جولة في مسارح العالم

جولة في مسارح العالم

العدد 872 صدر بتاريخ 13مايو2024

كان عشاق المسرح العربى يأملون فى أن يكون حدثا فريدا فى تاريخ المسرح العربى الفرنسى، لكنه كان مخيبا للأمال ولا يشرف العرب ولا المسرح العربى على الإطلاق. وهذا هو رأى كل منصف حتى لو كان النقاد فى الصحف الفرنسية قد أشادوا به لأن هذه الإشادة جاءت لسبب سوف يتضح فيما بعد.
فى مدينة تروا الواقعة شمال شرق فرنسا والمطلة على نهر السين انتهى عرض مسرحية «طيران فوق عالم قذر» للكاتب المسرحى السوري المقيم فى فرنسا – وأقام فى مصر لبعض الوقت - فارس الذهبي ( 45 سنة) . وكانت أول نص مسرحى عربى يعرض على المسرح الفرنسى بعد ترجمته إلى اللغة الفرنسية رغم أنه لم ينشر بعد بالعربية.
لعب دور البطولة فى المسرحية الممثل الفرنسي «آلان دومانجيه»، وأخرج العرض الذهبي نفسه بالشراكة مع الرسام إبراهيم رمضان الذي أشرف على وضع ديكورات العرض. 
وكانت معظم الديكورات عبارة عن رسوم حائطية تنقل الجمهور بنجاح إلى دمشق التاريخية مثل حاراتها الضيقة وساحاتها الواسعة والحمام الذى يملأ سماءها. وكانت تعبر أحيانا عن  العالم المحطم  الذي يعيش فيه البطل.
وكما قالت الصحف الفرنسية أنها كانت تجربة خاصة ومؤثرة أن يقدم ممثل فرنسي مسرحية عن دمشق، وأن يأخذ مشاهده معه في جولة في أعماق تلك المدينة التاريخية العريقة  حتى نصدق انه عاش فيها يوماً ما.
المسرحية تكسر العديد من الملامح الثابتة فى المسرح العربى، فهي مسرحية مونودراما (لممثل واحد)، كمسرحيات سابقة كتبها الذهبي نذكر منها مولانا وطباخ روحه اللتان عرضتا سابقاً في فرنسا باللغة العربية.
اما السبب الذى يجعله عرضا غير مشرف فهو انه يلعب على وتر غير مقبول وهو الدعوة الى التعاطف مع الشواذ الذين باتوا يطلقون عليهم تأدبا المثليين.
 تروي «طيران فوق عالم قذر» حكاية شاب مثلي الجنس، وتستعرض أشكال الضغوط المجتمعية والقهر الذي يتعرض له البطل في إطار سلطة سياسية قمعية ذكورية، تؤدي به في النهاية إلى مصير مأساوي.
وكان من المؤسف ان يدافع الذهبى عن موقفه بشكل غير مقبول فى تصريحات للصحافة الفرنسية. فهو يقول فى حديث لصحيفة ليبراسيون أن نصه عبارة عن استعراض سريع للتطورات النفسية التي يعيشها صاحب التوجه الجنسي المثلي، عبر سرد قصة بطل القصة، وسط بيئته الواقعية التي نعرفها كعرب وسوريين، ومن ثم متابعة سقوطه التراجيدي في مجتمع لا يقبل إلا بإدانته». 
ويمضى  الذهبي فيقول أن ما استهواه في تناول الموضوع هو أن «العابرين جنسياً ومثليي الجنس من مهمشي المجتمعات حول العالم، والمهمشون هم نقاط مليئة بالحكايات والتبدلات الدرامية.  
ومضى فى تصريحاته غير المقبولة قائلا ان البعض يأخذ عليه كمية العنف غير الطبيعية فى مسرحياته فيقول «العنف ليس حاضراً في مسرحياتي فقط، في الشرق الأوسط لا يمكن إدراك حياة دون عنف، في المدارس، في البيوت، في العمل وفي الشوارع، عنف نفسي وآخر جسدي، عنف ضد المرأة وعنف ضد الرجل وضد الطفل». وقد افرد له مساحة خاصة في مسرحيته الأخيرة. وقد أرادت التأكيد على العنف الذى يتعرض له المثليون وانه فى النهاية لا يفيد!!!!!!.  
وتطاول على الجمهور العربى فقال أنه لم يسع إلى نشر النص بالعربية لأن الجمهور العربى يصدر أحكاما متعجلة ولايهتم بالفاعل مع هذا «الأدب الإنسانى» ولا يقدر الجهد الذى يبذل فى كتابته!!!.


مسرحنا