مهرجان المسرح الخليجي: تجارب ملهمة وجوائز تحتفل بالإبداع

مهرجان المسرح الخليجي: تجارب ملهمة وجوائز تحتفل بالإبداع

العدد 896 صدر بتاريخ 28أكتوبر2024

اختتمت الأسبوع الماضي فعاليات مهرجان المسرح الخليجي في دورته الرابعة عشرة، والذي استضافته المملكة العربية السعودية،تحت رعاية وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، بتنظيم من هيئة المسرح والفنون الأدائية، واختير لإدارة المهرجان خالد الباز. عاد المهرجان بعد توقف دام عشر سنوات، ويتم تنظيم الحدث بشكل دوري مرة كل عامين. وذلك باستضافة دورية بين دول المجلس التعاون الخليجي، وقدم المهرجان مجموعة من العروض المسرحية المتنوعة والمتميزة التي صاحبتها مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية من الورش والندوات. وضمت المسابقة 6 عروض بواقع عرض واحد لكل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي وهي: مسرحية «بحر» المملكة العربية السعودية، ومسرحية «أشوفك» من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومسرحية «عند الضفة الأخرى»من مملكة البحرين، ومسرحية «الروع» من سلطنة عمان، ومسرحية «الخيمة» من قطر، ومسرحية «غصة عبور» من الكويت. وجاءت الجوائز كالتالي: جائزة الفرقة المُميزة لفرقة مسرح الطائف بالسعودية، وحصدت مسرحية “غصة عبور” الكويتية جائزة أفضل عرض مسرحي، وحصل المخرج سلطان النوه على جائزة أفضل إخراج عن مسرحية “بحر”، كما حصل الفنان عيسى راشد على جائزة أفضل موسيقى عن مسرحية «بحر «، وحصلت الممثلة “أسماء العوفي” على جائزة أفضل ممثلة دور أول عن دورها في مسرحية «الروع» ، وحصلت الممثلة “جود اليامي” جائزة أفضل ممثلة دور ثانِ عن مسرحية «بحر» ، كما حصل الممثل “شهاب الشهاب” على جائزة أفضل ممثل دور أول عن مسرحية «بحر»، وحصد الفنان “عبدالله التركماني” على جائزة أفضل ممثل ثانِ،عن دوره في مسرحية « غصة عبور»،  وحصد الفنان حسن حمد على جائزة أفضل ديكور عن مسرحية «عند الضفة الأخرى»، فيما حصدت مسرحية «الخيمة» على جائزة الإضاءة لناصر عبدالرضا وجائزة الأزياء لـ الريم بنت ناصر عبدالرضا. فيما جاءت جائزة أفضل نص مسرحي مناصفة بين مسرحية “أشوفك” للكاتب  إسماعيل عبدالله  ومسرحية “غصة عبور” للكاتبة تغريد الداوود، كما منحت اللجنة شهادة تقدير للتميز في التمثيل لـ «عز الهنائي «سلطنة عُمان، وشهادة تقدير للتميز  في الكريوغراف لمسرحية «الخيمة».والذين كان لنا مع البعض منهم لقاء في مسرحنا..   


جمعان الزويبي: جائزة فرقة الطائف تتويج لجهود أربعين عاماً من العمل المسرحي.

قال الفنان جمعان الزويبي رئيس فرقة مسرح الطائف الحاصلة على جائزة الفرقة المميزة.. السعودية :
تكمن قيمة الجائزة في أنها تأتي من حالة تنافسية بين الفرق المسرحية في الخليج العربي، وهناك العديد من الفرق المتميزة جداً في الخليج، وفي كل الدول ولها تاريخها وعملها. ومن هنا كان للحصول على الجائزة أهمية كبرى. وبلا شك، فإن ذلك أسعدنا لأنه يُعد اعترافاً وتتويجاً لجهد أربعين عاماً من المسرح، بذل فيه الكثيرون أقصى جهودهم من أجل هذا الإنجاز الذي تحقق لفرقة مسرح الطائف.
وأضاف «الزويبي»، أما عن التحديات التي واجهتها فرقة الطائف منذ بداياتها، فهي كثيرة ومتنوعة. لعل أهمها أننا عندما بدأنا التجربة كنا في مدينة غير معروفة بالمسرح، وتجربتها بسيطة ودعمها محدود. فانطلقنا نؤسس لتجربة هامة لها أهدافها ومنطلقاتها، وتمكنا من تعميق فعل التجربة حتى وصلنا إلى أن عروضنا قُدمت في أربعين مدينة عربية، ولدينا جوائز محلية وعربية وعالمية. ولا يزال مشروعنا قائمًا على الاستمرار، والتجربة، والتدريب، والتأصيل، والتوثيق، والبحث عن الكائن وسط الممكن.
وعن أهمية مهرجان مسرح الخليج في تعزيز الثقافة المسرحية في المنطقة ودعم الفرق المسرحية، فهو مهم جدًا، وكان له دور كبير في تعزيز العمل والتعاون وتبادل الخبرات وخلق حالة تنافسية وتشجيع العمل. ولعل توقفه لمدة عشرة أعوام أثّر كثيرًا على الحركة المسرحية في دول الخليج، ولكنه عاد ببشائر الخير في عاصمة المحبة، الرياض.
وتابع : بالنسبة للدورة والفعاليات المصاحبة لها، فهي دورة ناجحة جدًا بعروضها المتميزة، وورشها، وندواتها، ومعارضها، والمكرمين بها. كل فعالية كانت في غاية التنظيم والترتيب، وقد استحقت هيئة المسرح والفنون الأدائية كل الشكر على ما قدمته من عمل متميز وجهد كبير من أجل دورة ناجحة. وعودة المهرجان كانت بمثابة عودة الروح.
وعن مساهمة الفرقة في تطوير المسرح السعودي، أكد الزويبي على أهمية العمل الحقيقي المستمر من خلال التدريب والتأهيل، والاستمرارية في اكتشاف المواهب، والمشاريع التي نقوم بها. وكأن الأمر بحاجة إلى مشروع ناضج يدعم العمل المسرحي.

سلطان النوه: نجحت هيئة المسرح والفنون الأدائية في تقديم نسخة استثنائية للمهرجان.
المخرج سلطان النوه، الحاصل على جائزة أفضل إخراج عن العرض السعودي «بحر»، صرح قائلاً: «مسرحية ‘بحر’ حصدت أربع جوائز، وهي إعداد مسرحي عن النص المسرحي ‘النهام بحر’ للكاتب الراحل عبدالرحمن المريخي. عملتُ على النص الذي كُتب قبل أكثر من عشرين عامًا، وكان من الضروري إعادة العمل عليه وتطويره. تتحدث ‘بحر’ عن قصة النهام، المغني على ظهر السفينة، الذي يبث الحماس والروح في نفوس البحارة أثناء رحلتهم صوب البحر بحثًا عن اللؤلؤ، والذي كان يُعد مصدر دخل قوي يُباع في الأسواق العالمية في الفترة التي سبقت اكتشاف النفط في الخليج، أي قبل أكثر من 100 عام. بحر، ونتيجة لصوته الشجي وروحه المرحة، أصبح ضحية صراع بين ‘النواخذة’، وهم أصحاب السفن ومالكوها والمتحكمون في تجارة اللؤلؤ. كما أنه كان ضحية لعلاقة حب وهمية من ابنة النوخذة، للاستفادة منه. ومن خلال العمل، تبرز لنا ملامح الطبقية والاستغلال والصراعات المختلفة. نص ‘بحر’ يعج بالمواقف والعلاقات بين الشخصيات وما يدور في عمق هذا البحر من تصاعد في الأحداث والمؤامرات.
وأضاف النوه: الحقيقة أن الحصول على الجائزة أمر محفز ومشجع دائماً لأي فنان. وحصولي على جائزة أفضل مخرج مسرحي في المهرجان يُعد سابقة لمسرحنا السعودي، بالإضافة إلى جوائز أفضل تمثيل أول للممثل شهاب الشهاب، وأفضل تمثيل دور ثانٍ للممثلة جود اليامي، وأفضل موسيقى. ولكن تبقى الجائزة الحقيقية، التي أسعدتني كثيراً، هي تفاعل الجمهور والمسرحيين والنقاد مع العمل واِعجابهم بمحتواه، سواء من خلال النص أو الإخراج أو الجانب التمثيلي. وبالتالي، فالعمل ترك بصمة مهمة. قدمنا المسرحية في 8 عروض سابقة للجمهور قبل مهرجان الخليج، وما زال العمل يحظى بالحضور والاهتمام، وهذا بلا شك جائزة مهمة سعيد بها.
وتابع: هذه الدورة من المهرجان، التي استضافتها الرياض، جاءت بعد فترة توقف دامت 10 سنوات منذ آخر دورة في عام 2014 بالشارقة. تميزت بتنظيم رائع، وعروض منافسة وقوية، بالإضافة إلى الدورات التدريبية والندوات النقدية. كانت هناك حالة من الفرح الكبير التي شاهدها الجميع على وجوه وفي نفوس المسرحيين الخليجيين بعد فترة الانقطاع الطويلة. وقد تميزت استضافة الرياض لهذا الحدث نتيجة لما تشهده المملكة العربية السعودية من تطور على كافة الأصعدة، وخاصة ما يتعلق بالجانب الثقافي والفني. لذا، نجحت هيئة المسرح والفنون الأدائية في المملكة في تقديم نسخة رائعة واستثنائية للمهرجان بكل جدارة.
وعن المسرح الخليجي، أشار سلطان النوه، إلى أنه يختلف من دولة إلى أخرى، ولكن بنسب بسيطة. مضيفا، إلا أن الحضور المسرحي في دول مجلس التعاون الخليجي الست يشهد نمواً وتطوراً مستمراً، سواء من خلال العروض المسرحية المقدمة للجمهور أو عبر إقامة المهرجانات والمسابقات المحلية. ففي غضون عامين فقط، شهد الخليج إقامة مهرجان الدن المسرحي الدولي في عُمان، ومهرجان البحرين المسرحي في دورته الثانية، وفي السعودية، تم تنظيم مهرجان الرياض المسرحي بمشاركة 20 عرضًا مسرحياً، ومهرجان الهواة المسرحي في الرياض بمشاركة 8 عروض، ومهرجان إثراء المسرحي في مدينة الظهران، ومهرجان المونودراما والديودراما في مدينة الدمام، بالإضافة إلى العديد من المهرجانات المسرحية الأخرى.
هذه الأنشطة المسرحية توضح مدى الاهتمام المتزايد بالمسرح في دول الخليج العربي. وبالتالي تشهد مثل تلك المهرجانات المحلية مشاركات خليجية حضوراً فرديًا في لجان التحكيم أو الندوات التطبيقية وقراءة أوراق العمل، وكذلك الورش والدورات المسرحية، مما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي والفني بين المسرحيين في دول الخليج العربي.
واسترسل قائلاً: «كانت بدايتي في المسرح قبل ثلاثين عاماً تقريباً، وكنت في مرحلة البدايات ممثلاً في العديد من الأعمال المسرحية، حيث جربت العمل في مختلف عناصر المسرح وصولاً إلى الإخراج. أما أبرز الجوائز التي حصلت عليها، فقد نلت ما يقرب من 18 جائزة في مجالات التمثيل، والتأليف، والإخراج، والسينوغرافيا. من هذه الجوائز، على سبيل المثال لا الحصر: جائزة أفضل مخرج مسرحي بمهرجان الرياض المسرحي لعام 2023، عن مسرحية «بحر» على كما حصل العمل على جائزة أفضل موسيقى، وأفضل ممثل، وأفضل عرض مسرحي متكامل. جائزة أفضل سينوغرافيا بمهرجان الفرق الأهلية لدول مجلس التعاون الخليجي في قطر عام 2010 عن مسرحية ‘البندقية’. جائزة أفضل ممثل ثاني بمهرجان المسرح السعودي الرابع بالرياض عام 2008، جائزة أفضل مؤلف مسرحي بمهرجان الفنون الخليجي لطلبة التعليم العام بالكويت في فبراير 2023، كما حصل العمل على جائزة أفضل مخرج وأفضل طالبة ممثلة، وجائزة المركز الأول في النص المسرحي بملتقى النص المسرحي بالدمام عام 2022 عن نص مسرحية ‘اندماج’.

عيسى راشد: المؤثرات الموسيقية تعكس روح المسرحية وتجسدها.
فيما أوضح عيسى راشد، الحاصل على جائزة أفضل موسيقى ومؤثرات صوتية عن عرض «بحر»، قائلاً:
إن فكرة المؤثر الموسيقي، وهو آلة الطبل المعروفة بالطبل البحري، تم اختيارها لتلائم فكرة المسرحية، كونها تتحدث عن حالة اجتماعية في أيام الغوص لجلب اللؤلؤ. فقمت بعزف إيقاعات فنون البحر والفنون الأحسائية لتجسيد أحداث المسرحية، وأبرزها قصة شخصية بحر.
وعن الجائزة وأهميتها بالنسبة للمبدع، أشار إلى أنه كان شعوراً رائعاً مملوءاً بالفرح والمفاجأة الجميلة. مضيفاً: «الحقيقة أن قيمة الجوائز محفزة ومشجعة للعطاء والإبداع، وشحذ الطاقات المنتجة. كان مهرجاناً ناجحاً ومبهراً، بكل المقاييس، وبشهادة كل المختصين والفنانين. وكانت فعالية ورشة تطوير المسرح من أهم الفعاليات.
وتابع: تكمن أهمية المهرجان في تعزيز التبادل الثقافي بين دول الخليج، فالمهرجانات دائمًا ما تثمر بتبادل واكتساب الخبرات والثقافة، وتعمل على الارتقاء بالفنون. وأضاف: بداياتي مع المسرح كانت من خلال مسرحية «بحر» مع المخرج سلطان النوه، والتي حققنا فيها المركز الأول على مستوى المملكة العربية السعودية، ونلنا أربع جوائز في المهرجان.

جود اليامي: فخورة بجائزة أمثل فيها وطني واعتبرها إنجازا عظيما.
وعبرت جود اليامي، الحاصلة على جائزة أفضل ممثلة دور ثاني عن مسرحية «بحر»، عن شعورها بالجائزة قائلة: «إنه في الحقيقة شعور جميل جدا لا يوصف،فحصولي على هذه الجائزة العظيمة، ليست مجرد جائزة بالنسبة لي. هذه الجائزة ثمينة وعظيمة، لأنني أمثل فيها وطني، السعودية. وهذا ليس شيئاً بسيطاً، أن أكون أول ممثلة سعودية في مهرجان الخليج وأمثل وطني فيه. ولله الحمد، إنه إنجاز عظيم.
وأضافت «اليامي»: دوري جريء جداً وجميل في الوقت نفسه، والحمد لله، لقد جسدت الشخصية بشكل أبهر الجمهور واللجنة. وتابعت: أعتبر هذه الدورة فخراً كبيراً، وأنا فخورة بالمهرجان وبعودته بعد توقف دام عشر سنوات ليفتتح في السعودية في دورته الرابعة عشرة. كانت بداياتي على خشبة المسرح، لأنني من عشاق ومحبي تلك الخشبة، ولم يسبق لي الحصول على أي جوائز، وهذه جائزتي الأولى، وأنا فخورة بها. فهي تساوي مليون جائزة، لأنها ثمينة وعظيمة جدا، فهي جائزة على مستوى الخليج، جائزة وطني، وأشياء أخرى كثيرة.

حسن حمد: المسرح في الخليج يتعافى والتنظيم في الرياض كان الأفضل عربياً.
وقال الفنان حسن حمد، الحاصل على جائزة أفضل ديكور عن مسرحية «عند الضفة الأخرى» للمسرح الريفي لمملكة البحرين: غاب المهرجان لسنوات واحتضنته الرياض بتلك الاحتفالية الكبيرة والرائعة. مضيفاً: مسرحية الضفة الأخرى تأليف حسين العصفور، وإخراج طاهر محسن، وتمثيل كوكبة من نجوم البحرين.
وتابع: تحمل المسرحية الكثير من الرسائل الفلسفية والإنسانية، وأسئلة جوهرية تتعلق بالحرية والمصير، تستكشف أبعاد الوعي البشري والتحديات الفكرية والسلوكية من خلال حكاية رمزية تدور أحداثها في قرية نائية غابت عنها الشمس، فترى تفاعلات سكانها مع واقعهم. حيث اختلط الحابل بالنابل، وتفشى فيها الفساد من التجار وغيرهم. فظهر الشك بين الأزواج مما أدى إلى التفكك الأسري، فاضطر رجال الدين إلى السيطرة على الأمر، وجمعوا من الناس الإتاوات بزعم أنهم يحمونهم. وفجأة تشرق عليهم الشمس، فيحدث تعرية للمجتمع، ويظهر الفساد في كل شيء، حتى الملابس تجدها بلون واحد، فتحدث خلافات بين المجتمع والتجار والناس، فخرجت السلطة الدينية لتدعي أن تغيب الشمس حتى يصلح المجتمع، ويحصلوا هم على الإتاوات.
و تابع «حمد»: المهرجان من حيث التحكيم لم يكن موفقًا، لأنهم انحازوا لبعض الجوائز لوطنهم. أما كتنظيم، فهو الأفضل على مستوى الوطن العربي. لقد حضرت الكثير من المهرجانات في مختلف الدول، وهناك فارق كبير وبعيد في التنظيم والحفاوة. حتى داخل المسرح نفسه، إذا أردت إبرة وخيط، ستجدها.
كما نوه، بأن المسرح في الخليج بدأ يتعافى، وعادت المهرجانات بعد فترة كورونا، ولكن المسرح الخليجي اتجه بشكل أكبر نحو المسرح التجاري، بينما اقتصر المسرح النوعي على المهرجانات، مما أدى إلى شبه حالة عزوف من الجمهور عن هذا النوع من المسرح، فهو يقتصر حاليا على الفنانين المبتدئين بالتأكيد بدعم من الفنانين الكبار، ولكنهم يحبون المسرح التجاري.
وأكد على أهمية المهرجان في تعزيز التبادل الثقافي بين دول الخليج، قائلاً: اطلعنا على تجارب دول الخليج من الكويت وعمان وقطر والإمارات والسعودية. وبالنظر للمسرح في السعودية، فقد شهد تحولات جذرية عن السابق، حيث النشاط رائع والعروض جيدة والإخراج والسينوغرافيا رائعين، بالإضافة إلى التنظيم الممتاز.
أما عن بداياته مع المسرح، فقد أوضح الفنان حسن حمد، أنه بدأ في السادسة عشرة من العمر من خلال عمله في الديكور، حيث إنه في الأساس فنان تشكيلي ولم يقف على خشبة المسرح سوى مرة واحدة. وأشار إلى أن هناك العديد من الأعمال التي قدمها ويعتز وكذلك العديد من الجوائز التي حصل عليها.

محمد الأنصاري: «غصة عبور» عمل يتلون بعين كل كل مشاهد.
المخرج محمد الأنصاري مخرج العرض الكويتي «غصة عبور» لفرقة المسرح الكويتي، الحاصل على جائزة أفضل عرض متكامل:
حصدت المسرحية ثلاثة جوائز أفضل عرض متكامل وأفضل تأليف مناصفة وأفضل تمثيل دور ثان. اخترت نص «غصة عبور» للمؤلفة تغريد الداوود لما يحتويه من قضايا إنسانية وسياسية متعددة. تبرز أهمية هذا النص من خلال تنوع شخصياته وثراء المفردات الجميلة المتناغمة، مما يجعله عملاً يتلون بعين كل مشاهد بصورة ولون مختلف. هذا التنوع في التفسير هو ما كنا نهدف لتحقيقه. من ناحية الرسالة، فإن أعمالي دائماً ما تدور حول أكثر من رسالة، بعضها ظاهر وآخر مبطن، مما يتيح للجمهور تجربة فكرية ووجدانية غنية.
وأضاف «الأنصاري»: «أشعر بالفخر والسعادة لأننا رفعنا رأس أهل الكويت، خاصةً أولئك الذين وثقوا بنا، مثل وزير الإعلام الكويتي معالي عبدالرحمن بداح المطيري والأمين العام للثقافة والفنون لقطاع الفنون السيد مساعد الزامل. لقد دعمونا وأرسلوا الفريق إلى الرياض بعد حصول العرض على جائزة أفضل عرض في مهرجان الكويت المحلي. والآن، بعد إضافة جائزة أفضل عرض خليجي، نشعر بأن هذا يعطينا دافعًا للخطوة التالية ولتقديم العرض للجمهور العربي.
فيما يتعلق بالتنظيم، أعرب «الأنصاري» عن تقديره قائلاً: لقد كان التنظيم رائعاً في المملكة العربية السعودية. نشكرهم على هذا الجهد والإعداد المتقن، الذي شمل جميع جوانب المهرجان، فضلاً عن العناية بالضيوف والفنانين.
وعن تطور المسرح الخليجي، قال: أرى أن المسرح يتحرك في المسار الصحيح، لكننا لا زلنا بحاجة إلى الكثير من الجهد والتطور. وبدأت بي أنا شخصيا فالفن يتطور دائماً، ويجب علينا مواكبة هذا التطور في المسرح. ومع هذا فالعروض في هذه الدورة، شاهدنا تطوراً ملحوظاً وعروضاً جميلة من جميع الفرق.
وتابع بالنسبة للمسرح الكويتي فهو  دائماً في حالة جيدة بفضل وجود المعهد العالي للفنون المسرحية ومخرجاته. هذه هي أهمية هذا الصرح، حيث تظهر منه وجوه جديدة وشابة تساهم في دعم المسرح الكويتي، مما يساعده على الحفاظ على مكانته واستمرار تطوره.
وأخيرا.. بدايتي مع المسرح قريبة وليست بعيدة، حيث تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2017، بالإضافة إلى تخرجي من جامعة فالبريزو بإنديانا في مجال الهندسة. وعلى الرغم من قصر تجربتي في الإخراج، التي لم تتجاوز ثلاث سنوات، فقد حصلت على عدة جوائز، منها جائزة أفضل ممثل، وأفضل مخرج، وأفضل عرض متكامل ومتناغم في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والخليجية.


روفيدة خليفة