العدد 905 صدر بتاريخ 30ديسمبر2024
يعد عرض “سيل” من أبرز العروض المسرحية التي تم إنتاجها في إطار مبادرة “بالفن نقدر نغير”، التي أطلقها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي. يهدف العرض إلى توعية الشباب بمخاطر المخدرات وتأثيراتها السلبية على الصحة النفسية والجسدية، فضلاً عن مساعدة المتعافين على إعادة دمجهم في المجتمع. من خلال النص المسرحي المستوحى من “المزاد” للكاتب ميخائيل رومان، يعرض العرض الواقع المؤلم للإدمان في قالب درامي يعكس فقدان الحرية والتحكم، ويطرح رسائل قوية حول ضرورة مواجهة الأوهام والشائعات التي يروجها تجار المخدرات. في هذا السياق، يتحدث المخرج عمرو حسن عن تفاصيل عرض “سيل” وأهدافه الفنية والتوعوية.
عرض سيل عن رائعة المزاد للكاتب ميخائيل رومان، إشراف عام د. عمرو عثمان، إشراف علمي د. إبراهيم عسكر ، د. أحمد الكتامي، إضاءة عز حلمي، أشعار محسن عموشه، ألحان وتوزيع محمد ذكي، ملابس عبد الله محروس ، وتامر عفيفي، ديكور أحمد حبيب ، وتنفيذ الديكور صنع بأيدي المتعافين،مخرج منفذ محمد شوقي، أشرف عمرو، مساعد مخرج صافي، حسن علي. إعداد وإخراج عمرو حسن.
والعرض بطولة سامح حسين، تمثيل عبدالمنعم رياض، إيمان غنيم، سهيلة الأمور ، محمد مبروك يوركا، محمد مصطفى تيكا.
كيف نشأت فكرة عرض “سيل”، وما الذي دفعك لاختيار موضوع المخدرات بشكل خاص؟
عرض سيل هو إنتاج صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، وبالتالي هو عرض موجه للتوعية بمخاطر تعاطي وإدمان المواد المخدرة.
كيف تم تطوير النص الفني لهذا العرض؟ وهل كان هناك تركيز خاص على نقل رسائل معينة للشباب؟
عرض سيل مأخوذ عن النص المسرحي المزاد للكاتب الكبير ميخائيل رومان، وتم إعداده بما يتماشى مع أهداف العرض حيث أن النص الأصلي يهدف إلى الحرية وأيضا النص المعد، ولكن كان من الضروري أن نضع بعض الرسائل الهامة، والتي توضح الخسائر المادية والإجتماعية والصحية والنفسية لمتعاطي المخدرات، وكان من المهم أن نواجه من خلال العرض الشائعات المروجة لثقافة تعاطي المخدرات لاسيما بين الشباب، مثل أن المخدرات ستصنع منك “ شاب كول”، ولديك قبول، وأن المخدرات ستجعلك أكثر جرأة وشجاعة ، وتأثيرها على القوة الجنسية والبدنية وغيرها من الشائعات التي يروج لها تجار هذه السموم لاستقطاب الشباب.
فيما يتعلق بمبادرة “بالفن نقدر نغير”، كيف تساهم الأنشطة الفنية في رفع الوعي حول مخاطر المخدرات بين الشباب؟
هذه المبادرة من أهم المبادرات التي أطلقها الصندوق، وذلك لإيمانه بدور الفن الهام في توعية وتثقيف الجمهور وهذا يظهر مع كل نشاط فني داخل المبادرة.
والجميل في هذه المبادرة أنها تعتمد على التفاعل في كل أنشطتها الفنية المختلفة.
ما هو الهدف الرئيسي من استخدام الفن والمسرح كأدوات توعية في هذه المبادرة؟ وهل تعتقد أن الفن يمكنه تغيير السلوكيات في المجتمع؟
الهدف الرئيسي من استخدام الفن والمسرح كأدوات توعية، هي أن الفن الجاد يتميز بتأثيره المباشر على الجمهور ، خاصة إن العرض المسرحي سيل يقدم تناول درامي رشيد لقضية المخدرات، حيث يعرض الآثار السلبية الناتجة عن تعاطي المخدرات بشكل فني جذاب ومؤثر، ومما لاشك فيه إن الفن قادر على تغير سلوك الأفراد داخل المجتمعات، وقد ظهر ذلك جليا مع تطور الوسائط والوسائل الفنية الحديثة، وذلك من خلال مسح تم على طلاب المرحلة الثانوية قام به صندوق مكافحة الإدمان لتحديد الأنشطة الوقائية التي يقدمها قطاع البرامج الوقائية لهذه الفئة، وكانت المفاجأة إن نسبة كبيرة من الطلاب الذين تم تطبيق الاستبيان عليهم أكدوا إن المعلومات الخاصة بالمخدرات تلقوها من خلال مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات داخل الدراما التلفزيونية، وذلك يوضح دور الفن والدراما وتأثيرهم الكبير على المجتمع.
هل تجد أن المسرح والفن بشكل عام يمكن أن يكون لهما تأثير كبير في تصحيح المفاهيم المغلوطة حول المخدرات، خاصة بين فئة الشباب؟
بالتأكيد فالمسرح والفن بشكل عام لهما تأثير قوي وكبير في تغيير وتصحيح المفاهيم المغلوطة، فعلى سبيل المثال الحملات الإعلانية التي تطرح سنوياً في شهر رمضان وعلى رأسها حملة اللاعب محمد صلاح ومدى تأثيرها ودعمها وكسر أسطورة أن الإقلاع عن الإدمان شيء مستحيل، ففكرة التوجيه باستخدام الفن لمواجهة المفاهيم المغلوطة هذا يحدث وما يؤكده في الدراما عندما يتعرض المشاهد لمدة 29 يوماً لثقافة مغلوطة بشكل غير مباشر من خلال بطل المسلسل في نجاحاته ونشاطه، وفي الحلقة الأخيرة نشاهد انهياره ومشكلاته الحقيقية. ولكن في المبادرة ومن خلالها المسرحية نشاهد هذه التأثيرات مباشرة ونتناولها في إطار رشيد من خلال تداعياتها.
عرض “سيل” يحمل رسالة قوية حول “إنعدام الحرية” والعبودية للمخدرات. كيف تم دمج هذه الفكرة في العرض الفني؟ وهل لاقت صدى قويا بين الجمهور؟
نقول دائما أن أي شخص دخل في دائرة المخدرات وأصبح عبدا لها فأصبحت المخدرات هي المتحكمة فيه ككل وهذه هي حقيقة الأمر في الواقع بعيدا عن الفن. والفكرة أن نأخذ عدم الحرية في شخصية حمدي والمتحكم فيه هو المخدرات هذه الفكرة لاقت قبول واستحسان الجمهور من الفئات المستهدفة من العرض، وخاصة الشباب، لأنها رأت تأثير المخدرات وسلبها للحرية، وجعلته شخص غير قادر على اتخاذ أي قرارات، وأصبح عاجز كلياً أمام المخدرات. وهذا أشاهده في عيون وتساؤلات الجمهور بعد العرض، وفي إعجابهم بالحالة المسرحية، لأنهم يشاهدون البطل يعاني بالفعل من التدخلات السلبية وهلاوس سمعية وبصرية، وعجزه أمام اتخاذ أي قرارات، فالبطل طوال فترة تناوله للمخدرات هو شخص ناجح جداً من وجهة نظره، وفي خياله فقط. على عكس الحقيقة التي يشاهدها الجمهور، وبالتالي صدى هذه الحالة قوي جداً.
كيف استقبل الطلاب العرض، وما هي أبرز ردود الفعل حول العرض ؟
الطلاب يستقبلون العرض بحفاوة شديدة لأننا نقدم العرض في إطار فني جذاب يليق بهم وإبداعاتهم وبحياتهم وهم حريصين على الأسئلة بعد العرض حول التواصل مع كيفية العلاج والسؤال عن الخط الساخن لخدمة التعافي من الإدمان، فتنوع الرسائل في العرض صنع جذب للشباب ونعمل استبيان بعد كل عرض وكانت النتائج مبهرة عن مدى الاستفادة من العرض وبدون مبالغة فكانت النتيجة أكتر من 95% من الجمهور أن رؤيتهم تغيرت تمام عن قضية المخدرات بعد مشاهدة العرض.
ما هي الخطة المستقبلية لتوسيع هذه المبادرة، وهل هناك استراتيجيات لتفعيل هذا العرض في مدارس أو جامعات أخرى؟
نطمح أن نغطي أكبر عدد من الجامعات وأن نصل إلى الجمهور العام والمدارس للمرحلة الثانوية. وإن شاء الله يكون لدينا شراكات مع وزارة التعليم العالي، وزارة التربية والتعليم، وزارة الشباب الرياضة، وزارة الثقافة وقطاعاتها المختلفة، وعلى رأسهم قطاع البيت الفني للمسرح وقطاع الثقافة الجماهيرية. فنحن نأمل أن تكون الخطة المستقبلية بداية من الترم الثاني أن نقدم 15 ليلة عرض داخل جامعات بني سويف والفيوم وبورسعيد والسويس والإسماعيلية. وفي الترم الثاني نغطي أكبر عدد من الجامعات والمسارح الخاصة بوزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة.
كيف ترى دور الفن في مكافحة الإدمان بشكل عام؟ وهل يمكن أن يكون له تأثير أكبر من الحملات التوعوية التقليدية؟
دور الفن مهم جداً في تغيير الاتجاهات والتأثير بشكل إيجابي. إذا تم التعامل مع القضايا المجتمعية ككل بتناول رشيد، أن يكون لدينا رؤية أشمل لكي نكون قريبين من الناس، فكلما كان الفن قريب من الناس كان التأثير أكبر. وبالتالي الفن له دور كبير في تغيير المواقف السلبية. فكل حملات التوعية في كل المجالات تقوم على أساس فكرة فنية مبدعة لتوجيه السلوك بشكل إيجابي.
هل ترى أن مثل هذه العروض يمكن أن تصبح جزءًا أساسيا من استراتيجية التوعية الوطنية لمكافحة المخدرات؟
لها أهداف كثيرة، منها المكون الثقافي الذي أتشرف أن أكون جزءا منه. وبالطبع لا يوجد شك أن العروض هي جزء أساسي وحقيقي من هذا المكون، سواء عرض سيل أو مجموعة عروض الأطفال التي يتم تنفيذها، أو المسابقات الفنية التي ستطرح في الفترة القادمة. وبإذن الله سيكون للمسرح دور كبير، ونتمنى أن نكون قادرين على تغطية قطاعات كبيرة بالمسرح ونصل إلى فئات كثيرة مستهدفة بعروضنا الفنية والمسرحية.
كيف تقيم نتائج العمل المشترك بين الفن والمؤسسات الحكومية في معالجة قضية المخدرات؟
في الفترة الأخيرة، مؤسسات العمل المشترك أو نتائج العمل المشترك من المؤسسات الحكومية، أنا أرى إنها في عصر ازدهار. فهناك شراكة فعالة بين صندوق مكافحة الإدمان ووزارة التضامن ووزارة التعليم العالي ووزارة الشباب ورياضة ووزارة الثقافة. فأود أن أشكر كل من شارك واستضاف ودعم العرض لأن هذه هي الشراكة الحقيقية. فالفترة الأخيرة تعتبر فترة قوية في تشبيك المؤسسات الحكومية ليكون هدفها مواجهة قضية المخدرات.