«الرؤى التشكيلية المعاصرة لطراز عصر النهضة في المناظر المسرحية محليًا وعالميًا

«الرؤى التشكيلية المعاصرة لطراز عصر النهضة في المناظر المسرحية محليًا وعالميًا

العدد 894 صدر بتاريخ 14أكتوبر2024

تم مناقشة رسالة ماجستير الباحث محمد فتحي عباس يوسف يوم الخميس السابق الموافق 10 أكتوبر بقاعة مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية برئاسة د. أيمن الشيوي بعنوان «الرؤى التشكيلية المعاصرة لطراز عصر النهضة في المناظر المسرحية محليًا وعالميًا من فترة 1995 حتى 2019».
وقد تشكلت لجنة المناقشة من الاستاذ الدكتور فتحي عبد الوهاب مناقشًا من الخارج، والأستاذ الدكتور صبحي السيد سيد أحمد مناقشًا من الداخل، والأستاذ الدكتور عبد الناصر محمد جميل مشرفًا ومناقشًا ومقررًا، كما أنه من افتتح المناقشة، فهو الأستاذ المتفرغ بقسم الديكور المسرحي، وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية الأسبق.
وقد رحب الأستاذ عبد الناصر بالحضور وقدم الإستاذ الدكتور فتحي عبد الوهاب عثمان السيد، فهو فنان تشكيلي من مواليد القاهرة سنة 1970 وهو أستاذ ورئيس قسم الخزف بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان ورئيس صندوق التنمية الثقافية الأسبق، حصل على العديد من الجوائز ودكتوراه في فلسفة الفنون، أقام العديد من المعارض منهم معرض القومي للفنون التشكيلية، معرض ورشة عمل بألمانيا بين كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان وكلية العلوم التطبيقية جامعة مونستربألمانيا عام 2002، معرض أعضاء هيئة التدريس بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان بقاعة نهضة مصر بمركز محمود مختار الثقافي، متحف محمود مختار مارس 2016، وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة لجنة التحكيم في صالون الشباب 1998 ل2001، له العديد من المقتنيات الرسمية في متحف 15 مايو للخزف.
كما رحب بالأستاذ الدكتور صبحي السيد سيد أحمد عبد الحليم، من مواليد المنوفية 1964 حاصل على الدكتوراه في ماجستير الفنون الإطار التشكيلي في العروض الأوبرالية، ودكتوراه في الديكور بعنوان الرؤى التشكيلية بالفضاءات المسرحية بمرتبة الشرف الأولى، كما أنه أستاذ ودكتور بالمعهد العالي للفنون المسرحية، شارك في العديد من المعارض أهمها كوادرينالي براغ الدولي بجمهورية التشيك لتصميم المناظر والملابس المسرحية، وأقام العديد من المحاضرات السينوغرافيا والورش التدريبية في الديكور، كما شارك في العديد من اللجان التحكيم وفاز بالعديد من الجوائز في مجال الديكور والإضاءة وتصميم الملابس في العديد من المهرجانات أهمها جوائز المهرجان القومي للمسرح لعدة سنين متتالية، وعضو اللجنة العليا للمسرح ومركز الأعلى للثقافة.
وأخيرًا قدم الباحث محمد فتحي عباس يوسف والذي تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية سنة 2008، وحصل على جائزة الدولة للإبداع الفنى بالأكاديمية المصرية بروما 2014، وقام بالعديد من العروض المسرحية بمسرح الدولة آخرها عرض يوم عاصم جدًا، وحصل على العديد من الجوائز آخرها أفضل تصميم ملابس في المهرجان القومي للمسرح.
كما تولى الكلمة بعد إذ الباحث محمد فتحي ليرحب بالحضور ويقدم رسالته البحثية لنيل درجة الماجستير في الفنون بعنوان “ الرؤى التشكيلية المعاصرة لطراز عصر النهضة في المناظر المسرحية محليًا وعالميًا في الفترة من 1995 حتى 2019”، كما أنه وضح مبرراته لإجراء هذه الدراسة وهي أن الكثير من العروض المسرحية بها خلط تاريخيًا في الطراز المعماري مما أدي لإحداث نوعًا من المغالطات التاريخية زمانيًا ومكانيًا، كما يرجع اختيار الباحث لهذا الموضوع لعدة أسباب آخرى وهي الأقبال الكبير من جانب المخرجين والمصممين للنصوص الخاصة بطراز عصر النهضة لما تتمتع به تلك الرؤى من تكاملية بين مضمون العرض والرؤى التشكيلية لتلك الطراز، ندرة الدراسات السابقة المهتمة برصد الرؤي التشكيلية والتقنيات الحديثة المستخدمة في المناظر المسرحية ،كما أنه وضح أهمية الدراسة وهي أن تعرضه لدراسة إمكانية مساهمة الطراز في خلق آفاق جديدة لمصمم المناظر لإيجاد حلول تشكيلية مبتكرة ومدى ملاءمتها مع العرض، ركز البحث على دراسة عناظر المناظر المسرحية لطراز عصر النهضة ومدى اتساقه أو إختلافه مع الفترة المعمارية التي تنتمي إليها تلك العروض المسرحية، والهدف الذى تنتمي إليه الدراسة هو رصد وتحليل سينوجرافيا العروض المسرحية المحلية والعالمية وإظهار قدرتها على إثارة قضايا ثقافية وفكرية ونقدية والتعرف على أشكال مسرحية تحمل صدى أفكار المجتمع، وكشف الإرتباط بين العمل الفني والمجتمع.
وتكمن مشكلة البحث في التحول في تصميم المناظر المسرحية في المسرح المعاصر خاصة في العروض ذات الطراز المعمارية ومنها طراز عصر النهضة، كما وضع الباحث العديد من التساؤلات منها هل يمكن استخدام أكثر من طراز معماري في العرض مسرحي واحد وكيفية الحفاظ على آصالة وهوية الطراز؟، وإلى أي مدى تختلف الرؤى التشكيلية للطراز بين كل عرض وآخر خاصة فيما يتعلق برؤية المصمم؟، وإلى أي مدى يستطيع المخرج ومصمم الديكور إيجاد حلولًا معادلة للديكور ذو الطبيعة الخاصة بإستخدام طرز معمارية مختلفة شريطة الحفاظ على طبيعتها التاريخية والتشكيلية؟.
كما وضح الباحث نوع ومنهج الدراسة والتي تنقسم إلى منهج تاريخي ومنهج الوصف التحليليي وهو المنهج القادر على وصف الظاهر بشكل دقيق من خلال الكيف وتوضيح خصائصها ومن خلال الكم عن طريق إعطائها وصف بشكل رقمي، وبهذا يستطيع الباحث وصف الوحدات والزخارف في كل عصر وأهميته في تحقيق الغرض الدرامي المطلوب داخل المنظر المسرحي، وتحليل الطرز في العصور والحقبات المختلفة ومدى أهميتها وتحليل وحدات ومفرادتها وتأثيرها على شكل التصميم في الفراغ المسرحي،  وإنقسم حدود البحث إلى ثلاثة حدود وهي أولًا الحدود الموضوعية والتي تتمثل في الرؤى التشكيلية المعاصرة لطراز عصر النهضة في المناظر المسرحية، ثانيًا الحدود الزمانية والتي تنحصر من الفترة 1995 حتى 2019 ، ثالثًا الحدود المكانية والتي إنقسمت إلى محليًا جمهورية مصر العربية وعالميًا بين إنجلترا وإيطاليا وجورجيا شرق آسيا.
ورصد الباحث نتائج الدراسة والتي قسمها إلى أولًا نتائج الإطار النظري وتتمثل في أن تُعد إيطاليا مهد النهضة الأوربية، والباععث الذي أدى بالنهضة إلى النضوج كما ارتبطت فنون عصر النهضة بجذورها، حيث ظهر أسلوب عصر النهضة في الهندسة المعمارية وارتباطه ببعض عناصر العمارة الرومانية واليونانية القديمة، واهتم فناني عصر النهضة بمفهوم الإنسانية حيث كان فن عصر النهضة طبيعيًا وواقعيًا أكثر وكسر الطابع التجريدي، كما أستفاد المعماريين والمصوريين من قوانين الرياضية ومن اكتشاف علم منظور الهندسي ليمنح الصور إحساسًا بالحركة في اللوحة.
ثانيًا نتائج الإطار التحليلي على مستوى العروض العالمية حيث حققت السينوغرافيا نقل المشاهد لعالم بصري من خلال عناصر التشكيل، حيث تكاملت كل العناصر العرض الفنية في التعبيرعن فكرة النص ورؤية المخرج، وعلى مستوى العروض المحلية كان هناك عدم وعي وفهم لمفهوم الديكور ووظيفته مع عناصر العرض المسرحي، والخلط في الرؤية في الرؤية التشكيلية من خلال المبالغة في استخدام مفردات الديكور والرمز كمحاولة لتفسير النص بشكل مباشر لا يخدم العرض.
ثالثًا نتائج الإطار التطبيقي والتي تمثلت في إسهام توظيف التقنية الرقمية في تشكيل الصورة الحسية، وبوجود التقنية الحديثة اختلف إستخدام الضوء واللون والسينما وملحقات العرض الآخرى وفق لجماليات عالية، وحققت التقنية الرقمية الإيهام والإحساس بالواقع من خلال دمج الشخصيات المفترضة.
كما طبق الباحث نتائج دراسته من خلال عروض تطبيقية ومن النماذج المختارة مسرحية تاجر البندقية  ومسرحية الملك لير لوليم شكسبير، كما أنه في نهاية بحثه قام الباحث بعمل تصميمات مقترحة للإسقاط الضوئي.
عقب كلًا من الدكتور فتحي عبد الوهاب على دراسة الباحث قائلًا: أنه في حدود البحث وضع الباحث 3 أماكن بالرغم أنه في المتن وضع أكثر من الثلاث دول الذي قام بتحديدهم من قبل، وبخصوص فهرس الأشكال هناك فرق بين الشكل والصورة وأن الباحث قام بوضعهم على أنهم أشكال فقط ويوجد بيهم صور ثم أن مرجعية الصور لابد وأن توثق بالموقع المأخوذ منه، وأنه يوجد الكثير من من الصفحات التي لا يوجد بها مراجع وتكمن الخطورة أنها تاريخية، وطلب توحيد طريقة كتابة المراجع، والربط الجزء النظري بالجزء العملي بالدراسة.
وعلق الدكتور صبحي السيد قائلًا: أنه لايمكن وضع جرنال كمرجع ولا يمكن وضع مقالة في المتن، وعندما تقوم بعمل مقابلة مع دارس تدرس عمله لا تقوم بوضع كلامه بالحرف أنه ينبغي أن اشعر بوجودك في الرسالة، كما أنه لم يرى أن عنوان البحث يصح أن يكون التساؤل الرئيس للبحث، ووجد أن عرض روميو وجوليت هو العرض الوحيد الذي يحقق بإستخدام الطراز من حيث إنتاجه جماليًا بما يوافق العمل المسرحي، وعلق أيضًا أن الباحث لم يحلل الصور المعروضة، وأن عرض يهودي مالطة لا ينتمي لنطاق البحث.
وفي النهاية قررت اللجنة المجتمعة بمسرح المعهد وذلك في تمام الساعة الثانية عشر والنصف وفقًا للائحة المعهد العالي للفنون المسرحية الصادر بها بقرار 147 لسنة 1990 واللائحة التنفيذية، وبعد الإستماع إلى  العرض الشفوى ومناقشة البحث علميًا، قررت اللجنة منح الباحث محمد فتحي عباس درجة الماجستير في فنون المسرح تخصص ديكور بتقدير ممتاز.
 


ميرنا موريس بادرس