العدد 882 صدر بتاريخ 22يوليو2024

انطلقت ورشة التأليف المسرحي بقيادة الكاتب أيمن عبد الرحمن، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ 17 من المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض. 
وتأتي الورشة ضمن مجموعة من الورش الفنية الأخرى في مجالات منها: ورشة السينوغرافيا ويقدمها المهندس حازم شبل، ورشة التمثيل ويقدمها كلا من الدكتور علاء قوقة والدكتورة هنادي عبد الخالق، ورشة الإخراج ويقدمها المخرج محسن رزق، وورشة الإلقاء ويقدمها الفنان خالد عبد السلام.
وفي السطور التالية نستعرض أهم أساسيات وأهداف ورشة التأليف المسرحي، وعدد المتدربين وآراء المتدربين في الورشة وكافة التفاصيل.
هدف الورشة تحويل الكاتب الهاوي إلى محترف
تحدث الكاتب أيمن عبد الرحمن، مدرب ورشة التأليف المسرحي، فيما يخص السبب وراء تقديم الورشة، قائلا: جاءتني فكرة الورشة منذ العام الماضي، إذ كنت مسؤل عن لجنة اختيار افضل نص مسرحي، للعمل الاول للكاتب، واثناء التحكيم قرأت حوالي 168 عملا مسرحيا، واستطعت أن اكون فكرة عامة عن توجهات هؤلاء الكتاب الجدد، وأخطاءهم ومشاكلهم، وما يحتاجون إليه، وخرجت من التجربة بمجموعة من التوصيات كان من الصعب ذكرها في حفل الختام، ثم بعدها تناقشت مع الفنان محمد رياض، وتم الاتفاق على تقديم ورشة في التأليف المسرحي، وكنت اتمنى أن من شاركوا في المسابقة العام الماضي أن يشاركوا في الورشة، كي يستفيدوا فيما وقعوا فيه من أخطاء في الكتابة.
40 متدربا من أصل 250 متقدم للورشة
وتابع أنه تقدم للورشة أكثر من 250 متدرب، ومن حضروا التصفيات 100 متدرب تقريبا، ووقع الاختيار على 40 متدربا تقريبا، وفي رأيي كانوا أهم من يمكن أن يشاركوا في الورشة ويستفيدونا منها بشكل كبير.
واضاف أنه من أساسيات ورشة التأليف المسرحي، هو تعريف الكاتب بقواعد وأسس فن كتابة المسرحية، والهدف منها هو تحويل الكاتب المسرحي من هاوي إلى محترف، وكيف يضع قدمه أول طريق الاحتراف، والاحتراف هو موضوع مهم للغاية، فمعظم الأشخاص يدرسون دراسات نظرية، ولكن الورشة كان المقصود فيها الجانب العملي، بمعنى أن المشترك بها، لا بد أن يكتب.
اعتقد أن المجموعة الموجودة سيخرج منهم عدد كبير موهوبين، حتى لو لم يكونوا كتاب مسرح، فعلى الأقل سيكونوا متذوقين لفن المسرح، واطلعوا على تجربة ممتعة في عالم المسرح.
ظاهرة 
واضاف أنه أول وأكثر الأشخاص استفادة من تجربة ورشة التأليف المسرحي، لأنه استعاد معهم خبرته في المسرح، وقراءته ومعرفته المسرحية، موضحا أن هناك ظاهرة في الشباب الملتحقين بالورش هذا العام، هي اهتمام الشباب المشاركين بالتعلم واكتساب خبرة، وهذا يعني أن الدولة عليها مسئولية كبيرة جدا اتجاه هذا الشباب، فعندما يشعر الشاب أن الدولة تحبه ومهتمة به، وتقدم له خدمة ترتقي به كإنسان، هذا سيزيد من حبه وانتماءه للبلد، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعل هؤلاء الشباب يظلوا متمسكين بحبهم لها مهما كانت الضغوط و المشاكل الاقتصادية التي يعانونها.
ففي رأيي أن المتدربين معي بالورشة، سيخرجون منها أشخاص مختلفين عن قبل الورشة، فاتمنى أن هذا يطبق في جميع المجالات وليس الثقافة فقط، فليست بالشعارات وحدها يزداد انتماء الشباب لبلادهم، وإنما بالفعل.
كما وجه التحية والشكر للفنان محمد رياض، على تفانيه وجهوده، لأنه لديه أهداف نبيلة، يحاول أن يدفع المهرجان إلى الأمام، فأنا لم أكن أشارك في مهرجانات، ولا أهتم بها، لكنه هو من أقنعني بالمشاركة في المهرجان، ووجدتها تجربة جميلة، فلديك معلومات تقدمها وتنقلها لشباب مبدعين كما حدث معك في بدايات مشوارك.
هدف الورش خدمة الحركة المسرحية
كما أشار دكتور «أيمن عبد الرحمن» إلى أنه يقرأ الكثير من الانتقادات على السوشيال ميديا، وهذا غير لائق، لأن ليس هناك أحد مستفيد ماديا أو لديه رغبات شخصية ومنافع ممن يقومون على المهرجان، ولكن كل المنفعة منفعة معنوية وخدمة وطنية ورغبة حقيقية في أن يتقدم هذا المهرجان إلى الأمام، ونخدم الحركة المسرحية على حد استطاعتنا.
وتحدث المتدربين عن مدى الاستفادة التي عادت عليهم من ورشة التمثيل، فقالت المتدربة «مروة محمود رفاعي» أنها سعيدة بتجربة الإلتحاق بورشة التأليف المسرحي، والتي علمت عنها عن طريق إحدى صديقاتها، ونجحت بعدها بالاختبارات واستفادت كثيرا من الورشة بقيادة الدكتور أيمن عبد الرحمن، الذي لا يتوانى عن تقديم يد المساعدة لكافة المتدربين، بل ينزل لمستوى أقل متدرب، فضلا عن أنه يستضيف في  الورشة مبدعين في المسرح والنقد حتى يضاعف الاستفادة من الورشة.
بينما قالت «حنان جاد» مدرسة إنجليزي، أنها إلتحقت بورشة التأليف المسرحي، حبا في التعمق في دراسة العروض المسرحية، مشيرة إلى أن الدكتور أيمن عبد الرحمن علمهم أن الكاتب لا بد أن يحمل ضميرا صاحيا، يطرح قضية تهم المجتمع حتى لو الفن تسلية وترفيه، وكانت صفات الكاتب الناجح من أساسيات ورشة التأليف المسرحي.
وتابعت أن اختبار الورشة كان عبارة عن كتابة فكرة نص مسرحي في سطور قليلة، ثم مناقشتها مع المدرب، للوقوف على تفاصيل العمل.
وأشارت «جاد» إلى أنها شاركت في العام الماضي في ورش التمثيل والإخراج والسينوغرافيا، وشاركت هذا العام بورشة التأليف كي تكتمل عناصر العمل المسرحي في ذهنها، كي تستطيع أن تكتب مقالات نقدية في أعمال مسرحية في الفترة القادمة.
ووجهت في ختام حديثها الشكر والتقدير للمدرب الدكتور أيمن عبد الرحمن، لأنه من الشخصيات المثقفة، علمت من خلاله الكثير من الأعمال المسرحية، فضلا عن أنها تعلمت من التدريبات الارتجالية كيف تصنع أحداثا ومواقفا بشكل سريع.
نقاد وفنانين دعموا طلاب ورشة التأليف
في حين قال المتدرب «أحمد العشري» ممثل وطالب بكلية علاج طبيعي، أنه استفاد كثيرا من ورشة التأليف المسرحي، خاصة أن الورشة استضافت نقاد وممثلين مسرح منهم: محمد الروبي، ياسرعلي ماهر، محمد رياض، وغيرهم من المبدعين، مشيرا إلى أن الورشة كانت تهدف لأكثر من تقديم مادة نظرية بأن نكتب نصوصا جيدة، بل هدفت لأن تصل أعمالنا إلى النور، وتحقق على أرض الواقع.
وتابع أنه يتمنى أن يلتحق بورش أخرى مثل التمثيل والإخراج مع كل من الدكتور علاء قوقة والأستاذ محسن رزق، حتى تكتمل الصورة أمامه فيما يخص المسرح. 
ووجه الشكر للدكتور أيمن عبد الرحمن، لأنه كان يتعامل مع كل المتدربين كأب وليس مدرب فقط، وهذا ظهر بداية من الاختبارات، التي حاول جاهدا لأن يقبل أكبر عدد ممكن من المتدربين كي يستفيدوا من الورشة، ولم يعتمد على خبرة المتدربين فقط، بل قبل بعض المتدربين لأنه وجد فيهم أنهم يعافرون من أجل الالتحاق بالورشة.
واختتم الحديث «شهاب أشرف» ممثل وخريج كلية حقوق، قائلا أنه تعلم في عدة ورش وشارك في العديد من العروض المسرحية، ولكنها المرة الأولى التي يلتحق فيها بورشة تابعة للمهرجان القومي للمسرح المصري، مشيرا إلى أن الورشة اعطته تجارب عملية، بجانب المنهج النظري، خاصة أن الورشة اشتملت على تعليم مسرح وسيناريو وديكور وكافة عناصر العروض، وموجها الشكر للمدرب لأنه صريح وحاسم في التدريب، مع مد المتدربين بالثقة في أنفسهم وأعمالهم.