العدد 886 صدر بتاريخ 19أغسطس2024
شهد عالمنا على مر العصور إنفجارات فنية غير إعتيادية وغير نمطية ظهر منها المخرجين والفنانين والمبدعين على مستوى العالم بالتوازي كان لكل منهم لمسته الفنية الخاصة التي ميزته بطابع يسجل اسمه بالتاريخ ومن بين هؤلاء المبدعين الفنانة سلوى محمد علي التى كرمها المهرجان القومي للمسرح في دورته السابعة عشر.
وضمن المحاور الفكرية التي يقيمها المهرجان القومي للمسرح في دورته السابعة عشر عقدت ندوة حفل توقيع كتاب الفنانة سلوى محمد الذي حمل عنوان “ سلوى محمد علي عاشقة المسرح الدؤوبة” أدار حفل توقيع الكتاب الدكتور هاني أبو الحسن إعداد الكاتبة نسرين نور واستهل الندوة كلمة الدكتور هاني أبو الحسن، والذي قال عن الفنانة سلوي محمد على: فنانة مصرية تخطت حدود المحلية إلى العالمية حينما تسمع أسمها في أذنك يتبارد إلى خيالك مستوى رفيع من القوة الفنية والحضور اللافت لشخصية فريدة، وإذا رأيت أحد أدرواها لابد أن يقارن خيالك بأدوارها الأخرى، فتتعجب من قدرتها على التخلص من شخصيتها الحقيقة وذوبانها في الأداء التمثيلي المتمكن، وشديد التنوع من التراجيديا المفرطة إلى الكوميديا الخفيفة أيضا، وهي فنانة قادرة على جذب انتباهك واكتساب احترامك اينما حلت، ومهما قدمت من أدوار .. ومن الصعب أن تحكم على أى من أدوراها بجملة أو كلمة ... لأنها تعمل بجهد على تحليل الدور ومستوياته في الأحداث الدرامية والسياقات المختلفة حيث تظهر بصورة متكاملة لابد للمتلقي أن يتأمل كثيراً قبل أن ينطق برأى مجرد رأى ثم رحب الدكتور هاني أبو الحسن بالنجمة سلوى محمد على.
بينما أعربت الكاتبة نسرين نور عن سعادتها بتكلفيها بتقديم كتاب عن الفنانة الرائعة سلوي محمد علي، وأشارت إلى حسن حظها لإلتقائها بالفنانة سلوى محمد علي، لأنها واحدة منا وتشبهنا ووصفتها بأنها سلسه إلى أبعد الحدود في التعامل ومريحة وكشفت عن توجسها وخوفها عند الحديث الأول معها، وذلك لأنها كانت تخشى من عدم التفاهم بينهما، ولكن حدث العكس تماماً فيما بعد وكانت الثقة متبادلة، وتعاونت معها لأقصى درجة وكذلك كشفت الكاتبة نسرين نور أن من النقاط الأكثر تميزاً لدى الفنانة سلوي محمد علي أن لقائتها سواء في أو التلفزيون او عند الحديث معها في الهاتف لا يختلف أبداً فهي طبيعية وعفوية كثيراً وبسيطة واختتمت حديثها قائلة : التعاون مع الفنانة سلوى محمد على تجربة رائعة ومميزة للغاية وأنا سعيدة جداً “ وما لفت نظري أنها فضلت خلال الكتاب أن توثث لجيلها كله وليس تجربتها الشخصية فقط، لأنها بنت هذا الجيل فإى إنجاز حدث كانت حريصة أن ينسب لجيلها بأكلمه وليس لشخص واحد فقط.
. وقالت الفنانة سلوى محمد على أن جهد الكاتبة نسرين نور في البحث عن بعض الوثائق الخاصة بأعملها كان دافعا للحديث عن فكرة «الأرشفة والتوثيق» وكنت أتمنى أن اجد مقالات الدكتورة نهاد صليحة عن المسرحيات التي قدمتها، وللأسف لم نجدها على الرغم من بحث نسرين نور كثيراً عن هذه المقالات، ولكن دون جدوى وطوال الوقت أقول أن لدينا نهضة مسرحية في التسعينيات لاتقل عن الستينيات الفارق هو الحركة النقدية فنحن لم نكن محظوظين؛ لأن للأسف فقدنا معظم نقادنا في حريق بني سويف كمان أن الحفاوة بالثقافة في ستينيات القرن الماضي كانت تختلف كثيراً فكان هناك إرادة سياسية، وكانت هناك حركة فنية وكان هناك كبار النقاد أما في التسعينيات كان هناك كل شىء، ولكن لم تكن هناك إرادة سياسية ومع ذلك قام أصحاب الفرق المستقلة بالتصدي لكل المعوقات فكان من وجهة نظر النظام آنذاك من هؤلاء “ الفرق المستقلة “؟، ونوهت عن كلمتها في حفل الإفتتاح وأنها لم تستطيع ذكر كل اسماء مخرجين الفرق المستقلة وقامت بالأعتذار للفنانين الذين لم تستطيع ذكر أسمائهم وكشفت عن تليقها رسالة شكر من الفنانة مريم صالح سعد لذكرها الفرق المستقلة في حفل الإفتتاح.
قالت الفنانة عزة حسيني أن الفنانة سلوى محمد علي قدمت أدواراً متنوعة في الدراما والسينما والمسرح، ولكن لديها قناعة تحسد عليها فعندما يعرض عليها أدوار ليست الأولي أو الثانية لديها قدرة كبيرة أن تصنع منها بطولة، وهنا نستطيع أن نقول أننا أمام فنانة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى مؤمنة بدور الفن أكثر من الشهرة والأضواء بنظرة سريعة لمسيرة الفنانة سلوي محمد على المسرح أساس في رحلته، والحقيقة أن المسرح في حياتنا كمجموعة عملت بالمسرح لأن المسرح يعتمد على المجموعة وإدارة المجموعة في سبيل تحقيق هدف واحد، وهو إسعاد الجمهور أو توصيل رسالة أو الإستمتاع بعمل فني، وهي فكرة مؤثرة بدرجة كبيرة على الحياة نفسها، وأرى أن سلوى محمد على إستفادت من وجودها في المسرح ووجهت سؤال هام للفنانة سلوى محمد علي، وهو عن أثارتها تساؤلاً هاماً في حفل الإفتتاح عن الفرق المستقلة، وهي فرق لعبت دوراً هاماً منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى عام2011م وماهو أثر حديثها عن الفرق المستقلة لدي المسئولين .
ثم عادت الكلمة مرة أخرى للفنانة سلوي محمد علي لتجاوب على سؤال الفنانة عزة الحسيني فقالت : أن سيادة وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو أخبرها في حفل الأفتتاح بإهتمامه بفكرة التوثيق والأرشفة ثم بعد حفل الإفتتاح بثلاثة أيام أخبرها الفنان محمد عبد الخالق أن الوزارة الثقافة وهيئة الكتاب والمركز القومي للمسرح عن رغبتهم في عقد إجتماعات مع الفرق المستقلة احتى تتم الأرشفة موضحه أن أنسب طريقة تراها للأرشفة هي «الحكي».
فيما أشادت الفنانة وفاء الحكيم وقالت : أجل في الفنانة سلوى محمد علي «الحرية» فهي بالنسبة لي تعبر عن المعنى الحقيقي للفنانة الحرة فهي تمثل لي الفنانة التي تختار ماذا ستقدم وفي أى وقت ففي أوج تألقها ومجدها نجدها تعمل مع طالب تجربة بسيطة يخطو أولى خطواته في تاريخه تجدها تقوم ببطولة عمل له سواء مسرحي او فيلم قصير فهي تساند كل مبدع وتدعمه وعندما إنحصر عن جيلنا أدوار الدراما التلفزيوينة لم تذهب إلى التلفزيون او “ الكاستنج “ مع إحترامي لكل من فعل ذلك من زملائنا لم أجدها تفعل ذلك، ولكنها احتفظت بمكانها الذي وضعته في أعيننا وفي عقولنا حتى جاءت لها الأدوار المناسبة سواء أدوار صغيرة أو كبيرة فقد ظهرت بإختيارها في الدور المناسب، والشخصية المناسبة واللحظة المناسبة واختتمت حديثها قائلة : أتمنى أن تكوني دائما أيقونه الفنانة الحرة .
عقبت الفنانة سلوى محمد علي على شهادة الفنانة وفاء الحكيم بأنها تعلمت الإستغناء من الفنان أحمد كمال ومنحة البطراوي ثم أجابت على سؤال الدكتور هاني أبو الحسن عن أدائها الكثير من الأدوار وأجادتها لها وما تأثير المسرح على ذلك فقالت الفنانة سلوى محمد علي أن من يقدم عروضاً كثيرة بالمسرح يتعلم كيف يلعب شخصية ما وكيف يستطيع أن يراكم عدة أشياء ومهارات متنوعة منها التعبير الجسدي والصوت، والوقفات حتى يستطيع أن يخلق شخصية فكل من عمل مسرحاً يستطيعون تقديم شخصيات متنوعة ثم تحدثت عن بدايتها فقالت: ما وصلت إليه الأن بفضل اساتذتي في معهد الفنون المسرحية، ومنهم العظيم جلال الشرقاوي الذي كان لديه إهتمام خاص بالمسرح الإغريقي، وقد رشحني بعد تخرجي لدور في مسرحية “ ع الرصيف “ بطولة الفنانة سهير البابلي التي تعملت منها الكثير حول إحترام المسرح ومواعيده مهما كانت الظروف حيث كانت النجمة سهير البابلي مريضة بالقلب، وكانت تأتي للمسرح يوميا منتظمة في موعدها بعد جلستها العلاجية بالمستشفي. وبعد مسرحية “ ع الرصيف “ قدمت مع المخرج ناصر عبد المنعم مسرحية بعنوان “مدرسة العساكر “ في الثقافة الجماهيرية ثم عينت في مسرح الطليعة وقدمت عدداً كبيراً من العروض بدءاً من عرض “ دقة زار “ والتي تزوجت بعدها بالمخرج القدير محسن حلمي رحمه الله ثم قدمت مسرحية “شوربة حمام “ ثم توالت أعمالها ثم تحدثت عن فترة تولي المخرج سمير العصفوري مديراً لمسرح الطليعة الذي كان به صالون ثقافي
وكذلك تحدثت عن أساتذتها ومنهم الدكتور “فخر قسطندي” والدكتور «علي فهمي» والذي جاء من بعثته من إنجلترا وقدم أول فيلم صامت وكانت من إنتاجه وبطولته عرض منذ عشرة سنوات في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وقالت : أتذكر أن الدكتور علي فهمي كان يدرس لنا لحظات الصمت وعلاقتها بالممثل .
ثم قام المخرج عمرو قابيل بمداخله عن الفنان سلوى محمد علي موضحا خلال مداخلته أن تكريم الفنانة سلوى محمد علي هو تكريم مستحق لأكثر من جيل فهي «أيقونه» في الكثير من الأشياء مشيراً إلى تقديرها لأساتذتها وهو شىء يستحق التقدير والإحترام هناك عوامل عديدة من خلالها نطلق على الفنان لقب “ايقونه” فليس كافياً أن يكون الفنان موهوب أو لديه مساحة واسعة من الإبداع فمن الهام أن يكون يحمل هماً وإحساس بمجتمعه وباللحظة الزمانية والمكانية التي يتواجد بها، وهي رسالة أتمنى ان تصل من خلال تكريم االفنانة سلوي محمد علي مشيراً أن جيله من المسرحيين كان جيلاً محظوظاً فلم يكن هناك سوشيال ميديا أو وسائل تواصل إجتماعي لذلك إستطاع هذا الجيل السعي والإجتهاد وشق طريقه ليكون جيلاً له هوية ومشروع ثقافي نجني ثماره ومن الهام أن يكون للأجيال الحالية والقادمة هوية .
وعن القراءة المسرحية قالت قدمت أكثر من قراءة مسرحية وقد قدمت مقترحاً لوزير الثقافة السابقة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وهو أن تكون هناك قراءة مسرحية يوم عطلة المسارح تقوم كل فرقة بعمل قراءة مسرحية حتى تتحول فيما بعد القراءة المسرحية إلى عرض مسرحي وذلك حتى يكون هناك مسرحاً غير مكلف خاصة أن في العالم كله هناك مهرجانات للقراءة المسرحية .
وفي مداخلة الأستاذة الدكتورة سامية حبيب عن سلوى محمد علي أوضحت قائلة عنها قيمتها كأنسانه بمثابة الأخت الكبيرة ففي موقعها في أسرتها هي الأخت الكبيرة؛ وبالتالي كل من تصادفه تكون له الأخت الكبيرة، وهي دائما داعمة لكل من حوالها فقيمة الأخت الكبيرة في حياتي تأتي على رأسها الفنانة سلوى محمد علي، وأنا ممتنه لها كثيراً، ففي فترة مرضي كانت مسافرة بالخارج، ولكنها كانت تتحدث معي ثلاثة مرات يومياً فالفنان أن لم يكن إنساناً من الصعب أن يكون فنان حقيقي ففي بعض الأحيان نجد فناناً مبدعاً، ولكن لايوجد تواصل بينه وبين الناس وبما أنها ذكرت الأستاذ علي فهمي فأود أن أذكر موقفاً عنه فقد شاهدته في أخر مراحله فهو لم يدرس لي، ولكني رأيته في مشهد، وذلك في فترة مرضه وكان قد تقاعد، وتم تخصيص يوماً لتكريمه بدار الأوبرا وكان قائدة التكريم الأستاذة الدكتورة سميرة محسن والدكتور على فهمي استاذ له الفضل علينا جميعاً ورأيت الأستاذ أحمد ذكي يحمله ليدخل به القاعة لأنه الأستاذ الذي راعى موهبته، وكان يدفعه في كل مواقفه وتبناه فنياً، وهذا معنى الفنان الكبير الذي دوره أن يدعم المواهب، ويكتشفها وسلوى محمد علي أخدت هذه المهنة ببساطة وليست بسطحية فعندما تشرع لتقديم دور أو شخصية تبحث في كل ما يخص الدراسات لهذه الشخصية وتحليلاتها، وتقوم بمجهود كبير وتبدأ في القراءة وذلك قبل قبولها أو رفضها للدور المسند إليها وقد سبق واختلفت معها في مسرحية “شباك أوفيليا “ فكانت تقدم الدور ببساطة رغم صعوبة الشخصية التي تلعبها، وكان العرض من إخراج المخرج القدير جواد الأسدي وقدم بمسرح الهناجر، واكتشفت أنها مدرسة سلوى محمد علي فهمي بسيطة في تقديم الشخصية، ولكنها في نفس الوقت تؤديها بعمق كبير .
وعادت الكلمة مرة آخرى للفنانة سلوى محمد علي التي كشفت عن رغبتها في تقديم عرض حكي مع فنانات قدموا عروضاً للحكي مثل الفنانة نورا امين، والفنانة وفاء الحكيم، والفنانة عفت يحيي والمخرجة عبير علي وآخريات.
بينما قال المخرج أحمد إسماعيل في مداختله عن الفنانة سلوى محمد على سعيد الحظ من تكون معه الصديقة والأخت العزيزة سلوى محمد على، مخرجاً كان أو ممثلاً .. بما ينعم الله عليه من أريحية ودعم واطمئنان في مواجهة تعقيدات العملية المسرحية في واقع ينقصه الكثير.
عملنا سوياً في عرض “حكايات الناس في ثورة 19 “ للمسرح القومي (2011/2012) وقامت ببطولته، وبأكثر من دور رئيسي، راوية وشخصيات أخرى. ولكل دور ملامحه وسماته وبنائه الدرامي، وقد استطاعت تجسيدها جميعا ببساطة مذهلة.
ولنبدأ بسلوى الإنسانة الداعمة لكل عناصر العرض المسرحي، فقد كانت حجرتها بالمسرح هي مقر اجتماع الزملاء، سواء في البروفات أو العروض، وكأنه طقس سحري يتم في الكواليس لتصير حالة من الحماس والتوحد في دائرة كهربائية تمس الجميع، لتنتقل من خشبة المسرح إلى صالة الجمهور الذي يصبح داخل هذه الدائرة، ولينصهر الجميع في بوتقة واحدة نعم .. ما يفرق بين المسرح وغيره من الوسائط الأخرى، أشياء غير مرئية تتواصل عبر المشاعر والوجدان ويصعب الإمساك بها، ومنها ما يمكن أن نسميه بـ “الحس” وفق المصطلح الفلسفي، أو “الإحساس” وفق المصطلح الدارج، وهي روح عامة تجمع الممثلين على خشبة المسرح في انسجام كامل وجاذب للجمهور نافذاً إلى وجدانه ليصبح هو الآخر جزءاً من الدائرة “الكهرومغناطيسية“.
عذراً لهذه الكلمات البعيدة عن المجال محاولة للبحث عن تفسير، لكنها باختصار توضح الدور الجليل الذي تقوم به فنانتنا الكبيرة، ولا أعرف إن كانت واعية به أم هو سلوك أمومي عطوف ومسئول عن أسرة العرض.
فيما أرى أن هذه الخصال في الطبيعة الإنسانية للفنانة سلوى محمد على وثيقة الصلة بطبيعة الموهبة التي حباها الله بها، وهي القدرة الوجدانية الفائقة على النفاذ إلى وجدان الجمهور، هذه السمة المسرحية الأصيلة والنادرة لا يتوصل إليها الممثل بتوجيهات من أحد، والتدريب عليها أمر معقد وشاق، وإن كنت أعتقد أن فنانتنا تبذل مجهوداً شاقاً مع نفسها للوصول إلى هذه القدرة .
ففي العرض المذكور، نحس ونرى وجدان الفنانة وإحساسها اختلف من شخصية إلى أخرى، وقد تم ذلك بسهولة ويسر، ودون أي مبالغة تحدث في مثل هذه الحالة للتفرقة بين شخصية وأخرى واستعراض الممثل لقدراته التمثيلية
هذا اليسر والسلاسة فضلاً عن النفاذ إلى وجدان الجمهور بإحساس الشخصية الدرامية، تتداخل فيهم كل العوامل السابقة، وتدفع بعضها البعض وتدعمه لتتجلى أعلى درجات الصدق الفني الذي يجمع ويكثف كل العوامل في مركز واحد لعله الانصهار في الدور كعمل “مقدس” وفق تعبير رائد التدريب المسرحي “جروتوفسكي”، ولكن على الطريقة المصرية المشبعة بجينات المشاعر الإنسانية الممتدة من مصر القديمة.
وثم تحدث المخرج أحمد عبد الجليل عن التجربتان اللتان قدمهما مع الفنانة سلوى محمد علي وواصفها بأنها ممثلة مسرح من العيار الثقيل موضحاً ان التجربة التى قدمتها الفنانة سلوى محمد علي معه تجربة مع الكاتب وولي سونيكا من المسرح الأفريقي وهي بعنوان “الموت وفارس الملك“ والتجربة الثانية بعنوان “ الأسد والجوهرة “ ثم قال: كان مع الفنانة سلوى محمد على الفنان توفيق عبد الحميد والفنان مفيد عاشور والفنانة إيناس شيحه وكان هناك دور جوهرة الذي كانت مجرد “استايل “، والتي هي مجرد قصة يبنى عليها العرض وكانت الفنانة سلوى محمد تساعدني ورشحتلي العديد من الفنانات، وقمت بتخطي منولوجين كبيرين في النص وقمت بالإنتقال إلى مشاهد أخرى بالمسرحية، وكانت تتسائل فكت أجاوبها بأنني لازالت أفكر بهذا المشهد، وقبل إفتتاح العرض بخمسة أيام كان لم يتم الإنتهاء من هذا المشهد،
وكان لدي قلق كبير على هذا المشهد فكانت تطمنني بإستمرار بأنها ستظل بهذه التجربة مهما كانت الظروف وكانت ستؤدي المشهد بكل مافيه من احاسيسها وخلجاتها الداخلية في مساحة ضيقة، وبالفعل أدت المشهد بكل تميز وبراعة وكانت الدكتورة هدى وصفي تشاهد كل يوم هذا المشهد من كابينة الإضاءة وكان أبطال العمل يتابعونها من الكالوس كيف ستؤدي هذا المشهد في هذه المساحة الضيقة .
فيما اوضحت الكاتبة رشا عبد المنعم تحدثت عن بداية علاقتها بالمسرح كان هناك مجلة المسرح وكانت منبهرة بالفنانة سلوى محمد علي وهي ممثلة مشحونه بالعواطف ومختلفة دون اى مبالغة وكنت أراها تقدم عروضاً مع العديد من المخرجين المستقلين أمثال احمد العطار ومحمد أبو السعود وآخرين ولذلك علمت لماذا هي متحمسة لفنانين المسرح المستقل فلم يولد أحدا منا ليجد نفسه في المسرح المستقل ولكننا قمنا بإختياره لأنه يعد صيغة إنتاجية لها أبعاد.
فنية وفكرية مختلفة دون مبالغة كانت هي السائد في التسعينيات فالجماليات المختلفة والإختيارات الفكرية ومساحات الحرية التي كانت تتاح بصورة أكبر بالمسرح المستقل كان ذلك بسبب هذه الفترة والتوقيت فكانت الرقابة على المصنفات لا تتطبق على أى عرض لمدة عامين وهو ما كان يعيطنا حرية أكبر في التعبير عن أفكارنا وكان نقدم المسرح الذي نرغب في تقديمه بكل حرية؛ لذلك انحازت سلوى محمد علي لهذا المسرح وكان من الممكن ان نجد هذه الصيغة في عروض البيت الفني للمسرح وفي الثقافة الجماهيرية، ولكن المسرح الحر كان يتميز بهذه الميزة خاصة أن أغلب من يقدم عروضاً للمسرح المستقل خرجوا من رحم المسرح الجامعي الذي يتميز بحساسية مختلفة وطزاجة ليست موجودة فيما يقدم في السائد فقدم صناعه جماليات مختلفة وكذلك هو نفس الجيل الذي تشبع بالمهرجان التجريبي وحساسيات التجربة مما انعكس على مسرحه، فالسياق التاريخي لهذا المسرح له أبعاد كثيرة فوق ما نتصور واتساءل عن المسرح المستقل وأن ضد إختزاله في التوثيق والكتابة والتوثيق به صعوبة بالطبع، كذلك من الصعب توثيق حرة المسرح المستقل لأنها كبيرة ومتشعبة لعدد كبير من المحافظات ولاتوجد مؤسسة مسئولة عن توثيق أعمال فناني هذا المسرح بطريقة ما وهو أمر يحتاج صيغة مختلفة عن فكرة الكتاب سيوثق مرحلة ما وحدث ذلك في مؤتمر “عشرين عاماً من المسرح المستقل“ ثم أقمنا إحتفالية للفرق المستقلة ثم قرار وحدة دعم المستقل جاء عام 2014.