نعمل من خلالهم، وأخص بالشكر متحف القوات الجوية، ونادي مدينة نصر، وجريدة البوابة نيوز، التي قدمت لنا دعم إعلامي هائل، ووزارة السياحة والأثار، فكل هذه الأماكن استضافتنا بكل ترحاب.
ولنا في الفرقة الكثير من اللحظات التي لا تنسى، منها إن عندما نقول أننا نجهز لحفلة أو عرض مسرحي ، أجدهم كلهم حماس وطاقة ومستعدين 24 ساعة، ويحفظون الأغاني بسرعة جدا.

ما هي  التحديات التي واجهتك أثناء العمل مع فنانين من ذوي الهمم؟ وكيف تغلبتم على هذه التحديات؟
بالنسبة لي أن الناس تؤمن بأن هناك فرقة خاصة من ذوي الهمم، قادرة على تقديم مستوى جيد من الفن، ومن خلال الفرقة تقدم 17 شخص لأكاديمية الفنون و35 للجامعات المصرية، وتم تعيين عدد منهم بمسرح الشمس، وفي أماكن أخرى.

ما هي الأثار الإيجابية التي عادت على الأعضاء المشاركين في الفرقة من خلال انخراطهم في الأنشطة الفنية؟
تم تعيينهم ، وآمن الناس بهم، وقدموا عروض فنية ناجخة، وتخرج عدد كبيرا منهم من الجامعات وتم دمجهم في المجتمع في كل المجالات.

كيف تساهم الفنون في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الهمم وفي تغيير نظرة المجتمع نحوهم؟
الثقة بالنفس، والقدرة على المواجهة.

ما هي الرسائل التي تحاولين إيصالها من خلال العروض التي تقدمها الفرقة؟
أن الأشخاص من ذوي الهمم مواطنين صالحين، ولكنهم محتاجين إلى تنمية قدراتهم.

ما هي احلامك وطموحاتك لفرقة «طاقة حب» في ظل التحديات الراهنة؟
أن الفرقة تكبر وتستمر في تقديم أعمال فنية وأن يكون لدينا أكثر من مكان لاستضافتنا ويكون لدينا مصدر دخل لإقامة معارض بشكل دائم ، فنحن المدربين داخل الفرقة نعلم وندرس للشباب بمجهودات ذاتية ، فينقصنا بشكل كبير الدعم المادي.

هل هناك أي مشاريع جديدة قادمة للفرقة يمكن أن تشاركينا تفاصيل عنها؟
نعمل على تقديم عرض جديد، سيتم الإعلان والانتهاء منه في خلال شهر بإذن الله.

ما الذي جذبك نحو دراسة الفلسفة، وهل تجدين أن هذا التخصص قد أثر بشكل ما في أسلوبك الإبداعي كممثلة ومخرجة؟
لا يوجد أي عمل فني إلا وإذا كان أساسه نظرية فلسفية، تنطلق من الأدب والفكر والحكمة، فهناك علاقة قوية، وأنا مازالت أعمل من خلال المعادلات الأرسطوية، وهي مقدمات وتوالي ونتائج، والفلسفة متحكمة في جزء كبير من حياتي.

بصفتك عضوًا في لجان تحكيم دولية، ما هي المعايير التي تعتبرينها أساسية عند تقييم الأعمال الفنية؟
على حسب المسابقة، إنما في النهاية لابد من وجود مصداقية ووصول للرسالة ونضوج في تقديم الفكرة واهتمام بالتفاصيل.

ما رأيك في شكل الحركة المسرحية بشكل عام خلال الفترة الماضية ؟
بلا نقاش، مصر أكبر دولة إنتاجا للمسرح في العالم، حيث يقدم المسرح من خلال الكنائس والمدارس والجامعات والمسارح الخاصة ومسارح الدولة والأحزاب والنقابات والفرق الحرة والمستقلة والخاصة وغيرهم الكثير والكثير.

هل لديك خطط مسرحية جديدة ؟
لدي أكثر من عمل مقدم لي في الفترة الحالية، ومن بينهم مونودراما أيضا ، ولكن سأقدم عرض ديو دراما في الفترة القادمة.


صوفيا إسماعيل