العدد 892 صدر بتاريخ 30سبتمبر2024
أصحاب الرسالة لا يموتون، تتجلى أرواحهم في كل كلماتهم، في تلامذتهم، في إبداعهم، في سيرتهم وذاكرة محبيهم... لا ينتهون إلا ليبدأوا نمطا آخر من الخلود هو أكثر كمالا وجاذبية ومن بينهم الفنانة القديرة ناهد رشدي والتي رحلت عن عالمنا الأسبوع الماضي بعد صراع مع المرض الفنانة الكبيرة ناهد رشدي تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1981 م، وعرفها الجمهور من خلال تواجدها المكثف في المسلسلات التليفزيونية، وخاصة في فترة تسعينيات القرن العشرين قدمت في مسيرتها أكثر من 80 مسلسلًا تلفزيونيًا، ومن أشهر المسلسلات التي شاركت بها خلال هذه الفترة مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» مسلسل «هوانم جاردن سيتي»، مسلسل الزيني بركات»، «شديد الخطورة»، «واحة الغروب»، «كفر دلهاب»، «ستات قادرة»، «راس الغول»، «الصعلوك»، «الوسواس»، «ذهاب وعودة»، «المطلقات»، «دنيا جديدة»، «زواج بالإكراه»، «عد تنازلي»، «تفاحة آدم»، «بدون ذكر اسماء»، «قلب الخطر»، «إمراة من نار»، «بنت سيادة الوزير»، «صراع الأجيال»، «إعترافاتي»
بينما الأعمال المسرحية: «أوديب وشفيقة» و«عريس بالكريمة» و«بيت المصراوي» و«الزوبعة» و«الأستاذ» و«الفلوس حبيبتي» و«مع خالص تحياتي» و«الحواجز» ومن أعمالها السينمائية أما الأعمال السينمائية: «الأخطبوط» و«الراقصة والشيطان» و«نعيمة فاكهة محرمة» و«لقاء في شهر العسل» و«صاحب العمارة» و«ثلاثة على واحد» و«الطريق إلى إيلات» وبعد رحيلها خصصنا تلك المساحة لبعض الشهادات من أصدقائها وزملائها.
فقدنا واحدة من أفضل ممثلات جيلها
قالت الفنانة عايدة فهمي عن الراحلة ناهد رشدي : فقدنا واحدة من أفضل ممثلات في جيلي فقد كنا زملاء في دفعة واحدة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت تتسم بالإجتهاد وخلوقه وهادىء الطباع وفنانة موهوبة للغاية وبحكم اننا كنا نسكن بجوار بعضنا البعض بحي باب الخلق فكنت أعيش مع شقيقي الفنان سامي فهمي، وكانت تسكن بجوارنا في حي باب الخلق وكانا دائما نذاكر سوياً وعندما اصيبت الفنانة ناهد رشدي بالمرض لم تقوم بعرض تعبها ومرضها على السوشيال ميديا فكانت تعتز بنفسها كثيراً وتأبى ذلك وجمعينا حزنا كثيراً على الفنانة ناهد رشدي وكان يوم تشييع جثمانها يوم هادىء جميل مثلها وكان يحاوطها جميع اصدقائها وأحبتها وزملائها رحم الله الأخت والصديقة ناهد رشدي.
عاشت في هدوء ورحلت في هدوء
الفنان محمد رياض قال عنها فقدنا فنانة كبيرة واخت غالية عاشت في هدوء ورحلت في هدوء جمعنى بها مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» وعشنا سوياً في أجواء داخل المسلسل وخارجه أيضاً وكنت ناهد رشدي صاحبة روح جميلة ومتعاونة ومجتهدة في عملها كثيراً رحم الله الفنانة الجميلة ناهد رشدي.
عانت كثيرا من المرض لكنها ظلت مبتسمة
فيما نعت الفنانة حياة الشيمي الفنانة ناهد رشدي فقالت : رحلت سنية إلى رحاب الله الواسعة في رحمته ورضوانه .. ناهد رشدي كانت زميلة عزيزة من دفعتي، طيبة القلب محبة للجميع فأحبها الجميع كانت جدعة وكريمة الخلق والعطاء والاصالة وعانت كثيرا من المرض لكنها ظلت مبتسمة متفائلة شاءت إرادة الله أن ترحل يوم مولدها . بعد تهنئتها صدمت بخبر وفاتها اللهم إغفر لها وإرحمها وأسكنها فسيح جناتك وعاملها بكرمك وإحسانك يارب العالمين وألهم أهلها وذويها وأحبتها الصبر والسلوان.
تشبه مصريات كثيرات عبرت عنهن ببراعة
فيما نعي الناقد محمود عبد الشكور الفنانة الراحل فقال: وداعا ناهد رشدي الممثلة القديرة المحبوبة، والتي تشبه مصريات كثيرات، عبرت عنهن ببراعة وببساطة ممتنعة كانت تستحق أدورا أكثر تنوعا، ولكنها وضعت بصمة لا تنسى في كل دور أحب لها كثيرا دورها في مسلسل « سفر الأحلام»، ودورها الأشهر في «لن أعيش في جلباب أبي» مع السلامة يا ست ناهد.
أهم ما يميز ناهد رشدي طبيعتها المتميزة في التعبير عن الشخصية ببساطة
المخرجة الدكتورة ناهد الطحان تحدثت عنها قائلة : الفنانة ناهد رشدي رحمها الله كانت مثالا للرقة ورهافة الإحساس وهذا ما ظهر في أدائها الذي أحبه المشاهد والمستمع لأعمالها سواء في التليفزيون أو الإذاعة، عملت معها في الإذاعة كمخرجة في الكثير من الأعمال الدرامية الإذاعية لسهرات عالمية متميزة كان من أشهرها سهرة الرجل الضاحك لفيكتور هوجو وكانت بطلة السهرة التي انتجتها إذاعة البرنامج الثقافي في جزأين وشاركها البطولة كل من الفنان القدير حلمي فودة وفناننا الكبير الدكتور محمد عبد المعطي، وكانت سهرة احتاجت الكثير من الجهد والإبداع وهو ما تبدى في قدرتها على تجسيد الشخصية بإقتدار شخصية الفتاة العمياء الضعيفة التي رغم ما تعاني تقدم العون والدعم لحبيبها وتدفعه لمقاومة حزنه ومشاكله، واستطاعت عبر أدائها المعبر الرقيق أن تنقل لنا حالة الحزن والأمل والسعادة وكل حالات الشخصية المختلفة بإقتدار، وعشنا مع الشخصية في كل أطوارها طفلة وصبية وشابة في أداء طبيعي غير متكلف وقد كان ذلك أهم ما يميز ناهد رشدي، طبيعتها المتميزة في التعبير عن الشخصية ببساطة دون تعقيد مع التزام كامل في الإستوديو وفي مواعيدها وحبها للعمل الدرامي الإذاعي وحبها لزملائها ولأجواء العمل مهما واجهنا من صعوبات مثل اضطرارنا للبقاء في الإستوديو لوقت متأخر، إضافة لإلتزامها بتوجيهات المخرج حتى يخرج العمل في أبهى صورة، إضافة لتعاونها الكامل مع زملائها وفهمها للشخصية التي تقوم بتجسيدها فهما عميقا ينعكس على تجسديها للشخصية تجسيدا دقيقا يتناسب مع صفات الدور وعلاقته بالأدوار الأخرى، كانت ناهد رشدي مثالا للممثل الموهوب القادر على أداء أصعب الأدوار دون عناء، وقد أبهرتني في سهرة الرجل الضاحك وغيرها من أدوارها لتنوع طبقات صوتها بما يتناسب مع المواقف المختلفة، وبوفاتها افتقدنا فنانة قديرة راقية فنيا وانسانيا رحمها الله واسكنها فسيح جناته.
«أحب سيدنا النبي» و«ياعزيز عيني» عروض جمعتني بها
المخرج والفنان حمدي أبو العلا ذكر قائلاً عنها : رحمه الله عليها كانت تتميز بالالتزام والانضباط في العمل فقد جمعنا العمل المسرحي في أكثر من عمل اذكر منهم(احب سيدنا النبي) من تأليفي واخراجي كما عملت عرض (يا عزيز عيني) بمسرح الغد مع المرحوم الفنان القدير محمود الجندي وكنت مشرفا على الفرقة والعرض في ذلك الوقت كذلك عرض (سيرة الحبيب) تأليف سراج عبد القادر وألحان وغناء احمد الكحلاوي ومشاركتها في التمثيل فيه مع الراحل أشرف عبد الغفور ومديحة حمدي وأحمد ماهر و الراحل سمير حسني كانت ناهد رحمه الله عليه الهادئة النفس محبه للجميع كواليسها كلها كلام طيب وكانت محبه للحياه وتبعث البهجة فيما حولها رغم مرضها انسانة نادرة الوجود كلنا كنا نحبها رحمه الله عليه ادخلها الله في رحمته.
كانت تسعى دائما لأن تقدم اعمالا متميزة كى تحقق حلمها بالتمثيل
فيما وصفها قائلاً عنها الفنان جلال العشري: ناهد رشدي الأخت الرقيقة والفنانة الرائعة عرفتها فى العام 1980 كانت فى المعهد العالى للفنون المسرحية وكان هو اللقاء الأول حيث تعرفت عليها .وبعد أن تخرجت من المعهد كنا نلتقى فى عمل او بالمصادفة كانت نعم الاخت ..هادئة الطباع وكانت تسعى دائما لان تقدم اعمالا واعمالا كى تحقق حلمها بالتمثيل والذى اختارته عن قناعة ورضا وتمضى الأيام وإلتقيها فى السنوات الاخيرة ولكن لم تكن فى نفس نضارتها المعهودة وعندما علمت بأنها مريضة تعانى من هذا المرض اللعين حزنت عليها جدا ولم نعد نلتقى وكنت أظن انها ابتعدت عن التمثيل ككثيرين من جيلنا تحت اى مسمى حتى صدمنى الفيس بوك بخبر وفاتها بعد صراعها مع المرض اللعين ...رحم الله الأخت والزميلة ناهد رشدى .
مثال للفنانة الملتزمة التي تؤدي واجبها
قال المخرج والفنان إميل شوقي عن الفنانة ناهد رشدي : معرفتي بالفنانة ناهدي رشدي كانت منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي عندما إلتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وكان في دفعتها الفنانة إلهام شاهين والفنانة عايدة فهمي والفنان أحمد عبد العزيز ومحمود محمود ومجموعة كبيرة من الأصدقاء والفنانين كانوا في دفعة عام 1982 وكانت ناهد رشدى إنسانة رقيقة وهادئة لا تدعي النجومية، ولكنها كانت تعمل في صمت فكانت جميع أدوارها التي قدمتها أدوار مؤثرة جداً وقد قدمت العديد من الأعمال الدرامية مثل مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، والعديد من المسلسلات المميزة التي قدمتها وساهمت في سطوع نجوميتها وقدمت معي تجربة مسرحية بعنوان «مجنون باسم الحب» كانت من تأليف عرفه محمد وبطولة الدكتور سامي عبد الحليم والفنانة علا رامي ومجموعة أخري من فناني مسرح الطليعة وكانت المسرحية تتماس مع مسرحية «حواء الساعة 12» للفنان الكبير فؤاد المهندس الزوجة التي تهبط من الفضاء لتنتقم من زوجها لأنه يريد الزواج بغيرها وكانت شخصية في غاية الغرابة علي الفنانة ناهدي رشدي فكانت سعيد جداً بتجسيدها لهذه الشخصية فكانت المرة الأولى التي تقدم بها شخصية كوميدية، وكانت جميلة ومتألقة للغاية مع الفنان سامي عبد الحليم والفنانة علا رامي وقدمنا العرض لمدة خمسة عشر يوماً، ولكنها مرضت فكانت بداية ظهور المرض الخبيث عندها وظلت في المستشفي وتوقف العرض بعد خمسة عشر يوماً، وكانت ناهد رشدي محبة لزملائها وعملها وكانت إنسانة رقيقة وخلوقه وكنا في العرض بمثابة العائلة الواحدة وكنا على تواصل في جميع المناسبات، وكان آخر لقاء جمعني بيها عندما كنا عائدين من لبنان فكنا نقوم بتصوير مسلسل هناك ولم اقابلها بعد ذلك ناهد رشدي مثال للفنانة الملتزمة تؤدي واجبها كما يجب أن يكون ولم تقدم أى أعمال مسفة .
كانت تتميز بأنها صوت إذاعي نقي جداً
قال الفنان والناقد جلال الهجرسي عن الفنانة الراحلة ناهد رشدي هي فنان من أواخر الزمن الجميل عاشت زمن المهنة وفترة الإنتاج الحكومي، وهي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية فنانة لديها إمكانيات لازالت تنسلخ من ذات شخصيتها إلى ذات إلى ذات الشخصية التي تقدمها وبحكم صداقتنا فهي شخصية مرحة مثل الفراشة، ولكن للإنطباع العام وظروف الإنتاج وظروف الأدوار التي كانت تنسد إليها عكس ذلك تماماً فكانت تؤدي أدوار الفتاة الحزينة المغلوبة على أمرها، وشخصيات مليئة بالحزن والدموع والآلام المستمرة واشهرها شخصية « سنية «ابنه الحاج عبد الغفور البرعي في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي «، وهي فنانة جميلة في علاقتها داخل كواليس عملها، وهي فنانة إنسانة مثلما دخلت قلوب المشاهدين، وجمهورها يعتبرها فرد من أفراد العائلة، وجمهور الوسط الفني أو زملائها كانوا يعتبرونها جزء من اسرتهم حتى إذا كان يقابلها لأول مرة يشعر أنها أخت وصديقة إنسانة صادقة، وتعاونا في بعض الأعمال الأذاعية عندما كان هناك إنتاج للإذاعة المصرية سواء إذاعة البرنامج العام او القاهرة الكبرى قدمنا بعض المسلسلات الأذاعية، وكانت بتتميز بأنها صوت إذاعي نقي جداً وممثلة بارعة فمن الممكن أن تقدر شخصية الطفلة والأم في نفس الوقت فلديها إمكانيات صوتية تجلعها تقدم شخصيات متباينة، وكانت تجيد التعبير الصوتي في التمثيل الإذاعي ولها تاريخ عظيم في المسرح والتلفزيون والإذاعة فنانة وإنسانة وعظيمة، ولم يكن أحد على علم بمآساتها الشخصية في أواخر ايامها كانت مبتسمة ومرحة وراضية بقضاء الله بشكل مطلق ولم يشعر أحد أنها كانت تعاني فكانت الإبتسامة عنوانها رحمه الله عليها .
بداية تعارفي بها كان في عرض «أوقات عصيبة» عام 1994
المخرج سامح مجاهد مدير مسرح الغد تحدث عن بداية معرفته بالراحلة ناهد رشدي فقال : تعرفت عليها عام 1994 من خلال مشاهدتي لعرضاً كانت تقدمه بعنوان « أوقات عصيبة « وكانت المسرحية هي الرواية المقررة على طلاب الثانوية العامة آنذاك، وكانت من إخراج الاستاذ سمير العصفوري وكان بها نخبة من الفنانين الكبار منهم الفنانة القديرة أمينة رزق والأستاذ محمد متولي والأستاذ محمد الدفراوي والأستاذ سيد الملاح رحمه الله عليهم جميعاً، وكانت تقدم بمسرح إتحاد الطلبة بالعجوزة وكنت اشاهد البروفات حتى اتعلم لأنني كنت لازلت صغيراً، وتعاملت معها وكنت إنسانة شديدة الرقي والإحترام وفنانة محترمة وملتزمة في الحضور والتعليمات، وهي فنانة حقيقة رغم قساوة النص فكان النص باللغة العربية الفصحى، وكانت هي متميزة كثيراً بها، وكانت عظيمة وإلتقيت بها وسعدت بها كثيراً وأنا مدير عام مسرح الغد فقدت مسرحية «عشق الهوانم «، وكانت من بطولتها هي والفنانة ريم أحمد والفنانة سامية عاطف، وكان العرض إخراج جلال عثمان و تأليف علي أبو سالم تعاملت معها على المستوى الإنساني والفني، وكان العرض إنتاج عام 2014 وجدتها أخت وصديقة ومتعاونه وتهتم كثيراً بكل تفاصيل الزملاء والأصدقاء حولها وكان العرض بمثابة الأسرة الواحدة الدافئة وكان معنا الفنانة المطربة نهاد فتحي وكانت تطفي على العرض أجواء اسرية فنية فكانت تهتم بالمواعيد وجودة العرض والإهتمام الجيد جداً بتلقي الجمهور وبرد فعل الجمهور وكانت سعيدة للغاية فكانت تعلم جيداً أننا نقدم ما نحب، وكانت عاشقة للمسرح وكانت لها العديد من الأعمال في السينما والتلفزيون والمسرح ووجها مريحاً كثيراً تشعر أنها فرداً من العائلة، وكانت تسكن في الفترة الأخيرة قريباً من مسرح الغد فكانت تمر علينا كثيراً وتسأل علينا كثيراً، وتجلس معنا دون وجود عمل نتحدث عن الفن والمشاريع القادمة، وكانت إنسانة وفنانة بمعنى الكلمة وشخصية نبيلة وراقية جداً والحقيقة أننا فقدنا فنانة وإنسانة في المقام الأول؛ لأنها تركت آثر كبير في نفوس كل من تعامل معها بشكل مباشر رحمه الله عليها وأسكنها فسيح جناته .