التكريم في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي..

التكريم في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي..

العدد 891 صدر بتاريخ 23سبتمبر2024

تبرز المهرجانات المسرحية كمراكز حيوية للتعبير الفني وتجسيد الإبداع. ومن بين هذه المهرجانات، تألق مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الـ31 كمنصة رائدة تعكس تطلعات المسرحيين وتعزز الحوار بين التجارب الفنية المتنوعة. هذا المهرجان، الذي يعتبر محفلاً لتقديم العديد من العروض من مختلف دول العالم، بالإضافة لتكريم الفنانين وصنّاع المسرح، وكذلك على مستوى الفعاليات فكان هناك تفرد كبير للمحور الفكري الذي ضم عدد من الندوات التي ناقشت مجموعة هامة من الإشكاليات المسرحية التي تواجه مسرحنا العربي ناقشها مجموعة كبيرة من الباحثين على مستوى الدول العربية كذلك تميزت ورش المهرجان، والتي قدمها نخبة من المدربين العالمين في عناصر العمل المسرحي فالثابت في الأمر أن ثمة فعل حضاري كبير يتم صنعه بعناية على أرض القاهرة؛ مما يساهم في تحفيز الإبداع وتطوير الحركة المسرحية العربية. في هذا السياق، ألتقينا مع بعض من المشاركين وضيوف المهرجان لمعرفة مدى تأثيره في دعم الفنانين ومؤسسات المسرح، ودوره في دفع عجلة الابتكار والتجديد في المشهد الثقافي العربي.
 
محمد سعيد الظنحاني: التكريم في المهرجان .. حافز للإبداع المسرحي ودعم لتطوير الحركة المسرحية العربية
قال الكاتب محمد سعيد الظنحاني مدير الديوان الأميري لإمارة الفجيرة عن التكريم في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وتأثيره على مسيرة المبدع: إن التكريم من مهرجان مثل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي له وزن خاص في قلب كل فنان مسرحي. هذا المهرجان، الذي يركز على التجريب والابتكار، يعد من أهم المنابر المسرحية في العالم العربي وغير العربي. بالنسبة لأي مبدع، فإن مثل هذه اللحظات تلعب دوراً في توجيه بوصلة الإبداع نحو تحقيق مزيد من التميز والابتكار، كما تتيح له مساحة لتقييم ما قدمه وتحديد رؤى جديدة للمرحلة القادمة.
أما عن رأيي في المهرجان من خلال متابعتي للدورات السابقة: فمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ليس مجرد مهرجان تقليدي؛ بل هو نافذة يطل منها المسرحيون على تيارات جديدة وأفكار مبتكرة. على مر السنوات، كنت أتابع المهرجان وأرى كيف استطاع أن يجذب مشاركات عربية ودولية من مختلف أنحاء العالم، ليصبح جسراً للتواصل الثقافي والفني. فالفرق المشاركة لا تأتي فقط بعروضها، بل تأتي بثقافتها وتجاربها الفريدة، مما يثري المشهد المسرحي العربي. المهرجان كان ولا يزال مصدراً لتقديم تجارب جديدة للجمهور والمسرحيين على حد سواء، وهو أمر مهم لأنه يساعد على توسيع مدارك المتابعين والمشاركين، فبما يحمله من تركيز على الابتكار والتجريب، يمثل دفعة للمسرحيين العرب للخروج من الأطر التقليدية واستكشاف مجالات جديدة، سواء على مستوى الأداء أو الكتابة أو الإخراج.
وأضاف «الظنحاني» وفيما يتعلق بمشاركة الإمارات بعرضين ضمن فعاليات المهرجان : مشاركة الإمارات بشكل عام تحمل دلالات عميقة. الإمارات حاضرة دائما خلال المهرجان وقد أثبتت أنها قادرة على تقديم أعمال ذات جودة وإبداع على المستوى الدولي، وهذه المشاركة تعكس الجهود الكبيرة التي تُبذل في الإمارات لتطوير الحركة المسرحية، سواء من خلال المهرجانات المحلية أو الدولية و دعم المسرحيين الشباب والرواد على حد سواء. الإمارات تسعى دائماً إلى تعزيز مكانتها الثقافية إقليمياً ودولياً، والمشاركة في مهرجان بهذا الحجم تعزز الحضور الإماراتي على الساحة المسرحية العربية والدولية.
أما عن دور المهرجانات المسرحية مثل التجريبي في دعم وتطوير المسرح العربي؛ فالمهرجانات المسرحية ليست مجرد تجمعات فنية، بل هي منصات حيوية لدفع حركة التطوير في المسرح العربي، وهي فرصة للتواصل وتبادل الخبرات والثقافات بين الفنانين من مختلف البلدان . من خلال هذه اللقاءات، يمكن بناء جسور من التعاون المستمر بين الفرق المسرحية والفنانين العرب، مما يسهم في إثراء التجارب الفردية والجماعية. كذلك، هذه المهرجانات توفر فرصة للفرق المسرحية لاستكشاف تقنيات وأساليب جديدة قد لا تكون متاحة في بيئتها المحلية، مما يعزز من مستوى الإنتاج المسرحي.
المسرح، بطبيعته، هو فن حي يتغذى على التفاعل، والمهرجانات هي الحواضن المثلى لهذا التفاعل.
في النهاية، المهرجانات المسرحية ليست مجرد فعاليات مؤقتة، بل هي استثمار في المستقبل، تدعم الجيل الحالي من المسرحيين وتؤسس لجيل قادم مبدع ومتجدد مما يسهم في تطوير الأداء المسرحي بشكل عام.

د. سامي الحمعان: إدارة المهرجان تجتهد من أجل تطوير وتفعيل الدور الحقيقي للمهرجان
فيما أشار الكاتب المسرحي الأستاذ الدكتور سامي الجمعان قائلاً : التجريبي في هذه الدورة. يسعى لتثبيت قدم التجريب من خلال العروض المسرحية، في أي من ملامح أو عناصر التجريب، والحقيقة أن إدارة المهرجان تجتهد من أجل تطوير، وتفعيل الدور الحقيقي للمهرجان عبر تجويد فعالياته وتنويع آليات عمله، ولاشك أنني واكبت هذا المهرجان منذ بداياته الأولي، وشهدت على تحولاته الكبيرة، كما أنني مؤمن بدوره الإستثنائي في خلق حالة ابداعية مسرحية متجددة ما زلت اقول ان مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي يلزمه شيئ من تفعيل آليات جديدة لاختيار العروض بحيث يتم استقطاب العروض التجريبية من بلدان العالم التي تكون قادرة على الادهاش نظرا لاتساع مفهوم التجريب بشكل دعى الكثيرين من الاعتقاد بأنالتجريب هو اي عمل مسرحي.

المخرج عبدالقادر بن سعيد: المهرجان احتفال بالمسرحيين وفرصة لاكتشاف أفكار تجريبية
قال المخرج التونسي عبدالقادر بن سعيد:
إن المهرجان الدولي للمسرح التجريبي بالقاهرة هو احتفال بالمسرح والمسرحيين، وهو فرصة للاطلاع على تجاربنا الفنية بتوجهاتها وخصائصها الجمالية.
وأضاف هو اكتشاف لأفكار تقدمية تجعلنا نتطور في تساؤلاتنا ومقترحاتنا. سررت وسعدت جدا بمشاركتنا التونسية من خلال إنتاج أوبرا تونس بمسرحية «الألباتروس» إخراج الشاذلي العرفاوي في عرضين متتاليين، وكان الجمهور متفاعلا مع العرضين.
وأردف، نشرت مقالات ومنشورات عديدة ثمنت مجهودنا الفني من قبل متخصصين في هذا الفعل النبيل. شرف لنا، كامل الفريق الفني والتقني والإداري، أن نكون على ركح القاهرة بعد جولة عالمية شملت إيطاليا وأمريكا اللاتينية، وآخرها في فينزويلا.
وأوضح، تابعت الندوات التي أقيمت خلال فعاليات المهرجان عبر الإنترنت وأعجبت بكل المداخلات القيمة من أساتذة أجلاء . كذلك الورش الجيدة التي قدمها مختصون للشباب المسرحي. وسعدت كل لقاءاتي اليومية في النزل مع أصدقائي المسرحيين.
وأفاد قائلا : كنت أتمنى أن يتم تكريم تونس من خلال مسرحي قدم الكثير للمسرح العربي في افتتاح او ختام المهرجان.
كذلك وددت لو كانت الإقامة مع ضيوف المهرجان حتى نتحاور وتناقش الفرق المسرحية مقترحاتها مع رجال الفكر، فقد كانت الفرق المسرحية مقيمة بعيدا عن  إقامة الضيوف، مما خلق نوع من الرتابة والفراغ.
وأخيرا، أثمن كل المجهودات التي وفرتها هيئة المهرجان وخاصة المنسق العام د.محمد الشافعي، وكامل فريق الإستقبال وتقنيين قاعة مسرح الهناجر.  تحية كبيرة الى جمهور مصر الحبيبة، ورئيس المهرجان د.سامح مهران على حضوره لعرضنا المسرحي ومتابعة أجواء الاقامة والتنقل وكل ما يساهم في راحتنا . شكرا مصر.

علي عليان: تربطني علاقة تاريخية عميقة مع مهرجان المسرح التجريبي
علي عليان ممثل ومخرج وكاتب مسرحي، ومدير مهرجان المسرح الحر الدولي بالأردن:
يُعد المهرجان من أعرق المهرجانات عربيًا ودوليًا، ويمتاز بعمق تاريخي. منذ انطلاقه، كان ولا يزال وجهة للمسرحيين العرب لتقديم إبداعاتهم. الدورة الحالية تأتي كإستمرار للدورات السابقة، لكنها تحمل في طياتها تطورا ملحوظا على صعيد التكنولوجيا والحداثة. نجاح المهرجان دائما ما يعكسه قوة العروض ودقة التنظيم، وتُشارك في هذه الدورة عروض مميزة مثل «صمت» لسليمان البسام، وعروض من الإكوادور وألمانيا، إلى جانب المسرحيات العربية من المغرب والعراق وغيرها. هذه العروض تعكس المستوى الرفيع رغم التحديات الصعبة التي أعرفها، لكنه نجح فريق المهرجان بفضل جهودهم وانسجامهم مع إدارة المهرجان بالإضافة للجان مثل الندوات وكذلك المنفذين مثل ريهام أحمد ومنى عابدين يستحق الجميع التحية والشكر.
وأضاف «عليان»، ننظر للمهرجان نظرة إيجابية ومتطورة نظرا لما نشاهده من خلاله من أعمال مسرحية جادة، أحب التواجد في المهرجان وأعتبره فرصة لتبادل التجارب المسرحية بيننا،فهناك عروض أجنبية تشارك لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، مما يعزز أهمية تواجدها في الأردن أو ما يسمى «التسويق» التبادل المسرحي مع الأردن. هذا التبادل يسهم في نقل العروض المميزة بين مهرجان المسرح الحر والتجريبي، كما حدث مع عروض من المكسيك، تشيلي، ألمانيا، وإسبانيا.
وعن علاقته بالمهرجان أشار، بدأت علاقتي بمهرجان المسرح التجريبي عام 1993، عندما رشحتني وزارة الثقافة الأردنية للمشاركة بعرض «جلاكيت» الذي نال كل الجوائز في مهرجان المسرح الشبابي بالأردن، وكان نقطة تحول في مسيرتي الفنية، حيث شكلت ثنائياً مع الفنان الراحل ياسر المصري. في مصر، كنا نشاهد ستة إلى سبعة عروض يوميًا، بشغف من العاشرة صباحا حتى الثانية صباحا، وقدمنا عرضنا على مسرح العرائس، كما تعرفنا على معالم مصر التي طالما شاهدناها في التليفزيون أو قرأنا عنها في روايات نجيب محفوظ، كالغورية وحي الحسين والمعز، كان حلم أن نعيش ونمشي في شوارع الشخصيات التي كتبها محفوظ وسمعناها في الأغاني وكانت تلك التجربة بداية تعلقي بالمهرجان. وتابع ..في 1996، قدمنا عرض «كأنك يا أبو زيد»، الذي حقق نجاحًا كبيرًا في الأردن، وعرض في التجريبي على مسرح الجمهورية، حيث تعرفنا على فنانين عرب وكونّا صداقات مستمرة حتى الآن. وبعد انقطاع دام لعدة سنوات، عدت للمهرجان عام 2005 مع عرض «المهلهل»، ولاحظت ضعف التنظيم، لكن في 2016 شهد المهرجان عودة قوية تحت قيادة د. سامح مهران، وشاركت حينها كضيف ومساهم في الندوات والاجتماعات المتعلقة بشبكة المهرجانات المسرحية العربية. علاقتي بالمهرجان تاريخية، امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا، تراوحت بين كوني ممثلًا ومشاركًا في الندوات والمؤتمرات. وفي عام 2022، وبتوجيه الفنان جمال ياقوت، كان لي شرف عضوية لجنة تحكيم المهرجان، وهو وسام توجت فيه تاريخي الفني، واستمرت علاقتي به حتى هذا العام والذي لاحظت مدى التطور في مستوى العروض المسرحية، وكذلك في تطوير البنية التقنية الإضاءة والصوت لعدد من المسارح، مثل القومي، والسلام، والسامر، والغد، بفضل جهود وزارة الثقافة المصرية.
وأردف قائلا: المهرجان متطور ويتميز بإدارة قوية وخبرات واسعة، مع دقة التنظيم وانتقاء العروض بعناية. هذا العام، امتدت الندوات لستة أو سبعة أيام بدلاً من ثلاثة، وشملت تكريم مسرحيين بارزين مثل عبدالله السعداوي، الطيب الصديقي، ورجاء بن عمار، من المغرب، تونس، والبحرين، مما يعزز البعد العربي القومي للمهرجان.
 وتابع مضيفا، كانت الندوات الفكرية عملية وآنية وتقرأ الواقع المسرحي العربي وهي نقطة مهمة جدا. نأمل في الدورات القادمة أن تتوسع المشاركة العربية وفقًا للجغرافيا، مع الاكتفاء بعرض واحد من كل بلد، مع حق الدولة المستضيفة في تقديم أكثر من عمل. ومن اللافت أن بعض العروض كانت من إنتاج خريجي طلاب جدد، مثل عرض «ماكبث المصنع» الذي حصل على جائزة السينوغرافيا. نتمنى للمهرجان دوام النجاح والاستمرارية ليبقى قبلة للمسرحيين العرب والأجانب.

فهد ردة الحارثي: للمهرجانات دور كبير في تحفيز البحث وتعزيز التعاون المسرحي
الكاتب فهد ردة الحارثي.. السعودية
هذه الدورة من المهرجان مثمرة، مزدحمة بالعروض والفعاليات المختلفة من العمل والندوات والورش والإصدارات. إنها بالفعل دورة مثمرة تماما. فرصة جميلة أن يكون هناك عملين لكاتب واحد  وستكون مصدر فخري لسنوات طويلة. لكن هذه ليست المرة الأولى التي نشارك كدولة في المهرجان بعرضين فسبق وشاركنا أكثر من دورة.
وأضاف»الحارثي»، أرى أن للمهرجانات، مثل مهرجان المسرح التجريبي، دوراً مهماً جداً في تحفيز البحث والعمل من المسرح للمسرح. فهي تخلق إضاءات قادمة لعطاء قادم. بالإضافة إلى ذلك، تلعب المهرجانات دوراً بارزاً في حالات اللقاء والتلاقي والعطاء الجميل والتعاون المثمر الناضج الذي يعزز من ثراء الساحة المسرحية.»
أنا عن علاقته بالمهرجان، فقال الكاتب فهد ردة الحارثي: العلاقة قديمة جدًا، بدأت منذ البدايات الأولى للمهرجان وامتدت طويلاً. شاركت في خمس دورات بأعمال مسرحية من تأليفي، وأشارك هذا العام بعملين لي داخل المهرجان: ‘ضوء’ و’الظل الأخير’. وقد شاركت سابقًا في الندوات الفكرية، كما تشرفت بأن كرمت في هذا المهرجان العريق، كتتويج لعلاقتي الوثيقة به وارتباطي بفكر التجريب والأثر الذي تركته في مسرحنا السعودي من خلال رؤية وفكر البحث في جماليات المسرح المتجددة.

عجاج سليم: التجربة السورية في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي..مسيرة طويلة من الإبداع والتجريب
 بينما قال أ.د عجاج سليم ..سوريا: إن علاقة المسرح السوري بالمهرجان هي علاقة قديمة تعود إلى التسعينيات من خلال دوراته الأولى، حيث كانت هناك مشاركات متكررة لفرق سورية باعتبار أن شكل «المختبر» موجودا دائماً في المعهد العالي للفنون المسرحية فكانت عروض فرقة المعهد أو عروض التخرج  وبذاكرة المهرجان حصل الفريق السوري على الجائزة الكبرى في مهرجان المسرح التجريبي أكثر من مرة. لذا كان هناك دائمًا إصرار من الفرق السورية على الترشيح والمشاركة في هذا المهرجان.
وأضاف: «أعتقد أن المشاركة السورية لم تنقطع عن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي خلال ثلاثين عامًا. كان لي شرف حضور أكثر من دورة، وكنت سعيدًا بأن المهرجان يفتح نافذة على آفاق واسعة وتجارب جديدة، ويقدم رؤى مختلفة ومتنوعة. التجريب، كما أفهمه، ملازم لأي عمل مسرحي، لأن أي إبداع هو محاولة جديدة وجرأة وكسر القوالب التقليدية.» قدم المهرجان على مدار تاريخه مجموعة كبيرة من المنشورات المهمة، معظمها يتعلق بنظريات ورؤى وتجارب وأسماء خاضت مجال التجريب، سواء في مصر أو في الدول العربية أو في العالم. وأتمنى دائمًا للمهرجان المزيد من النجاح والتطور.»
وتابع د. عجاج سليم، أن الحفاظ على مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الذي أصبح جزءًا أساسيًا من الحركة المسرحية العربية، حيث يتطلع الجميع لنيل شرف المشاركة فيه بفضل نجاحه المستمر لأكثر من ثلاثين عامًا ونتيجة الجهود والخبرات الإدارية المتميزة، البنية التحتية القوية، والمخلصين للمسرح وللفن ولبلدهم ففي النهاية المهرجان يحم           ل اسم عاصمة عربية وهي القاهرة، قلب الوطن العربي. أتمنى تحقيق المزيد من النجاح والتطور لهذا الحدث المهم.
وعن مشاركته ضمن فعاليات المهرجان قال: هذا العام، شرفت بإقامة ورشة حول تقنية «ميخائيل تشيخوف»، التي قدمت منهجًا عمليًا وواقعيًا ساعد العديد من الممثلين في الوصول إلى مستوى عالٍ من الأداء، حيث أصبحوا نجومًا عالميين. شهدت الدورة تجاوبًا رائعًا من الشباب المصريين، الذين أظهروا استعدادهم الكبير وتقديرهم للورشة، مع رغبتهم في استمرارها أو إعادتها في المستقبل. وتابع مضيفا، تجربة المهرجان هذا العام كانت ناجحة رغم بعض الملاحظات الطبيعية. النجاح الكبير يتطلب استمرار الدعم الرسمي، فالفعل الثقافي والمسرح تحديدا، يعبران عن التطور الحضاري فاستمرار المسرح يعني استمرار الحياة.نلاحظ أن الدول المتقدمة تظل مسارحها ممتلئة رغم وجود وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة السينما، يسعى الناس للحصول على التذاكر مما يبرز أهمية المسرح كعنصر فعال في المجتمع. يحتاج المهرجان إلى دعم مالي ولوجستي مستمر وتقدير لجهود العاملين فيه لضمان استمراره.
واسترسل، كنا نتابع يوميًا تنظيم وإدارة المهرجان، وكان رئيسه د. سامح مهران حاضرًا من الصباح حتى المساء، متابعًا الضيوف والعروض والندوات. الروح الإيجابية التي نقلها د. مهران إلى فريقه انعكست في تعاملهم الدائم بابتسامة وترحيب، وسعيهم لحل أي مشكلات أو تساؤلات. يستحق كل العاملين في المهرجان، بما في ذلك المسارح التي فتحت أبوابها واللجان التنفيذية والإعلامية والتنظيمية وفريق المواصلات، كل الاحترام والتقدير على جهودهم الكبيرة.
وأخيرا، أنا أدرك تمامًا مدى صعوبة هذا العمل، خاصة أنني كنت مديرًا لأكثر من مهرجان في سوريا. لولا حرص فريق العمل، الذي حمل على عاتقه عبء هذا المهرجان، وإدراكه لأهميته وللروح التي يبثها في مفاصل المسرح العربي والثقافة العربية، وتواصله مع العالم، لما كان ليقدم هذه الجهود العظيمة. هذه الروح ضرورية لحياة أي ثقافة أو فكر. لولا إدراك فريق عمل المهرجان لأهميتها، لما كنا لنشهد هذا النجاح. فشكرًا للجميع.
أوضح د. هشام زين الدين عميد كلية الفنون في الجامعة اللبنانية.. من لبنان قائلاً : المهرجان يؤكد عاماً بعد عام دور مصر الريادي في استقطاب الابداع المسرحي العربي، في جانبيه التطبيقي والمعرفي، هناك اجماع لدى المسرحيين العرب على أهمية وفرادة التجريبي لذلك نجد هذا الاهتمام الاعلامي والسعي من قبل جميع المسرحيين لحضور المهرجان والمشاركة في فعالياته التي تشكل قيمة مضافة الى تجربة كل منهم.
وأضاف: الفعاليات تميزت هذا العام بحدثين بارزين بحسب رأيي، الأول هو حفل الافتتاح الذي شكل مفاجأة جمالية وانسانية ومن خلاله تم التأكيد على أهمية المسرح كفعل مقاومة حقيقي يوازي بفعاليته الوسائل الأخرى المباشرة العسكرية والسياسية والاعلامية، بل قد يتخطاها تأثيراً على المستوى الاستراتيجي في معركة الوجود مع العدو المحتل. والأمر الثاني هو استقطاب جيل الشباب المسرحي العربي خصوصاً في الندوات الفكرية، حيث تعودنا أن تكون هذه الفئة في الاعمال المسرحية كممثلين غالباً وكمخرجين وكتّاب أحياناً، أما في هذه الدورة فكانت المنابر مفتوحة لهم، وهذه خطوة جبارة ومسؤولة واستراتيجية ايضاً، لأنها تفتح الطريق امام هؤلاء لكي يتقدموا باتجاه الانجاز والارتقاء بالمعرفة النظرية ومواكبة الجوانب العملية في صناعة المسرح.
وتابع «زين الدين»: إدارة المهرجان التي تفكر بوعي يدل على فهم عميق للواقع المسرحي العربي، وتفكر في العملية البنائية لمسار هذا المسرح ومستقبله، تمتلك الجرأة في رفض المكرر والتقليدي وتجربة الجديد وغير المجرب والاستفادة من الخلل الذي يمكن أن ينتج من هذه التجربة، هي ادارة مسؤولة بكل معنى الكلمة، شكلاً ومضموناً، المهرجان يؤكد أنه بخير رغم كل الصعوبات التي يواجهها عالمنا العربي في هذه الظروف الاستثنائية، وأم مصر الجامعة والمحور مستمرة في احتضان الفكر والابداع والمعرفة، وفي تحمّل مسؤوليتها التنموية الثقافية استكمالاً لمسيرتها التاريخية العريقة وترسيخاً لدورها الرائد في هذا المجال. التحية والتقدير لرئيس المهرجان المفكر المثقف الطليعي د. سامح مهران والى كل فريق العمل الذي يعمل بجهود مضنية لانجاح المهرجان .

عزة القصابي: تباين مستويات العروض أثار جدلا حول مدى اقترابنا من التجريب
عزة القصابي من سلطنة عمان، كاتبة وباحثة، تقول: يتمتع المهرجان بصبغة وهوية خاصة تميّزه عن بقية المسارح في الوطن العربي وربما العالمي، نظراً لأنه قلما نجد مهرجاناً مسرحياً وفنياً يجمع بين المشرق والمغرب، وليس هذا فحسب، بل يشمل أيضاً بعض دول آسيا وأمريكا والكثير من الدول المغمورة، مما يمنحها فرصة للمشاركة والتعرف على المسرح العربي.
وأضافت»القصابي»، مثلما هو الحال مع غيره من المهرجانات، يواجه المهرجان العديد من التحديات، ولعل أبرزها استقطاب العروض القادمة من مختلف دول العالم التي تحمل مقاييس ورؤى وتجارب مختلفة. بالأمس، شاهدنا عروضاً كانت أقرب إلى عروض الكبارية السياسية، وبعضها أقرب لعروض الفرق الموسيقية وتتخللها الحوارات. بالطبع، تباين المستويات في هذه الدورة ربما أثار جدلية حول مدى اقترابنا من التجريب، أو ما إذا كان التجريب هو عالم واسع. إشكاليتنا الأخرى كعرب هي أننا نميل إلى مشاهدة عروض المسرح التقليدي، تحديداً المسرح الإيطالي، بينما في العالم الغربي تطور المسرح بشكل كبير، وما يُقدم حالياً في مسارح العالم يختلف تماماً عما هو موجود في الوطن العربي. هذه الفجوة بين فكر الجمهور العربي والجمهور الغربي أوجدت جدلية نعتبرها ظاهرة صحية، لأن المهرجان الذي يحتضن عروضاً مسرحية من كافة دول العالم من الطبيعي أن يتضمن عروضاً قد تصدم المشاهد، حيث يعتبرها البعض ليست مسرحاً بينما يعتبرها آخرون مسرحاً. هذه الصدمة الثقافية تعكس اختلاف الفكر والأيديولوجيات والعادات والتقاليد، لكن من جهة أخرى، أعتبر ذلك نافذة وإطلالة على هذا العالم، وفرصة للتعلم من المزيد من التجارب ورؤية الأمور من منظور أوسع، لأنك لست وحدك في هذا العالم.»
وتابعت، المهرجان يتطور، وأعتبر أن خلق هذه الجدلية ميزة له، فهي فرصة لرؤية الآخر من زاوية مختلفة. في ظل التقدم التكنولوجي والرقمي والذكاء الاصطناعي، قد يكون ما هو قادم في الغرب أبعد بكثير مما نراه في هذه العروض.
وأشارت إلى علاقتها بالمهرجان قائلة: علاقتي بالمهرجان قديمة، كوني مسرحية وكاتبة، وأعتبر نفسي جزءاً من هذا العالم الرائع الذي يلتفت إليه كافة المتخصصين، سواء في الموسيقى أو الفنون الجميلة أو غيرها من التخصصات. المسرح هو أبو الفنون، ولذلك نجد أن جميع العاملين في الفنون والإعلام لهم علاقة به. المسرح ليس مجرد صورة بصرية، بل خلفه يوجد السيناريو والكلمة والموضوع أو الفكرة. لذلك كنت، وما زلت، من الكتاب والباحثين الذين يشاركون بشكل عام حسب استيعاب المسرح لنا في هذه الدورة، حيث نستفيد من الملتقى الفكري والمداخلات والعروض التي تُقدَّم، وكذلك من الحوار والنقاش والالتقاء بالمسرحيين، سواء كانوا عرباً أو من دول أخرى. نستمع إلى وجهات النظر وتباين الآراء، ونعترف أن مصر هي الحاضنة الأولى للفنون في الوطن العربي والعالم.
وأخيرا،  من الأشياء الجيدة التي نتمنى وجودها فيما يتعلق بالندوات والبحوث هو تقديم أوراق بحثية بالفرنسية والألمانية، بالإضافة إلى الإنجليزية والعربية. أيضا أن المشتغلين بالفنون ينشغلون بعيداً عن واقع الندوات، ونأمل أن نرى هؤلاء المشتغلين يستفيدون من هذا الجدل ويشاركون في الحوار. كما نتمنى أن يتواجد الأجانب ليس فقط كأوراق بحثية لكن أيضا من الجمهور، ليعبروا عن آرائهم ويطلعوا على التجارب العربية. نأمل أن تكون هناك ترجمات بشكل أوسع تسمح للآخرين بالتعرف على الهوية العربية وهوية المسرح والفنون الجميلة بشكل أعمق.

د. عبد الحسين علوان: دورة هذا العام  عروس الدورات السابقة
قال المسرحي د. عبد الحسين علوان من العراق:من مميزات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بأنه يقدم في كل دورة ماهو جديد،ومتميز وهذا يعود إلى عدم تغير رئاسة المهرجان، والتي من أهم مطالبنا كفنانين مسرحيين أن يكون المهرجان على شكل مؤسسة ثابتة لها هيكلها الإداري  الثابت برئاسة الدكتور سامح مهران الذي يحمل افكار متجددة وكادر إداري متمرس.
لذلك تعتبر الدورة 31 الحالية من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي دورة متميزة ابتداءا من حفل الافتتاح الذي لامس  القضية الفلسطينية وغزة.
وكان عملا رائعا وهنا اقول بأن تقديم هذا العمل كان مفترقا رائعا في تاريخ المهرجان بأنهأصبح مهرجان ينتج أعمال مسرحية  كما هي المهرجانات العالمية كمهرجان «آفينيون» في فرنسا وغيره، كما خطى المهرجان  خطوة موفقة بالتكريمات وكرم أسماء مهمة في المسرح العربي حيث أوجد لأول مرة في دوراته ، تكريم اطلق عليه ( شخصية العام المسرحية ) فكرم بها الأستاذ إسماعيل عبد الله من الإمارات  الأمين العام للهيئة العربية للمسرح وصاحب المسيرة الطويلة في المسرح وقدم المؤتمر الفكري لأول مرة طاقات عربية شابة قدمت بحوث راقية ومتميزة وبعناوين مهمة، كما أوجد المهرجان لأول مرة محور ( رد الجميل ) للتذكير بفنانين لهم فضل على ماقدموه من جهد وابداع في مسيرة حافلة بالنجاح ، كما تميزت دورة هذا العام بتقديم ورش تدريبية متميزة بنوعيتها وعناوينها.
وأضاف، هناك عناوين جديدة أطلقها المهرجان باصدارات مهمة لكتاب رائعين، اخيرا اقول دورة هذا العام  عروس الدورات السابقة والتجريبي في تطور في كل برامجه مادام هناك أسماء راقية ومفكرة تقوده

د. محمد سيف: المهرجان التجريبي ظاهرة فرجوية بامتياز
الناقد د. محمد سيف من العراق ذكر قائلاً: لابد من القول في البداية أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ظاهرة فرجوية بامتياز، لا سيما أنه يحاول ان يحافظ على ما هية التجريب المسرحي من خلال تنوع الرؤى التي يستضيفها، سواء كان ذلك من خلال تناول الأعمال الكلاسيكية أو النصوص الحديثة ومقارباتها الأدائية المتنوعة، دون الادعاء بأن التجريب له خاصية محددة يجب الالتزام بها، وهذا يعني ان التجريب فيما يقدم من عروض في هذا المهرجان موجود بشكل ضمني، وتختلف مستوياته وأنساقه من عرض إلى آخر، ولا تحتاج إلى الاشارة اليه او تعزيزه او التركيز عليه، لان اغلب العرض في شكلها ومضمونها تنتمي اليه، او تنحت اشكالها وصيغها منه، الى جانب ذلك، هناك المحاور الفكرية التي ناقشت في هذه الدورة المركزية المسرحية الغربية ومدى تأثيرها على الحركة المسرحية في الوطن العربي، وكيف يمكن ان تتأسس العلاقة الصحيحة بين المنتوج الغربي والعربي دون الوقوع في فخ الهيمنة والخنوع وحتى الخضوع ، لان العلاقة يجب ان تبنى على مفهوم التواصل وليس الصراع، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، ان المسرح ومجالاته المتعددة لا يشبه السياسة ودسائسها، انه، اي المسرح مجال للتبادل الثقافي والمعرفي بامتياز، هذا بالإضافة ان المهرجان هذا العام قد خصص ثلاثة ايام تقريبا لرد الجميل لبعض المسرحيين الذين غادرونا، وهذا بحد ذاته خطب رائع ومهم على مستوى التذكير والوفاء، وكذلك الإصدارات والورش المسرحية، وفتح مجال للنقاش المفتوح والى اخره من الفقرات والفعاليات التي لا يمكن الحديث عنها بالتفصيل لأنها كثيرة ، وفي النهاية اود ان اشكر إدارة المهرجان بكل مراتبها الهرمية التي كانت تشتغل بتفاني وكأنها يد واحدة وليس عدة أشخاص، من اعلى الهرم إلى أصغره، وشكرا لحرية مسرحنا على هذا الإهتمام.

د. نجوى قندقجي: دعوة جميع الباحثين من جميع الدول العربية جانب إيجابي
د. نجوي قندقجي أستاذة الفنون الأدائية والمسرحية في الجامعة الدولية اللبنانية قدمت ورقة بحثية في هذه الدورة تحت عنوان «النظرية المسرحية وتمثيل المرجعيات بين التحول والإضطراب» وذكرت قائلة: موضوع هذا العام في المهرجان أو المحور الفكري الذي حمل عنوان «صراع المركزيات» موضوع معقد وصعب يعيدنا لقراءة الوضع الراهن لمسرحنا العربي، ومن هنا تكمن أهميته والندوة استطاعت من خلال اختيار المتحدثين، وتنوع المقاربات النظرية التي قدمت في الورقات البحثية من معالجة الموضوع أو النظرة إليه من جميع الجوانب نستطيع القول أنها قراءة «بانورامية» للموضوع، وكان هذا الشىء مهم فهناك المسرح، وهناك آثره وإمتداده الإجتماعي والثقافي وبالتأكيد الفني وتم معالجة الهوية المسرحية، وتاريخ المسرح العربي علاقتنا مع الآخر مفهوم الآخر فكل باحث استطاع أن يعالج مفرده أو نقطة من موضوع كبيراً جداً، واعتقد أن ذلك يمثل نوعاً من انواع السعي؛ لنحدد أين مكاننا في الخارطة المسرحية العالمية، ونظرتنا لتجربتنا وتحليلها وقرائتها الأن في ظل التغيرات التي تحدث، واتصور أن الندوة نجحت في طرح هذا الموضوع وطرح التساؤلات الجدية والمقلقة عسى أن تثير طرق البحث عن حل أو نوعاً من الرؤى لتطوير المسرح لتقويم التجارب المسرحية لتقوية التجريب واعتقد أن الندوة نجحت في هذا المجال.
وأضافت قائلة: الشىء الأخر دعوة جميع الباحثين من جميع الدول العربية، وهو جانب إيجابي فكل باحث يحمل معه تجربته المحلية،وكيف يمكن ربطها مع التجارب العربية، وكان من الندوة المميزة ندوة «رد  الجميل» واتمنى أن تظل هذا المحور دائم في التجريبي حتى نتذكر المسرحيين الذين كان لهم الفضل في بناء المسرح وصولا لصورته الحالية، وهو يعد استذكار للأشياء التي عمل عليها الرواد الأوائل والمسرحيين والفنانين الذين كان لهم الآثر في الحراك المسرحي لنقتدي بهم وكيف عملوا على الموضوعات، والطرق المختلفة لطرحها أين اصبحت هذه الأشكال المسرحية وأين وصلت هذه الإتجاهات، وهو ما يساعدنا للنظر للحاضر المسرحي بطريقة مختلفة ليست لتكريم الفنانين والمسرحيين الأوائل فحسب ولكن الأمر له إمتدادته على حالنا الأن وبرأى أن المهرجانات تلقى الضوء على الوصع الحالي، وتقدم نظرة نقدية لما لدينا، وكأننا ننظر للماضي حتى حضارنا الحالي ولا شك أن كل هذا يحدد ماهي التحديات التي تواجهنا والمسؤوليات التي يجب أن نتحملها نحن كمسرحيين تجاه المستقبل.

حمد الظنحاني: المشاركة بعرضين ضمن فعاليات المهرجان، شهادة عربية نعتز بها كإماراتيين
الكاتب والمخرج المسرحي حمد الظنحاني.. الإمارات
سعيدون بتواجدنا في مهرجان يعتبر من أهم المهرجانات العربية. وأضاف: سعداء لتواجدنا كفرقة للمرة الثانية في هذا المهرجان، القاهرة تحديدا أرض ينبع منها الفن والفنون بكافة أشكاله وأنواعه.
وعن مشاركتنا بمسرحية «إبرة» فقد خيلنا الجرح الإنساني كله في غرفة عمليات. انطلقنا بأفكار نعتبرها جديدة نوعا ما من وجهة نظرنا، حيث تناقش الجرح الإنساني بكافة أشكاله وأنواعه، جسدنا كل ذلك في غرفة العمليات. تجريبنا في العرض أن نخيل للمشاهد وجود الأدوات والآلات التي تستخدم في عمليات الجراحة، مع العلم انه لم يكن هناك أي قطعة ديكور على خشبة المسرح.
وأشار «الظنحاني»، هذا النوع من العروض هو محاولة لتقديم مسرح عصري وجديد. اليوم، يريد المشاهد الذهاب بخياله أكثر من الاعتماد على عينيه لرؤية الأشياء. نحن كفنانين حاولنا ننقل المشاهد من كرسي العرض إلى مكان آخر. نسعى لتحقيق هذا الهدف، ونريد من المشاهد والجمهور العام التفكير بهذه الطريقة، ونأمل أن يكون العرض قد لاقى استحسان الجمهور.
وتحدث عن الوجود الإماراتي في هذه الدورة من المهرجان قائلا: التواجد الإماراتي يعبر عن الدور المهم الذي وصل إليه المسرح الإماراتي. هذا الإنجاز نتيجة تطور وجهد إخوتنا القائمين على المسرح في دولة الإمارات. وأشار إلى أن الوجود في القاهرة، كدولة مشاركة بعرضين ضمن فعاليات المهرجان، هو شهادة عربية نعتز  بها كإماراتيين، ونعتز بوجودنا في هذا البلد الجميل ونشكر إدارة المهرجان على هذه الدعوة.
وتابع، تعاملنا مع إدارة المهرجان فوجدنا أشخاصاً يتعاملون بحرفية، ولديهم خبرة 31 عاما في تنظيم المحافل المسرحية، فالتنظيم كان على مستوى، وهذا واضح في القيادة المحترفة لدكتور سامح مهران، الذي قاد المهرجان لمرحلة جميلة جدا وأوصله إلى مكانة عالية.وسواء المدعوين أو الحضور، كان هناك حرفية في التنظيم والترحيب الجميل من كل أهالي مصر، وليس فقط فريق المهرجان.
وعن تطور المهرجان خلال السنوات الماضية، أشار: رغم قلة الدعم للمسرح في كافة أنحاء الوطن العربي، إلا أننا نشاهد مهرجانا بهذا الجمال، نعتبره تحديا وقوة. فهو قوي باسمه، ولذلك استمر بهذه الجمالية منذ سنوات عديدة إلى يومنا هذا .
وختاما، فعاليات المهرجان متنوعة وتحمل في ثناياها ورشا فنية وجلسات فكرية تناقش أهم القضايا المسرحية، وأهم الرسائل والدراسات المسرحية التي تهم أي فنان مسرحي في العالم. نوعا ما هناك أطروحات جميلة شاهدناها من خلال سير المهرجان ونهنئهم على هذا النجاح ونتمنى لهم سنوات عديدة.استمرار المهرجان بحد ذاته فرح لجميع المسرحيين في الوطن العربي.

عبدالجبار خمران: منصة راسخة للإبداع والإبتكار
فيما وصف الناقد والفنان والمخرج عبد الجبار خمران من المغرب المهرجان التجريبي بأنه لقاء لكل المسرحيين، ومنصة فكرية تتلاقح بها كل التجارب، ويطلع بها المسرحيون من الوطن العربي، وخارج رقعة الوطن العربي على تجارب بعضهم البعض متمنياً إستمرار المهرجان والدعم والتطور وأن يبقى منصة راسخة للإبداع والإبتكار.

بدر الغامدي: المشاركة في المهرجان كانت حلم والدورة الـ31  كانت رائعة
فيما شارك الممثل السعودي بدر الغامدي برأيه مؤكدا:
بصراحة، لطالما حلمت بالمشاركة في مهرجان القاهرة التجريبي، أحد أهم المهرجانات المسرحية إن لم يكن الأهم. تحقق حلمي بفضل الله بمشاركتي بعملين أمثل فيهما نفسي وبلدي. العملان هما مسرحية «ضوء» (على الهامش) ومسرحية «الظل الأخير» (داخل المسابقة). والحقيقة أنني لم أفرق بينهما من حيث أهمية العمل داخل المسابقة وخارجها، لذلك كان أجمل تعليق سمعته من الجمهور على مسرحية «ضوء» هو: «كيف يكون هذا العمل خارج المسابقة!؟» لذلك أعطيت كل عمل حقه واستمتعت به حتى نصل أنا والمتلقي إلى المتعة والدهشة.
وأضاف»الغامدي» أما عن التواجد السعودي، فنحن لسنا غرباء عن مهرجان القاهرة التجريبي، إذ بدأت مسيرة فرقة مسرح الطائف منذ عام 1995 تقريباً، وكمسرح سعودي هناك من سبق بعدة سنوات تواجده في المهرجان. هذا العام كان تواجدنا مميزاً بوجود عملين مشاركين، وتكريم للدكتورة ملحة العبدالله، وعضوية لجنة التحكيم للدكتور عبدالإله السناني.
وتابع، هذه الدورة كانت رائعة منذ وصولي حتى مغادرتي، ولكن لأكون صادقاً، لم يكن لدي الوقت الكافي للتجول والاطلاع بشكل كبير بسبب انشغالي. أتمنى التوفيق والنجاح للمهرجان وفريق العمل من إدارة وعاملين ومشاركين في هذه الدورة والدورات القادمة. كما تمنيت أيضاً أن تكون الإقامة للمشاركين طوال فترة المهرجان للإطلاع على جميع التجارب المشاركة كافة. وختاماً، أتمنى دوام النجاح والتوفيق لمهرجان القاهرة التجريبي ومصر.

مروة قرعوني: حقق المهرجان فرصة لتبادل الخبرات والثقافات بين مختلف المجتمعات المسرحية
فيما أشارت الفنانة والمخرجة اللبنانية مروة قرعوني قائلة: يُعتبر مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي حدثًا مهماً في عالم المسرح، حيث يجمع بين فرق مسرحية وفنانين من مختلف أنحاء العالم لتقديم عروض تجريبية مبتكرة. استقطب المهرجان عروض من كافة أنحاء العالم وحقق المهرجان فرصة لتبادل الخبرات والثقافات بين مختلف المجتمعات المسرحية. تميّز المهرجان بدورته ال 31 وكما عوّدنا دائما بالتنوع الثقافي والفني الذي يقدمه، بالإضافة إلى التجارب المسرحية غير التقليدية التي تُعرض فيه.ركّز المهرجان على التجديد الفني وكسر الحدود التقليدية للمسرح، وهو ما يجعله فرصة لاستكشاف أفكار جديدة وأساليب إبداعية.
وأضافت قائلة :قد يكون من المفيد تطوير برامج أو منصات تفاعلية تتيح للجمهور المشاركة في بعض العروض أو النقاشات مع الفنانين بعد العروض، مما يعزز من تجربة المشاهد والتفاعل مع الجمهور ويخلق تواصلاً أعمق

د. إلينا ستاماتوبولو: أتمنى مشاركة العديد من العروض التجريبية وترجمة إعلان الجوائز
فيما قالت د.إلينا ستاماتوبولو Dr. Elena Stamatopoulou ..اليونان: أنها سعيدة بمشاركتها خاصة أن تلك زيارتها الأولى لمصر ، وأضافت أن الدورة الـ31 من المهرجان كانت منظمة بشكل ممتاز، وكان هناك أشخاص متعاونون للغاية معنا ومنحونا طاقة رائعة.
وتابعت «ستاماتوبولو» ولكن أتمنى مشاركة المزيد من العروض التجريبية، بالإضافة إلى ضرورة ترجمة إعلان الجوائز باللغة الإنجليزية خلال حفل الختام. وبالتأكيد، أود المشاركة مرة أخرى في المستقبل فقد كانت تجربة رائعة.

د. أوجال موكيرجي: المهرجان ليس مهرجانًا مسرحيًا تقليديًا بل منصة للتجريب
يقول د. أوجال موكيرجي مخرج مسرحي ..الهند :
إن المسرحية تهدف إلى الاحتفال بتمكين المرأة من خلال تصوير إلهة تدعى ماناسا وهي تقاتل لإثبات هويتها في مجتمع يهيمن عليه الذكور. كما تظهر المسرحية كيف تعيد بهولا، كامرأة، بناء أسرة محطمة من خلال كفاحها وثقتها بنفسها. الرسالة العامة للمسرحية هي تعزيز تمكين المرأة.
أشار «موكيرجي» إلى أن هذه هي أول مشاركة دولية لـ»Birbhum Sanskriti Bahini» في مهرجان دولي، على الرغم من أننا قدمنا عرضًا مسرحيًا دوليًا لأول مرة في نيبال. في عام 2023، عرضنا «BEHULA LAKHINDAR PALA» في إندور، ماديا براديش، الهند، وحصلنا على «الرقم القياسي العالمي» لأكبر عدد من عروض الدمى البشرية الحية، وهو أول اعتراف دولي لنا. وأضاف أننا نشارك في المهرجان التجريبي لأول مرة، ونعبر عن فخرنا بوجود شخصيات مسرحية هندية شهيرة مثل Kanhailal وSabitri Devi وRatan Thiyam، حيث حظينا بفرصة تقديم أنفسنا هنا لأول مرة.
وأوضح  «موخيرجي» أن هناك العديد من المهرجانات المسرحية حول العالم، ولكن الفرص لعرض التجارب الجديدة محدودة. والمهرجان التجريبي ليس مهرجان مسرحي تقليدي بل يميزه عن غيره كونه يوفر منصة للمسرحيات التي تتناول الدراما بطرق مبتكرة في العصر الحديث. مجموعتنا المسرحية تؤمن بجلب الثقافة الشعبية البنغالية والهندية إلى المسرح الحديث من خلال تجارب مختلفة، وواحدة من هذه المسرحيات التجريبية هي مسرحية «BEHULA LAKHINDAR PALA»، التي تم تكريمها من قبل وزارة الثقافة في حكومة الهند باعتبارها «فكرة مبتكرة للمسرح الهندي». ونظراً لطابع المهرجان التجريبي، نحن سعداء بفرصة المشاركة فيه، فهو منصة مهمة لعرض المسرح التجريبي عالمياً.

أندرياس باراشوس: أتمنى إقامة جلسات نقاشية بعد العروض مع الفنانين للتعرف على فنهم وثقافتهم
فيما أوضح المخرج أندرياس باراشوس.. اليونان، مجموعة بلوم المسرحية: كانت هذه المرة الأولى لي في مصر والقاهرة. كما أن الفريق بأكمله زار مصر لأول مرة، وكنا جميعاً متحمسين جداً عندما علمنا أنه تم اختيارنا للمشاركة في المهرجان. يبدو أن بين شعبينا الكثير من القواسم المشتركة، مما جعلنا نشعر وكأننا في وطننا!
وأضاف «باراشوس»، كان تعاوننا مع المهرجان ممتازاً طوال فترة التحضير وخلال الأيام التي قضيناها في القاهرة. نود أن نعرب عن امتناننا للسيدة مارينا غلابي Ms Marina Galaby التي جعلت هذه الرحلة ممكنة لنا، ولفضلها في دعم كافة جوانب الإنتاج. كما أن المسرح القومي في القاهرة مسرحاً جميلاً ودافئاً للغاية، وجميع العاملين في المسرح والمهرجان كانوا متعاونين بشكل لا يصدق وكرماء.
وتابع، كان من الرائع أيضاً أننا التقينا بأشخاص من ثقافات ومعتقدات مختلفة، مما يثبت مرة أخرى أن الفن يوحد الناس بطريقة لا مثيل لها. أما عن أمنياتي للمهرجان خلال السنوات القادمة، سيكون من المثالي أن يستمر المهرجان لفترة أطول، مما يمنح المزيد من الفرق الفرصة للمشاركة. كما سيكون من الرائع إقامة جلسات أسئلة وأجوبة بعد كل عرض لنتحدث مع الفنانين ونتعرف أكثر على فنهم وثقافتهم. وسيكون من المفيد جداً أن تكون جميع العروض اللفظية مترجمة لكي يتمكن الجمهور الدولي من فهمها بشكل كامل.
وعن شغفه بالمشاركة مرة أخرى وزيارة مصر أكد «أندرياس باراشوس» قائلا: لا نستطيع الانتظار لتقديم عرضنا الجديد للمهرجان والحصول على فرصة لزيارة القاهرة مرة أخرى.

إيمولا مارتون: وسيلة مهمة للانفتاح على الاتجاهات المسرحية المختلفة
أما إيمولا مارتون، مديرة استوديو M ..رومانيا فقالت:
أزور مصر للمرة الثانية حيث كانت الأولى في فبراير من خلال مشاركة مسرحية « Elevator» في المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب في قنا، وبعد ذلك قدمنا العرض في بداية شهر مارس في المعهد الفرنسي في القاهرة في إطار أيام الفرنكوفونية، التي نظمها المعهد الفرنسي وسفارة رومانيا في مصر.
وعن رأيها في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الحادية والثلاثين أشارت «مارتون»،  إنه حدث مهم جدا لأنه يجلب إلى القاهرة والجمهور المصري العديد من العروض من جميع أنحاء العالم. وبهذه الطريقة، يعد المهرجان وسيلة مهمة جدا لتعليم الجمهور، مما يجعله منفتحا على الاتجاهات المسرحية المختلفة. كما أنه يتيح إمكانية للمؤسسات أو الشركات المشاركة للتفاعل مع الشركات الأخرى ومحترفي المسرح وبدء تعاون دولي جديد.
وعما تطمح رؤيته في المهرجان خلال الدورات المقبلة أوضحت،  أتمنى مشاركة المزيد من عروض المسرح الحركي والرقص المعاصر، تلك العروض التي لا يكون النص فيها أهم طرق التعبير، وبالتأكيد أتمنى تكرار التجربة والمشاركة خلال الدورات المقبلة من المهرجان.
وأخيرا عبر المخرج رافائيل بينيتو.. إسبانيا عن رأيه قائلا:
تلك كانت زيارتي الأولى لمصر، وقد استمتعت كثيرًا بالمهرجان الذي تميز بتنظيم رائع وفعاليات على مستوى عالٍ. أما بالنسبة للأشخاص الذين اهتموا بنا، فلا يسعني إلا أن أشيد بهم. نأمل دائمًا في الاستمتاع بتنوع العروض ذات الجودة العالية خلال الدورات المقبلة من المهرجان. وبالطبع، سيكون شرفًا لنا المشاركة مجددًا في هذا المهرجان المرموق.


روفيدة خليفة ورنا رأفت