العدد 904 صدر بتاريخ 23ديسمبر2024
في إطار الموسم المسرحي 2024-2025 بالهيئة العامة لقصورالثقافة، وبإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، يقدم إقليم القاهرة الكبرى وفرع ثقافة بني سويف العرض المسرحي «عرض حال»، تأليف صلاح عتريس وإخراج مصطفى الشطوي، لبيت ثقافة الفشن. العرض من إنتاج الإدارة العامة للمسرح وبإشراف الإدارة المركزية للشؤون الفنية.
قال المخرج مصطفى الشطوي «تدور أحداث العرض حول حادثة حقيقية وقعت في إحدى قرى الصعيد، تناقش قصة الشك والخيانة من قِبل الزوج، الذي يعتمد على دليل واحد يثق فيه وحده، في حين ينكره الجميع، يلجأ الأطراف إلى «البَشعة»، وهي عادة قديمة منتشرة بين البدو وبعض قرى الصعيد، تُستخدم للتفريق بين الصادق والكاذب، أو للحكم بين السارق والأمين».
أوضح «ما شدني لتقديم هذا العرض بشكل مختلف هو إمكانية أن تأتي كلمة واحدة من المبشِّع (القائم على البشعة والمحكِّم) لتقرر مصير الزوجة؛ فقد تُدان بالخيانة أو يُصدَّق الزوج. وهذا يطرح تساؤلًا حول دور العقل في زمننا هذا، حيث أدى إلغاؤه إلى التفكك الأسري داخل العائلة الواحدة، وضياع القيم والأخلاق التي تحيط بها».
وأشار «الموسيقى والأغاني مأخوذة من الواقع والبيئة المحيطة، مما يعزز ارتباط العرض بجمهوره. أما رسالتي التي أسعى إلى إيصالها فهي: ضرورة إعمال العقل والحكمة في اتخاذ قراراتنا، بدلًا من الجهل بالقوانين الوضعية والعُرف، والتخلي عن اللجوء إلى الدجل والشعوذة في الحكم على أمور حياتنا».
ويكمل «أن هذه الرسالة هي الأهم بالنسبة لي، وأرى أنها ستصل للجمهور بوضوح لأنها تمس حياتهم اليومية وعاداتهم. كما أود تسليط الضوء على نقطة أخرى تتعلق بزواج التبادل، حيث يتم الزواج بناءً على مبدأ «خذ ابنتي وأعطني ابنتك» دون مراعاة رأي الطرفين، وهو أمر يحتاج إلى مراجعة ووعي أكبر».
اختتم المخرج مصطفى الشطوي حديثه قائلًا«التحديات كثيرة، لكننا نتعامل معها ونحاول حلها بقدر الإمكان. كل عمل قمت بتنفيذه يحمل شيئًا مميزًا، وأهم ما يميزني أنني أبحث عن قضايا تمس جمهورنا. فنادرًا ما أختار نصوصًا أجنبية، رغم تغير نوعية الجمهور. أما مفردات الإخراج المسرحي، مثل الإضاءة والموسيقى والديكور، فهي أدواتي الأساسية لتوصيل رسالتي والتأثير على الجمهور. وبالنسبة للمدارس الإخراجية، فلا أتمسك بمدرسة معينة، بل أخرج ما أشعر به وأحسه ليصل إلى الجمهور. لكن إذا نظرنا من زاوية أكاديمية، فأنا أميل دائمًا إلى مدرسة بريخت، لأنها تساعدني على التفاعل مع الجمهور بشكل مباشر وجعله واعيًا بما يشاهده».
قالت الممثلة تغريد أحمد مختار«وافقت على أداء هذا الدور لأنه جذبني بشدة، إذ أن شخصية وهيبة شخصية معقدة للغاية وبعيدة تمامًا عن شخصيتي الحقيقية، مما جعلها تمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لي، ومن هذا المنطلق قررت التحضير لهذا الدور سوف يكون تحديًا حقيقًيًا، لا سيما أن الشخصية كانت صعبة وتتطلب دراسة عميقة، وقد قرأت الكثير وبحثت كثيرًا حتى تمكنت من استيعاب بعض المعلومات التي ساعدتني على بناء الشخصية وتجسيدها بشكل مناسب».
وأوضحت «النص المسرحي يحمل رسالة درامية هادفة، من بين هذه الرسائل تسليط الضوء على التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي التي سيطرت على عقول الكثيرين، إلى جانب مناقشة بعض العادات الخاطئة لدى أهل الصعيد».
واختتمت «المسرح بالنسبة لي ليس مجرد وسيلة للتأثير في حياة الناس، بل هو الحياة نفسها. إنه يقدم فنًا هادفًا يحمل رسالة عميقة بإمكانها إحداث تغيير حقيقي في حياة الكثيرين».
قال عمر حسن، ممثل فرقة الفشن المسرحية، عن دوره في العرض «ما جذبني للدور هو كونه مختلفًا تمامًا عما قدمته سابقًا على المسرح. أغلب الأدوار التي قمت بها كانت كوميدية، أما هذا الدور فبعيد تمامًا عن الكوميديا، مما جعله تحديًا كبيرًا بالنسبة لي».
وأضاف «قمت بالتحضير للشخصية بشكل جيد؛ بدأت بدراسة النص ووضع أبعاد مختلفة للشخصية وتصورات ساعدتني خلال البروفات المكتبية على تجسيد الدور. لم أرجع إلى مراجع أكاديمية، لكنني استفدت من خبرات عديدة أضافها لي أساتذتي، مثل الأستاذ مصطفى الشطوي مخرج العرض، والأستاذ صلاح عتريس مؤلف النص، بالإضافة إلى الأستاذ أحمد أبو العلا مدير الفرقة، وزملائي الفنانين المشاركين في العرض».
واختتم قائلاً «النص قوي للغاية ويناقش قضية مهمة، يدور النص حول ظاهرة زواج الأقارب في المجتمعات الريفية، وهو أمر شائع جدًا، ورغم ذلك كثير من هذه الزيجات لا تتم برضا الطرفين، سواء الشاب أو الفتاة. لكن تدخل الأهل وحرصهم على إبقاء الإرث داخل العائلة يجعل هذه الزيجات تُفرض قسرًا، مما يؤدي لاحقًا إلى مشكلات كبيرة بين الزوجين، وهو ما يناقشه نص العرض المسرح لا يلعب دورًا واحدًا فقط، بل يؤدي جميع الأدوار التي تسهم في توعية الأفراد وتغيير سلوكهم. المسرح يحمل رسالة متعددة الأبعاد، تجمع بين الفن والتأثير المجتمعي».
يقول عمر نور، أحد أبطال العرض المسرحي «بدأت الاستعداد للعرض عن طريق المعرفة الجيدة بالشخصية التي تعيش في صعيد مصر، حيث قمت بالقراءة والدراسة المتعمقة لفهمها. حينما بدأت العمل على هذه الشخصية، وجدت صفات مشتركة بيننا».
أوضح «أما عن الشخصية التي أقدمها في العرض، فهي شخصية مخلوف، الحفيد الأكبر للعزيزة سيدة الكفر. يتعرض مخلوف لموقف ينتهزه كفرصة للتخلص من كافة الإهمال الذي تعرض له هو ووالدته ووالده، ولو كان ذلك على حساب العزيزة نفسها، رغم عشقه الشديد لها. كما يستغل الغِلّ الذي يحمله تجاه مرتجى والحاج عثمان، رغم إدراكه أنه قد يخسر زوجته وحبيبته ضحى بسبب هذا الموقف».
وأكد «هناك طرق يتطرق إليها العرض المسرحي لحل المشكلات، من أهمها عدم الإكثار من الحديث عن هذه المشكلات والتركيز على وضع حلول تلائم العقل والمنطق».
واختتم قائلاً «المسرح رسالة جميلة وسهلة الفهم. المسرح يمنحك سعادة لا مثيل لها. يعني، بالعربي، أكون في أسعد لحظات حياتي عندما أكون أمام الجمهور وعلى خشبة المسرح».
قال الممثل حسام جوهر «حينما قرأت النص، انجذبت كثيرًا لهذا الدور. الشخصية تميل قليلاً إلى التسلط، بالإضافة إلى ذلك لم أجد تحديًا كبيرًا في التحضير لهذا الدور، لأنني من الصعيد، وهذه الشخصيات التي يتحدث عنها العرض المسرحي أقابلها شبه يوميًا».
وأوضح «هناك جوانب مشتركة وجدتها بالفعل أثناء القراءة، تمثلت في الجانب الفيزيائي للشخصية، بمعنى أدق الجانب الجسماني، بالإضافة إلى العمر».
وأكد «يناقش العرض المسرحي العديد من الرسائل المعاصرة، مثل الإجبار على الزواج والمشكلات التي تسببها الهواتف المحمولة. ومن المتوقع أن أرى تأثير هذا العرض على الجمهور، فقد قدمنا عروضًا مشابهة لقضايا مختلفة ووجدنا تأثيرًا إيجابيًا».
واختتم « المسرح مقصر في حق الجمهور، حيث إن المسرح الخاص بنا في الفشن تم إغلاقه بأمر من الثقافة الجماهيرية، وحتى اللحظة الحالية لا أعرف المكان الذي سيتم فيه عرض المسرحية. أتمنى أن نجد قريبًا مأوى لنا نحن الممثلين والجمهور».
قال الملحن محمد صلاح «ما جذبني لقبول تلحين المسرحية هو وجود نص قوي وأشعار متميزة، بالإضافة إلى العمل مع مخرج يمتلك خبرة كبيرة مثل الأستاذ مصطفى، والشاعر المحترم الذي قام بكتابة الأشعار».
ويضيف صلاح«التحديات تكمن في أن أصنع لحنًا قويًا يوازي قوة النص والأشعار».
وأوضح «أعيش الأجواء الدرامية كأنني واقف معهم على المسرح، لدرجة أنني أثناء العمل في الاستوديو أحيانًا أحاول أداء مشهد معي لأشعر باللحظة الدرامية وأعيشها، مما يساعدني على إنتاج موسيقى تتناسب مع المشهد داخل العمل، وعلاوة على ذلك لا غنى عن التراث، لكنه بحاجة إلى كثير من الابتكار الذي يتماشى مع التطور الموسيقي الذي نعيشه اليوم».
واختتم قائلاً «تؤثر البيئة الاجتماعية بتشكل في خيالنا في صناعة اللحن وبتأثر تأثير قوي جدا في شكل اللحن الخارج، لأننا جميعًا ننتمي إلى بيئات وثقافات مختلفة».
العرض المسرحي عرض حال من تأليف صلاح عتريس وإخراج مصطفى الشطوي، ديكور حسين راشد، أشعار أحمد هيكل، وألحان محمد صلاح،وشارك في العرض المسرحي : تغريد أحمد مختار، عمر حسن، عمر نور، حسام جوهر، رغدة أحمد، ونخبة من الممثلين.