«أرض المشوهين».. عرض مسرحي يعكس قيم دينية وأخلاقية عميقة

«أرض المشوهين»..  عرض مسرحي يعكس قيم دينية وأخلاقية عميقة

العدد 887 صدر بتاريخ 26أغسطس2024

في إطار عروض المسرح الكنسي بمحافظة بني سويف، قامت فرقة «The Eagles Team» لعرض مسرحية بعنوان “أرض المشوهين” في دير العذراء مريم. تدور أحداث العرض المسرحي حول زلزال مدمر قسم الكرة الأرضية إلى أجزاء عديدة. تعود تلك الأجزاء لتتجمع وتكون شكل الأرض مجددًا، باستثناء جزء صغير خرج عن مدار الجاذبية وتوقفت الحياة فيه. في هذا الجزء، الذي أطلق عليه اسم “أرض المشوهين”، يسود الظلم والفقر والجوع تحت حكم زعيمة الأرض “أم الوشاوش” ووزيرتها “أم الضراير”. يعاني سكان هذه الأرض من تشوهات جسدية ونفسية، ومع ذلك، يظهر شخص يُدعى “عم سحاب الشحات”، يتنبأ بقرب الخلاص الذي سيعيد الحياة لهذه الأرض ويخلص سكانها.

تصريحات فادي محروس عن أرض المشوهين
يقول المخرج فادي محروس: «يستند النص إلى قصة رمزية تعكس سقوط الإنسان في الخطيئة ومجيء السيد المسيح ليخلص البشرية. تم اختيار هذا النص بناءً على قوته الفكرية وما يحمله من معانٍ دينية وأخلاقية عميقة». ويكمل: «أريد أن أوضح أن العرض المسرحي يطرح قضايا متنوعة في العقيدة المسيحية، كما يحتوي على قيم اجتماعية تدعو إلى التفاؤل والأمل، مشيرًا إلى أن الفرح سيأتي بعد سنوات اليأس، ويحث على رفض الأفكار والثقافات التي تتعارض مع العقائد الدينية والمجتمعية».

اختيار فريق العمل بناءً على ذوقهم الفني
كما يوضح محروس: «تم اختيار الممثلين المشاركين في العرض من فريق «The Eagles Team» بناءً على ذوقهم الفني وقدرتهم على الإبداع والعمل الجماعي. كل ممثل يضفي لمسات خاصة تجعله قادرًا على التكيف السريع مع الشخصيات الدرامية التي يجسدها. وقد استخدم العرض ديكورًا بسيطًا للغاية، معبرًا عن حالة الأرض المفقودة والظلم الذي يعاني منه سكانها، مما أضاف عمقًا بصريًا إلى القصة».

تطور تقنيات العرض
ويستكمل: «خلال عرض «أرض المشوهين» تم استخدام ديكور بسيط جدًا، معبرًا عن حالة الأرض المفقودة وأنواع الظلم والاستعباد الذي يعاني منه سكان تلك الأرض. في إخراج المسرحيات الكنسية، تكون الرؤية الإخراجية للمخرج مائلة أكثر نحو الفكر المسيحي، ويلاحظ في العروض الكنسية أن الفكرة الدينية تكون واضحة المعنى وصريحة، إلى جانب الأفكار الأخلاقية والاجتماعية. بالتأكيد، الاثنان وجهان لعملة واحدة، حيث إنه لا يوجد عمل كنسي يخلو من رسائل أخلاقية واجتماعية، ولا يوجد عمل فني يتعارض مع العقائد الدينية».
ويختتم: “يعزز المسرح الكنسي القيم الأخلاقية والثقافية بشكل كبير وملحوظ خلال الفترات الأخيرة. من خلال عمل درامي بسيط، يمكن حل أكبر المشكلات والتحديات العصرية. البعض يلقب المسرح الكنسي بـ “الوعظ المرئي”، لأنه بخلاف الجانب الفني، يعتبر عظة مرئية لها تأثير كبير على الجمهور المتلقي. نستطيع من خلالها تصحيح كل فكر ومعتقد نراه يحتاج إلى تصحيح في مجتمعنا المصري والكنسي. يشكل الدين دورًا مهمًا في رؤية وإخراج المسرحية، لأنه لا يلغي الجانب الفني إطلاقًا، ولكنه يعززه وينميه، كما يحمي العرض من خلال القيم والمبادئ الدينية».
ويمكن القول بأن هذا العرض لم يكن ليكتمل لولا الجهود الكبيرة التي بذلها فريق العمل، الذي تضمن نخبة من المبدعين في مختلف المجالات. حيث شارك في العرض مجموعة من الممثلين الموهوبين، وهم: جورج فريد، مارينا محروس، نرمين شفيق، فادي محروس، إبرام مينا، سناء عاطف، كريستينا ميخائيل، مهرائيل أسامة، دي?يد القمص، بيشوي سمسم، راندا روماني، يوسف ثروت، بولا هاني، وإبرام سامي.
كما تميز العرض بمكياج فني نفذته مريم إيميل ونرمين شفيق، وإضاءة مبدعة صممها إبرام عزيز. وأضافت الموسيقى التي أعدتها مادونا نبيل جوًا فنيًا ساحرًا، بينما تولى فادي محروس تصميم الرقصات “كيروجراف”. وقد تم إعداد وإخراج العرض بإتقان من قبل فادي محروس، الذي أشرف على كافة جوانب العمل ليخرج بهذه الصورة المميزة.
 


جهاد طه