العدد 888 صدر بتاريخ 2سبتمبر2024
أقام المهرجان القومي للمسرح المصري ندوة خاصة بالمجلس الأعلى للثقافة لمناقشة وتوقيع كتاب «أسامة عباس..الإبداع بوجوه متعدة» والذي قدمه الكاتب الصحفي محمد عبدالرحمن، وأدار الندوة الكاتب الصحفي والشاعر محمد بهجت.
وجاء اللقاء بحضور رئيس المهرجان الفنان محمد رياض، والمهندس محمد أسامة عباس، والذي اعتذر عن غياب والده والفنان حمادة شوشة والكاتبة رشا عبدالمنعم، ودكتور. داليا همام، والكاتب والمؤلف مجدي محفوظ والعديد من المسرحيين والصحفيين.
من جيل المبدعين المثقفين
وفي البداية رحب الشاعر محمد بهجت بالحضور، وأعرب عن سعادته الكبيرة بوجوده بهذا اللقاء وأكد: «نحن نكرم اليوم قيمة فنية كبيرة جدًا وهو الفنان القدير أسامة عباس، وكنت قد تشرفت بمقابلته لأكثر من مرة، فعهدته إنسانًا راقيًا، ودَمُثَ الخلق ومثقفًا وهو من القلائل الذين يتمتعون بثقافة كبيرة من بين جموع الفنانين، وينتمي لجيل مبدع من الفنانين ميزتهم ثقافتهم عن غيرهم، منهم محمود ياسين ونور الشريف، وأحمد زكي، وعزت العلايلي، وغيرهم.
البداية الكوميدية
وأشار «بهجت» إلى البداية الكوميدية للفنان أسامة عباس في رحلته، حيث شارك في مسرحية «طبيخ الملائكة» 1969م، مع صديقه الضيف أحمد، وفرقة ثلاثي أضواء المسرح، وكانت خطوة مهمة في مسيرته الفنية، ثم انتقل ببراعة بعد ذلك بجهد كبير وإخلاص ليقدم مختلف أدواره الدرامية ما بين الكوميديا والتراجيديا وأدوارًا ذات طبيعة خاصة، أبدع فيها كلها ليثبت لنا جميعًا أننا أمام قيمة فنية كبيرة في رحلة الفن المصري.
أسامة عباس قدم أكثر من 270 عملًا فنيًا
وأشاد «بهجت» بكتاب «أسامة عباس.. الإبداع بوجوه متعددة»، وبالجهد الكبير الذي بذله الكاتب الصحفي محمد عبدالرحمن، والذي يعكس رحلة بخطوات عديدة من البحث والدراسة وليرصد «عبد الرحمن» ويتأمل ويحلل الأدوار الدرامية العديدة التي قدمها أسامة عباس، وينقل للقراء معلومات قيمة وذات ثراءٍ كبيرٍ وليس هذا فحسب، ونقل «عبد الرحمن» شهادات من قبل العديد من الفنانين من الذين عاصروا وتتلمذوا على يد أسامة عباس وتشاركوا معه رحلته الإنسانية والفنية منهم الناقدة ماجدة خير الله، والفنانين إلهام شاهين، فردوس عبد الحميد، جمال عبد الحميد المخرج هشام جمعة، وأبنائه، وأضاف «عبد الرحمن» صورًا عديدة مهمة، كما قدم ببليوجرافيا متميزة، والتي من خلالها يتضح أن أسامة عباس قدم أكثر من 270 عملًا فنيا بين السينما والمسرح والتلفزيون من أشهر أدواره الجاسوس اليهودي «إبراهام كلود» في مسلسل «دموع في عيون وقحة» مع الزعيم عادل إمام ودور «إسماعيل المفتش» في مسلسل «بوابة الحلواني»، وغير ذلك الكثير.
قيمة فنية كبيرة
وفي بداية كلمته قال محمد عبدالرحمن: سعدتُ كثيرًا عندما تم اختياري للكتابة عن قامة كبيرة من قامات الفن المصري وهو الفنان أسامة عباس، وممتن لكل من ساعدني لتقديم هذا الكتاب وخاصة زملائي، وأساتذتي في مقدمتهم الصديقة ابتسام أبو الدهب، والمؤرخ الكبير دكتور عمرو دوارة، والذي مدني بالكثير من الصور لأعمال الفنان أسامة عباس في مختلف الوسائط الفنية.
حالة خاصة وذكرى رائعة
وتابع «عبدالرحمن» أسامة عباس نموذج للفنان خفيف الظل المتصالح مع نفسه لأبعد حد، وهو حالة خاصة لا يشبه إلا نفسه حتى لو تأثر بكثيرين لكنه خلق لنفسه طبعة مختلفة بين الممثلين، صنعت منه أيقونة متفردة، وهو أحد هؤلاء الممثلين الأذكياء الذين يستطيعون ترك ذكرى رائعة ومحبة في كواليس كل الأعمال التي يشاركون فيها، وذلك لما يتميز به من سلوكيات سامية وأخلاقيات رفيعة وقدرة على احتواء جميع الاختلافات في وجهات النظر ويظهر ذلك في حديثه الشيق وتعليقاته الذكية التي تنم عن ثقافة موسوعية.
الجوكر
ووصف «عبدالرحمن» أسامة عباس بأنه «الجوكر» موضحًا: أطلقت على أحد الأبواب بالكتاب «جوكر من الهامش» موضحًا: رغم أن «عباس» لم يلعب أدوار البطولة لكنه كان متفردًا في تقديمه الكثير من الشخصيات الدرامية المتنوعة بمختلف الأعمال الفنية بالمسرح والسينما والتلفزيون، والتي لم يكن بها نجمًا أو البطل الأول، لكنه استطاع أن يضع لنفسه شخصية ذات طابع خاص تترك أثرًا كبيرًا لجمهوره الكبير المحب له».
شخصيات درامية متنوعة
وتابع «عبدالرحمن»: «إن جميع الشخصيات الدرامية لأسامة عباس كانت متنوعة وسجلت بصمات في تاريخ الفن، عبر مسيرة بدأت عام 1969م من خلال المسرح، مع التحاقه بفرقة ثلاثي أضواء المسرح، وتجاربه معها، وكانت كل أدواره آنذاك كوميدية فحسب، ثم ظهر في أعمال فنية عدة في الدراما ما بين عام 1979 م وحتى آخر مشاركاته في 2013م وهو لم يتوقف عامًا عن العمل أبدًا».
وأضاف «عبدالرحمن»: «قدم أسامة عباس كل الأنواع حتي في أدوار الشر تعلق الناس به وظل في الذاكرة الجمعية للجمهور، وسعيت إلى تحليل شخصياته الدرامية ومراحل مسيرته الفنية، وأهم شئ لمسته خلال بحثي هو مواقفه الإنسانية مع زملائه في العمل فقد كان خير داعم بأخلاقه الراقية»
صانع البهجة
وأضاف: «صنع أسامة عباس طوال رحلته الفنية تاريخًا لنفسه ولفنه، وصنع بهجة خاصة عند الجمهور مرتبطة باسمه مع كل فيلم يطرحه وكل مسرحية شارك فيها وكل مسلسل أبدع فيه، كانا صدقه وجاذبيته هما اللذان جعلانا نؤمن به حينما يقوم بدور الراجل الطيب، وهما ذاتهما اللذان جعلانا نؤمن به وهو يقوم بدور «اليهودي» أو الوزير الفاسد»، وعلى الرغم من أنه لا يتمتع بما يحظى به أصحاب البطولات المطلقة والأدوار الأولى من شهرة وأضواء».
علامة في الارتجال بالمسرح
وأوضح «عبدالرحمن»: أسامة عباس يمثل علامة بارزة في مدرسة الارتجال على خشبة المسرح. يرتجل من النص ويضيف إليه من وجدانه ليسعد الجمهور، قدّم عشرات الشخصيات حفرها في وجداننا مستعينًا بما درسه في الحياة وفي كلية الحقوق وعمله في شركة النصر للتلفزيون، فهو في الأساس كان محاميًا يخترن في ذاكرته آلاف النماذج البشرية ولم يتخل عن المحاماة حتى أصبح نجمًا يعرفه الجمهور ويحبونه كثيرًا.»
مواقف إنسانية
وأشار الكاتب والشاعر محمد بهجت إلى بعض المواقف الإنسانية وتعاون أسامة عباس الكبير في رحلته الفنية مع أصدقائه وزملائه محبًا لهم، ومنها موقفه مع الفنان الكبير كمال الشناوي، في أحد الأعمال ويتضح ذلك بالكتاب من كلمة الكاتبة والسيناريست الناقدة ماجدة خير الله والتي جاءت كالتالي:
أسامةعباس..الفن والأخلاق
«أعتقد أن أسامة عباس نموذج للفنان القدير الذي أصبح نادر الوجود حاليًا، لا أعرف سبب غيابه الكبير الآن، ولكننا نحتاج حاليًا إلى هذا النموذج من الممثلين، فهو فنان غير متكرر، أجاد في تقديم الكوميديا والتراجيديا معًا صنع الضحك بأسلوبه وطريقته الخاصة التي لا تحتوي على الاستظراف أو الإسفاف، وحتى حين قدم أدوار الشر، لم يكن يشبه أحدًا، حتى أعماله الأخيرة كان رائعًا فيها، وكلنا رأينا في «سابع جار» كيف قدم دوره بشكل إنساني وبكل هذا الألق. وأعمال أخرى كثيرة ربما لا تسعفنا الذاكرة في الحديث عنها جميعًا منها دوره في «زينب والعرش» والذي يُعد نقطة تحول في مسيرته. وفي الحقيقة لا يوجد دور قدمه أسامة عباس إلا وكان له بصمته الخاصة، وظهر خلاله بمظهر رائع وبمنتهى الجدية والإخلاص.
وأضافت «خيرالله» بشكل شخصي سعيدة بالعمل مع الفنان القدير أسامة عباس في أحد مسلسلاتي التي قدمتها للتلفزيون، وهو «الجانب الآخر من الشاطئ» علم 2004 مع الفنان الكبير كمال الشناوي، والذي يعد آخر أعمال الأخير للدراما التلفزيونية، وأذكر حينها أن البعض حذرنا من مشاركة «الشناوي» بسبب تقدمه فى السن وصعوبة حركته، لكننا أصررنا على مشاركته حتى أننا كنا نتحايل في التصوير كي لا نُظهر بطء حركته.».
ومن المواقف التي أتذكرها جيدًا، كيف كان يقوم أسامة عباس بمساعدة كمال الشناوي أثناء التصوير، ويقوم بمساندته، على الرغم من أنهما لم يكونا صديقين قبل ذلك المسلسل، وعلى الرغم من وجود فنان آخر كبير كان يزمجر بسبب استمرار التصوير لفترة أكبر، واعتبر ذلك تعطيلًا له و لأعماله الأخرى التي يقوم بتصويرها بالتزامن مع «الجانب الآخر من الشاطئ»، أشياء بسيطة ربما لكنها توضح أخلاقيات الناس، وتظهر معدن وأصل فنان قدير بحجم أسامة عباس، الذي أظهر دائمًا مراعاة للزمالة».
أسامة عباس الأب القدوة
فيما قال ابن الفنان أسامة عباس في حديثه عن والده والتي جاءت شهادته في الكتاب بعنوان «الأب القدوة»
«طبعًا نوع من أنواع الفخر، أن يكون والدي شخصًا، ويحبه الناس، وهو أمر كان ولا يزال يضيف إلينا، ووالدي كان ولدًا وحيدًا على أربع بنات، وعلى الرغم من أنه كان أصغر إخوته، لكنه كان يتحمل المسئولية، والحقيقة أن الشهرة ساعدت كثيرًا في حل كثير من المشكلات خاصة فيما يخص الجهات والمصالح الخدمية».
عبدالمنعم مدبولي .. صديقًا للأسرة
«في الواقع أسامة عباس، الأب إنسان منضبط، وربما ورث جدية التعامل مع والده الذي كان مثالًا للجدية والالتزام، واستطاع دائمًا خلق حالة من التوازن بين كونه فنانًا مشهورًا، وبين كونه إنسانًا طبيعيًا له أسرته وأولاده لذلك لم يكن البيت متداخلًا مع الأسرة الفنية، ولم يكن له صداقات من داخل الوسط الفني إلا في إطار محدود، مثل علاقة الصداقة التي جمعته بالفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، وهي التي امتدت العلاقة بين الأسرتين، وكتلك الفنان الكبير يحيى الفخراني، لكن ربما صداقاته الأكبر كانت من الوسط الثقافي مثل علاقته بالكتاب الكبار أنيس منصور، جمال الغيطاني، مصطفى الفقي، ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس».
مثقفا رياضيًا محبًا للموسيقى
واستكمل الابن: «في الواقع وضع والدي حدودًا بيننا وبين الفن من البداية، حتى لا تتأثر دراستنا، لكننا ورثنا منه حب الفن، فهو يحب الموسيقى ولذلك أحببناها مثله، وهو قارئ نهم، محب للثقافة، وخاصة قراءة كتب التاريخ، ولديه مكتبة ضخمة تحتوى على كثير من الكتب النادرة، وكذلك نحن أصبحنا نحب القراءة والاطلاع مثله، وهناك جانب آخر من شخصية والده موضحا: «ربما لا يعرفه كثيرون عن والدي وهو أنه كان شخصًا رياضيًا، وقد مارس «كرة الماء»
دور كبير للأم
ومؤكدًا: «وكان لوالدتي دور كبير في تربيتنا؛ لأنه كان مشغولًا في التصوير والمسرح، لكنه كان يراجع من خلفها، وكان حازمًا، وهو ما انتقل إلينا، لأنه كان ملتزمًا تمامًا من الناحية الفنية والاجتماعية، ولكنه وضع حاجزًا حتى لا يحدث انبهار ونترك دراستنا في الحقيقة لم يكن لديه اعتراض، لكن بعد انتهاء الدراسة، وأتذكر أنني وبعد التحاقي بالوظيفة في إحدى الشركات عرضت عليه مشروع فرقة مسرحية خاصة بالشركة، فتحمس لها ورشح لنا مخرجًا للعمل معنا، لكن المشروع لم يكتمل».
تأثيرٌ كبيرٌ
ومتابعًا استكمل الابن: «كان لمصر الجديدة تأثيرٌ كبيرٌ على تركيبة أسامة عباس، ربما جاء لطبيعة المكان، فهو مكان له صيغته المختلفة، فالناس جميعًا في المكان يعرف بعضهم بعضًا، وتربطهم روابط جيرة كبيرة، ولذلك نشأنا على طريقة مختلفة ربما عن المناطق الأخرى، وأعتقد أن زوج عمتي أنور أحمد كان صاحب تأثير كبير ذلك في تركيبة والدي، فكان رجلًا وفديًّا، تولى منصب مدير المسرح القومي، ووكيل وزارة الشؤون الاجتماعية، وكان كاتبًا، وقام ببطولة فيلم سينمائي وحيد هو «مصطفى كامل»، وكان داعمًا كبيرًا له، وسببًا في حبه للفن».
سينما بمنزل الجدة
وفي إشارة مهمة لتأثير البيئة التي نشأ فيها أسامة عباس قال الابن: «وكذلك جدتي التي كانت تحب الفن، وتحرص على مشاهدة الأفلام والمسرحيات، وكانت تمتلك جهازًا للعرض الأفلام السينمائية في المنزل».
واختتم المهندس محمد أسامة عباس: «أخيرًا وإن لا ينتهي أبدًا الحديث عن والدي أعتقد على الرغم من ابتعاد أبي في الفترة الأخيرة عن الأضواء والمشاركات الفنية، لكن تغمرني السعادة لأن الجميع يتذكره ويحترمه وعلى الرغم من ابتعاده عن الفن لكني أجد الناس طوال الوقت تعبر عن حبها له وتذكره ويتذكرونه وبجميع أدواره المختلفة الجادة وغيرها.»
محمد فاضل: أسامة عباس.. رفيق الدرب
وطلب الكاتب والشاعر محمد بهجت من الكاتب محمد عبدالرحمن أن يقرأ شهادة المخرج الكبير محمد فاضل والتي جاءت بعنوان «رفيق الدرب»
وتلا «عبدالرحمن»: «أسامة عباس رفيق الدرب الطويل والصعب منذ البدايات، في الواقع لا تسعفني الذاكرة على تذكر أول تعاون بيننا، لكن بالتأكيد تبقى أدوارالمهمة منها في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكرًا» أو كما نعرفها بـ «بابا عبده»، واستمر هذا التعاون في أعمال كثيرة»
ممثل صاحب وجهة نظر
«و في الحقيقة أسامة عباس الممثل نتاج النشاط الجماعي بشكل أكبر، وربما يعود لذلك لكونه خريج حقوق، ومارس الفن في أثناء الجامعة، بجانب أنه ممثل مثقف، لأنه شيء أمر ليس ضروريًا في الفنانين وخاصة النجوم، لكن مثقف ولديه وجهة نظر، وهو ما ساعده في اختيار أدواره، وكذلك في تقديم أدوار ومساحات مختلفة».
فنانا مقدسا للحفظ
«أسامة عباس كذلك من الممثلين المريحين، في احترامه نظام العمل فلم يقوم بتعطيل الاستديو، ولم يتأخر عن موعده، ودائمًا ما يكون جاهزًا حافظًا لدوره، وهو ما أصبح نادرًا في الوقت الراهن، لكن «أسامة» عمل في الوقت الذي كان يقدس فيه الفنان فكرة الحفظ، بالتأكيد كان يتناقش مع المخرج في الدور، لكنه كان دائما جاهزًا لأداء المطلوب منه باتقان جديد بل إن هناك أدوارًا تعتقد بمجرد أن تشاهدها أن لا يستطيع أحد أن يقدم سوى أسامة عباس، .وأتمنى له كل التوفيق، وأشكر المهرجان القومي للمسرح المصري الكريمه فنانًا كبيرًا ومحترمًا ومثقفًا يحب التمثيل قبل أن تكون حرفته».
إسماعيل المفتش.. وصاحب «بوابة الحلواني»
وفي إشارة لأحد أبرز أدوار الفنان الكبير أسامة عباس ذكر محمد بهجت موقفًا من أرشيف الصحافة ويذكرها محمد عبد الرحمن في الكتاب كالتالي:
«كانت من المغازلات التي ربما تسببت في فهم خاطئ للفنان أسامة عباس هو التصريحات التي نشرت على لسانه في حواره مع الصحفي ناصر جابر في مجلة الكواكب في 20 فبراير 1996م، وعبر فيها عن سعادته الكبير بمشاركته في مسلسل «بوابة الحلواني» وتقديمه شخصية إسماعيل المفتش تلك الشخصية التي قرأ عنها قبل عشر سنوات، وتمنى أن يُجسدها، حتى أنه طلب من المؤلف محفوظ عبد الرحمن كتابة عمل فني عن هذا الرجل المثير للجدل، قبل أن يكتب «بوابة الحلواني».كل ذلك لم يكن سبب المشكلة، ولكن مقدمة الصحفي التي قال فيها هل تعلم أن صاحب فكرة مسلسل «بوابة الحلواني» هو الممثل أسامة عباس؟»
المرة الأولى
«سوء الفهم الذي حدث، جعل أسامة عباس يكتب ردًا ويرسله إلى رئيس تجرير المجلة، والذي قام بنشره كاملا بتاريخ 27 فبراير 1996م، تحت عنوان: «أنا لستُ صاحب فكرة «بوابة الحلواني»؛ ليؤكد أن ما حدث مجرد استنتاج من الصحفي على الرغم من أنه لم يصدر منه تلميح أو تصريح يفيد ذلك المعنى، وكل ما في الأمر أنه أكد أنه كان معجبًا بشخصية المفتش قبل تقديمه للمسلسل، وليس معنى ذلك أنه صاحب فكرته، ولعل الجانب الأخير من الرد يجعلنا نفهم طبيعة الرجل في تعامله مع الإعلام، والذي قال فيه: وفي الحقيقة.. يا سيدى.. فإن هذه المرة الأولى، وأرجو أن تكون الأخيرة التي أقوم فيها بالرد أو التعليق على ما نشر على لساني أو عني، لولا أن ما نشر يمس شخصية أكن لها الاحترام والتقدير والمحبة وهو الأستاذ محفوظ عبد الرحمن المؤلف الوحيد لمسلسل «بوابة الحلواني».
معوقات وصعاب
وموضحًا المعوقات التي قابلته وهو يعد كتابه قال «عبدالرحمن»: «كان البحث عن أعمال أسامة عباس، أكبر المعوقات والصعاب، عدم توافر أرشيف خاص به، لكني حظيت بأشخاص عدة لهم دور كبير في إمدادي بالمعلومات الموثقة لإعداد هذا الكتاب، فحاولت توثيق التجربة الفنية والمتميزة الممتدة، لأكثر من 60 عامًا».