جولة فى شارع المسرح الأمريكي

جولة فى شارع المسرح الأمريكي

العدد 902 صدر بتاريخ 9ديسمبر2024

فى أحيان عديدة  تعتمد الأعمال المسرحية على أحداث الحياة. وهناك أمثلة عديدة على ذلك نعرض واحدا من أشهر الأمثلة فى شارع المسرح الأمريكى .
والمثال هنا جريمة وقعت منذ 50 عاما فى مدينة هيوستن إحدى كبرى مدن ولاية تكساس الأمريكية فى عيد جميع القديسين أو الهالوين كما يعرف فى الولايات المتحدة. وهذه الجريمة هزت الولايات المتحدة فى حينها. ومنذ هذا التاريخ استوحى كتاب السينما والمسرح والتليفزيون أعمالا عديدة منها لبشاعتها.
فى هذه الجريمة أدين رونالد كلارك أوبراين، وهو شماس كنيسة كان يعيش مع عائلته في هيوستن، باجماع هيئة المحلفين بجريمة خلط الحلوى بسيانيد البوتاسيوم في محاولة لقتل طفليه الصغيرين - الابن تيموثي، 8 سنوات، وابنته إليزابيث، 5 سنوات. وكان يهدف من وراء ذلك إلى صرف  قيمة وثيقة تأمين أبرمها على حياتهما خاصة أنه كان يشك فى نسبهما.
 وكان تيموثي الطفل الوحيد الذي أكل قطعة حلوى كاملة، وتوفي نتيجة لذلك. وأنقذت الأقدار شقيقته الصغرى اليزابيث. كما أنقذت الأقدار عددا أخر من الأطفال حيث أن اوبراين قام بتسميم أكثر من قطعة  على أمل أن يبدو الأمر طبيعيا.  

رجل الحلوى
واهتمت الصحافة الأمريكية بالحادث وأطلقت عليه لقب «رجل الحلوى».
وتم إعدام أوبراين في النهاية بعد محاكمة استمرت 10 سنوات لكن القصة المروعة لجريمته لاتزال تتردد خصوصا مع احتفالات الهالوين كل عام. وهذا العام ترددت القصة فى شكل عرض مسرحى يحمل نفس الاسم الذى حملته معظم الاعمال الفنية الماخوذة عنه وهو “رجل الحلوى”وتم افتتاح العرض فى احد مسارح سان فرانسيسكو .
والسؤال هنا ورد فى تحليل لصحيفة “اوستن امريكان ستيتسمان” التى تصدر فى مدينة اوستن عاصمة الولاية. يقول السؤال ان استلهام هذه الماساة أو غيرها من الأحداث فى  الاعمال الفنية لايجب ان يكون مجرد رواية حدث. بل يجب أن يكون مدخلا للتعامل مع قضايا عديدة اجتماعية أو سياسية أو غيرها والا فقدت هذه الأعمال معناها ولايتحقق الهدف منها.

أشكال
ويقول الناقد المسرحى للجريدة انه لاحظ أن بعض الأعمال التى شاهدها فى عدة وسائط كالسنيما والتليفزيون وليس المسرح فقط كانت تعرض القصة بشكل مثير ولاشئ بعد ذلك. ويرجو الا يكون العرض المسرحى الجديد الذى لم يشاهده بعد قد وقع فى نفس الخطأ.
ويستدعى الناقد  عدة أمثلة دون ذكر اسم محدد لعمل فنى. فقد ركز أحد الأعمال على مشهد  أوبراين- وكان فى الثلاثين من عمره وقتها وهو يساعد ابنه تيموثي في ??فتح أنبوب الحلوى.
 ويشكو الصبي الصغير من أن الحلوى مذاقها مر،  ثم  يمسك الشماس  بكأس من  الماء ويتظاهر بمحاولة غسل الطعم المر من فم ابنه  ثم يضع ابنه في الفراش متظاهرا بأنه تماثل للشفاء وهو يعلم انه فى النزع الاخير. وهناك بعض المشاهد الاخرى المثيرة مثل وقائع محاكمته ولاشئ بعد ذلك.

أسباب
وهناك بعض الأعمال الأخرى التى عالجت بالفعل بعض قضايا المجتمع الأمريكى مثل أعمال ناقشت الأسباب التى جعلت اوبراين يقدم على هذه الجريمة وفى مقدمتها كما ذكرنا الحصول على قيمة وثيقة التأمين. وهناك أعمال ناقشت شك الأب فى نسب طفليه ومشكلة سعى الأباء فى الولايات المتحدة إلى التحقق من نسب أبنائهم بطرق مختلفة تكون مضحكة أحيانا مثل الحصول على شعر من الأبناء أو على حفاضات وغيرها لإرسالها لتحليل الحامض النووى (الدنا).  
وحاولت بعض الأعمال إزالة أى تعاطف مع اوبريان باعتباره شماسا فى كنيسة فتظهره فى صورة الشخص غير المتدين الذى عمل شماسا فى الكنيسة لتحقق مصالح شخصية.


ترجمة هشام عبد الرءوف