المخرج مازن الغرباوي: مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يدعم جنوب سيناء

المخرج مازن الغرباوي: مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يدعم جنوب سيناء

العدد 900 صدر بتاريخ 25نوفمبر2024

حقق مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي طفرة كبيرة خلال تسعة دورات من المهرجان وحقق المهرجان أهداف هامة ومميزة منها تطبيق فكرة لامركزية الفعاليات والتدريب والتأهيل وكذلك تقديم مجموعة متميزة من العروض المسرحية على المستوى العربي والدولي فكان المهرجان راسخاً وله ثقل وزحم متنوع يتبارى فيه المسرحيين ليقدموا إبداعهم المسرحي وليثبتوا دائماً أنهم أحد أركان القوة الناعمة وعلى مدى 9 دورات وقف مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي على ناصية الحلم فاتحا ذراعيه لكل الفنانين على مستوى العالم ، المخرج مازن الغرباوي – رئيس المهرجان بنظام هرمي متكامل استطاع ان يغطي مساحات شاسعة يتسع رتقها على مؤسسات كبرى اقدم تاريخاً وأكثر إمكانية الثابت في الأمر أن ثمة فعل حضاري كبير يتم صنعه بعناية على أرض الفيروز مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ينطلق يوم 15 نوفمبر، وتستمر فعالياته حتي يوم 20 نوفمبر 2024، وتقام دورته التاسعة برئاسة المخرج مازن الغرباوي وتحمل الدورة اسم المخرج الكبير جلال الشرقاوي، والرئيس الشرفي للمهرجان سيدة المسرح العربي سميحة أيوب ومدير المهرجان الدكتورة إنجي البستاوي، ورئيس اللجنة العليا المنتج هشام سليمان، والمهرجان يقام برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو وسيادة اللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء ، أجرينا مع رئيس ومؤسس المهرجان المخرج مازن الغرباوي هذا الحوار لنتعرف على أبرز وأهم ملامح الدورة التاسعة .

ماهي أهم الإستراتيجيات التي يرتكز عليها المهرجان في دورته التاسعة وكيف طوع ذلك مع التغيرات السياسية والإقتصادية والفنية ؟
 شعار الدورة التاسعة هو “مسرح من أجل السلام “ وفي الدورة الماضية تبنينا شعار “ مسرح من أجل الإنسانية “ ووجه نظري والتي اتبنها دائما وقمت بكتابتها في الكثير من الخواطر وفي العديد من المقولات أن المسرح والفن قيمة أساسية وليست هامشية ففكرة أن يتم تطويع القوي الناعمة وإستغلال المسرح للقضايا الفنية بأن يكون لها أثر إجتماعي على الأحداث المحيطة يعد فعل حقيقي للفن والقوى الناعمة، والشىء المهم أن وسط هذه التحديات أن يكون هناك آفق للتطلعات أكبر للجميع وأن ينتظروا من مهرجان شرم الشيخ المزيد من مجموعة العمل على مستوى الأفكار الجديدة والأسماء الجديدة فطوال الوقت هناك حالة إنتظار لتطلعات أفضل،  وهذه أيضاً مسئولية اخرى كيف تطوع المجهود الذي تم تقديمه ليكون متطوراً بشكل أفضل وسط التحديات المركبة فعجلة الزمن تسير بسرعة هائلة، ومطلوب منا كفريق عمل خطوات تصاعدية،  وتطوير مستمر للمهرجان في ظل التراجع الإقتصادي والأنساني والصحي ولذلك فالتحديات هنا مركبة،  وهو ما يزيد آفق التحدي بشكل أكبر ، ولكن نحاول أن نجتهد ونعمل، حتى يسير المهرجان بخطى متوازنة وصحيحة ولايصبح هناك أى «هنات» فنسير بوتيرة ثابتة تصاعدية .

كيف استطعت التغلب على الصعوبات التى واجهتك في الدورة التاسعة ؟
الصعوبات لاتزال مستمرة واعتقد أنها سوف تظل مستمرة فمصر وبعض الدول المحطية تعيش أزمات إقتصادية، وفكرة أن هناك أزمات إقتصادية متزامنة مع الوضع الحالي يجعل لدينا مجموعة من الخطط البديلة تجعلنا نتحرك،  ونحاول حل العقبات والمتابعة وفي إدراتي للمشروع مهرجان شرم الشيخ طوال الوقت أقوم بتقديم حلول فنحن نقيم مهرجان دولي به اسم الدولة المصرية وبه مصداقية، ونجاح عند أغلب المسرحيين والفنانين؛  فبالتالي ينتظر منا المزيد لذلك الصعوبات او التحديات أو المشاكل أو الأزمات الخاصة بالدعم نحاول تجاوزها بالبحث عن حلول بديلة من بعض الرعاة مؤسسات المجتمع المدني، وبعض الشركات وبعض الأصدقاء والشركاء والداعمين الأساسين، وهو ما يقلل من نسب التحديات أو حجمها، ولكن تظل التحديات موجودة طالما أنك تشرع في عمل مشروع دولي، ونحترم دائما الوقت الذي يعطينا «البراح» والمساحة لحل الصعوبات فكلما ضاق الوقت ولم تكن هناك مساحة زمنية ؛فتصبح هناك مشكلة في إيجاد حلول أو بدائل .

في رأيك كيف استطاع المهرجان تحقيق مفهوم لامركزية الفعاليات؟
المسألة تتلخص في إزدياد الفعاليات وتطوريرها بناء على طلب الجماهير، وفكرة التحرك في أماكن مختلفة والتحرك للمدارس والتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني والأهالي، وكل ذلك يصنع حالة من حالات اللامركزية،  ونتمنى أن تتطور للامركزية وتتمدد وتصل وتشمل المدن التسعة في محافظة جنوب سيناء وليس فقط في شرم الشيخ في رأس سد وأبو زنيمة ، أبورديس وغيرها من مدن محافظة جنوب سيناء.

إذن هل هناك إتجاه للمهرجان ليقدم فعالياته في مدن محافظة جنوب سيناء ؟
نحلم دائما بتقديم فعاليات في دهب وطور سيناء وأبو زنيمة ورأس سد وأبورديس ولو أتيح لنا الإمكانيات بالتأكيد لن نتردد في إقامة فعاليات وعروض في هذه المدن.

استحداث المهرجان لمسابقة مسرح الطفل والنشء كان له أهمية كبرى فكيف جاءت فكرة هذه المسابقة ؟
بدأت الفكرة منذ العامين السابقين من خلال بعض المتدربين في الورش حيث طالبت أسر هؤلاء المتدربين إقامة مجموعة من الفعاليات للأطفال،  واقترحوا إقامة فعاليات لمسرح الطفل وبدأنا التفكير في إقامة ورش لمسرح الطفل خاصة أننا عندما استضفنا أكثر من عرض منهم عرض “ علاء الدين» من «سلوفاكيا» حقق رواجاً جيدا، وكذلك باقي عروض الأطفال التي قمنا بإستضافتها؛  لذلك قررنا تخصيص مسابقة لمسرح الطفل والنشء، والتي من خلالها تصبح هناك مساحة للتواصل مع الأجيال الجديدة فنحن نعمل على التنمية المستدامة وتطوير الأجيال والتطوير الثقافي والعدالة الثقافية وجميعها مفاهيم نعمل عليها،  وبدأنا ترسيخها في المفهوم الأساسي لمفصلات المهرجان فقمنا بإستحداث مسابقة مسرح الطفل والنشء والورش التي تقدم للأطفال في الفئات العمرية المختلفة،  وسوف نقدم أيضا انشطة داخل الوديان وكل ذلك يؤكد على متابعتنا لما يطلبه الجمهور،  و ترغب في إقامته بالمهرجان لخدمة الأهالي بشكل حقيقي،  ونحاول تنفيذه قدر المستطاع  .     

وماذا عن تفرد المهرجان في إختيار مدربين عالميين للورش في الدورة التاسعة ؟
كل عام نسعى من خلال ملف الورش أو “ التدريب والتأهيل “ قدر الإمكان أن نتواصل مع المعنيين بالأمر ونحاول تطوير العمل معهم مه ملاحظة نسبة الإقبال على الورش وعناصرها المختلفة فنحن في حالة بحث دائم ولدينا قواعد بيانات وإتصالات مع عدد كبير من المسرحيين والفنانين على مستوى العالم التي تؤهلنا إختيار نخبة متميزة من المدربين على مستوى العالم وهناك مجموعة متميزة من المدربين وهم  على سبيل المثال النجم والبروفسير الروسي ميخائيل جوريفوي وهو يقوم بالتدريس في جامعة الفنون بموسكو ولديه قيمة وثقل فني وعالمي، وكذلك جون وونج سون وهو بروفسير ورئيس جمعية المسرح في كوريا وهو الشخصيات الهامة والمؤثرة في المسرح في آسيا ولديه نشاط واسع وسعدت كثيرا بمشاركته في المهرجان بورشة إرتجال ويقدم المدرسة الآسيوية ضمن المدارس المسرحية، ورشة التمثيل الايمائي ( فن البانتومايم) للمدرب المصري القدير والخبير الدولي أحمد نبيل رائد فن البانتومايم في العالم    وورشة مسرح الطفل ( هوية الطفل المصري والعربي) للمدربة التونسية صابرين شعباني ، ورشة أخري لمسرح الطفل أيضا بعنوان : ( رحلة الأطفال إلى عالم المسرح ) للمدربة والممثلة اللبنانية مروة قرعوني من سن 6 إلى 10 سنوات.
كما يقام ماستر كلاس بعنوان (التعاون الدولي في مجال الفنون الادائية) للمدرب د. ليفان خيتاجوري رئيس الهيئة الدولية للمسرح بجورجيا، وماستر كلاس آخر بعنوان (الممثل بين السينما والمسرح) للمنتج المصري صفي الدين محمود.

يحرص المهرجان كل عام على إنتقاء مجموعة متنوعة من المكرمين فما هي معايير اسس إختيارهم ؟
طوال الوقت في إختيارات المكرمين نحاول تطبيق تباين أو توازي بين الجميع  فنكرم على سبيل المثال في هذه الدورة الدكتور سيد خاطر، وهو استاذ أكاديمي افنى عمره كأستاذ ومعلم وخرج أجيال عديدة ومازال يعطي، ونكرم أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة ،والفنان العالمي قسطنتين كرياك فهو مخرج وممثل وفنان ورئيس مهرجان من أهم المهرجانات على مستوى العالم مهرجا “سيبيو الدولي للمسرح”، والممثلة حلا عمران وهي ممثلة متميزة والحالة العامة من المكرمين حرصنا أن يكون بها تنوع بأن يكون هناك ممثل وكاتب ومخرج واستاذ أكاديمي وممثل شاب وناقد فنحرص على حالة التنوع والزخم لكل الأطياف المعنية للصناعة المسرحية .

مهرجان شرم الشيخ الدولي يعد مؤسسة فنية كبيرة ونموذج لمهرجان متفرد منذ تسعة سنوات فلماذا لا يتم تدريس هذا النموذج للمؤسسات الثقافية ؟
أنا بصدد الإنتهاء من كتاب بعنوان “ الأسس والمفاهيم الخاصة بعلوم الإدارة الثقافية وإدارة المهرجانات “ وتحدث معي المسئولين في المعهد العالي للنقد الفني في إمكانية تدريس كورس للإدارة الثقافية، وبالفعل وافقت ولكن بعد إنتهائي من وضع اللمسات الأخيرة للكتاب فالكتاب به مرجع علمي صحيح مهني وتنفيذي، وهو هام لتخريج الكوادر، ونحن بالفعل قدمنا هذا تحت مظلة مشروع “سيتفي أكاديمي” بدأنا بتأهيل الجيل الثاني والثالث والرابع من الشباب الذين يعملون بالمهرجان حتى يكونوا نواة للمستقبل، ومن المفترض أن نطعمهم بمجموعة من المتطوعين حتى يصبح لدينا جيل رابع وخامس، ونعمل في هذه التأهيل تحت مظلة “سيتفي أكاديمي “ التي تفرغ طوال الوقت الكوادر الفنية أو «الكوادر المهنية» حتى تستطيع أن تنخرط بالعمل الثقافي .

في رأيك ما الذي ينقصنا لتطوير مهرجاناتنا ؟
إحترام الوقت، والتنظيم، والإدارة، والتسويق، وهي مفاهيم أساسية تفتقدها العديد من الكيانات علاوة على تقديم خطط قابلة للتنفيذ .

هناك طفرة كبيرة في إختيار اسماء مهمة للجان تحكيم المسابقات بالمهرجان فهل هناك إتجاه أن يكون بجانب عناصر الخبرة عناصر شبابية باللجان الدورات المقبلة ؟                                          
جيلي من المسرحيين لديه تجارب راسخة، ونحن بالفعل نكرم كل دورة شباب، ونستعين بشباب أيضا في لجان التحكيم،  وبحصر سريع لدورات المهرجان نحن المهرجان الوحيد الذي كرم أكبر نسبة من الشباب المسرحي في الوطن العربي،  ونسبة أكبر من المسرحيين المصريين فنسبة المسرحيين المصريين في كل الأنشطة والفعاليات هم النسبة الأكبر “ نصيب الأسد “، وتبقى مسألة إنخراطهم أكبر في لجان المهرجان فنحاول طوال الوقت أن يجعلهم ينخرطون في المهرجان ولجانه، ولكننا نحرص على التباين والتنوع من كل أجيال المسرحيين في لجان تحكيم المهرجان  خاصة أن هناك العديد من المسرحيين الذين لديهم مسيرة مسرحية كبيرة من الصعب التغاظي عنها.

كيف استطاع مهرجان شرم الشيخ الدولي تحقيق تنشيط سياحي لمدينة شرم الشيخ ؟
مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ساهم في دعم السياحة والإقتصاد فالدعم السياحي والإقتصادي والثقافي الذي يقدمه المهرجان هو أكبر دليل على الأثر الكبير للمهرجان فمهرجان شرم الشيخ يدعم جنوب سيناء سياحياً وثقافياً وإقتصادياً فواقع الأمور يشير إلى ذلك،  وهو جهد إدارة المهرجان مع مؤسسات الدولة، وليس جهداً مفرداً لأحد بعينه فوجود مهرجان شرم الشيخ في الأوقات الحرجة ووقت الأزمات يظهر،  ويوضح مدى ظهور ورسوخ مهرجان شرم الشيخ الدولي في دعمه للدولة المصرية ولجنوب سيناء ولأهالي جنوب سيناء فالدعم الذي يقدمه المهرجان لأهالي جنوب سيناء دعم غير محدود متواصل طوال الوقت حتى في أوقات الأزمات، وهو ذكاء من القيادة السياسية ومن سيادة المحافظ اللواء أركان حرب د. خالد فوده محافظ جنوب سيناء السابق والذي اوجه له كل الشكر والتقدير ولكل وزراء الثقافة الذين قدموا دعماً للمهرجان خلال الدورات السابقة ومعالي وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو وسيادة اللواء د. خالد مبارك محافظ جنوب سيناء الحالي مع دعم وزارة السياحة بقيادة الوزير السيد شريف فتحي وهيئة تنشيط السياحة بقيادة الاستاذ عمرو القاضي، وكلهم في تكاملية للمشهد المصري والمشهد الخاص بمؤسسات الدولة المعنية ان تقوم بعمل تكاملية في المشهد وهو حافز مهم جداً وتأكيد على أن مساهمات المهرجان في كل الفروع كان لها أثر حقيقي على جنوب سيناء .

ستشهد الدورة العاشرة طفرة كبيرة نود أن نتعرف على أهم ملامح الدورة العاشرة؟
سيكون هناك كرنفال إحتفالي بالدورة العاشرة إحتفالاً بمرور عشرة سنوات على المهرجان وستكون هناك بعض الشخصيات الفنية والمسرحية الهامة، ونجوم من هوليوود وستكون هناك مفآجات وهي دورة تكلل مجهود عشرة سنوات.


رنا رأفت