العدد 884 صدر بتاريخ 5أغسطس2024
وقع الاختيار على مصمم الاستعراضات عاطف عوض لتكريمه على هامش فعاليات الدورة ال 17 من المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض.
وشهدت ندوة مناقشة أعماله الفنية، والتي إداراتها الدكتورة نشوى حسن وقدمتها الدكتورة رشا يحيى في كتاب بعنوان «عاطف عوض.. إبداع مصري بروح عالمية»، حضور نخبة من المبدعين، وعلى رأسهم: الفنان محمد رياض، الفنان عادل عوض وعلاء عوض شقيقي المكرم، والدكتورة رانيا يحيى، وجمال عبد الناصر مسؤول المركز الإعلامي بالمهرجان القومي للمسرح، ومجموعة من الصحفيين والإعلاميين ومحبي المسرح.
وبدأت الدكتورة نشوى حسن الجلسة، باستدعاء موقف طريفا للفنان عاطف عوض في طفولته، عندما قرر أن يشارك في مسرح المدرسة، فذهب إلى والده الفنان محمد عوض ووالدته ليعلن لهما أنه سيشارك في عرض مسرحي، وبالفعل ذهبوا لدعمه لكنهما تفاجئوا أنه يقول جملة واحدة في العرض وهي «الصاروخ وصل»، ووقتها أحبط لأن والده تهكم عليه، لتعلق الدكتورة نشوى حسن، أصبحنا الآن أمام مصمم الاستعراضات الدكتور عاطف عوض.
نشأة فنية وعسكرية عاشها عاطف عوض
وأعربت الدكتورة رشا يحيى مؤلفة كتاب «عاطف عوض.. إبداع مصري بروح عالمية»، عن سعادتها بالكتابة عن مصمم الاستعراضات الدكتور عاطف عوض، مشيرة إلى أنها تناولت بعض اللمحات عن أعماله في بعض المقالات الصحفية، وأن فرصة أن تكتب عنه باستفاضة كانت من حظها السعيد.
وبدأت الحديث عن مشوار عوض الفني، قائلة أنه نشأ في أسرة فنية راقية، فهو ابن الفنان القدير محمد عوض، وبدأ رحلته كراقص باليه في أكاديمية الفنون، موضحة أنه على الجانب الإنساني كان شخص يتسم بحسن الخلق، اجتمع على محبته كل من عمل معهم، فهو عمل كعميد لمعهد الباليه، والمسرح القومي للطفل.
التحق عاطف بمعهد الباليه والذي كان يديره الروس وقتها، وكانوا يديرونه بنظام دقيق وصرامة وشدة كالتربية العسكرية، فتعلم الدأب والانضباط والجدية.
شارك عاطف منذ طفولته في عروض فرق الباليه بالقاهرة، إذ كانوا يستعينوا بأطفال المعهد في بعض العروض، فشارك في عروض كسارة البندق، وباليه المولد، وباليه كتور.. أنا مريض.
وتابعت أن «عاطف» اتسم بالإلتزام الشديد، فلم يكن يتغيب أو يقصر في التدريبات أو البروفات، الأمر الذي جعل أساتذته يعتمدون عليه، خاصة أن المعروف أن عروض الأوبرا والباليه كانت تعتمد على طاقمين للعمل يتبادلون العروض المتتالية، والتي تستمر لعدة أيام، لكن عوض كان يقوم بأدواره ولا يوجد له بديلا، بفضل إلتزامه الشديد.
أشارت «يحيى» إلى أن عاطف كان يرفض أن يفصح عن كونه ابن الفنان محمد عوض، بل كان يتجنب العمل معه ويفضل الاستقلالية والعمل دون الاعتماد على اسم والده أو شهرته.
بدايات عاطف عوض في عالم الاستعراضات
تحدث الدكتور “عاطف عوض” عن بدايته في عالم تصميم الاستعراضات، قائلا أن موهبته في تصميم الحركات والرقص لفتت أنظار شقيقه المخرج عادل عوض، والذي لاحظ أن عاطف يبدع في تصميم الرقصات، فطلب منه أن يصمم استعراضات مشروع تخرجه من معهد السينما، ورغم رفض عاطف لكن شقيقه أصر عليه، وبالفعل نجح في تقديم استعراضا كبيرا لفت الأنظار له كمصمم ولشقيقه كمخرج متميز، ليصبح عادل عوض هو مكتشف مصمم الاستعراضات عاطف عوض.
تجربة العمل مع الزعيم ويوسف شاهين
تابع «عوض» قائلا أن مشروع تخرج شقيقه، كان الشرارة الأولى لسلسة كبيرة من التعاونات الفنية الناجحة مع كبار النجوم، والتي توالت بعدها الأعمال، حيث تعاون مع المخرج شريف عرفة والذ كان وقتها طالبا بمعهد السينما، واستطاع أن يثبت نفسه وموهبته ليصبح الاسم الأشهر والأهم في تصميم الاستعراضات في الأعمال الفنية.
واكملت الدكتورة رشا يحيى، حديثها في هذه النقطة، قائلة أن انضباط عاطف عوض جعله مصدر ثقة ومحبة بالنسبة للفنانين، حتى أن من يعمل معه مرة، يجد نفسه يتعاون معه لعشرات السنين، وعلى سبيل المثال عمله مع الفنان عادل إمام، والذي استمر لأكثر من 20 عاما، وبدأ رحلته مع إمام في مسرحية «الزعيم» عام 1994، ثم مسرحية «بودي جارد».
واكمل عوض الحديث قائلا أن الفنان عادل إمام كان مبدعا عظيما، يقدر الانضباط والإلتزام في العمل للغاية، لدرجة أن كان يصل قبل موعد التصوير بساعتين أو ثلاثة الأمر الذي كان يجعلنا نخجل أن نصل بعده، فكانوا يذهبون في نفس مواعيده، موضحا أن عادل إمام كان من عادته أن يجلس في غرفته لبعض الوقت قبل التصوير، ثم بعدها ينطلق ليؤكد على حضور باقي فريق العمل.
كما تحدث عن عمله مع المخرج يوسف شاهين، والذي أشاد بإلتزامه بمواعيده، قائلا أن كاميرا يوسف شاهين كانت تدار في تمام الساعة السادسة صباحا، وهذا يعني أننا كنا نستيقظ في الثالثة فجرا، لنستعد ثم نتناول الإفطار، لتدار الكاميرا في السادسة بالضبط.
تجربة عاطف عوض في الفوزاير
أشارعوض إلى تجربته في عالم الفوزاير، خاصة أن شريهان كانت من زملاء دفعته الدراسية، وعمل معها في كثير من العروض منها: شارع محمد علي وحاجات ومحتاجات وغيرها من الأعمال، لكنه أكد أن العمل بالفوزاير كان مجهدا للغاية ومتعب لدرجة أنه عندما أنجب ابنته، إلتقطت زوجته صورة لمولودته وكتبت عليها “علشان متنساش إنك خلفت”، دلالة على انشغاله عن بيته وحياته معظم الوقت بسبب تصوير الفوزاير.
مشروع الممثل الشامل
قال «عوض» أنه رجل مجتهد، وسعيد الحظ لكون شقيقه اكتشف موهبته، وأنه لم يفكر فيما حققه وما لم يحققه بعد، لكنه طوال الوقت يستمتع برحلته، فأي يعمل يقدم عليه يستمتع بتفاصيله، والسعادة تكون في أن تقدم عملا جيدا ومتدربين موهوبين، مشيرا إلى أنه لو لديه حلم، فهو ما وجده في بلاد أخرى ولا يوجد في مصر، وهو المسرحي الميوزيكال، فالممثل في الخارج يستطيع أن يقدم عملا فنيا متكاملا، فيرقص ويغني ويمثل، أي ممثل شامل وهذا غير موجود في مصر.
وتابع أنه يقوم هذه الفترة على تنفيذ مشروع ميوزيكالي كامل، يخرج فنان شامل، وقد بدأ معهد الفنون المسرحية في فترة من الفترات في تنفيذ هذا المشروع بالفعل وهو فكرة جلال الشرقاوي واسموه «الفنان الشامل» استمر لمدة عامين ثم توقف المشروع بسبب الميزانيات على حد قول الطلاب وقتها، وكان شقيقه أحد طلاب هذا القسم بالمعهد، لكن المشروع لم يكتمل.
واضاف أنه يعمل الآن على تنفيذ المشروع من خلال تدريب 140 شابا وشابة، يتم تدريبهم كل 3 شهور على الموسيقى والعزف والباليه وغيره، مشيدا بأن مصر هي الدولة الوحيدة ربما التي لديها أكاديمية شامل تجمع 8 معاهد لتعليم الفنون، ففي كل الدول ربما نجد معهد أو اثنين لكن لا يوجد أكاديمية شاملة، موجها الشكر للنبدع أحمد البوهي الذي يعمل على تنظيم المجموعات وتقسيم العمل وإخراج كل هذه المواهب.
واختتم حديثه بتقديم الشكر لأكاديمية الفنون والفنان محمد رياض واللجنة العليا على اختياره للتكريم.
ووجهت الدكتورة رانيا يحيى التحية والتهنئة للدكتور عاطف عوض، على تكريمه، طارحة سؤالا عليه، ما إذا كان يحب نفسه كراقص أم كمخرج؟
فأجاب «عوض» قائلا أنه يعشق الرقص، وبالطبع يفضل الرقص على الإخراج لأن هناك متعة يشعر بها الفنان عند وقوفه على المسرح، وهذا ما يحققه له الرقص، فهو دائما مستمتع بالرقص.
في هذا السياق، طلبت الصحفية همت مصطفى أن يكون هناك توثيق للأعمال الاستعراضية، لأنه هناك ندرة في وجود مراجع للاستعراضات.
لاقى الطلب إشادة من الحضور على المنصة، حيث أشارت الدكتورة رشا يحيى أنه بالفعل نحن في مصر نفتقد إلى توثيق الأعمال الاستعراضية، وأنها تعاني في بعض الأحيان في الوصول لبعض الأعمال الاستعراضية ومبدعيها.
كما رد الدكتور عاطف عوض قائلا أنه بالفعل ينقصنا التوثيق، مشيرا إلى أنه رغم ذلك فهو يعمل على توثيق أعماله من أول بروفة للعمل وحتى تقديمه، مما جعله يحتفظ ويوثق أعماله على مدار سنوات عمله.