العدد 901 صدر بتاريخ 2ديسمبر2024
في ظل الأهتمام بالطفل، يأتي مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي كمنصة فريدة لتسليط الضوء على مواهب الأطفال في المسرح المصري والعربي، وترسيخ فكرة دور المسرح في تشكيل الوعي والقيم والثقافة عند الأطفال.
حاورت جريدة مسرحنا د. داليا همام رئيس ومؤسس المهرجان، للتعرف حول كواليس وأحداث الدورة الثانية من مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي، والتي تحمل اسم الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، وللحديث حول أهمية دمج الأطفال ذوي الهمم.
الدورة الثانية من المهرجان تحمل اسم الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، ما أهمية هذا الاسم بالنسبة لك وللمهرجان؟
اسم الفنان الراحل الكبير عبد المنعم مدبولي هو اسم كبير ومهم جدا وله أثر حقيقي في المسرح عموما، وفي مسرح الطفل بشكل خاص فهو لديه الكثير من الأعمال التي تخص أعياد الطفولة، وتخص الطفل المصري والعربي وفي رأيي أنه يمكن أن يكون قدوة للأطفال يمكن أن يحتذى بها، وكون أن الدورة تحمل اسمه فهو بمثابه تكريم له وفكرة الأسم عموما هي لمد جسور التواصل بين الجيل الحالي والجيل السابق ولتكريم أصحاب الأثر أمثال عبد المنعم مدبولي، والحقيقه إن المهرجان يتشرف بأن هذه الدورة تحمل اسم الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي.
ما هي بعض الدروس المستفادة من الدورة الأولى، وكيف ساهمت في تشكيل وتحديد الخطوط الرئيسية للدورة الثانية؟
هناك دروس كثيرة مستفادة من الدورة الأولى أهمها، إنه تم فتح باب للتسابق في التأليف في النصوص المسرحية والقصة والرسم أيضا، وتم أيضا توسيع المسارات فلم يقتصر المهرجان على المسرح المدرسي فقط والفنون الأدائية داخل المسرح، ولكن تم فتح فرع لذوي الهمم فكان هناك مطالب كثيرة لفتح فرع لذوي الهمم، سواء المدارس أو غير المدارس، وتم فتح فرع لما هو مقدم للطفل، ومسابقة للدوبلاج تحمل اسم المخرج الكبير عصام السيد فكل هذه الخطوات لم تكن موجودة في الدورة الأولى، فالمسابقات أصبحت أكثر ولكن بشكل منضبط، وأن يكون المهرجان النافذة لإظهار مواهب الأطفال من خلال فعاليات فنية مختلفة وقدمنا مجموعة من الورش لتفيد الأطفال.
كيف ساهم التعاون مع مختلف الجهات، مثل وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة، في نجاح المهرجان؟
المساهمات من الوزارات كبيرة ومهمة جدا ففكرة أن يكون معنا الرعاية الأدبية من وزارة الثقافة، فهي فكرة مهمة جدا فهي ليست فكرة مادية ولكنها معنوية و أدبية وأننا تحت مظلة وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة وفرت لنا التسكين للمشاركين من الدول الأخرى وتشارك معنا الوزارة بعرض مسرحي واستعراض وإلقاء والإعلامي الصغير، ومجموعة من الفعاليات تقدمها وزارة الشباب والرياضة فكل ذلك يصنع زخم للمهرجان ويدعمه ويجعله رسميا أكثر وهذا شيء جميل فعندما نخاطب الآخر في أي دولة أخرى فيكون عظيم أن يكون لدينا دعم من مؤسسات الدولة.
ما الذي دفعك لتأسيس مهرجان خاص بمسرح الطفل، وكيف ترين دوره في تشكيل عقول الشباب؟
كان حلمي منذ الطفولة عندما كنت أمثل في المسرح المدرسي، وكان لدي حلم لم تكتمل أركانه، ولكن كان يراودني هذا الحلم بإنشاء كيان يمنح الفرصة لتقديم العروض مرات عديدة،ففي الماضي كان يوجد مسابقات في المسرح نشارك بها ونعمل طوال العام للمشاركة بها، فبدا من هنا الحلم يكبر، وخصوصا أنني أشارك في المسرح المدرسي من المرحلة الثانوية سواء كتمثيل أو تكوين فرق لتدريب الأطفال فقضيت فترات طويلة أعمل مع الأطفال في مجال المسرح.
برأيك كيف يساهم المسرح في تنمية وتعليم الأطفال في العالم العربي؟
بالضروره لابد أن نوجه الشباب والاطفال تجاه الفن وهذا معناه القضاء على التطرف والإرهاب وتنمية الوعي الجمالي لهذا الجيل وبالتالي لا يلتفت إلى الأشياء المضرة والسلبية سواء لنفسه أو لمؤسسات الدولة أو السلم العام، فالفن يهذب الروح فعندما يذهب الشخص تجاه الفن فيصبح يمتلك ذائقة وروح مختلفة وروح غير عشوائية، لأن الفن في ذاته وفي جوهره هو شيء فوضوي ومنظم بمعنى كيف ننظم فوضى الأحاسيس والمشاعر بشكل منضبط فينتج شيء جميل للغاية وهنا تتبلور فكرة الفن غايه الجمال.
بالإضافة إلى أن أسهل طريقة للوصول إلى قلب وعقل الطفل هي الدراما والمسرح فيمكن تعليم الطفل أشياء كثيره من خلال التمثيل، فنحن في الماضي تعلمنا من خلال اللعب والمسرح في جوهره لعب، فمن السهل تمرير المعلومة من خلال لعبة بسيطة من خلال حكاية درامية أسهل بكثير من قراءة هذه المعلومات في الكتب لأنه يرى ويسمع ويمارس ويشعر فالمعلومة ترسخ في الذاكرة، فكل ما هو مرئي ومسموع يثبت في الذاكرة أكثر، لأن كل ما هو مخاطب لمجموعة من الحواس يكون أفضل من مخاطبة حاسة أو اثنين، فالمسرح يخاطب الكيان الإنساني كله، فبالتالي المسرح ينمي ويعلم الأطفال على مستوى الوطن العربي.
تتميز هذه الدورة بالتركيز بشكل خاص على مسابقة الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة. ما مدى أهمية الدمج في مسرح الأطفال، وما هو التأثير الذي تأملين أن يحدث من هذه المبادرة؟
كما قلت في السابق هذه المسابقة لم تكن موجودة العام الماضي ولكنها موجودة هذا العام بشدة، وفكرة ذوي الهمم والدمج، لأن من حق هؤلاء الأطفال ممارسة طفولتهم ومن حقهم التعبير عن أنفسهم،وضروري أن نتقبل هذا الشيء وتقبل الأطفال أيضا، ويتفاعلوا معهم ويدركون أننا واحد لأننا في الأساس واحد، ولا يوجد فرق بين أي طفل وآخر من ذوي الهمم.
ما هي برأيك التحديات الرئيسية التي تواجه مسرح الطفل اليوم، وكيف يتعامل المهرجان مع هذه التحديات؟
ضعف الإمكانيات، فلا يوجد إمكانيات مادية،ولكن الرهان طوال الوقت على العنصر البشري، وطاقة الطفل تعتبر نوع من أنواع التحدي، فكيف يمكن للطفل خروج طاقته بشكل إيجابي ومفيد وأعتقد ان هذا هو أحد مكاسب المهرجان.
كيف تتصورين مستقبل مسرح الطفل في مصر والعالم العربي، خاصة فيما يتعلق بإنشاء المزيد من المنصات مثل هذا المهرجان؟
اللطيف أنه بدأ الإهتمام بمسرح الطفل، لأنه إذا كنا نريد ثقافة ومجتمع سوي فلابد الدخول من زاوية مسرح الطفل لأن الطفل هو المستقبل، وإذا بدأ الإهتمام بمسرح الطفل فهذا شيء حميم جدا، وأتمنى أن يكون هناك منصات لمسرح الطفل في كل بقاع العالم للتبادل الثقافي.
هل يمكن أن تخبرينا عن أهمية جائزة عصام السيد للتمثيل الصوتي (الدبلجة)، وقرار إدراج هذه المسابقة ضمن فعاليات المهرجان؟
الاستاذ والمخرج الكبير عصام السيد قاة فنية كبيرة وكونه وافق على وضع اسمه على جائزة الدوبلاج في المهرجان، فهذا شيء جميل بالنسبة لنا وإضافة مهمة والحقيقة إن الدبلجة لها علاقة بأن الأطفال متعلقة بالتكنولوجيا بشكل يومي، فلماذا لا نستغل هذا التعلق بشكل إيجابي ومفيد من خلال التعليم والتدريب، فتقدم لنا الكثير من الفيديوهات وكانت اللجنة دولية اعضائها، الفنانة خدوجة صبري من ليبيا، والفنان فاضل العماني من السعودية ود. نادر الرفاعي من مصر ووجدوا أن هناك بعض الاطفال الموهوبين جدا.
مع وجود هذا التنوع في المسابقات - من النصوص المسرحية إلى القصص القصيرة والفنون البصرية - كيف تضمنين أن تكون عملية التقييم عادلة وتشجع المواهب الشابة؟
لكل فرع من فروع المسابقات لجنة تحكيم خاصة به، فالنصوص المسرحية يحكمها متخصصين في النصوص المسرحية والقصة القصيرة نفس الفكرة، والفنون البصريه لها متخصصيها فكل لجنة خاصة بذاتها وبالتالي يوجد عدل.
كيف كانت ردود أفعال المشاركين الشباب والمدارس تجاه مسابقات المهرجان؟
إقبال تاريخي وزخم هائل لم أتوقعه في المسابقات، سواء الخاصة بالأطفال فقط أو التي تتضمن فئات عمرية أكبر.