العدد 886 صدر بتاريخ 19أغسطس2024
قد يختلف البعض على دور المهرجان القومي للمسرح المصري؛ في الارتقاء بالحركة المسرحية؛ ولكن أنا عن نفسي أقول أن دور المهرجان ولو انحصر في عملية التجميع للأفضل؛ وبالإشادة بالمجتهد خاصة في الكيانات الخارجة عن نطاق البيت الفني للمسرح؛ تلك التي تضم هواة في معظمها يقومون بوظيفة التمثيل؛ بالإضافة لنشر هذا المنتج الجيد لأكبر قطاع ممكن من جمهور القاهرة _ ربما في القريب تتحقق دعوتنا بألا يقتصر الأمر على جمهور القاهرة المتخم أساسا _ بالإضافة للفعاليات التي بعضها يحقق المرجو منه؛ والبعض الآخر الذي اتخذ منه موقفا؛ المتمثل في وجود بعض الفعاليات لمجرد الوجود أو استجابة للبعض من المسرحيين _ وبعض الفعاليات التي تسنحق نظرة أكبر وأن تعامل بشكل غير التي هي عليه.
ولكني أومن تماما أنه بمجرد أن اجتاز القومي سن الرشد وأصبح وجوده شيئا من المسلمات في خارطة المسرح المصري. مع الضوع في الحسبان أن التظاهرة المسرحية المأمولة قد أصيبت من فترة لاعتذار بعض الأعمال المهمة عن التواجد في فعاليات المهرجان، سواء كان ذلك لانشغال نجومها في بعض الأعمال الأخرى. او عن عدم قبول البعض الآخر أن يوضع على خط المساواة مابينه مابين هاو أتى من الجامعة مثلا .
ومادام ليس هناك مايلزم للاشتراك في المهرجان؛ واقتصر الأمر على العروض التي تقبل أو تسمح ظروفها بذلك . إذن فالأهم هو الاهتمام بمن يهتم ووضع الاستراتيجية والسياسات للمسرح المصري فيما هو قادم وعدم الاكتفاء بتقديم مافات .أن يمتد الدور ليكون أكبر وأشمل ولايقتصر على التجميع والاحتفاء؛ بل يمتد للتوجيه وزرع شيئا من الثقافة المسرحية الحقة المنفتحة أولا على أنفسنا ومن ثم الآخرين . وهذا شيئ يسير لو خلصت النوايا؛ وبما أن لجنة القومي ممتدة طوال العام؛ حتى إن لم يكن فيجب ان تكون كذلك؛ فيجب على تلك اللجنة أو المسئولين عن عن المهرجان الاستعانة ببعض الشخصيات ذات الخبرة والعلم ليدلونا أولا على ماينقص العملية المسرحية وثانيا الإشارة ووضع الطريق للسبل التي تعوض هذا النقص. ولو تقول قائل بأن العملية المسرحية في مصر فل الفل وعلى خير مايرام وهم كثيرون للأسف؛ فسيكون الرد عليهم بأن المحافظة والارتقاء هو شيء ضرو ري فكما قال القائل؛ لكل شيء إذا ماتم نقصان.
وعليه فلو كانت الأمور جيدة؛ أو كانت بعض السلبيات؛ فيجب ان تكون هناك سياسات للوصول للأكثر جودة أو التدارك .
المحايد الذي ينظر للمسرح المصري اليوم سيجد هناك بعض القصور في النصوص المقدمة؛ وبعض الخلط في التسميات لتبرير الأخذ عن النصوص الأجنبية؛ كما سيري بعضا من قصور أيضا في عمليات الإخراج وعناصره المساعدة؛ وربما يلمح بعضا من هيمنة لشخوص ومقولات ونظريات ... الخ. كما ان عنصر الإعادة( الريبتوار ) غائب من فترة عن المسرح المصري؛ وهو عنصر مهم في استمرار المسرح؛ والثقافة المسرحية للوافدين عليه حديثا .
أعتقد من وجهة نظري أن يكون هناك عنوانا لكل دورة من دورات القومي . وألا يقتصر الأمر على وضع اسم نجم تقديرا. نعم يوضع الاسم تقديرا؛ ولكن العنوان الرئيسي يأتي ممن وضع السياسة للتدارك أو للتقدم .
مثلا دورة المؤلف المصري؛ والمؤلف المصري يحتاج لثلاث دورات على الأقل؛ دورة الرواد؛ ودورة المعاصرين ودورة الشباب؛ وعليه فالعروض التي تسعى للجوائز يجب ان تكون ملتزمة بالعنوان وعلى جهات الانتاج أن تراعي هذا؛ والعرض الذي لاينتمي للعنوان يستبعد حتى وإن كان في نطاق الحصة المقررة للهيئات المشاركة.
حديثي عن دورة المؤلف لتقديم المثال فقط؛ فالمخرج الشاب يستحق دورة .. الخ.
كما أن العناوين النوعية المطلوبة مثل دورة العروض قليلة التكلفة ودورة عرض الممثل التي لا يعتمد فيها على العناصر المساعدة مثل الديكور والموسيقى بصورة كبيرة بل بشكل محدد سلفا؛ دورة عروض المكان المفتوح... الخ.
وإذا كان هذا بالنسبة للعروةض المنضوية تحت العنوان الرئيسي فيلزم أن تكون الفعاليات كذلك كمسابقات التأليف مثلا وورش الحرفية. ولو تحقق هذا فتلك الورشة ستقدم المطلبو بشكل أفضل. حيث سيكون تعليم الحرفية للنوعية المحددة أكثر يسرا من التعليم بالشكل العام؛ خاصة في المدة المحددة للمهرجان
كما أنه من الممكن أن تكون هناك دورات للتوجيه والتثقيف العام والتأثير في المجتمع؛ الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط؛ المواطنة والمساواة؛ ترسيخ الديموقراطية ودفع الناس للاقتراع؛ لو كانت هناك طريقة للعروض تحت أيا من هذه العناوين أو حتى الاقتصار على ندوات ومحاضرات. فالمسرحي الحق يجب ان يكون واعيا بالأحداث بل وله موقف ورؤية حتى وإن تعارضت مع البعض ولكنها مرحبا بها؛ حتى لااجد مخرجا يقدم عملا ما لو توجهاته الفكرية وبعد أشهر يقدم نقيضه لأنه في الأساس غير واع بطبيعة النص وظروفه.
وبما انه مهرجانا قوميا . فيجب ألا تكون جوائزه مقتصرة على من يقدمون في خارج مجالات العروض. فلا يمكن لمن علمنا النقد أو حرفية الكتابة أن نتصور أنه يقدم في المسابقات بشكلها الحالي كما أنه يوجد هناك من لا يستسيغ فكرة التسابق أساسا؛ ولكن هل معنى هذا أنهم لا يستحقون؟
الحل مادامت اللجنة طوال العام . فهناك تقدير أكبر لأفضل نص صدر؛ سواء عن طريق القراءة وإن تعذر فمن ترشيح دور النشر. وتقدير أكبر للنقد أيضا عن طريق القراة أو الترشيح: كما يجب ان يكون هناك تقديرا للترجمة يحمل اسم الراحل دريني خشبة.
عن طريق وضع الاستراتجية لخمس سنوات على الأقل يمكن أن يحدث القومي تأثيرا في حركة المسرح المصري والعربي بالتبعية؛ وهذه النقاط التي ذكرتها من الممكن تنفيذها أو التعديل عليها؛ أو الإتيان بما هو أفضل. مع وضع القائمين على الأمير في حسبانهم أنهم ربما سيواجهون بعض التحديات والصعوبات في تحقيق هذا خاصة أن الوضع الحالي الاحتفائي الذي لا يضيف إلا القليل ربما؛ له مناصروه.
نأتي لاقتراح الريبتوار وكيف نقدمه نموذجا؛ ونثبت أن الأعمال الناجحة لها وظيفتها بالتعريف بما كان وأيضا الاستمتاع به. من الممكن أن نوفر كثيرا لو جاء حفلي الافتتاح والختام عن طريق تلك العروض؛ حتى لو بدأنا بالعروض الحاصلة على المراكز الأولى في السنوات الأخيرة.
بالطبع لا أطلب ت حقيق كل هذا من الدورة القادمة – مع أنه ممكن – ولكن علينا فقط بالبداية والبحث عن الوظيفة الغائبة.