المخرج والفنان مازن الغرباوي: لدينا قنوات اتصال جيدة مع الفنانين والمسرحيين في بولندا

المخرج والفنان مازن الغرباوي: لدينا قنوات اتصال جيدة مع الفنانين والمسرحيين في بولندا

العدد 873 صدر بتاريخ 20مايو2024

اختتمت الأسبوع الماضي فعاليات الدورة الأولى من مهرجان سيتفي بولندا الذي اقيم في الفترة من من 20 - 23 ابريل بمدينة كراكوف ببولندا والذي يرأسه المخرج والفنان مازن الغرباوي، وفي دورته الأولى حقق المهرجان نجاح قوي وصدى كبير فكانت الدورة الأولى بمثابة إنطلاقة واسعة ومتميزة تشهد على ميلاد توأمه جديدة بين المسرح المصري والبولندي، وذلك تحت قيادة واعية ورشيدة من المخرج والفنان مازن الغرباوي وفريق عمل لديه مقومات عالية ومتميزة وروح الفريق الواحد فقد بدأ العمل على المهرجان منذ فترة طويلة ولكن لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة ولاهتمامنا دائما وابداً بالتجارب المتميزة من المهرجانات المسرحية أجرينا هذا الحوار مع المخرج مازن الغرباوي رئيس المهرجان لنتعرف ونقترب من هذا التجربة بشكل أكبر
كيف بدأت فكرة مهرجان سيتفي بولندا ؟ 
بدأت فكرة مهرجان «سيتفي بولندا» عندما جاءت فرقة الفنان زين رشاد، وهو فنان مصري مقيم في بولندا منذ ستة عشر عاما،  وذلك تحديدا في الدورة السادسة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي عام 2021  فمن الأشياء المميزة بمهرجان شرم الشيخ أن لديه قنوات اتصال بالفنانين المصريين والعرب المهاجرين والذين يتواصلون مع المهرجان طوال الوقت، وعندما تواصل الفنان زين رشاد مع مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، وقمنا بإستضافة عرضه وكان به مجموعة من الممثلين من أمريكا وبولندا وفاز آنذاك بجائزة أفضل بطل العرض، وعرضوا علينا التعاون مهم خاصة أن لديهم مؤسسة فنية وثقافية تدعي «مؤسسة طائرة «،  وكان لديهم رغبة في التعاون معنا وإقامة نسخة من المهرجان بنفس «البراند» الخاص به أو اسم المهرجان في بولندا، وبدأنا التفكير منذ عام 2021م وكان من المفترض إقامة الدورة التى أقيمت في عام 2024 عام 2023م.
ولكن نظرا للظروف الاقتصادية قمنا بتأجيل الدورة، وعندما وجدنا أن هناك تفاقم للظروف الاقتصادية؛  قررنا إقامة مهرجان مونودراما بواقع ثمانية عروض،  وبه كل ما يخص الأشياء المعنية بإقامة مهرجان وذلك لوضع حجر أساس للدورة،  وبدأنا التحرك في هذا الإطار، ووضعنا قنوات من التواصل وقمنا بتأسيس مجلس إدارة تنفيذي يضم أعضاء من بولندا وأعضاء من مصر، واتفقنا على مجموعات العمل وعرضنا أليه العمل وآليات التنفيذ ونحمد الله اقيمت الدورة كما مخطط لها من الألف والياء،  وهذه الدورة تعد ضربة البداية وأود أن انوه على فكرة هامة،  وهي أننا بدأنا من حيث انتهينا ففي رصيدنا  ثمانية دورات أقمناهم من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي على أرض جمهورية مصر العربية ومصر بلد كبيرة تمتلك أرث ثقافي كبير فمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي مهرجان واسع وبه ضيوف كثيرين وعدد من المسابقات؛ لذلك بدأنا في مهرجان سيتفي بولندا بمستوى عالي وتنظيم دقيق، وذلك بما يتوافق مع مستوى مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ومن ضمن الأشياء التي كانت محفزة، وهي أثناء لقائنا سيادة اللواء أركان حرب الدكتور خالد فوده محافظ جنوب سيناء عندما استضافنا في فعاليات الدورة الثامنة مع كبار الضيوف من الدول المختلفة تحدث عن فكرة هامة وهي ضرورة إقامة توأمه وتأخي مع المدن التي تشبه محافظة شرم الشيخ في البعد عن العاصمة، ومسألة التأخي السياحي والثقافي ومن هذا المنطلق بدأنا العمل على هذه الفكرة فستكون الفكرة القادمة في إيطاليا يتبعها عدة أفكار سنقدمها بنفس هذا النمط ، واعتقد أن ذلك يتماشي مع التوجه الثقافي والسياحي طبقاً للأفكار المهمة جداً لدينا ككيان، ولدي المسؤولين المستنيرين وعلى رأسهم سيادة اللواء أركان حرب الدكتور خالد فوده محافظ جنوب سيناء .

إذن ماهي أبرز صعوبات الخاصة بالدورة الأولى من مهرجان «سيتفي بولندا» ؟
الصعوبات دائما تكون في الميزانيات والدعم ونحن لم نخرج في هذه الدورة عن أطر الدعم، ولكن الدورة الأولي تكمن صعوباتها في  أن الجماهير في بولندا لم يتعرفوا على المهرجان بشكل أوسع، وذلك لأنه لا يوجد أطر الدعم الكبيرة من الوزارات والجهات المعنية،  ولكن استطعنا تخطي ذلك بالشركاء في المهرجان وبوجود «سيتفي»  كاسم وبراند ومصدر ثقة للآخرين ووللكيانات الثقافية التي شاركت معنا .

شاركت مجموعة متميزة ومتنوعة من العروض في مهرجان «سيتفي بولندا» وكان هناك تمثيل جيد من الدول الأوربية فما هي المعايير والشروط الخاصة باختيار عروض الدورة الأولى من المهرجان ؟
وضعنا الشروط في استمارة المشاركة التي اطلقنها مبكراً واستقبلنا ما يقرب من سبعين عرضاً وقمنا باختيار ثمانية عروض من خلال لجنة مشاهدة مكونة من الناقد عز الدين حافظ، والفنان زين رشاد، والفنانة مونيكا هس وتتلخص معايير الاختيار في «الجودة». كما أن بعض الكيانات التي قدمت عروض براميير في عرضها العالمي الأول كان ذلك بالاتفاق أن يكون لديها تصوير جيد واعتمدنا على شركات لمؤسسات بعينها أو كيانات أو فرق مسرحية مهمة ومثمرة في بلدها .

كيف تم اختيار لجنة تحكيم المهرجان خاصة أنها تضم أسماء مسرحية كبيرة ؟
كما نعلم أن قوام اى لجنة تحكيم من المفترض أن يكون رقم فردي، وليس رقم زوجي ولو في حالة أن يكون قوامها رقم زوجي يوضع رئيس اللجنة ويكون له أحقية «صوتين» وكان تتشكل لجنة التحكيم من خمسة أعضاء وهم لفنانة الدكتورة إنجي البستاوي(من مصر)، الفنانة مروة قرعوني (من لبنان)، السينوغراف الدكتور خليفة الهاجري (من الكويت)، الدكتورة ماريجونا بيكتيسي فيراتي «من كوسوفو، الفنان والمخرج أدموند هيوماري (من البانيا).
ووجدنا أنه يجب أن يكون الجانب المصري ممثل وخاصة أننا جزء مشارك في التنظيم والتأسيس وطلبنا من الدكتورة إنجي البستاوي بأن تكون متواجدة بلجنة التحكيم إضافة إلى أعمالها في اللجنة العليا وفي إدارة المهرجان فلم يكن لدينا ميزانيات كافية تؤهلنا للاعتماد على عناصر آخرى فحاولنا قدر المستطاع أن يكون كل فرد منا في فريق العمل يؤدي أكثر من مهمة، وبذلك تبقي اربعة أماكن لأعضاء لجنة التحكيم فقمنا باختيار عضوين من العرب والعضوين الأخرين من الأجانب واختارنا عضوين من اللجنة العليا ليكون أعضاء لجنة التحكيم وهم المخرج أدموند هيوماري (من البانيا)، الدكتورة ماريجونا بيكتيسي فيراتي «من كوسوفو وذلك إضافة لإعمالهم في اللجنة العليا كإستراتيجيات أن يمارسوا دورهم الفني                                              معنا كما أننا اختارنا الفنانة مروة قرعوني من لبنان وذلك لأنها سبق وأن شاركت في مهرجان شرم الشيخ الدولي بعمل مونودراما وتعد من الفنانات المهمين في لبنان وهي مهتمة بهذا النوع من المسرح « المونودراما « وحصلت على أكثر من جائزة دولية وعربية ، إضافة إلى وجود دكتور خليفة الهاجري كسينوغراف حتى يكون هناك تنوع بين المخرج والممثل والسينوغراف وعناصر العرض المسرحي .

في رأيك ما الذي يميز المسرح في بولندا ؟
المسرح في بولندا متقدم بشكل كبير فلديهم تاريخ ثقافي وحضاري كبير مثل مصر فالمسرح البولندي متقدم بشكل كبير وكان أحد قنوات الاتصال بيننا وبينهم الدكتور هناء عبد الفتاح رحمه الله عليه.
فكان يترجم لعدد كبير من المخرجين البولنديين وكان يطلعنا على هذه الترجمات وفي مهرجان شرم الشيخ الدولي لدينا قنوات اتصال جيدة مع المسرحيين البولنديين ومنهم السينوغراف «بوول ديبوبسكي» وغيرهم فلدينا قنوات اتصال جيدة مع الفنانين والمسرحيين في بولندا فقد شاهدت أعمال مسرحية كثيرة تشارك في المهرجان التجريبي من المسرح البولندي وهو مسرح متميز بشكل كبير .

لماذا اخترت أن يكون المهرجان مخصص للمونودراما في دورته الأولى ؟
لأنه يعد على مستوى التنفيذ المالي أقل تكلفة، وفي نفس الوقت نمط أو نوع محبب ومحبذ فعروض المونودراما التي تعتمد على ممثل واحد تتوافق مع اى فضاء مسرحي، وبأقل التكاليف يمكن أن يخرج منها شكل إبداعي، وكذلك لتدعيم نمط من انماط المسرح به جودة فاعلة، ويخدم مشاريعنا القادمة سواء في مسابقات المونودراما بمهرجان شرم الشيخ الدولي أوحتى بعض المهرجانات في الفترة القادمة .

ماهى المعايير والاعتبارات التي يجب النظر إليها عند إقامة مهرجان دولي وماهي صعوبات إقامته ؟
صعوبة إقامة مهرجان دولي أن يكون وفقاً للمعايير المتعارف عليها للمهرجانات الدولية أولاً أن تكون هناك مشاركة دولية حقيقة،  وتمثيل بشكل جيد يتخطى نسبة أربعين أو الخمسين لتصل إلى خمسة وسبعون في المئة من المشاركات الأجنبية أو العربية،  ثانياً تحقيق الصفة الدولية في عناصر صناعة المهرجان فكما نعلم أن لكل مهرجان لجان تقوم بعمل الإصدارات ولجنة تحكيم، ومدربين ورش وعدة ملفات في صناعة المهرجان يجب أن تحقق بها النسب الدولية بها، ثالثا العروض التي سيتم اختيارها والكيانات التي سيتم التعامل معها تكون كيانات فاعلة ومؤثرة في الحركة المسرحية داخل بلدها على سبيل المثال تم استقطاب بالمدرب الأمريكي «سكوت توريست» مدير معهد مايزنر،  وهذا المعهد خرج عدة نجوم من هوليوود بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي،  وهو ما يحيلنا بعد ذلك لعنصرين هامين «المحتوى» و»الجودة»،  والذي يحققنا أثر كبير للحركة المسرحية فهناك تساؤلاً هاماً يطرح نفسه لماذا نقيم مهرجان دولي،  وذلك حتى نقوم بعمل دفع لكل العاملين بالحركة المسرحية داخل الإطار المصري والعربي فعلى سبيل المثال مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ضمن أهدافه إقامة عدالة ثقافية في جنوب سيناء بإقليم القناة وسيناء، وتمرير فكرة هامة  للأجيال الجديدة في هذا الإقليم،  وهي حب المسرح وارتياده ومشاهد مدارس اجنبية حقيقة فعالة ومؤثرة في شكل الحركة المسرحية في العالم،  وهو ما يكسبه ذاكرة بصرية تفيده وفكرة التبادل المعرفي والفني والثقافي والإداري عن قرب يكسبه خبرات كبيرة خاصة في ظل تناقص البعثات فهناك تفاؤلاً هاما يجب أن نطرحه لماذا كانت مصر في فترة الستينيات والسبعينات مؤثرة في الفن،  وذلك يرجع لوجود بعثات خارجية تحدث بكثافة فكان يرسل أكثر من خمسة وثلاثين مبعوثاً  لمدة خمسة سنوات لعدة دول أوربية إيطاليا وفرنسا فعلى سبيل المثال،  ورغم عدم وجود سوشيال ميديا في حقبة الستينيات ولكن زار جان بول سارتر سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب بمصر  لذلك وكما سبق وأشرت دفع لكل العاملين بالحركة المسرحية داخل الإطار المصري والعربي بتقديم كتاب وفنانين ومخرجين جيدين وتغذيتهم بثقافة الأخر، وتعريفهم على الأخر وما وصل إليه لمستوى فني رفيع فهو وقدرنا نحن كأجيال مسئولة عن حمل أرث السابقين على مستوى الحركة الفنية والثقافية والفنية والمسرحية.

قدمت نموذجين لمهرجانين متميزين مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ومهرجان سيتفي بولندا في رأيك ما الذي ينقصنا لتطوير مهرجاناتنا المسرحية ؟
أولا: عمل خطة زمنية طويلة الأمد وخطة قصيرة الأمد قابلة للتنفيذ بفرق عمل لديها القدرة على التنفيذ فتكون هذه الفرق مدربة، ومؤهلة أن تنفذ مع المدير الثقافي أو مدير الكيان بالإضافة إلى الخطة الزمنية المواكبة التسويقية على سبيل المثال رد فعل مؤلف كبير مثل المؤلف الفرنسي جان بيير، وهو مؤلف له ثقل كبير على مستوى العالم ولم يكن يعرفنا،  وكان له عرض شرفي في مهرجان سيتفي بولندا واقترحنا عليه التكريم وبالفعل وافق واثناء حضوره فعاليات المهرجان ببولندا، ووجدنا فريق عمل محدود يتكون من سبعة أفراد ووجد كل شىء مكتمل وجيد فقام بكتابة مقالات عديدة على صفحته وابدى سعادته بدقة وجودة التنظيم بالمهرجان وكان ردي على ثنائه وإستحسانه للمهرجان بأن مهرجان «سيتفي بولندا» نسخة محدودة من الذي يحدث بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بنفس الجودة اوضحت له أن هناك فرص قادمة لدعوته في مهرجاناتنا الأكبر ليكون لديه الفرصة للمشاهدة الحية على أرض الواقع جودة التنظيم في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي الذي يضم مسابقات مختلفة وفعاليات متنوعة .

هل هناك اتجاه الفترة القادمة لعمل نسخ مماثلة لمهرجان «سيتفي بولندا» ؟
نحن الأن نعمل  على مشروع أخر مع إيطاليا وهو مهرجان للمونودراما ، وسينطلق هذا المهرجان في شهر أكتوبر وسيكون مهرجان في مدينة تورينو في إيطاليا وهي مدينة لديها إرث ثقافي في المسرح فنحن نعمل على فكرة التوسع والتمدد من عام  2024  وحتى عام 2025م .


رنا رأفت