العدد 893 صدر بتاريخ 7أكتوبر2024
كم للمسرح من عشاق بسبب طابعه الاساسى الذى يعتمد على التفاعل المباشر بن الممثل والجمهور. واليوم نعرض لواحدة من قصص عشق المسرح.
والعاشق هنا ليس ممثلا اومخرجا او كاتبا مسرحيا ام مطربا. انه الأديب البريطانى الشهير جيفرى ارشر (84 سنة). وهو يروى قصة عشقه للمسرح فى كتابه الذى استقبلته المكتبات البريطانية قبل ايام وكان عنوانه “العين بالعين”.
وباعت كتبه اكثر من 300 مليون نسخة بالانجليزية وحدها وترجمت الى أكثر من اربعين لغة.
لم يخصص ارشر- وهو عضو سابق فى مجلس العموم البريطانى عن حزب المحافظين ونائب سابق لرئيس الحزب - كتابه ليروى تاريخه مع الادب ورواياته التى حققت مبيعاتها ارقاما قياسية وكانت تدر عليه دخلا كبيرا. لقد خصص الكتاب للحديث عن عوائده الضخمة من مبيعات اعماله الادبية.
خاتمة المطاف
يقول ارشر فى كتابه انه لم يعتبر العوائد الضخمة التى حصل عليها من رواياته بمثابة نهاية المطاف. وجد انه من الخطأ الاكتفاء بتلك العوائد لانها يمكن ان تنتهى يوما ما فى حالة اذا لم يقبل القراء على اقتناء رواياته. والافضل كما يقول فى حديث الى الديلى ميرور ان يعيد استثمار معظم هذه العوائد لتأتى الاموال بأموال اخرى.
واختار ارشر مجالات مختلفة للاستثمار لتطبيق مبدأ تنويع المخاطر. وكان من بين هذه المجالات المسرح. وحذرته اسرته واصدقاؤه من الاستثمار فى هذا المجال باعتبار انه مجال غير مضمون وعوائده ليست كبير.
ورفض ارشر النصيحة وقال انه يعشق المسرح منذ نعومة اظفاره ..وكان لتردده على المسرح وقراءة الادب المسرحى الانجليزى وغيرها من العوامل دور كبير فى صقل موهبته الادبية رغم انه ليس كاتبا مسرحيا بالدرجة الاولى.
فبين ابداعته التى تجاوزت الستين او السبعين عملا لم يكتب ارشر سوى ثلاث مسرحيات ابدعها بين عامى 1987 و2000 وهى “خلف الشكوك المعقولة “ و”المتهم “ و”الشامل”.
وكان من شأن عشقه للمسرح ان دفعه الى الاستثمار فى العروض المسرحية بنظام دفع مبلغ الى الفرقة المسرحية للمساهمة فى تكاليف العرض ثم تجرى المحاسبة فى نهاية العرض.
ولم يكن يدير استثماراته بشكل عشوائى بل سعى الى اكتساب خبرات فى الاستثمار لعدة سنوات قبل اقتحام هذا المجال عام 1984. وكانت هناك تجارب ناجحة واخرى فاشلة لكن المحصلة فى النهاية كانت جيدة.
تجارب
ويقول انه على مدى اربعين عاما مضت استثمر 7,2 مليون استرلينى فى المسرح وبلغت عوائد هذه الاستثمارات 7,3 مليون استرلينى اى بفارق 100 الف استرلينى فقط.
ومع بساطة هذا العائد فهو لايشعر بالاسف لأنه ساهم فى اعمال مسرحية اقتنع بها خاصة أنه على الاقل لم يخسر شيئا.
ويعود فيقول انه مدين ايضا فى حبه للمسرح لامه لولا وكانت صحفية فى احدى الصحف المحلية الصغيرة وكذلك لابيه الذى زرع فى نفسه حب المسرح رغم انه مات وارشر فى السادسة عشرة من عمره. واضطرت امه للعمل فى عدة وظائف بجانب عملها الصحفى للوفاء بنفقات الاسرة.
وفى النهاية يشير ارشر الى بعض استثماراته فى المسرح التى لم يكتب لها النجاح وانتهت بالخسارة لكن ذلك لم جعله ينصرف عن الاستثمار فى المسرح.
من هذه المسرحيات مسرحية “الاثاث البنى” التى استثمر فيها نصف مليون استرلينى وخسرها بالكامل. اما انجح مسرحية فكانت “الشحوم” عام 2014 واستثمر فيها ربع مليون استرلينى وربح اضعاف المبلغ.
رحيل واحد من نجوم برودواى
ادريان بيلى علامة مميزة فى برودواى
بداية مبكرة وحياة فنية انتهت مبكرا
لم يكن الممثل المسرحى الامريكى “ ادريان بيلى “ الذى رحل الى العالم الاخر عن 67 عاما مجرد علامة مميزة فى تاريخ المسرح الامريكى وتاريخ عاصمته برودواى .
كان بيلى صاحب قصة حياة مثيرة وصاحب موهبة تستحق ان نتعرف عليها. توهجت هذه الموهبة مبكرا ودفعت به الى دائرة الضوء فى سن مبكرة ثم انتهت مبكرا بعد اصابة خطيرة لحقت به على المسرح وانهت حياة مسرحية ناجحة استمرت 30 عاما قبل 18 سنة من رحيله.
بدأت حياته المسرحية الناجحة مبكرا عام 1976 قبل ان يبلغ العشرين اثناء دراسته الجامعية للمسرح حيث لفت انظار المخرجين ومديرى الفرق المسرحية بعد مسرحيات بسيطة شارك فيها. وهنا بدأوا فى اسناد بطولة المسرحيات الغنائية اليه.
وبدأ فى القيام ببطولة مسرحيات غنائية بلغ عددها 15 مسرحية يصنفها النقاد كعلامات بارزة فى تاريخ المسرح الغنائى الامريكى .وحققت كلها تقريبا نجاحا جماهيريا كبيرا.
ومن هذه المسرحيات على سبيل المثال لاالحصر ومن هذه المسرحيات “ذراعاك قصيران للغاية “ و”القدم الساخنة” و”كهف الحمقى “ و”فتيات الاحلام “ و”الحفلة المتوحشة” و”القدم الماسية “ و”من هو تومى” و”القدم الماسية “ و”سيدات معقدات” وغيرها.
نهاية
وانتهت رحلة الشهرة والنجاح فجأة عندما اصيب بجروح خطيرة عام 2008 عقب سقوط قطعة من ديكور احدى المسرحيات التى قام ببطولتها عليه اثناء العرض.
وكانت اصابات خطيرة أدت الى نهاية مستقبله الفنى. فقد شملت كسورا فى المعصمين والعمود الفقرى والحوض والقدمين والاضلاع.
وحاول بيلى تحدى الاصابة والتعافى منها واجريت له العديد من العمليات الجراحية على مدى عامين بلاجدوى . وخرج من هذه الجراحات وهو لايستطيع السير الا باستخدام عصا يتوكأ عليها لم يستطع العودة الى ممارسة نشاطه المسرحى الذى يحتاج لياقة بدنية عالية.
واكتفى ببعض الادوار المحدودة فى السنيما والتليفزيون حيث كان المخرجون يصممون ادواره بحث لايحتاج الى الكثير من الحركة. وعمل ايضا فى الاذاعة والتشخيص الصوتى فى افلام الرسوم المتحركة . اما المسرح فلم يعد لائقا له نظرا لاحتياجه الى الحركة.
وتحدث بيلى عن تجربته المؤلمة لمجلة “باكستيج “المتخصصة فى المسرح فقال ان هذا الحادث غير حياته الى الابد ولم يعد كما كان. فلم يعد قادرا على العمل فى المسرح الذى عشقه وكرس حياته له. واصبحت اقصى امانيه ان يخرج من شقته ويعود اليها ويكون قادرا على المشى وان يعتنى بنفسه (يبدو انه لم يكن متزوجا). وقال انه رغم ذلك يحاول ان يظل ايجابيا وان يحصل على تعويض عادل عما لحق بهمن اضرار.
ردود فعل
لم يصدق كثيرون خبر وفاته فى البداية حيث كان بيلى فى حالة صحية جيدة والتقى بعدد من اصدقائه فى برودواى قبل ايام من رحيله المفاجئ وكان يبدو سعيدا ومتفائلا للغاية. ويبدو انها كانت صحوة الموت.
ووضعت الفرقة التى كان يعمل بها حدا للتكهنات والشائعات واعلنت ان الممثل صاحب الموهبة البارزة على المسرح رحل بالفعل مما اصاب محبيه وعشاق فنه بصدمة كبيرة.
وتوالت ردود الفعل على وفاة بيلى. وكان ابرزها من الممثلة المخضرمة لوسى ارناز. قالت كان بيلى عملاقا لطيفا ولديه مواهب واساليب رائعة فى التعبير عن الشخصيات تفوق الوصف . وكان يحرص على التعلم حتى اليوم الاخر من حياته لأنه كان “ادريان بيلى” .
وادريان بيلى من مواليد مدينة ديترويت بولاية ميتشجان .وتعد اشهر مسرحياته “ملوك بروكلين“ و”شرطة نيويورك”و”نساء معقدات”.