العدد 877 صدر بتاريخ 17يونيو2024
حصلت نوران مهدي، على جائزة الدولة التشجيعية بمجال الفنون فرع الأبحاث المسرحية عن بحثها المعنون «الجسد بين الواقعي والرقمي في العروض المسرحية الراقصة (عرض بكسل) لمراد مرزوقي نموذجًا».
الباحثة نوران مهدي المدرس المساعد بقسم الدراما والنقد المسرحي بكلية الآداب بجامعة عين شمس ، باحثة دكتوراه وحاصلة على درجة الماجستير بتقدير ممتاز ولها مشاركات بحثية في مؤتمرات ومهرجانات دولية، وصدر لها كتاب بعنوان «خطاب الأجساد الثقافية في الفنون الأدائية المعاصرة، التقينا بها بعد حصولها على جائزة الدولة التشجيعية في مجال البحث العلمي ، لتشاركنا سعادتها بحصولها على الجائزة والتعرف أكثر على أبحاثها القادمة.
كيف كان شعورك عند إعلان فوزك بالجائزة؟
كان لدي مجموعة من المشاعر المختلطة، شعور بالسعادة والفخر الشديد لحصولى على هذه الجائزة القيمة، وهي جائزة الدولة التشجيعية ، وأنا أخطو خطواتي الأولى في المجال البحثي، فكان شعور بالفخر والسعادة لا يوصف وفي نفس الوقت كان لدي مشاعر أخرى بها حالة من حالات الصدمة والمفاجأة لأني لم أكن أتوقع فوزي بالجائزة القيمة فكان عنصر المفاجأة أيضا غالب، ومع هذه المشاعر كان يصاحبها إحساس بالخوف من ما هو قادم، لأن الحائزة أصبحت مسؤولية كبيرة على عاتقي كي اجتهد وأبذل الكثير من الجهد في الفترة القادمة في تطوير أدواتي وألياتي البحثية لتقديم أبحاث ذات قيمة تضيف لمجال الأبحاث والدراسات العلمية المسرحية وأتابع السير على النجاح الذي تم تحقيقه من خلال هذه الجائزة ، فالحقيقة أنا أواجه مسؤولية كبيرة فاسأل الله السداد والتوفيق في الخطوات القادمة.
ما هي العوامل التي تعتقدين أنها ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز الكبير؟
كان هناك مجموعة من العوامل التي ساهمت بشكل كبير في النجاح الذي حققته، فالعامل الأول هو عامل شخصي وهو الدور الذي لعبته والدتي رحمه الله عليها والتي كانت تنصحني دائما بألا أكتفي بالتدرج الوظيفي بإعتباري مدرس مساعد لكلية الأداب قسم دراما ونقد بجامعة عين شمس ، فكانت دائما تنصحني بألا أكتفي بالعمل داخل جدران الكلية وأن اتجه إلى خارج أسوار الجامعة وأتطلع للإبحاث والندوات والمؤتمرات واحتك بشكل مباشر بالوسط المسرحي وأتابع العروض والحركة المسرحية فكل هذه الأشياء كانت تساهم في تشكيل وتكوين أساس لدي للعملية المسرحية والعمليات البحثية، ومن خلالها بدأت في حضور الندوات والمشاركة ببعض المؤتمرات سواء كانت داخل مصر أو بالوطن العربي ، وأنشر مجموعة من الأبحاث، وكان من المهم أيضا لجان التحكيم بالنسبة للملاحظات التي كانت يبديها الحكام سواء من مصر أو خارجها كانت تفيدني وتثري عندي الثقافة المسرحية، فتجعلني انتبه للقادم، لتطوير الأبحاث والعمل عليها الخروج بشكل أفضل، فهذا الشئ كنت ألمسه في كل مرة أقدم بحث أو اشارك بندوة فكنت أشعر إن أدائي متطور ومختلف عما سبق، فكانت هذه الملاحظات تساعد في تطويري من خلال الاستفادة من وجهات النظر الأخرى وخاصة إن هذه اللجان كانت تضم أساتذة كبار في مجال البحث العلمي المسرحي، وبالتالي كانت فرصة ثرية جظى للتعلم والإستفادة منهم ، وبجانب هذا العامل لا يمكن أن أغفل الدور الذي لعبه أساتذتي بقسم الدراما والنقد فهم لم يبخلوا بأي معلومة، فكان لديهم سعة صدر لأسئلتي واستفساراتي، واستفهاماتي في بعض الأحيان وشغفي ببعض المعلومات التي قد تكون غير مألوفة، فالحقيقة كنت محدودة بوجود مجموعة من الأساتذة الكبار الذين قدموا لنا خدمة علمية استطاعت أن تبني في المجتمع شخصيات تحب العلم والمسرح والبحث العلمي وفي القسم كانت الدكتورة منى صفوت رحمه الله عليها كان لها إسهام كبير جدا في اختياري لهذا المجال وهذا الملف ملف الفنون والعلوم ، الذي بدأته منذ أن كنت طالبة في مرحلة الليسانس والماجستير واستكمله حاليا في مرحلة الدكتوراه، فكانت هي الشعلة التي أنارت هذه الجزئية داخل القسم ، فأوجه لقسمي كل التحية والتقدير والشكر لأن هذا النجاح لم يتحقق فقط بمجهود ذاتي ولكن بمساهمتهم ومعاونتهم لي وللجميع.
كيف تقارنين بين الجسد الواقعي والرقمي في العروض المسرحية؟ وما الذي تعتقدين أن الجمهور يجب أن يتعلمه من هذه المقارنة؟
العرض يخلق عالم إصطناعي يلتقي به جسم الراقص ويتفاعل مع الاسقاطات الرقمية فيقدم فلسفة جديدة في عالم الرقص المعاصر، فمراد مرزوقي أراد أن يكون هذا العرض طريق للمحادثة بين العالم التكنولوجي من خلال تقنية الاسقاط الرقمي وبين العالم الحقيقي والواقعي المتمثل في الأجساد الخاصة بالراقصين، فحتى نلاحظ فكرة تحدي الطبيعة من خلال مجموعة من الصور الإفتراضية على شكل مجموعة من القمم الجبلية والحواجز التي كان يحاول الراقصين تجاوزها على المسرح والتعامل معها، فهذه الصور والأشكال يتم فيها الإعتماد على تقنية تسمي إيموشن، فهذه التقنية هي التي اتاحت التعامل مع هذه النماذج الإفتراضية التي قد تشعر أحيانا كمتلقين أننا أمام صور حقيقية وليست صور افتراضية، فالصراع بين ما هو رقمي وواقعي، ما بين الأفتراي والواقعي هي فكرة الشريك الرقمي والشريك البشري، واستخدام الشريك الرقمي ليست مجرد تأثيرات مسرحية فهذه الصور تكون مؤثوات على المسرح ، ولكن هي الحقيقة بمثابة شريك أساسي في العمل لا يقل أهمية عن الوجود البشري أو وجود الراقص، فكل هذه الثنائيات وكل هذه الأشكال تعيدنا إلى مفهوم ما بعد الإنسانية فهي أيضا من المفاهيم المهمة التي اشتغلت عليها في هذا البحث، فالعرض يقربنا إلى مفهوم ما بعد الإنسانية، فهذا المفهوم لا يدعو إلى التعامل مع العوامل الإفتراضية فقط ولكن تدعو إلى الدمج بين العالمين ، العالم الإنساني والعالم الإفتراضي، الواقعي والخيالي، تدعو إلى أن يكون الإنسان على مقربة من التكنولوجيا ويتعامل معها ويوظفها في كل التفاصيل الخاصة بحياته، فعلى مستوى العرض فمراد مرزوقي وظف التكنولوجيا وجعلها محيطة ومهيمنة على أجزاء العرض بشكل أساسي وفي نفس الوقت لم يتخلى عن العنصر البشري ولم يستبدله، كما يتم في بعض العروض التي يتم استبدال العنصر البشري بروبوت أو يحل محله نماذج إفتراضيه أو هولوجرام ولكن في هذا العرض جمع بين الشيئين حيث حافظ على الوجود الإنساني البشري وفي نفس الوقت حافظ على الوجود الرقمي والتقني، فكان هذا هدف من أهداف التي يطمح لها اتجاهات ما بعد الإنسانية.
فالعرض قدم عام 2004، ولا يزال يقدم حتى هذه اللحظة في أوروبا ، وحصل على العديد من الجوائز، فكان هذا الشئ الذي دفعني لاختيار هذه العينة بالتحديد في البحث ، الكريو جراف مراد مرزوقي فكان يوضح في لقاء خاص به أننا نواجه يوميا بإستمرار مجموعة من الصور حولنا فدائما حولنا شاشات وصور رقمية ، فالصورة أصبحت جزء أساسي من حياتنا اليومية وبالتالي لا يمكن الاستغناء عنها ومن هنا تولد العرض « بكسل» ، فالحقيقة أننا نلاحظ من خلال العنوان أنها كلمة مشتقة من شيئين وهما بكيتشر وسل، بمعنى خلية الصورة، فالعرض يقدم خلايا الصورة أو الخوارزميات الخاصة بالصورة المسرحية فالعرض يلعب على إدخال العالم الواقعي والعالم الرقمي في خيال متبادل، تتحد به السينوغرافيا الرقمية وأجساد الراقصين بحيث يخلق عالم ينقل بين الحقيقة والوهم أو الحقيقة والخيال ، فالبحث يطرح مجموعة من الأسئلة ومنها كيف تطور أداء الرقص داخل الفضاءات الوهمية، وكيف تعيق هذه الفضاءات الوهمية الحركة الخاصة بالراقصين وهل هي بالفعل تعيقهم أم تساعدهم أم تهيمن على الأجساد الخاصة بالراقصين الموجودين، وبالتالي فكرة اتحاد الراقصين هنا مع سينوغرافيا العمل الإفتراضية خلقت ثنائية الواقع في مقابل الرقمي أي جسد المؤدي في مقابل الأجسام الإفتراضية أو الأجسام الخوارزمي» البكسلات» ، الموجودة طوال الوقت داخل الفضاء المسرحي ، وكانت تشغله من بداية العرض الأخرى، هذه الثنائية كانت تخلق داخل العرض جسد في مقابل جسد أخر ، جسد الراقص الواقعي المحسوس المادي في مقابل جسم أخر وهو الجسم الخاص بهذه الخوارزميات والأشكال التي تم تكوينها من خلال التقنيات والوسائل التكنولوجية المتطورة التي تم استخدامها داخل العرض فهذه الخوارزميات تحاول أن تتحد طرفا مع الحركة الراقصة وتارة أخرى تدخل في حالة من حالات الصراع والمقاومة الشديدة ، فطوال الوقت نرى الصراع بين الرقمي والواقعي.
أما بالنسبة للجمهور فالهدف كان هو إعادة التفكير مرة أخرى في توظيف التقنيات التكنولوجية داخل العروض المسرحية ، لأننا نعيش حاليا في وقت المجتمعات تتطور تكنولوجيا بشكل سريع، ففي اليوم الواحد تظهر لنا الكثير من التقنيات الجديدة ، وبالتالي علينا أن تواكب هذه التغيرات والطفرة التكنولوجية والتطورات المتلاحقة ونوظفها داخل المجال المسرحي، بما يخدم الفكرة والموضوع الذي يعمل عليه القائمين على العمل المسرحي ، فإذا كان الموضوع يسمح بإستخدامات تكنولوجية، فالبحث لا يعلم بشكل مباشر ولكنه يطرح تساؤل بشكل جديد ويعيد التفكير مرة أخرى ويعيد النظر في توظيف التكنولوجيا داخل العروض المسرحية الخاصة بنا، فالعرض قدم في بعض الدولة العربية ولكنه نابع من المجتمع الفرنسي، فهذا العرض قدم في الأساس في فرنسا، ولكن يمكننا أن نحقق هذه التقنيات بشكل كبير داخل الوطن العربي وداخل مصر ، فهو يلقي النظر على ما يحدث في العالم ويعيد النظر مرة أخرى في التقنيات الموجودة لدينا لتطويرها وإعادة إستخدامها واستغلال كل هذه التكنولوجيا المتطورة لتطوير الأليات المسرحية وأليات خشبة المسرح وأليات الفضاء المسرحي وجميع هذه الآليات الخاصة بالعروض المسرحية لتواكب لغة العصر وثقافة العالم حاليا التي تتجه نحو الرقمية والتكنولوجيا الموجودة في كل استخدام في حياتنا.
هل واجهتِ تحديات معينة أثناء إعداد البحث؟ وكيف تغلبتِ عليها؟
منذ أن كنت طالبة في القسم وأنا أحضر رسالة الماجستير وإلى الأن، كنت أواجه مشكلتان، وهما إن بعض الموضوعات وخاصة التي تتعلق بالفنون الأدائية والتكنولوجيا، ومجالات الربط بين العلوم والفنون فهي مجالات حديثة نسبيا، فلا أجد لها مراجع عربية كثيرة، وهذا يضطرني للإستعانة لمصادر بلغات أخرى، كالإنجليزية وغيرها من اللغات التي تستغرق الكثير من الوقت لترجمتها، والمشكلة الثانية إن بعض المراجع كانت تكلفتها عالية جدا، والمتوفر منها كان من الصعب الوصول إليها بسهولة، فكنت الجأ لبعض الأصدقاء لمساعدتي في الحصول على البحث المتواجدين في نفس الدولة، فهذه التحديات كانت تحدث بشكل عام في جميع الأبحاث ولكن في البحث الحاصل على الجائزة ، فكان لا يوجد أي مصادر تتحدث عنه أو اخبار نشرت عنه في الوطن العربي ،باللغة العربية، وعندما بحثت عن مقالات باللغة الإنجليزية، فلم أجد الكثير أيضا، ولكن بما إن العرض قدم كثيرا بفرنسا، فبدأت التغلب على هذه المشكلات بتقوية نفسي في اللغة الإنجليزية والفرنسية، لسهولة التعامل مع المصادر المختلفة.
كيف كان تفاعلك مع المؤتمرات والمهرجانات الدولية التي شاركتِ بها؟ وهل كان هناك تأثير لهذه المشاركات على مسارك البحثي؟
لم أشارك في عدد كبير من المؤتمرات، ولكن العدد المحدود الذي شاركت به في المهرجانات والمؤتمرات كان يضيف لي وخاصة إن الحضور الموجودين هم أساتذة في المجال المسرحي، ويحتضنون الشباب ويساعدوهم، فعندما كنت أطرح سؤالا حول البحث كانوا يتناقشون ويضيفوا لي ويفتحون الطريق للبحث عن موضوعات أخرى، فالمؤتمرات والندوات كانت فرصة كبيرة للتعلم بالنسبة لي ، ومازلت أتعلم لاني ارى نفسي في البداية.
ما هو الأثر الذي تأملين أن يتركه كتابك «خطاب الأجساد الثقافية في الفنون الأدائية المعاصرة» في مجال الدراسات المسرحية؟
اتمنى أن يترك الكتاب أثرا عند الجميع سواء من صناع المسرح، أو الجمهور العادي ، فالكتاب أصدر من خلال مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وكانت الطبعة الأولى، وسوف يكون له طبعة أخرى ولكن عقب الدكتوراه، لإنه سيتم تنقيح هذا الكتاب وإجراء بعض التعديلات والإضافات عليه، بما يتلائم مع الوضع الحالي، وكان هذا الكتاب نتيجة رسالة الماجستير الخاص بي، فالكتاب يتحدث عن فكرة الأجساد المهجنة، فهو اتجاه من ضمن اتجاهات ما بعد الإنسانية، فتيار ما بعد الإنسانية كانوا يرون إن العالم يواجه تطور وتكنولوجيا بشكل سريع جدا، وبالتالي لا يمكن أن يظل جسد الإنسان عاجزا، ويعمل فقط على الأدوات والتقنيات ولا يطور من ذاته، فالجسد الإنساني بالنسبة لهم هو جسد عاجز في مجتمع تكنولوجي متطور ، فلابد أن يتم تعزيز جسد الإنسان، وهذا على حسب أشهر الفلاسفة الذين تحدثوا على مفهوم ما بعد الإنسانية، فإتجاه ما بعد الإنسانية يهدف إلى تعزيز الجسد الإنساني، وبإختصار شديد إن الهجين بمعنى النصف أله أي نصف إنسان في العروض، فهذا الإتجاه في وقتها كنت أرى إن بعض المصادر العربية بحثت في هذا الإتجاه وبالتالي كان لابد أن يتم إدخال هذه الجزئية في الكتاب ليستفاد بها الباحثين الذين يبحثون عن هذه الموضوعات ، وأتمنى أن يكون الكتاب إضافة للقارئ المهتم بالفنون المسرحية ، أو غير مهتم لها، فأتمنى أن تكون قراءة ممتعة له تضيف له معلومات ، وتلفت النظر إلى بعض الأليات المستخدمة في أوروبا والتي تحتاج أن نراها في الوطن العربي، فأعتقد إن هذا شئ مختلف يقدم الفنون المسرحية والأدائية.
حدثينا عن تجربتك الأكاديمية والمهنية في قسم الدراما بجامعة عين شمس؟
أضافت لي الكثير وخصوصا إن في الماضي لم يكن هناك اهتمام بالمسرح في المدراس، ولكن حبي وعشقي وشغفي للفن عموما والمسرح بشكل خاص، بدأ من دخولي قسم المسرح بالكلية، وتم تعزيزه بالدراسة الأكاديمية، فقد كنت محظوظة بأساتذة عظماء لأنهم يتعاملون معنا بقدر كبير من الإحترام والتواضع الإنساني والعلمي، ولديهم سعة صدر رهيبة فتعلمت منهم على المستوى العلمي والإنساني، فمن أكثر الشخصيات التي أثرت في مسيرتي العلمية الأستاذة الدكتورة منى صفوت، فهي التي أشارت داخل القسم على هذا الإتجاه ، ملف الفنون والعلوم ، فبدأ شغفي من خلال كتاب المسرح والوسائط المتعددة وهو كتاب باللغة الفرنسية ، وكان الكتاب ملك الدكتورة منى صفوت وبدأت تشرح لي وتحكي لي عن هذا الكتاب وجمعت بعض المقالات في هذا الإتجاه لتساعدني في معرفة كل شئ، عن فكرة الوسائط المتعددة بالإضافة إلى فكرة العمل الأكاديمي تجعلك مشغولا دائما بالبحث والتنقيب عن الكتب والمراجع والموضوعات ، فإستمرارية البحث كانت جزئية مهمة في العمل الأكاديمي لتطور من أدواتك بإستمرار.
ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية وكيف تغلبتِ عليها؟
فكرة التوفيق بين مجال البحث العلمي وبين الإداريات المكلفة بها داخل الكلية، فأوقات يكون هناك خطط مؤجلة، وبعض المعوقات ولكني أحاول التغلب عليها من خلال تنظيم الوقت، والمفاضلة بين المسؤوليات والمهام التي لابد أن أنجزها.
هل لديك نصائح للطلاب والباحثين الشباب ؟
هي نصائح لنفسي اولا ، فالإنسان من بداية مولده وهو في رحلة بحث، ففي لحظتها الفطرية يبحث عن الأشياء، فالبحث صفة فطرية ولكنها تختلف عن ما نبحث عنه، فأتمنى من الذي أخذ طريق البحث العلمي ، أن يكمل به لإنه طريق ممتع وجميل وبه لذة جميلة لحظة اكتشاف معلومة جديدة، فالعلم بحر واسع لا ينتهي، ولكن الأهم الاستمرار في رحلة البحث وعدم الإكتفاء بالمعلومات التي تم التوصل إليها، والإبتعاد عن اليأس والمحيطين.
ما هي المشاريع المستقبلية التي تعملين عليها حالياً؟
وهل يمكن أن نرى نتائجها قريباً؟
ليس لدي مشروعات كثيرة في الوقت الحالي، لأنني مشغولة برسالة الدكتورات، ولكن أتمنى من الله أن انتهي منها قريبا، ولكن لدي مشاركتان في مجال البحث بالمهرجانات.
ما هو الدور الذي تلعبه الفنون الدرامية في المجتمع وكيف يمكن استخدامها كأداة للتغيير؟
جمال وخصوصية الفن إنه دائما يقدم في مضمونه مجموعة من الإشارات والرسائل الغير مباشرة تدفع المتلقي لإعادة التفكير في بعض الأمور ، ورؤية الموضوع من خلال وجهات نظر مختلفة، وبالتالي يتم خلق حالة من حالات الوعي عند الجمهور، فأعتقد في رأيي إن فكرة الوعي في حد ذاتها تدفع الفرد في إعادة التفكير وتقوده في النهاية لفكرة التغيير، سواء كان إيجابي أو سلبي، وحتى إن لم يتم التغيير من خلال زراعة الوعي في ذهن المتفرج بشكل غير رسمي وغير مباشر ، فيكفي أن يكون على علم بأن هناك وجهات نظر أخرى ويكون واعي إن هناك عالم عليه أن يتأمله بشكل مختلف، وأن يكون له رؤية مختلفة عن الرؤية التي كان يراها سابقا، وهذا هو جمال المسرح.
ما هي التحديات التي تواجهها الدراما والمسرح في العالم العربي وكيف يمكن تجاوزها؟
المسرح في الوطن العربي يواجه تحديات كبيرة جدا، فكرة تداخل الوسائط الفنية المختلفة داخل المسرح ، فعلى سبيل المثال بعض العروض التي تقدم في أوروبا كانت تعتمد على استخدام مجموعة من التطبيقات مثل زووم وفيسبوك ، من خلال خاصية البث المباشر، فالحقيقة المسرح في الوطن العربي أصبح في حالة تحدي، لأننا لم نطبق اغلب التقنيات التي يستخدمها المسرح الأوروبي، بسبب الأزمة الإقتصادية، وضعف الإمكانيات والوعي الجماهيري، حيث وصل بنا الحال إلى إن المسرح في الخارج استخدم التقنيات المشهورة في ألعاب الفيديو وفي السينما مثل تقنيات الواقع المعزز والواقع الإفتراضي على سبيل المثال ، فالمسرح في الوطن العربي أصبح عليه عبء كبير حول كيفية مواجهة ومواكبة هذا التطور وهذه التغييرات وكيف يحافظ على البنية الأساسية الخاصة به، خاصة إن هذه التغييرات والتحولات التي تحدث، هي تعيد التساؤل حول المحافظة على الثوابت ، والمختلف في المسرح عن السينما والفيديو هو الحضور المباشر الحي للجمهور، فأصبح هناك تساؤل ما هو مفهوم المباشرة والحضور في المسرح، فالمسرح العربي أصبح في تحدي بالنسبة لهذه الجزئية حول كيفية التعامل مع هذه المفاهيم الجديدة التي ترتبط بمتطلبات العصر والتغيرات العالمية والكونية.