العدد 883 صدر بتاريخ 29يوليو2024
نلتقى اليوم مع مسرحية ذات موضوع متميز بدأ عرضها على مسرح 154 الشهير فى ضاحية “وست فيليدج “ فى نيويورك. وسوف تقدم المسرحية على مدى شهر اغسطس بالكامل . ومن المتوقع أن يمتد العرض شهرا أخر فى حالة الإقبال الجماهيرى عليه. والمثير هنا أن المسرحية لاتقدم على القاعة الرئيسية للمسرح بل على قاعة تجريبية تضم 35 مقعدا فقط. كما يقدم العرض فى معظمه فى أضواء خافتة تحتاج من المشاهد قدرا كبيرا من التركيز.
ويتمتع هذا المسرح بشعبية واسعة رغم أنه لايوجد فى برودواى بسبب عروضه غير التقليدية التى تحقق إقبالا جماهيريا واسعا.
أحداث حقيقية
المسرحية اسمها “مستوحاة من أحداث حقيقية “ Inspired by True Events وهى من نوع الكوميديا السوداء كتبها رايان سبان (44 عاما- وهو أيضا ممثل وتعد هذه أول مسرحية يكتبها ) وأخرجها نود ادامز(37 عاما ).
تدور أحداث المسرحية حول جريمة وقعت فى ولاية كاليفورنيا قبل 14 عاما. فى هذه الجريمة قتل “دانييل أوزياك “(26 سنة- مجند سابق فى البحرية الامريكية) جاره سام هير (26 سنة – مجند سابق بالجيش الأمريكى) وصديقته جولى كيبيشى (23 سنة – طالبة ).
وتم القبض عليه ومحاكمته وصدر عليه حكم بالإعدام لم ينفذ حتى الآن لأن كاليفورنيا تفرض منذ سنوات حظرا على تنفيذ أحكام الإعدام.
تفاصيل
وكانت هذه الحقائق هى أساس المسرحية مع إضافة بعض التفاصيل المثيرة التى حصل مؤلف المسرحية عليها عن طريق الاطلاع على ملفات القضية.
ومن هذه التفاصيل أن أوزياك قتل جاره من اجل الحصول على مدخرات كان يعتقد أن القتيل يحتفظ بها فى بيته. وعندما لم يجدها استبد به الغضب وقام بالتمثيل بجثة جاره القتيل وتقطيع أوصالها. وكان من المفارقات انه ألقى بجذع الجار القتيل فى مسرح محلى مجاور.
وتمت إدانة راكيل بافيت خطيبة القاتل بتهمة تضليل الشرطة. وقد تم تجسيد شخصيتها فى المسرحية.
صارخة
ويقول مؤلف المسرحية أنها نوع من الميلودراما الصارخة التى تعرض بشكل ساخر. وبعبارة أخرى فهو يلجأ إلى التكبير والتضخيم فى مخاوف الحياة اليومية وعرضها بشكل سيريالى (فوق الواقعى) يساعده فى ذلك خبرته الاصلية كممثل قبل أن يكون كاتبا مسرحيا.
ويقول انه اتفق مع المخرج على اختيار هذا الاسم للمسرحية ليؤكد أنه إلتزم بالوقائع الأساسية للجريمة مما يؤكد احترامها لأحزان أسرة القتيلين وعدم المتاجرة بها وأنها تهدف فقط إلى التوعية باسباب مثل هذه الجرائم.
ويخشى مؤلف المسرحية من أن يسعى البعض إلى وقفها باعتبار أنها خاصة بقضية لاتزال متداولة امام المحاكم. لكن لحسن الحظ لم تتقدم اى جهة او شخص او جمعية بطلب من هذا القبيل. وهو عموما مستعد للرد بانه من غير المعقول أن تظل القضية متداولة امام محاكم كاليفورنيا بينما اوقفت الولاية تنفيذ أحكام الإعدام. ويضيف أن كتابة هذه المسرحية اشبعت رغبته فى كتابة عمل يجمع بين الرعب والضحك.
ويقول أنه اعتمد فى كتابة المسرحية أيضا على معلومات استقاها من الممثلة الشابة الشهيرة كريستا رودريجز التى تالقت فى برودواى فى سن صغيرة وكانت زميلة فى المدرسة للقاتل والصديقة القتيلة. وشاركت معهما فى نشاط المسرح المدرسى. وتعرب عن دهشتها لان يقدم القاتل على جريمة بهذه البشاعة لانه كان شخصية جذابة وكان يجيد التمثيل المسرحى. فقط لاحظت انه يفضل مشاهدة أفلام الرعب.
ويقول “في المسرح، نميل إلى تجاهل الأشياء التي قد تصيب الآخرين بالخوف لأننا معتادون على المواقف المتطرفة، مثل الأداء عندما نكون مرضى”
مخاطر المهنة
الكهرباء صعقت المطرب الشهير على المسرح
رفض التسجيل واصر على الغناء بنفسه
تفسيرات متضاربة للحادث ومخاوف من “حادث متعمد”
أحيانا ما تقع بعض الاحداث المؤسفة على المسرح ويكون لها ضحايا. لكن يظل للمسرح جمهوره وعشاقه. وأخر هذه الحوادث المؤسفة كانت فى البرازيل وبالتحديد على أحد مسارح ولاية “بارا” الواقعة شمال البرازيل.
وقع الحادث خلال مسرحية غنائية ذات موضوع طريف ومبتكر يدور حول الخلافات بين الناطقين بالبرتغالية (اللغة الرسمية فى البرازيل) وبين الناطقين بالاسبانية الذين ينتشرون فى عدد من الولايات الحدودية. وتدعو المسرحية بشكل مبسط إلى تجاوز هذه الخلافات. وتقول أن البرتغالية هى اللغة الرسمية التى ينبغى احترامها. وفى الوقت نفسه ينبغى مراعاة أن اللغة الاسبانية لغة قريبة من البرتغالية ويمكن للناطق بأى منهما فهم الناطق باللغة الأخرى بلا صعوبة كبيرة. وتضم الولاية عددا كبيرا من الناطقين بالأسبانية بين سكانها.
ومنحت الدولة فى البرازيل وضعا متميزا للغة الاسبانية لم تمنحه للغات اى من الجماعات العرقية الاخرى مثل الالمانية والايطالية والعربية واليابانية حيث يعيش فى البرازيل نحو خمسة ملايين يابانى ويتركز بعضهم فى الولاية. فقد اعتمدت التدريس بالاسبانية فى بعض مدارسها.
صعق بالكهرباء
كان الحادث عبارة عن صعق بالكهرباء اودى بحياة المطرب البرازيلى الشهير ايريس سازاكى (35 سنة) بعد أن تعرض للصعق بالكهرباء اثناء وجوده على خشبة المسرح حيث كان يشدو باغان باللغتين الاسبانية والبرتغالية خلال أحداث المسرحية.
وكان قد عرض عليه أن يسجل هذه الاغانى وتذاع مع أحداث المسرحية . لكن قدره جعله يرفض هذا العرض ويفضل أن يتواجد بنفسه على خشبة المسح باعتباره اأاة للتفاعل المباشر مع الجماهير. وهو فى الوقت نفسه مهندس معمارى ومطور عقارى وأب لابنة تبلغ من العمر 11 شهرا .
وحان موعده مع القدر ليسقط وقد فارق الحياة. واختلفت الصحف البرازيلية فى وصف الحادث. فهناك صحف تقول انه لامس سلكا عاريا لم يهتم مسئولو خشبة المسرح بعزله . وكان العرق يغطى قدميه فتعرض للصعق.
وهناك رواية غير منطقية تقول انه عانق احد مشاهدى المسرحية وكانت ملابسه مبتلة. وكان العناق قريبا من سلك كهربائى فاهتز السلك واطلق شحنة كهرائية قوية فحدثت الماساة. وهذه الرواية ناقصة ولاتشرح السبب الذى جعل المشاهد يقفز إلى خشبة المسرح ليعانقه. ولم تذكر هذه الرواية مصير المشاهد هل مات مع المطرب ام ماذا. ولا تذكر الرواية لماذا كانت ملابس المشاهد مبتلة.
ولا تزال الحادثة تخضع للتحقيق. وتبحث الشرطة علاقات المطرب الراحل وما اذا كانت هناك خلافات مع احد يمكن أن تدفعه لقتله رغم أن هذا الاحتمال يكاد يكون مستبعدا تماما. لكن لايمكن استبعاده فى ضوء الاوضاع الامنية المتدهورة فى البرازيل والتى تترجم عن نفسها بقتيل يسقط كل سبع دقائق.