حدث فى المسرح البريطانى

حدث فى المسرح البريطانى

العدد 903 صدر بتاريخ 16ديسمبر2024

  اتفق الجمهور والنقاد على أنها دون المستوى فكانت نهايتها المبكرة قبل موعدها المقرر بشهرين وبعد أقل من شهرين من بدء العرض تحاشيا للمزيد من الخسائر. إنها تجربة مسرحية تستحق أن تروى للتعرف على المشاكل التى يمكن أن تواجه العروض المسرحية وتعجل بنهايتها وكف يمكن للنقد أن يلعب دوره فى نجاح العمل المسرحى أو فشل.
المسرحية هى “الليلة الافتتاحية” وهى مأخوذة عن فيلم بنفس الاسم يعود تاريخه إلى 1977. وهى من تأليف الكاتب والمخرج المسرحى البلجيكى ايفو فان هوف وهو أيضا مخرج العرض البريطانى.  وكانت  تعرض على مسرح  جيلجود فى لندن.
والمسرحية من بطولة النجمة البريطانية الشهيرة شريدان سميث (44 سنة )وهى ممثلة ومطربة شهيرة ذات إنتاج غزير فى السينما والتليفزيون والمسرح. وكانت تجسد فى المسرحية دور البطولة وهو شخصية البطلة ميرتل جوردون التى جسدتها فى الفيلم النجمة الراحلة جينا رولاندز (1930 – 2024).

محاولات
 وسعت شريدان إلى إنقاذ المسرحية من الإغلاق المبكر بجهود متنوعة منها الإدلاء باحاديث إلى عدد من الصحف ومحطات الاذاعة والتليفزيون البريطانية دعت فيها الجمهور إلى الاقبال على المسرحية وعدم الالتفات للنقد الذى وصفته بغير الموضوعى   فى الصحف البريطانية والذى جاء فيه ان المسرحية بطيئة الايقاع ومملة.
وأعربت عن أسفها لأن  عددا ممن شاهدوا المسرحية عبروا عن آراء سلبية مماثلة فى تصريحات للصحف ومحطات التليفزيون. وقال بعضهم أنهم غادروا المسرح لهذا السبب. ولم تفد توسلاتها واضطرت الفرقة  المنتجة إلى انهاء العرض تجنبا للمزيد من الخسائر.   

إشادة ولكن
وجاء ذلك رغم ان النقاد اشادوا بأدائها فى المسرحية خاصة فى مشهد الترنح من السكر فى الشارع. وهذا المشهد هو المشهد الوحيد فى المسرحية الذى تم تصويره فى الشارع وعرض على شاشة فى المسرح.
 لكن هذه الاشادة لم تكن كافية لانقاذ  العرض من الاغلاق المبكر. وكانت تجربة مؤلمة بالنسبة لها على المستوى الشخصى كادت تفقدها الثقة فى نفسها وتجعلها تشعر بانها وصلت إلى سن الشيخوخة بالفعل. و اعاد ذلك  إلى ذاكرتها تجربة مماثلة  تعرضت لها فى 2016  مع مسرحية غنائية اخرى هى “فتاة مرحة”. توقف عرض المسرحية قبل موعدها لنفس السبب رغم اشادة النقاد بأدائها ايضا.
 قال عنها ناقد ايفننج ستاندارد  انها مسرحية غنائية كئيبة ومربكة ومتغطرسة، ومعادية للنساء بشكل خفي،  تدور حول ممثلة تذهب دمرت نفسها بنفسها. وأضاف أن العرض بدد  مواهب كل من شارك فيها، حتى أنها كسرت قدرة شيريدان سميث الفريدة على التواصل مع الجمهور”.
وقال عنها ناقد الديلى اكسبريس انها عرض ضعيف لم تنجح الموهبة الرفيعة التى تتمتع بها شريدان سميث فى التغطية على عيوبه الواضحة.
وقال عنها ناقد التلجراف إن شيريدان سميث ابهرت  المشاهدين، ولكن هذه المسرحية عبارة عن فوضى متكلفة ومعقدة. وأضاف أن المخرج لم يهتم بالاعداد المناسب للمشاهد.
وقالت عن المسرحية  ناقدة الفايننشيال تايمز إنها  عرض  يتناول الحاجة إلى التواصل - ومع ذلك يفشل في التواصل عاطفياً.
 وقالت ناقدة الاندبندنت  انه عرض ضعيف لكنه يتميز بالاجادة فى بعض الاوقات.
وقال ناقد الديلى ميل “يبدو الأمر وكأن هذه المسرحية الموسيقية الجديدة الغامضة التي تم عرضها في ويست إند الليلة الماضية كانت مصممة لتدمير  بطلتها الرائعة، شيريدان سميث.
وكانت ناقدة  الجارديان الوحيدة تقريبا التى اشادت بالعرض. قالت “هذا إنتاج أصلي للغاية، غريب الأطوار مثل الفيلم ولكنه أيضًا إبداع كيميائي خاص به، أكثر حيوية في هذا التجسيد الموسيقي. ودعت جمهور المسرح إلى انتهاز الفترة الباقية على نهاية العرض فى مشاهدة المسرحية والاستمتاع بها.     

دفاع
بدوره دافع المخرج ايفو عن العرض وقال انه عرض جيد وان شيريدان تستحق التحية لانها قبلت ذلك الدور المعقد. .كما اجاد الممثلون الاخرون فى تجسيد الشخصيات. وكانت الموسيقى معبرة ورائعة من اعمال الموسيقار الكندى روفوس رايت. وفى النهاية جاءت الرياح بما لاتشتهى السفن.   واضاف انه قرر تخفيض اسعار  تذاكر العرض رغم الخسائر ليتيح الفرصة لاكبر عدد الجمهور لمشاهدة العرض.     
وتدور احداث المسرحية حول  الفنانة المشهورة ميرتل جوردون هي ممثلة مشهورة ولكنها تعانى اضطرابات  في منتصف العمر. وكانت تجرى بروفات لمسرحية جديدة تسمى المرأة الثانية لعرضها على برودواي. أثناء مغادرة المسرح بعد العرض، تلاحقها نانسي احدى معجباتها   في الشارع فتصدمها سيارة ةتصبها باصابات خطيرة . وتتعرض ميرتل لاهانات من أسرة الفتاة رغم محاولتها الاطمئنان عليها مما يسبب لها ألما نفسيا .
ويبدأ عرض المسرحية  فيفاجا الجميع بانها ترتكب اخطاء عديدة اثناء العرض منها الخروج على النص. وتحاول صديقتها الأديبة سارة جود اخراجها من المشكلة بلاجدوى.
 وفى الليلة التالية تصل ميرتل إلى المسرح فى حالة سكر وتتوالى الاحداث عندما ترتجل فصلا كاملا مع بطل العرض ينال اعجاب الجمهور الذى يصفق لها بحرارة.


ترجمة هشام عبد الرءوف