العدد 892 صدر بتاريخ 30سبتمبر2024
من نجمات المسرح العربي في الخمسين عاما الماضية لطيفة ملتقى وهي ممثلة لبنانية ومن أولى المخرجات المسرحيات العربيات، وتعد من أوائل الممثلات اللبنانيات اللاتي ظهرن على الشاشة كان ذلك في صيف 1959حيث اختارها المخرج اللبناني منير أبو دبس لتشارك في مجموعة من الأعمال التليفزيونية، كان من أولها مسرحية «ماكبث» لشكسبير التي أعدها أنطون ملتقى، ثم توالت أعمالها المسرحية – بعد ذلك – ممثلة ومخرجة ومنها»وصية كلب» و»ضاعت الطاسة» و»البزاقة» و»حرب في الطابق الثالث»، وأعدت وأخرجت – أيضا – أعمال «عشرة عبيد صغار» عن نص لأجاثا كريستي، لكن أهم ما قدمته تجربتها الرائدة مع زوجها المخرج أنطوان ملتقى في تكوين «حلقة المسرح اللبناني» و»المحترف لتدريب الممثل» عام1972، و «المسرح الاختباري» عام 1967، و «مسرح مارون النقاش/ الخشبة الدائرية» عام 1981.
وكلها محاولات للوصول إلى صيغة مسرحية تقترب من تقتنيات وروح المسرح الشعبي، وربما كانت تجربة «حلقة المسرح اللبناني» التي اجتذبت إليها عددا كبيرا من المثقفين اللبنانيين – وقت تأسيسها – أمثال ريمون جبارة وإلياس إلياس ومادونا غازي، وسعد الدين مخللاتي وأندريه جدعون، وموريس معلوف، وسمير قماطي، وبهيج حجيج، وجوزيف أبو شاهين، وفرانسو خوري.
ربما كانت هذه المجموعة بداية حقيقية للمسرح اللبناني الجديد، حيث فكرت هذه المجموعة أن تقيم مهرجانا صيفيا للمسرح في بلدة «راشالنا»، حيث قدم النحات «ميشال بصبوص» مكانا ملائما في الهواء الطلق، كانت تقدم عليه العروض لعدة سنوات، وهي عروض كانت تنتمي إلى المدرسة الكلاسيكية أحيانا- وقدمت في الفترة مابين 1962 حتى 1965، وفي فصل الصيف كانت تنتقل هذه العروض إلى المسارح المغلقة في بيروت.
وكان العمل في الفرقة في مراحلها التالية يقوم على فكرة «الورشة المسرحية» وإن اتسمت الأعمال – في بداياتها – بالاقتباس من الأعمال العالمية وكان يقوم بهذا الاقتباس والإعداد كدراماتورج أنطوان ملتقى، باللغة الفصحى، ثم حدث تطوير في عملية اللغة فقام إدوار البستاني بأول ترجمة باللهجة العامية اللبنانية من خلال مسرحية «ضاعت الطاسة» المستوحاة من مسرحية «الجرة المكسورة» للكاتب الألماني «كلاسيت» فكانت أول مسرحية تقدم باللهجة اليومية القريبة من الجمهور.
وقدمت في هذا المسرح عدة أعمال من التراث العالمي منها: «زيارة السيدة العجوز»، إخراج أنطوان ملتقى، وبطولة لطيفة ملتقى، و»ضاعت الطاسة» و»حرب الطابق الثالث» و»البزاقة» وكلها من إخراج لطيفة ملتقى.
وعلى خشبة هذا المسرح قدمت أيضا أعمال لمخرجين آخرين مثل شكيب خوري وآلان بليسون وروجيه عساف، واستمر نشاط هذا المسرح حتى عام 2004، بعد أن تم إغلاقه نهائيا.
أما نضال الأشقر (25 مارس 1934) فهي فنانة مسرحية لبنانية لعبت في الستينات والسبعينات دوراً أساسياً في تحريك الفن المسرحي اللبناني والعربي محاولة لتحديثها وتجديد تعبيراتها ولغتها وأدواتها. أسست مع مجموعة من الفنانين اللبنانيين «محترف بيروت للمسرح» ومع فنانين عرب أسست فرقة «الممثلون العرب» التي جالت في عروضها مختلف البلاد العربية والأوروبية.
من أعمالها المسرحية، «السرير الرباعي الأعمدة» إخراج شكيب خوري. و«رومولوس الكبير» إخراج ريمون جبارة. و«الآنسة».و«طبعة خاصة». و«المفتش العام»، 1966. و«مجدلون 1» و«مجدلون 2».و«كارت بلانش». و«إضراب الحرامية». و«إزار»، و«مرجان ياقوت والتفاحة»، و«البكرة» إخراج فؤاد نعيم، تاليف بول شاوول، 1973، و«المتمردة» إخراج فؤاد نعيم وتعريب بول شاوول، 1975.، و«ألف ليلة وليلة في سوق عكاظ» (تأسيس فرقة الممثلون العرب -إخراج الطيب الصديقي، فكرة نضال الأشقر وكتابة د.وليد سيف، و»الحلبة إخراج فؤاد نعيم وكتابة بول شاوول، 1992.
وفي مجال الإخراج المسرحي أخرجت نضال الأشقر عدة مسرحيات منها:إخراج مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات» تأليف سعدالله ونوس، 1996، إخراج مسرحية «3 نسوان طوال» لـ إدوارد ألبي، 1999، إخراج مسرحية «منمنمات تاريخية» تأليف سعدالله ونوس، 2000.
وقد أسّست سنة 1968 محترف بيروت للمسرح مع مجموعة من الفنانين، فترة تألق الحركة المسرحية الطليعية التي عرفها لبنان آنذاك وحتى بداية الحرب اللبنانية، حيث قدمت مع المجموعة العشرات من المسرحيات التي كان لها وقعاً كبيراً على المجتمع اللبناني، وساهمت من خلال أعمالها المسرحية في إخراج المسرح اللبناني الى المجال الشعبي بتحدٍ أكسب هذه الأعمال مواصفات متقدمة ومغامرة ومتجددة.
كما أسّست مسرح المدينة (كليمنصو) في العام 1994 وفي العام 2005 انتقل المسرح إلى سينما سارولا(الحمرا) ودشّنت المركز الجديد لمسرح المدينة للثقافة والفنون، وهو مؤلف من مسرحين وصالة عرض وصالات للتمارين ومقهى، وقد أفتتحت هذا المركز في 30 آذار 2005، وقد وضع الآن في خدمة المجتمع المدني حتى يومنا هذا.
أما الفنانة منى واصف (9 فبراير 1942م)، فهي ممثلة سورية. بدأت مسيرتها الفنيّة من عرض الأزياء، ثم دخلت مجال التمثيل، قدمت عشرات الأعمال المسرحية والسينمائية، إضافة إلى أكثر من 170 عملًا تلفزيونيًا، وحققت شهرة واسعة في سوريا والوطن العربي، تقلدت العديد من المناصب، وحصلت على جوائز عدة. ولدت لأب كردي مسلم وأم مسيحية، بدأت حياتها عارضة للأزياء وذلك في نهاية خمسينيات القرن العشرين، انضمت بعدها إلى «مسرح القوات المسلحة» عام 1960 وقدّمت أول عمل مسرحي لها بعنوان «العطر الأخضر»، ومن ثم عملت في مجموعة من العروض المسرحية التي شكّلت بداية فن المسرح الفعلي في سوريا، كما كان أول عمل تلفزيوني لها عام 1961، وحمل اسم ميلاد ظل. عملت بفرقة الفنون الدرامية التابعة لوزارة الإعلام التي يرأسها رفيق الصبان في عام 1964. قدمت منى واصف خلال مسيرتها الفنية الطويلة عشرات الأعمال المسرحية، سواء للمسرح القومي أو العسكري أو للتلفزيون، بالإضافة إلى ثلاثين فيلماً سينمائياً، والعديد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية.
كما قدمت العديد من الأعمال في السينما السوريّة والمصريّة واللبنانيّة، ويعد دور هند بنت عتبة في فيلم «الرسالة»، واحداً من أشهر الأدوار التي قدمتها في السينما.
انضمت منى واصف إلى مسرح القوات المسلحة عام 1960، وشاركت في مسرحية «العطر الأخضر»، ثم تابعت نشاطها المسرحي وقدمت عدة مسرحيات أخرى مثل «افتحوا النوافذ للشمس» عام 1961، «دكتور رغم أنفها»، و«غروب القمر»، وانضمت بعدها إلى «جماعة الأدب الدرامي».
في عام 1964، وبعد أدائها الناجح لمسرحية «دون خوان» تم دمج المسرح الوطني مع مجموعة الأدب الدرامي تحت اسم «المسرح الوطني»، الأمر الذي اُعتبر نقلة نوعية في الدراما السورية، وقدمت عبره أكثر من 15 مسرحية لكبار الكتاب المسرحيين العالميين والعرب.
من أول أدوارها المسرحية مشاركتها العرض المسرحي الكلاسيكي «أنتيغون» مع فرقة «ندوة الفكر والفن» التي تأسست بمبادرة المخرج «رفيق الصبان» عام 1961، كما شاركت في عروض مسرح الشوك في أواسط الستينيات مع «دريد لحام، ونهاد قلعي، وعمر حجو».
اعتزلت منى المسرح في مطلع التسعينيات بعد تقديم مسرحية «حرم سعادة الوزير»، على مدى ثلاثة عروض، خلال ثمان سنوات ابتداءً من العام 1982.
أما الفنانة الكويتية سعاد العبدالله، فقد ولدت في 2 سبتمبر من عام 1950 بالبصرة في العراق. لُقبت بسندريلا الشاشة الخليجية، حيث تعد من أبرز الفنانات في الخليج، وتميزت بالأعمال الكوميدية التلفزيونية والمسرحية. توفي والدها وهي بعمر صغير، ثم تزوجت والدتها من تاجر كويتي وانتقلت معه للعيش في الكويت مع إخوتها أمل وسالم حيث نشأت في منطقة شرق. تزوجت من المخرج الكويتي فيصل الضاحي في عام 1968، وحصلت بعد زواجها على الجنسية الكويتية. انجبت ثلاثة أبناء هم طلال وفواز، وعالية. تلقت دراستها الأساسية في مدرسة البصرة، والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1975 وتخرجت فيه بتقدير جيد جداً في عام 1979. كان في دفعتها الدراسية علي المفيدي، مبارك سويد وكاظم الزامل. بدأت مشوارها في العام 1963 مع الفنان الراحل محمد النشمي في برنامج تلفزيوني بعنوان «ديوانية التلفزيون»، ثم بدأت في مجال المسرح عام 1964 مع «فرقة المسرح الكويتي» بمسرحية (حظها يكسر الصخر) واستمرت مع «فرقة المسرح الكويتي» حيث قدمت مسرحيات السدرة وقاضي إشبيلية. انتقلت إلى «فرقة المسرح العربي» وشاركت في مسرحيتي إغنم زمانك و30 يوم حب، كما مثلت مع «مسرح الخليج» مجموعة من المسرحيات منها عنده شهادة، الحاجز، الله يا الدنيا، عريس لبنت السلطان، الحامي والحرامي، كما قدمت مسرحيات عدة مع فرق أخرى. قدمت العديد من الأعمال الكوميدية والتراجيدية ما بين مسلسلات ومسرحيات وبرامج وفوازير وسهرات تلفزيونية وأوبريتات ومسلسلات إذاعية خلال مسيرتها الفنية. هي أول فنانة خليجية تقدم برامج فوازير ومسابقات، حيث قدمت برنامج مسابقات رمضان شاركها فيه الفنان عبدالحسين عبدالرضا وحمل اسم أمثال وغطاوي. ومنذ بداية تسعينات القرن العشرين اتجهت للأعمال الدرامية ذات الطابع التراجيدي. حصلت على تكريمات عدة منها تكريم بمهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون وجائزة الدولة التقديرية بالكويت، وغيرها.