إسماعيل الموجي: مسرح العرائس وسيلة فعالة لتهذيب سلوك الأطفال وتحديد قيمهم الثقافية

إسماعيل الموجي: مسرح العرائس وسيلة فعالة لتهذيب سلوك الأطفال وتحديد قيمهم الثقافية

العدد 897 صدر بتاريخ 4نوفمبر2024

في الإطار الأولي “خطوة جديدة لبناء الإنسان”، التي تركز على التنمية البشرية،  تبرز مسرحية “حلم يوسف” كأحد المشاريع الفنية الحديثة التي تعنى بالقيم والأخلاق لدى الأطفال الصغار. من خلال التعاون المثمر بين مؤسسة مودة ووزارة الشباب والرياضة، وبتوجيهات وإشراف المخرج القدير د. إسماعيل الموجي، يشارك الأطفال في تجربة فريدة من نوعها عبر مسرح العرائس، والتي تعد بمثابة بصمة فعّالة لتهذيب السلوكيات والقيم الثقافية.
في هذا الحوار، يشاركنا د. إسماعيل الموجي حول تفاصيل مشروع “حلم يوسف”، والذي يضم العديد من القيم الفنية والثقافية، ويكشف عن التحديات التي واجهها فريق العمل أثناء إخراج العرض بمشاركة ممثلين من الأطفال من المناطق العشوائية، والحديث حول مستقبل فن مسرح العرائس.
عرض حلم يوسف ،  تأليف وأشعار زينب مبارك، ديكور و عرائس أ.د جمال الموجي، ألحان أ.د طارق مهران،  تنفيذ الملابس فاتن قمصان، تنفيذ عرائس مها قمصان، تنفيذ الديكور أميرة عادل، مخرج منفذ عادل سمير توفيق، مخرج مساعد رضوى رشاد عثمان.

كيف جاءت فكرة عرض “حلم يوسف ” وما هي رؤيتك لهذا العمل الذي يستهدف الأطفال والشباب؟
بدأنا فكرة المشروع، وهو بالفعل مشروع قومي لان هذا العمل ضمن مشروعات مؤسسة مودة وهي مؤسسة خيرية لتعمير مساجد آل البيت، وهدفها التنمية البشرية فبدأو من خلال هذه التنمية بتطوير مسجد السيدة عائشة وبدأت التنمية البشرية بالمناطق العشوائية، فتم اختيار مركز شباب الإمامين والتونسي، بالإمام الشافعي في وسط المقابر بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة،  فالمقصود هنا هو تهذيب وإصلاح من حال الأسر سلوكيا وذلك بالإهتمام بالاسرة بشكل عام وبالطفل بشكل خاص وبالفعل تم التواصل معي للحديث حول بعض المقترحات لتنمية وتطوير سلوك الأطفال فتوصلنا إلى تقديم مشروع مسرحي مودة للعرائس،  وهذا المشروع يوازي مسرح القاهره للعرائس بنفس القيمة الفنية والأدبية والثقافية ، و بدأنا العمل على هذا المشروع من السنة الماضية وجلسنا مع الأسر للتعرف على السلوكيات وكان هذا هو مدخل المشروع وتم الإعلان عن المشروع من خلال مركز الشباب وبدأ الاطفال في التقدم للمركز لطلب المشاركة بالعرض وتم اختيار بعض الأطفال والشباب للمشاركه وبدأنا في تدريبهم.

ما هو دور المبادرة الرئاسية “خطوة جديدة لبناء الإنسان” في دعم وترويج هذا العمل؟
تم توقيع بروتوكول تعاون في 30 يناير 2023 بين الحكومة والمجتمع المدني، بهدف تحقيق التنمية البشرية في إطار المشروع الوطني “بداية جديدة لبناء الإنسان”، الذي يهتم بالحماية الاجتماعية، والصحة، والتعليم، وتأثير الشباب والمرأة، ومستوى الأسر، حيث  يستند المشروع إلى رؤية ترتكز على “الإنسان قبل البنيان”، كما أطلقها د. علي جمعة، رئيس مجلس المؤسسة، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة تحت رعاية  د. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ،فكان من  أبرز مشروعات المؤسسة “مسرح عرائس مودة”، الذي شارك في فعاليات الشبتب ويهدف إلى تعزيز القيم والأخلاق ومواجهة التحديات الثقافية، مثل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الفرد والمجتمع.

باعتبارك من رواد مسرح العرائس، كيف ترى أن هذا النوع الفني يساهم في تنمية القيم والأخلاق لدى الأطفال؟
تم تدريب الأطفال في البداية على حب العرائس وتدريبهم على آداب المسرح وأن تكون آداب المسرح هي سلوك حياة، من خلال كيفيه التعامل مع الناس  بشكل عام، لأنه سيتعامل مع الجمهور ، فآداب المسرح شاملة،  ومن هنا كان تهذيب الطفل ،وتم بحمد الله تعديل بعض السلوكيات العشوائية.

ما هي التحديات التي واجهتك أثناء إخراج عرض مسرحي للعرائس بمشاركة ممثلين أطفال، وكيف قمت بإرشادهم خلال البروفات؟
اتحدى نفسي في البداية بأنني اتعامل مع طفل خرج من منطقة عشوائية وغير معتاد على دخول المسارح أو تعامل مع العروسة من قبل، فكان التحدي الاول هو إقناع الطفل في البداية بما نقدمه لانه في حالة اقتناعه سيكون مطيع وينفذ التعليمات بحب وليس بالإجبار،  فطالما تواجد الحب بين المتلقي والمدرب هنا يكون كل شيء سلس ،والحمد لله إن البداية كانت صعبة ولكن بحكم الخبرة تم التغلب على كل الصعوبات بفضل الله.
وفي أثناء البروفات تم تعريفهم على كل أنواع العرائس،  وبدأنا العمل على بعض النماذج من العرائس فأحب الأطفال العرائس جدا، حتى أنهم كانوا يأتون قبل موعد البروفات للتدريب على العرائس فكان هناك تنافس حميد بينهم.

هل يمكن توضيح المزيد حول التعاون مع وزارة الشباب والرياضة وكيف ساهمت هذه الشراكة في إحياء وترويج مسرح العرائس؟
رئيس مجلس أمناء مؤسسه مودة هو فضيلة الشيخ علي جمعه والسيدة إيمان رشوان التي تواصلت معي ومع الكاتبة زينب مبارك،  فالمؤلفة زينب مبارك هي مؤلفة حلقات مسلسل الكرتون عالم سمسم، وسافرت لمدة عامين لوالت ديزني كبعثة، فترجمت أعمال والت ديزني، وهي من رشحتها لكتابة حلقات مسلسل عالم سمسم الشهير، فهي كاتبة مهمة جدا، وأنا سعيد جدا بالتعاون معها في هذا العمل،  فهي مكسب حقيقي للمسرح المصري سواء للطفل أو العرائس أو المسرح بشكل عام،  فمؤسسة مودة وفرت هذا التعاون وكان لابد من وجود دعم وشراكة، فتم التوصل إلى بروتوكول مع وزارهة الشباب والرياضة،  والوزارة رحبت جدا بهذا التعاون وخصوصا بعد مشاهدة الوزير لبروفات العرض فانبهر وأشاد بالعمل ، وقال إن هذا المشروع مشروع قومي وإن هذا المشروع يعتبر ضمن خطط مبادرة الرئيس وبدأ الدعم الكامل من وزارة الشباب والرياضة.

هل تعتقد أن مسرح العرائس في مصر يحظى بالدعم والتقدير الكافي من الدولة؟ وما هي التحسينات التي تقترحها لتشجيع هذا الفن؟
الدوله مهتمة جدا بهذا الفن ولكن من وجهه نظري إن الوضع حاليا في مصر في مسرح القاهرة للعرائس بالتحديد ، أصبح أقل مما سبق ، لأن القائمين عليه للأسف غير مهتمين بالمسألة الفنية، وبالتالي المسؤولين في الدوله أصبحوا غير مهتمين لأنهم لم يجدوا النتائج المرجوة منه،  التي كانت موجودة من قبل،  فالعروض أصبحت أقل في المستوى عن العروض التي كانت تقدم في الماضي و التي كانت تجدي وتثري الحركة المسرحية.
وأرى إن لو كل فنان عرائسي يهتم بفنه ويركز فيه ويقدم ما يفيد المجتمع ويفيد الطفل فهذا شيء مهم وسيعمل على ارتقاء المهنة وبفن العرائس بشكل عام.

برأيك، كيف يختلف مسرح العرائس عن أشكال المسرح الأخرى في قدرته على التواصل مع الأطفال والشباب؟
مسرح العرائس له شكل خاص فإذا صنعنا مقارنة بسيطة بين مسرح الطفل ومسرح العرائس، فمسرح الطفل يقدم أعمال مسرحية بممثلين بشريين،  ويمكن أن يستعين ببعض النماذج من مسرح العرائس مثل الماسكات أو الاستعانة بعروسة،  ولكن مسرح العرائس يمتاز بانه كل مقتنياته من فنون العرائس وهذا يمثل للطفل وسيلة للإمتاع لأن الطفل يحب العروسة بشكل خاص ، وينجذب لها جدا ويقتنع بما تقدمه له العروسة من ترفية وثقافة واستفادة،  وهذا هو الفرق بين مسرح العرائس والمسارح الأخرى.

كيف تتصور مستقبل مسرح العرائس في مصر، خاصة في ظل الجهود الأخيرة لإحيائه كأداة للتنمية الثقافية والتعليمية؟
إذا تضافر الطرفين سواء الدولة أو فنان العرائس نفسه فإذا تلاقوا بشكل جدي ، سيعود هذا الفن مثلما كان في الماضي وأفضل ، وذلك بفضل توافر التكنولوجيا وتوافر التقنيات الحديثة ، ولكن أقول إن الأعباء المادية والحياة ومتاعبها، جعلت الفنان يلهث وراء المادة ، ولم يعد مهتما بما سوف يقدمه للفن وهذه هي الآفة الموجودة حاليا في المهنة.


صوفيا إسماعيل