المهرجان في تطور مستمر.. والتكريمات مهمة لتعريف الشباب برواد المسرح

المهرجان في تطور مستمر.. والتكريمات مهمة لتعريف الشباب برواد المسرح

العدد 886 صدر بتاريخ 19أغسطس2024

المهرجان القومي للمسرح ذلك الحدث السنوي البارز الذي يحتفي بالفن المسرحي المصري ويجمع بين نخبة من المبدعين والمسرحيين من مختلف الأجيال. ويسلط الضوء على الأعمال المسرحية المتميزة، وتشجيع التنافس الفني، وتبادل الخبرات. يعتبر المهرجان أيضًا فرصة لتكريم الشخصيات البارزة التي أسهمت في إثراء المسرح المصري، وتقديم عروض متنوعة تعكس تنوع الثقافات والرؤى الفنية. وسوف نستطلع من خلال لقاءاتنا هذه آراء بعض من المسرحيين حول المهرجان ومدى تطوره وفعالياته..

عصام السيد
 قال المخرج الكبير عصام السيد:  أرى أن هناك مجهود ضخم يبذله القائمون على المهرجان، ويجب أن نحرص على استمراريته وتطوره. لكن هناك توصيتان أتمنى أن يتم تطبيقهما في الدورات المقبلة. الأولى هي أن تكون عروض المهرجان بتذاكر وليست مجانية، وذلك لدعم ميزانية المهرجان التي لم تزداد بالرغم من ارتفاع الأسعار والتكاليف. والثانية أن لا يُقام المهرجان في وسط الموسم المسرحي.

مفيد عاشور
قال الفنان مفيد عاشور: أتوجه بالتحية إلى جميع العاملين في المهرجان وإلى صديقي النجم محمد رياض على الجهد المضني المبذول على مدار ستة أشهر، حيث يعمل بكل ما أوتي من قوة.
 وأضاف عاشور: «هناك حدثان مهمان في المهرجان؛ الأول هو الورش التي أُقيمت ضمن فعاليات المهرجان مثل ورش الإخراج، التمثيل، السينوغرافيا، التأليف، والإلقاء. أما الحدث الثاني وهو العروض التي قُدّمت في المهرجان وهذا العدد الكبير منها والذي  يدل على أن المسرح المصري ما زال بخير.
 وتابع: أود فقط اقتراح أن يتم تصوير العروض تليفزيونيا بشكل احترافي، وكان من المفترض أن تشير لجنة المشاهدة إلى العروض المميزة، ويتم تصوير العروض التي رصدت تميزها. أيضا أن تعرض المسرحيات على مسارح الدولة كلٌ بما يناسبه لمدة شهر بعد انتهاء المهرجان، حتى يتمكن الجمهور من مشاهدتها. فهذه العروض تؤكد أن المسرح بخير، وأن مصر تزخر بالمواهب، إذ إن العروض هي الثمرة الحقيقية للمهرجان، وباقي الفعاليات تُعد فروعًا له. والمهرجان في الأساس قائم على التسابق لإفراز نجوم، مؤلفين، مهندسي ديكور، ومخرجين.
 واختتم قائلاً: سعيد بالمهرجان، وكل عام والمهرجان في تقدم وازدهار. 

  الفنانة ميرت عمر الحريري
سعيدة لأن المهرجان يحمل اسم سيدة المسرح العربي، سميحة أيوب. ومن الجيد أن يُكرم المهرجان، تحت قيادة الفنان محمد رياض، هؤلاء الفنانين، وأن يشاهد الناس تكريمهم ويشعروا بالسعادة بهم. وأضافت: «على مدار العشرين عامًا الماضية، كان المسرح المعروض هو مسرح الدولة، وإذا وُجد القطاع الخاص فهو قليل جدًا. ولأن هذا المسرح لا يتم تصويره ليُذاع على التلفزيون، ولأن ممثل المسرح يبذل كل طاقاته على الخشبة، فلا بد من تكريمهم. فالفنان عزت زين، على سبيل المثال، فنان عظيم ربما عرفه الجمهور من خلال التلفزيون، لكنهم لم يشاهدوه على المسرح. وكذلك الفنانة سلوى محمد علي، التي بدأت حياتها الفنية من خلال المسرح الحر، وكانت لها بصمتها ومكانتها، وكذلك الفنان حسن العدل وغيرهم الكثير. الجمهور لا يعرف أن هؤلاء في الأصل هم فنانون مسرحيون، فالمسرح هو أبو الفنون، وهو الذي يُخرج الممثلين، وهذه القيمة نراها حين يظهرون على شاشة السينما أو التلفزيون.»
وتابعت: «من المهم أن نكرم القامات المسرحية خارج إطار مسرح الدولة. أرى اليوم أن مسارح الدولة تقدم عروضًا متنوعة، لكن ما ينقصنا هو الفرق الحرة والمستقلة، فهي مهمة جدًا. كما نعلم، هناك شروط لمسارح الدولة تقضي بأن يكون المشاركون أعضاء في النقابة، مع نسبة صغيرة مخصصة لحاملي التصاريح أو الهواة، وهذا يجعل الهواة مظلومين إلى حد ما. فهناك الكثير من الموهوبين بين الهواة يحتاجون إلى الدعم والتكريم. لذلك، من المهم أن نكرمهم ونكرم آخرين بعيدًا عن رموز مسرح الدولة.
وأشارت إلى أن رؤية رياض بعدم تكريم الراحلين حقه، حيث يرغب في منح الفرصة للزملاء الذين ما زالوا يعملون على خشبة المسرح. لكن لا ينبغي أن ننسى الرواد الذين أسسوا هذه النهضة المسرحية على مدار السنوات، من المسرح القومي إلى الريحاني وإسماعيل ياسين والهوسابير، وصولاً إلى المسرح التجريبي، وقبلهم مسارح عماد الدين. الشباب اليوم يشاهدون هؤلاء الرواد في الأفلام فقط، ولا يعلمون عن النهضة المسرحية التي حققوها. جدير بالذكر أن معظم رواد المسرح سافروا إلى الدول العربية وأسهموا في تأسيس المسارح هناك. كل الفنانين العظماء الذين أثروا المسرح ووهبوا له وقتهم وحبهم افتتحوا مسارح في الدول العربية دون استثناء. لذلك، نتمنى تكريم شخصيات قد لا يعرفها الشباب اليوم، ولا يعرفون ما قدموه من ثروة فنية تركوها وراءهم.وعن الفعاليات المصاحبة للمهرجان، قالت: إن الندوات كانت رائعة، وقد شاهدت معظم العروض قبل انطلاق المهرجان، وأعرف أن هناك أعمالًا معينة ستنال الجوائز وتستحقها. المهرجان في تطور مستمر منذ الدورة الأولى التي حضرتها مع والدي عام 2007 تحت رئاسة الدكتور أشرف زكي. فأنا مهتمة بالمهرجان منذ أكثر من عشر سنوات، وهناك الكثير من الأعمال المسرحية التي عُرضت على مدار العام الماضي وما قبله، مما أدى إلى نهضة مسرحية كبيرة جعلت هناك أعمالاً تُرشح للمهرجان، مما يُضفي غنىً على فعالياته. كنت أتمنى فقط ألا تتجاوز مدة العروض ساعة ونصف، حتى يتحمس الجمهور للفرجة. كما كنت أتمنى أن يتضمن حفل الافتتاح عرضًا مسرحيًا، كما يحدث في المهرجان التجريبي، ليتم عرضه للجمهور عبر القناة المسؤولة عن بث الافتتاح، ليتمكن الجمهور من مشاهدة المسرحية والتحمس لمتابعة بقية العروض خلال المهرجان.
وعن تأثير المهرجان، فإنه يؤثر بشكل كبير على المشاهدين، حيث يجد الجمهور مسرحيات مجانية تُعرض كل مسرحية منها لمدة يومين، مما يتيح لهم فرصة الاستمتاع بالعروض. أذكر أنه كان يوجد في باب ‹أين تذهب هذا المساء› بالجريدة ما يقرب من 30 مسرحية بين مسرح الدولة والمستقل والقطاع الخاص والمسرح التجريبي، وكان هناك مسرح يُقدم يوميًا في مصر لتلبية جميع الأذواق، فليس الجميع يفضل اللغة العربية الفصحى أو الكوميديا أو الاستعراضي. وبالمناسبة، نفتقد كثيراً المسرحيات الاستعراضية وأتمنى أن يكون هناك هذا النوع في الدورة المقبلة وأن يحظى بالدعم اللازم، فقد كرّم المهرجان الدكتور عادل عوض، وهو متخصص في هذا المجال، ونتمنى أن يُعنى بالأمر وأن يتم تقديم أكثر من مسرحية استعراضية.

شاذلي فرح
 أوضح  المؤلف شاذلي فرح: إنه في كل دورة من دورات المهرجان نكسب عرساً مسرحياً يُضاف إلى مسيرة المسرح المصري. والحقيقة أن المهرجان يشهد تطوراً منذ دورته الأولى، ويُعتبر تظاهرة مسرحية كبيرة لمصر نظراً للعروض الكثيرة التي تشارك فيه من مختلف الجهات الإنتاجية؛ سواء من البيت الفني، أو الثقافة الجماهيرية، أو الفرق المستقلة، أو الشباب والرياضة، أو الشركات، أو المسرح الكنسي، أو الجامعات. هذا أمر مشرف. وحتى إن كانت هناك بعض العيوب في هذه الدورة أو الدورات السابقة، أو حتى في الدورات القادمة، فإنه يجب أن يتكاتف المسرحيون حتى لا نخسر مهرجاناً مهماً مثل هذا. بالطبع، مع التطوير المستمر كل عام، وبحث المشكلات وتجاوزها. لكن في جميع الأحوال، وجود مهرجان كهذا هو مكسب.
 وأضاف «فرح» في اعتقادي، ستكون الدورات القادمة تصاعدية، وسيزداد المهرجان خبرة. هناك نشاط ملحوظ هذا العام من خلال النشرة والندوات التي تُقام على الهامش، والعروض المشاركة، وكذلك من خلال الإصدارات والتكريمات. وإن كنت أهمس للمسرحيين، فأنا أيضاً أتمنى تكريم اسمين أو ثلاثة، فلا يمكننا تكريم الجميع. التكريم هو وجهة نظر ولا يُطلب.
 وتابع، أعتقد أن المهرجان سيحقق المرجو منه، منذ الدورة الماضية، خاصة مع إضافة مسابقة التأليف المسرحي، وهو أمر ذكي يُضيف للمكتبة المسرحية في مصر. ويدفع الشباب نحو الاحتراف، لأن المؤلف المصري يحتاج إلى المزيد من الجوائز والمزيد من المسابقات ليبرز. وبالمناسبة، مع كل دورة يصعد فيها المهرجان، تزداد العروض جمالاً ودهشة، وتثير الجدل. ونحن نفخر بأن لدينا مهرجاناً كهذا نلتف حوله. كل التوفيق للمهرجان، ونتمنى أن تكون نهايته موفقة، وفي انتظار الأفضل في المستقبل. كل الشكر لكل من ساهم في هذا العرس.
هاني كمال 
أشاد د. هاني كمال بالمهرجان قائلا:   سعيد بالمستوى المتقدم الذي وصل إليه المهرجان، وأعتقد أن من أسباب نجاح هذه الدورة الجهد المبذول قبل انطلاق المهرجان بحوالي شهرين. كان هناك عمل كبير في عمليات التحضير بقيادة الفنان محمد رياض، وأشهد بأنه كان هناك إخلاص وسعي دائم للوصول بالمهرجان إلى مستويات أفضل من الدورات السابقة. كان محمد رياض هو كلمة السر؛ فأخلاقه وعلاقاته ساهمت في تجاوز العديد من المشاكل والعقبات، وجعلت الكثير من المشاركين في كافة المناحي يقدمون خدماتهم دون مقابل من أجله ومن أجل المسرح- فجميعنا تحت أمر الدولة والمسرح وشرف لنا أن نساهم في أي تطور يحققه المسرح-  لقد ترك محمد رياض منزله لعدة أشهر لتحقيق نجاحات لهذه الدورة، وبالفعل، تحققت العديد من النجاحات، منها الاقتراب من رجل الشارع من خلال الحضور والمشاركة. معظم المسارح كانت كاملة العدد، وهذا مؤشر جيد لمناخ مسرحي أفضل في السنوات المقبلة. وفي اعتقادي، يعود إقبال الجمهور إلى تدارك إدارة المهرجان مشاكل الحجز، مما سهل على الجمهور الحجز أونلاين والحضور.
 وأضاف كمال: «لاحظت أيضًا التميز الشديد في عروض الشباب، خاصة عروض الجامعة والمعهد والفرق المستقلة، مما يجعله أمرًا مبشرًا للغاية. تميزت عروضهم بطرح جديد من حيث الشكل والمضمون وآليات العرض، وشاهدت تقنيات جديدة واستخداما وتوظيفاً جيداً للذكاء الاصطناعي، مما يجعل الأمر مميزاً عن السنوات الماضية.
 أما فيما يخص التكريمات، فهناك الكثير من الأشخاص في قوائم الانتظار، وتتمنى إدارة المهرجان تكريم أعداد كبيرة، لكنهم ملتزمون بعدد محدد. أعلم أنهم أرادوا تكريم عدد أقل من عشرة أسماء حتى لا يفقد التكريم معناه، ولكنهم اضطروا، نتيجة لضغوط كثيرة، إلى الالتزام بهذا العدد. مهما ركزت إدارة المهرجان، فإنها بالتأكيد ستخضع لبعض التحفظات، لأن الأمر كله يعود إلى الآراء المختلفة. التكريم مسألة نسبية تختلف حسب كل إدارة ولجنة. نعم، هناك معايير لاختيار المكرمين، لكنها مسألة شاقة ومجهدة.»
 وتابع: «أعتبر المهرجان بمثابة فاترينة لعرض حصاد وإنتاج المسرح بكافة مستوياته. الجميع يشارك فيه، والفائز الحقيقي هو الجمهور الذي يستمتع بوجبات فنية وثقافية متنوعة من رؤى وأطروحات مختلفة. بالطبع، لن يتفق الجميع على جميع العروض، وهنا يكمن سر وجمال المسرح، حيث تظل معادلاته مختلفة وتخضع للتقدير والذوق الشخصي. هذا لا يلغي المعايير الثابتة التي نعتمد عليها في التقييم. سيظل مسرحنا رائدا في المشهد العربي، ومصر صاحبة الريادة، وهذا حقها الأصيل نظراً لتاريخها العريق في هذا المجال.»
 
الفنان عبد المنعم رياض:  
ما يميز هذه الدورة هو تكريم الأسماء والرموز خلال حفل الافتتاح، لأنه من المهم جداً في أي مهرجان أن يكون هناك اهتمام بتكريم الرموز بشكل لائق. ليس من المناسب أن ننتظر رحيل الشخصيات البارزة حتى نكرمها. على العكس، كنت سعيداً للغاية بكل هذه التكريمات، بالإضافة إلى فكرة الندوات المصاحبة، فهي تساهم على الأقل في تعريف الأجيال القادمة بهذه الشخصيات. وحتى إن كانوا يعرفونهم، فمن الجيد أن يكونوا على دراية بمشوارهم ورحلتهم، تلك الرحلة التي سيخوضون مثلها يوماً ما، ونتمنى بالطبع أن تكون أفضل.
 من الجيد وجود الورش والندوات طيلة الوقت، ولكن الإشكالية لدي تكمن في عرض المسرحيات لليلتين فقط. فإذا كان المسرح لا يعرض سوى هذين العرضين، فلماذا لا يتم عرضهما طوال فترة المهرجان؟ ويمكن تنظيم الأمر بحيث تكون جميع العروض متاحة طوال المهرجان. وإذا كانت المسارح لا تستوعب ذلك، فيمكن إيجاد حل لمنح الجمهور فرصة أكبر للمشاهدة.
 أما بخصوص الحجز الأونلاين، فهذه مسألة تحتاج إلى إعادة نظر. فالحجز يغلق بعد دقائق من بدء فتح الحجز، تنفذ التذاكر، ويظهر أن العدد مكتمل، لكن في وقت العرض تجد ربع عدد الصالة فقط. لذا، يجب أن يكون هناك نظام حجز أكثر تنظيما، لأنه يبدو أن الحجز الأونلاين يُستغل بشكل خاطئ، أو هناك خطأ في تصميم النظام. 

المخرج إسماعيل مختار
قال الفنان والمخرج  إسماعيل  مختار، إنه كان مديرا للمهرجان القومي على مدار 6 دورات مع المخرج ناصر عبد المنعم، ود. حسن عطية رحمة الله عليه، والفنان أحمد عبد العزيز، والفنان القدير يوسف إسماعيل، فالمهرجان كل عام يكون له طابع مختلف وبنية جديدة، من خلال زيادة عدد العروض أو تقليلها لضمان جودة العروض المقدمة، وما إلى ذلك، فالموضوع خارج عن التطور ولكنه وجهات نظر، ولكن الشكل المؤسسي بدأ مع تولي الفنان ناصر عبد المنعم رئاسة المهرجان، و الإهتمام بالجانب النقدي والمؤلف مع د. حسن عطية، والفنان أحمد عبد العزيز اهتم أكثر بزيادة عدد العروض، والتغطية الإعلامية والمكرمين، ومع الفنان يوسف إسماعيل، اهتم بتطوير الشكل المؤسسي والورش والندوات ومنهجية التفكير في الدورات، من خلال الدورة المؤسسة التي تتحدث عن المسرح المصري عموما، وإنه مسرح ممتد لألاف السنين، ودورة الكاتب المصري ودورة المخرج، وهكذا، فكان هناك شكل مؤسسي أكثر، واعتقد إن الفنان محمد رياض والذي ادعمه بشكل كبير جدا، لأنه قادر على استكمال المسيرة ويسير على نفس الطريق المحافظ على الشكل المؤسسي والمحافظة على الورش، أما عن التحديات من وجهه نظري، هي خلافات المسرحيين، وبدون دخول في التفاصيل ولكن الفكرة تكمن في إن كل شخص يبحث عن مصلحته فقط، ولكن التحديات التي يجب أن تكون موجودة،وهي كيف يمكن أن ينقل المهرجان للأقاليم، وكيف يتم توسيع دائرة المشاركة، وأن يعمل المهرجان طوال العام، ولكن خلافات المسرحيين حول المكرمين والفائزين تكون مزعجة وتقلل من الجهد الكبير المبذول.
وأضاف إسماعيل إنه بالطبع المهرجان يعكس تطلعات وآمال المسرحيين وكنت دائما في كلماتي في افتتاح المهرجان، إن المهرجان يضم أطياف العملية المسرحية لأنه يضم مسرح الجامعة، ومسرح القطاع الخاص، والنقابات والمعهد العالي للفنون المسرحية، بالإضافة إلى الجهات الإنتاجية الكبيرة، وعلى رأسها البيت الفني للمسرح، والفنون الشعبية والثقافة الجماهيرية وغيرها، فالكل يطمح للمشاركة بالمهرجان، لأن المهرجان يبرز الفنانين والعروض، وتعرفنا من خلال المهرجان على فنانيين ومخرجين كبار وكتاب مهمين.
وأشار المخرج إسماعيل مختار إلى ضرورة إقامة المهرجان، حيث قال إن وجود المهرجان في حد ذاته يعتبر حافز للفنانين لتقديم عروضهم، وإن الفنان يسعى دائما لوجود عرضه داخل المهرجان، ولكن هذا لا ينفي العرض الجماهيري، لأن العرض الجماهيري هو الأساس ولكن وجوده بالمهرجان يكون دافع للحركة المسرحية، ومن خلال الندوات والمحاور الفكرية يكون به نوع من أنواع تصحيح المسار وبناء رؤية متكاملة لتوجهات المسرح الموجودة حاليا.
وأكد مختار على ضرورة وجود فكرة انتقال المهرجان إلى محافظات مصر، وهذا سيحدث من خلال توأمه حقيقية مع الشركة المتحدة ووزارة التضامن الإجتماعي ووزارة الشباب والرياضة، وهذا سيكون مجهود كبير ليقدم المهرجان بهذا الشكل الموسع، لأننا سنواجه مشكلة الإنتقالات، والمشاكل اللوجيستية، وهذا من خلال خبرتي في هذا الشأن، وخصوصا أنني انشأت فرقة المواجهة والتجوال، وأنا على علم بهذه الصعوبات اللوجيستية من خلال إقامة الفنانين والصحفيين والنقاد ولجان التحكيم، ولكن على الرغم من هذه المشكلات، فإنتقال المهرجان للأقاليم مهم جدا وسيقدم ثراء كبير للحركة المسرحية، لأن المهرجان منصة للمواهب الجديدة والمبدعين الشباب.
و قالت الناقدة والدكتورة أميرة الشوادفي إن المهرجان القومي للمسرح  المصري يشكل حبة العقد الثمينة للحراك المسرحى المصرى طوال العام وهو التتويج الذي تسعى له مختلف المؤسسات والفرق المسرحية المصرية داخل إطار تنافسي مشروع تحت مظلة وزارة الثقافة منذ دورته الأولى وحتى اليوم فى دورته السابعة عشر، حيث يشهد المهرجان هذا العام طفرة في خلق بيئة فنية نشطة من عروض مسرحية وندوات ومحاور فكرية ذو محتوى هادف ومنضبط فى إيقاعه العلمي والموضوعي، وورش متخصصة استهدفت فرص لتثقيف الشباب وتنمية مواهبهم وتوعيتهم بعناصر الفن المسرحي المختلفة والأساسية، وتعد تلك الورش من أهم النتائج التى يستهدفها المهرجان حيث إنه يقدم عنصر بشري يحمل العديد من الطاقات الإبداعية فى التمثيل والإخراج والتأليف وغيرها من عناصر السينوغرافيا المسرحية، ويتضافر مع ذلك ماقدمه المخرج المسرحي خالد جلال فى عرضه المسرحى ( حاجة تخوف ) الذى قدم ضمن جدول عروض المهرجان ويعد هذا العرض منصة لتقديم المواهب الجديدة فى إيقاع مسرحي متصارع بين الأداء التمثيلي الجماعي وبين طرح أفكار فلسفية ونفسية متعمقة داخل الذات البشرية كالخوف والفشل والانانية والجدل القائم حول سيطرة التكنولوجيا على القيم الإنسانية وتفكك المجتمع، وبتكرار الثنائيات كان هناك تأكيد على تطهير المتفرج من تلك السلبيات المكتسبة أو الفطرية لديه، ولكن كان هناك أيضا بعض التكرار والإطالة لمشاهد يمكن اختزالها أو الاستغناء عنها نتيجة لضعف الحوار الدرامى والحبكة العضوية التى يجب أن تكون أكثر تماسكا ووضوحا أمام المتلقي، خاصة إن العرض يطرح قضايا وموضوعات آنية، فالعرض المسرحي هو نشاط معرفي يعرض تجربة إنسانية واقعية مسترجعة، أو فرضية متخيلة، تقوم على صراع في إطار مسرحي مصنوع، يتجادل مع الواقع بغرض تحقيق الإيهام المؤقت وذلك بهدف تحويل التجربة المعروضة من واقع مسترجع أو حاضر خيالي على خشبة المسرح إلى احتمال دائم قائم في إطار الواقع الحاضر و المستقبلي أى إلى معرفة واعية حية في وجدان المتفرج بأحد احتمالات الواقع الإنساني فى نسق معين من الظروف.
وكما أضافت الشوادفي إن عبء الكشف عن مفاهيم الجدة والحداثة يقع في عالم المسرح على المخرجين وليس للتكنولوجيا مهما بلغت ابتكاراتها بقادرة على الإبداع الحي الذى يتواصل مع وجدان المتفرج/المتلقي،  وناقش عرض مسرحية ( ماكبث ( المصنع)) فكرة التكنولوجيا واثارها على المجتمع الإنساني والإقتصادي والإجتماعي وبصورة إبداعية على مستوى الموضوع والأداء التمثيلي والديكور وجميع عناصر السينوغرافيا، وهو عرض يحمل بذور مغايرة فى استخدامه للتكنولوجيا كوسيط فنى مؤثر وفعال في الحوار الدرامي وتطور الصراع التصاعدي وظهور الشخصيات الإفتراضية المحركة للأحداث على خشبة المسرح، مع الدقة فى ضبط الايقاع البصرى للصورة المسرحية بين الأداء التمثيلى والموسيقى والديكور و الإضاءة وغيرها، ويعد الحوار الدرامى فى عرض ماكبث هو دراما حركية حديثة ودائرية بين الأنا والهو والأنا الأعلى داخل الذات الانسانية وبين الأنا والآخر فى المجتمع، حملت العديد من العروض هذا العام قيم ومفاهيم وموضوعات هادفة وجادة تثقل من أهمية الرسالة التي يقدمها المسرح فهو فن جماهيرى يجب أن يحترم المتلقي ووعيه وذائقته، وخاصة وإن هذا المهرجان يعبر عن هوية المسرح المصري والمجتمع الذى يطرح قضاياه بشكل متزن وفعال ومؤثر وخاصة وأن أغلب من يقدمون العروض على خشبة المسرح من فئة الشباب، قد يكون هناك بعض مكامن الإخفاق التى يمر بها أى مهرجان ولكن الصورة الكلية تبدو مستقرة بعض الشيء هذا العام مع ضرورة وجود تصنيف لمسابقات العروض المسرحية التي تقدم حي تكون معايير الإختيار اكثر عدلاً وإنصافا.
وقال الدكتور أحمد مجدي  الدكتور بقسم الدراما والنقد المسرحي بكلية الأداب بجامعة عين شمس ومدير وحدة الإعلام، أنني سوف اتحدث عن الدورة الحالية، فهي تعتبر من أقوى الدورات الموجودة نظرا لإحتوائها على عروض كثيرة ومتنوعة، وهذا شئ إيجابي في المنافسة، وما أراه ولاحظته هذا العام، هي المحاور الفكرية والندوات، فنشكر  الفنان محمد رياض والأستاذ أحمد مجاهد، ود. داليا همام وكل القائمين على الندوات، وأيضا تكريم صناع فيلم رفعت عيني للسما، الذي حقق نجاحات كثيرة والذي شارك بمهرجان كان، وحصل على جائزة من المهرجان، وكان حدث غير مسبوق من قبل، وبالتالي فأن تكريم مهرجان خاص بالمسرح لصناع الفيلم فهذا شئ يحسب للمهرجان، وخصوصا إن الفيلم يوجد به تماس بين المسرح وصناعة السينما، فهذا التكريم كان مميز جدا، بالإضافة لتكريم الفنان عزت زين، وهو أحد المؤثرين في المسرح وله باع كبير في مسارح الفيوم، ومسارح الأقاليم بشكل عام، فتكريمه وإلقاء الضوء عليه من خلال التكريم والإصدارات الخاصة بالمهرجان والندوات بحضور المكرمين تصنع حراك ثقافي بين الجمهور والفنانين وهذا مميز أيضا.
وأضاف مجدي إن قوة المهرجان تأتي من قوة مخرجينا والمؤلفين المسرحيين وقوة المسارح والممثلين، وهذا ما يجعل المهرجان القومي للمسرح من أهم وأكبر الفعاليات الموجودة سواء بمصر أو الوطن العربي، وعمليات التطوير التي يشهدها المهرجان بشكل أو بأخر، هي عمليات تطوير على مستويات مختلفة منها نوعية العروض التي تقدم، وتطوير أليات المشاهدة من خلال الحجز الإليكتروني لمنع التكدس في المسارح والقاعات وتطبيق المهرجان والنشرة وأهم الأخبار، فكل هذه التطورات جعلت المهرجان مواكب للعصر، من خلال الأليات المستحدثة.
وأشار د. أحمد إن المهرجان يعكس أمال وتطلعات المسرحيين من خلال شقين، الشق الأول هو المستوى الخاص بالعروض بأن يتم تقديم الدعم لها بشكل كبير، لأن المهرجان يقدم دعم لوجيستي ودعم إعلامي، من خلال نشر الأخبار بالصفحة الخاصة بالمهرجان على مواقع التواصل الإجتماعي، والحوارات التي تجرى مع الفنانيين المشاركين، واللقاءات الصحفية والنشرة الفنية التي تتيح الفرصة للنقاد والصحفيين للمشاركة بها، وبالتالي كل هذا يصنع دعاية ورحابة للفنانين لنشر إبداعهم على مستوى شريحة أكبر، وخاصة المسرح الجامعي، لأننا نعلم جميعا إنه يواجه مشاكل مادية ومشاكل في الدعم الإعلامي له، فعند مشاركة عروض من المسرح الجامعي بمهرجان كبير بحجم المهرجان القومي للمسرح المصري، فهذا يعكس آمال وتطلعات الفنانيين الجامعيين من خلال الدعم الإعلامي، وإتاحة الفرص للعرض على أكبر المسارح المصرية وتخصص جوائز، فهذا تشجيع على مواصلة مسيرتهم الفنية، وعن الشق الثاني فهو يعكس آمال وتطلعات الفنانيين على مستوى النقد، وهذا يتمثل في الندوات النقدية وإصدارات المهرجان، فهذا يصنع حالة من حالات الحراك الثقافي بين النقاد والجمهور والفنانيين من خلال تبادل الأراء، وهذا سوف يثري الثقافة المسرحية عند الجمهور أو الفنانيين.
وقال إن المهرجان نفسه لا يؤثر على حالة المسرح بالسلب أو الإيجاب، لأن المهرجانات عموما موجودة لتبروز العروض المسرحية وتطلقها أمام الجمهور بشكل أفضل، وبإمكانيات أقوى وتستهدف شريحة أكبر من الناس وتوفير الدعاية الإعلامية للعروض ولكن المهرجان نفسه لا يؤثر بشكل مباشر على صناعة المسرح، ولكن ما يؤثر على صناعة المسرح بشكل مباشر هو وجود الفنانيين والممثلين والمؤلفين والمخرجين والمبدعين الذين يرغبون في تقديم عروض قوية وتقديم مسرح جاد ومتميز ومن بعدها يأتي دور المهرجانات لتبروز العروض المقدمة لنصل إلى مناخ مسرحي وفني يجعل الجمهور المسرحي في حالة بهجة وينتظر المهرجان من عام إلى آخر، ليشاهد العروض، وتدور مناقشات حول العروض والندوات والمحاور الفكرية.
وأضاف مجدي إن أي محفل فني يؤدي إلى الثقافة وتنشيط السياحة، ليس فقط الثقافة المسرحية، ولكننا نخص بالذكر هنا الثقافة المسرحية لأن الجمهور الذي يتابع المهرجان هو جمهور المسرح، الذي يتابع العروض والندوات، فهذا ينشر ثقافة النقد والمسرح وثقافة الأنا والآخر، ويحدث تمازج ودمج بين الثقافات بين البلدان الأخرى، والإنفتاح على الآخر، فشاهدت بنفسي جمهور من بلدان أخرى ونقاد أيضا يشاهدون العروض، وبالتالي هذا يساعد على نشر ثقافة المسرح المصري تحديدا، وخصوصية العروض المصرية أمام الوافدين والضيوف.
وقال المخرج المسرحي سعيد سليمان أعتقد إن الورش المسرحية استجدت، فهي لم تكن موجودة منذ نشأة المهرجان، والمؤتمرات والندوات التي تقام، وهذه التغيرات أضافت للمهرجان، وتطور المهرجان فيما بعد من خلال استقطاب أكثر عدد من العروض وأصبح يضم فئات مختلفة من الهواه والمحترفين والشركات والجامعات والفرق المستقلة والبيت الفني للمسرح وقطاع الإنتاج الثقافي وصندوق التنمية الثقافية فكل ذلك أصبح تطور يشهده المهرجان منذ بدايته، وبالتالي أدى ذلك الى اشتراك فئات أكثر وهذا شيء إيجابي ومثمر، والاهتمام ببعض الورش المسرحية وما يسمى باختيار السمات الأساسية للندوات سواء التي تتحدث عن التراث الشعبي أو المرأة في المسرح وهكذا وكعادة الحياه التي نعيشها أن في كل مره يكون هناك تطور لأن التطور سمة الحياة وسمة الكون فمن المؤكد إن كل دورة يكون لها تطور وفكر جديد بالإضافة إلى مناقشات المسرحيين وتوصيات لجان التحكيم فهذا يؤدي إلى التطور بشكل كبير وإلى أن تستمع اللجنه العليا للمهرجان لآراء المسرحيين.
وأضاف سليمان إن وجود المهرجان في حد ذاته يعكس آمال وتطلعات الفنانين المشاركين في المهرجان وبالتالي وجود المهرجان أدى الى وجود نوع من أنواع الحرص الشديد على العملية الإبداعية والفنية لأنه الفنانين يهمهم المشاركه بالمهرجان ويهمنا في الاساس العملية الإبداعية، ولكن هناك تطلع حاليا لتواجد المهرجان على مستوى الثقافة الجماهيرية أو الفرق المستقلة لأن المهرجان يعتبر هو المنفذ المضيء لهذه الفرق تحديدا أكثر من عروض البيت الفني للمسرح بسبب إتاحة الفرصه للعرض لمدة يومين لأكبر عدد من الجمهور على مسرح من مسارح الدولة.
أما بالنسبة لتطلعات المسرحيين فهي مساله نسبيه فلكل مسرحي تطلعات خاصة بالنسبة للمهرجان وبالتالي فنحن نحتاج إلى رصد للعوامل المشتركة للمسرحيين جميعا لتطلعاتهم في الدورات القادمة ولكن في الحقيقة فأنا اتطلع لإلغاء المسابقة التنافسية وأن يكون لقاء فني مثمر ومفتوح لكل الفنانين المشاركين بالمهرجان بدون تحكيم يؤدي إلى الافضل والاسوأ،  فإلغاء الجوائز برأيي الشخصي سيصنع حالة من عدم التوتر وأن يكون اللقاء ودي،  ونترك الحكم للجمهور والتطلع الآخر الذي نأمل به في المهرجان بأن تمتد الورش الفنية إلى حد كبير ولا تكون قاصرة على فناني القاهرة ولكن لابد من وجود ورش لتثقيف الجمهور بأهمية المسرح وتعريف جمهور القرى والنجوع بالمسرح وما هي أخلاقيات وفلسفة المسرح وما هو المطلوب منه كمتفرج، وتطوير الجانب الفكري عند البسطاء فهذه ورشة مهمة جدا لتربية جمهور مسرح لأن المسرح في الأساس فن شعبي وما زال فن شعبي ولكن اقتصر على فئه صغيرة التي مازالت تذهب للمسارح فقط لا غير، ولان المهرجان شأنه شأن وزارة الثقافة بشكل عام يفتقد للدعاية لان دعاية المهرجان قاصرة على السوشيال ميديا وهذا بحكم الميزانية المحدودة فلابد من وجود الدعاية للجمهور لحضور فعاليات وأنشطة المهرجان.
وأشار إلى إن المهرجان مازال منصة للمواهب ونافذة لتفريغ مواهب الشباب فالكل يتساوى في عرض مواهبه وإفراز العملية الفنية لكل جهه فمجرد وجوده وفتح الباب والمجال للإشتراك لكل هذه الفئات فهو في حد ذاته مكسب وإضافة بالأخص للمواهب الشابة.
صرّح المخرج أكرم مصطفى أن المهرجان قد أصبح بيروقراطياً في شكله ونتائجه وتنظيمه، وأصبح له بروتوكول ثابت ودائم يتم العمل من خلاله، على الرغم من أن بدايته كانت رائعة وهدفت إلى خدمة المسرحيين. وأضاف أن المهرجان وصل إلى مرحلة بات فيها أشبه بالكعكة التي يجب اقتسام نتائجها بشكل أو بآخر، في إشارة إلى توزيع الجوائز. ومع ذلك، لا يزال المهرجان حدثاً كبيراً، ينتظره المسرحيون وجمهور المسرح كل عام. هذا التطور طبيعي في ظل واقع المهرجان وأهمية مشاركته، خصوصاً للشباب المسرحيين، حيث يُعدّ هدفاً مهماً لكل ممثل شاب أن يتواجد في المهرجان. أما بالنسبة لكبار المسرحيين، فقد يختلف الأمر لديهم، لكن الشاهد هو أن المهرجان أصبح فعالية كبيرة ومن أهم الفعاليات المسرحية في مصر، حيث تنتظر الأسرة المسرحية طوال العام هذا الحدث للتلاقي ومشاهدة العروض.
وأشار مصطفى إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في تصعيد العروض المهمة ولجان المشاهدات، إلا أن المهرجان مؤسسي ومدعوم من الدولة، وفكرة التنظيم وتنظيم الفعاليات للأسف لم تُحل هذه المشكلة، بل ازدادت تعقيداً مثل كرة الثلج.
وفيما يتعلق بأثر المهرجان على صناعة المسرح في مصر، فقد أصبح احتفالية وتظاهرة مسرحية عظيمة يتلاقى فيها المسرحيون، وأصبح هدفاً يسعى إليه المسرحيون لمشاركة عروضهم، حيث يبرز المهرجان العروض ويستقطب جمهوراً خاصاً يتنافس على مشاهدة عروض المهرجان. كما يتطلع المسرحيون إلى المنافسة، فالفنان دائماً يطمح إلى إبراز نتائج عمله من خلال تقديم عرضه بشكل جيد والتغطية الإعلامية للعرض، وعند التميز والحصول على الجائزة يتم إعادة تقديم العرض. هذا هو طموح المسرحيين، لذا لا بد من وجود الدعم للعروض المسرحية الناجحة، خاصة تلك المنتجة من قبل فرق المستقلين وشباب الجامعات، فهؤلاء الشباب يسعون جاهدين ويجب دعمهم والوقوف بجانبهم.
وأشار إلى تطور فكرة العروض المتميزة وأصحاب الأدوار المتميزة في العروض بفتح الباب أمام هذه العروض لإعادة عرضها جماهيرياً لعدة أيام محددة بعد المهرجان. كما أكد على أهمية التنظيم وإطار واضح وصريح لاستقطاب الكفاءات المهمة، فالمهرجان منصة للمواهب الجديدة والشباب. كما شدد على ضرورة التعامل بعدالة مع العروض المستقلة وعروض الجامعات وعروض الثقافة الجماهيرية، من خلال إتاحة الفرص لها لتقديمها بشكل يليق بالمهرجان، وحل كل الصعوبات التي تواجه الفنانين الشباب.
قال الناقد باسم صادق إن كل دورة من المهرجان القومي للمسرح المصري  منذ نشأته تحت قيادة الدكتور أشرف زكي، وحتى انتهاء الدورة السابعة عشرة تحت رئاسة الفنان محمد رياض، كان لكل رئيس فلسفة خاصة به من خلال  التركيز على استيعاب أكبر عدد من الأعمال المسرحية،   وقد أقيم احتفالًا متعددًا على مستوى التكريمات والمحاور الفكرية التي ناقشت قضايا مسرحية مختلفة، وناقشت دور المسرحيين في العناصر المتنوعة. وهذه النقاط مهمة جدا للأجيال الجديدة. أما اختيار المكرمين، فقد مرت بعد مراحل، وهو صراع بين المسرحيين ورؤساء المهرجانات. ومن البديهي أن هناك العديد ممن يستحقون التكريم. في السنوات السابقة، تم تكريم مجموعة من الراحلين ومجموعة من الأحياء، إلى أن جاء الفنان محمد رياض،  ورأى من خلال فلسفته الخاصة ورأيه وهي وجهه نظر تحترم بالتأكيد أن يتم تكريم الفنانين الأحياء، لأن من حقهم أن يشاهدوا تكريمهم بأعينهم.
وأضاف صادق أن المهرجان  تطور من بدايته وحتى وقتنا الحالي على مستوى المنافسة بين العروض الشبابية وعروض مسرح الدولة، وشهد المهرجان تغييرا كبيرا  خاصة منذ الدورة التي ترأستها الراحلة الدكتورة نهاد صليحة، والتي كانت دورة فاصلة ومهمة. ففي هذه الدورة، تم منح عرض «1980 وأنت طالع» لطلاب جامعة عين شمس جائزة أفضل عرض بالمهرجان، وهذا كان تحولًا جذريًا، حيث بدأ التركيز على أهمية المسرح الجامعي وقدرته على المنافسة والتتويج بالجائزة. وهو ما يتكرر هذا العام أيضًا بحصول عرض ماكبث المصنع على جائزة أفضل عرض لطلاب كلية طب الأسنان بالقاهرة، مما يؤكد على دور المسرح الجامعي وقوته في ضخ المواهب للحركة المسرحية المصرية.
وأضاف صادق إن المهرجان يواجه تحديات أهمها تحديات الميزانية، وهذه مشكلة كبيرة لم تجد حلاً حتى الآن، على الرغم من زيادة الميزانيات، إلا أنها لا تزال لا تعبر عن طموحات المسرحيين.و ذلك لأن هناك العديد من الأعمال والتفاصيل التي تحتاج إلى ميزانيات كبيرة، خصوصًا أن هناك جيشا من الفنيين والفنيين والعمال الذين يجب أن يتقاضوا أجورًا منصفة حتى يكونوا قادرين على إقامة مهرجان كبير بحجم المهرجان القومي، وأتمنى أن تنتبه وزارة الثقافة لهذه المشكلات.
أشار صادق إلى إن طوال الوقت المسرحيين طموحاتهم ليس لها سقف وليس لها حدود وبناء عليه فإن كل رئيس مهرجان يحاول تقديم وجهه نظره ورصد للحركة المسرحية من خلال الدورة التي يقدمها وأرى بعض الإنتقاد من المسرحيين حول تولى رئاسة المهرجان للممثلين، وأنا أرى إنها ليست مشكلة فلدينا الكثيرين من الممثلين القادرين على الإدارة المسرحية والتاريخ يشهد ويؤكد ذلك فلدينا نماذج مشرفه لمبدعين سواء مخرجين أو فنانين متميزين في الإدارة فأنا ضد فكرة استبعاد الممثلين من إدارة المهرجان لان لدينا نماذج ناجحة كثيرة قدمت تصورات وأرست قواعد مهمة جدا في الإدارة المسرحية.
وقال إن كل دوره تحاول التقرب للجمهور أكثر من خلال محاولات مهمة لتعريف الجمهور بالمهرجان والحرص على تواجده في فعاليات المهرجان من خلال الترويج لهذه الفعاليات بطرق مبتكرة سواء عن طريق السوشيال ميديا أو تصوير بعض العروض المسرحية فمن المؤسف جدا إن المركز القومي للمسرح لم يوثق فعاليات المهرجان هذا العام لان هذا تاريخ المسرح المصري فلابد من توثيقه وأن يكون موجود ومتاح لعموم المسرحيين للرجوع له في أي وقت، فالمهرجان يلعب دورا مهما في الحركة المسرحيه لتعريف الجمهور على النشاط المسرحي في المحافظات من خلال العروض التي تقدم والتعريف بالرؤى المختلفة سواء في الإخراج أو المواهب التمثيلية ومواهب تصميم الإضاءة وتصميم الديكور وهذه العناصر المهمه في المحافظات أو من خلال إحتكاك هؤلاء الشباب الموهوبين مع عناصر الخبرة في القاهره سواء من خلال تقديم العروض أو من خلال الورش.
وأضاف إن الصراع المستمر في من يستحق التكريم قبل من فأنا اقترح إن من خلال اللجنه العليا للمهرجان أن يتم التنسيق بين المهرجانات المسرحية المصريهة في اختيار المكرمين وأن يكون هناك خريطة كل عام بالتنسيق بين المهرجانات للتكريمات بحيث أن يكون لدينا فرصة كبيرة لتكريم المسرحيين.
وأشار إلى إن المهرجان بالفعل منصة مهمة للشباب وأتمنى زيادة كوتة العروض الجامعية في السنوات القادمة لنستوعب قدر أكبر من المواهب الشبابية.


صوفيا إسماعيل _ روفيدة خليفة