«ولاد بهية» عرض مسرحي يعكس واقع المجتمع المصري بعيون فنية

«ولاد بهية» عرض مسرحي يعكس واقع المجتمع المصري بعيون فنية

العدد 906 صدر بتاريخ 6يناير2025

في إطار الموسم المسرحي 2024-2025 بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وبإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، يقدم إقليم القاهرة الكبرى وفرع ثقافة بني سويف العرض المسرحي (ولاد بهية) تأليف السيد فهيم،وإخراج محمد حسب النبي، لقصر ثقافة أبو صير، العرض من إنتاج الإدارة العامة للمسرح وبإشراف الإدارة المركزية للشؤون الفنية.
يقول المخرج محمد حسب النبي«تدور أحداث العرض المسرحي حول امتداد قصة ياسين وبهية، حيث تمتد القصة هنا لتشمل أولاد بهية بعد وفاة ياسين، وما الأحداث التي واجهوها بعد وفاته».
ويضيف«الإلهام الرئيسي لهذا العرض المسرحي يكمن في كونه مرآة للأحداث المعاصرة التي يعيشها الشعب المصري حاليًا. نجد انقسامات بين الأفراد، حيث يحمل كل فرد فكرة معينة يسعى لفرضها على الجميع. ومع ذلك، فإن جميع هؤلاء الأشخاص في النهاية هم أبناء بهية. هذا التفكك قد يؤدي بنا إلى الأم، وهي بهية، وإذا سقطت بهية، ستسقط بأبنائها. لذلك، لا بد من وجود وعي».
واختتم بقوله«أتمنى أن تؤثر المسرحية في الجمهور، وأن تُقدَّم الفكرة ببساطة شديدة، لأن جوهر المسرح يعتمد على الممثل والجمهور. أما الأدوات الأخرى، مثل السينوغرافيا، الإضاءة، والكيروجراف، فهي وسائل تخدم العرض المسرحي. هذه تجربة فنية ذات طابع شعبي، وقد قصدتُ في إخراج هذا العرض استخدام بعض الطقوس الموروثة في الصعيد، مثل طقوس السبوع، والفرح، والميتم، إلى جانب الأدوات التقليدية مثل الربابة والفأس، وديكور مستوحى بالكامل من أجواء القرية المصرية».
يقول طارق حسين «جذبني لهذا العرض المسرحي موضوع حب الذات وحب الآخرين. بجانب ذلك، كان العرض يشكل تحديًا شخصيًا لي، يتمثل في كيفية إقناع الجمهور بالرغبة في حب الخير ونشره في المجتمع وتشجيع الإيثار. كما أن هناك جوانب مشتركة بيني وبين الشخصية التي أؤديها، وخاصة الجانب العاطفي الذي عشته في فترة من حياتي».
ويضيف «الفكرة الأساسية هي أن الخير ليس متمثلًا في شخص بعينه؛ فالأشخاص يموتون، ولكن الأفكار لا تموت، خصوصًا عندما تلعب دورًا إيجابيًا في تنمية المجتمع وتحفيز نشر الخير».
واختتم بقوله«هدفي هو توضيح الفكرة للجمهور عن طريق إبراز الشخصيات وتقديم الأفكار بطريقة مبسطة وسهلة، بما يتماشى مع الدور الذي تدور حوله أفكار المسرحية والدور الأساسي الذي يلعبه المسرح في حياتنا».
تقول أسماء حسن«ما جذبني في هذا الدور هو أنه شيء لم أقم به من قبل، وأردت أن أخوض التجربة، بالإضافة إلى أنني أحببت الدور كثيرًا. لقد حضرت للشخصية من خلال قراءة النص بعناية والتعايش الكامل مع الدور».
وتضيف«لا توجد جوانب مشتركة بيني وبين الشخصية، ولكن النص جميل جدًا، والرسالة التي يحاول إيصالها مهمة للغاية. الرسالة تدعو إلى حسن الظن بالآخرين، والاستماع إلى آرائهم، وتؤكد أنه لا ينبغي إجبار الفتيات على الزواج، بل يجب الاستماع إليهن. هذا ما أحاول إيصاله من خلال شخصيتي في المسرحية».
وتستكمل«بالطبع، للمسرح دور كبير في التوعية، فكل نص مسرحي يجب أن يحمل رسالة. المسرح يساهم في تغيير سلوكيات الناس لأنهم يتعلمون مما يشاهدونه. لذلك، من المهم أن نقدم عروضًا مسرحية باستمرار وفي أوقات مناسبة لضمان حضور أكبر عدد من الناس واستفادتهم».
وأشارت «الشخصية التي أجسدها، صفية، سمعت عنها كثيرًا في الواقع. فهي شخصية حقيقية عايشتها العديد من النساء. وبالطبع، المخرج المتميز الأستاذ رزق يساعدنا بشكل كبير للوصول إلى تجسيد الشخصية المطلوبة على أكمل وجه».
واختتمت بقولها «أتعامل مع المشاعر بشكل حقيقي، لأن هذا هو ما يبرز الممثل الحقيقي. بمجرد صعودي على خشبة المسرح، أصبح صفية بالكامل وأعيش الشخصية بكل تفاصيلها، متجاوزة شخصيتي الحقيقية. أما عن التحديات، فبلا شك لها جانبان، إيجابي وسلبي. لكن عندما تفهم المسرح جيدًا وتتعامل معه بذكاء، تشعر وكأنه بيتك، تعرف كيف تتحرك فيه وكيف تتعامل مع تفاصيله».
تقول أم هاشم سعد «الذي جذبني إلى هذا الدور هو أن الدور الصعيدي محبب لدى الكثيرين، وقد مثلت دورًا آخر صعيديًّا فيما مضى في مسرحية ‘سلطان الحرافيش’. فكنت أسعى إلى تطوير اللهجة الخاصة بالصعيد.” وتضيف «استعنت ببعض الملاحظات من بعض المسلسلات لتقوية هذه اللهجة».
وأشارت «هناك جوانب مشتركة بيني وبين هذه الشخصية، حيث إنني أمتلك لغة القيادة والصبر. يسعى النص المسرحي إلى توضيح بعض جوانب الحياة في الصعيد». وتكمل «يعتبر المسرح همزة الوصل بين الممثل والجمهور في لحظة تتسم بالحياة».
واختتمت «أتمنى عودة الجمهور إلى المسرح مرة أخرى، حيث إنه يساعد على توجيه الأفكار سواء كانت بصفة مباشرة أو غير مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، يجب اختيار النصوص التي تلائم كل منطقة بناءً على ثقافتهم وأفكارهم ومعتقداتهم».
تقول هدى جمال «الدور جميل جدًا، فهو يجسد شخصية المرأة الصعيدية البسيطة التي تخاف على أولادها. ورغم الصعاب التي تواجهها، استطاعت أن تربي أولادها. بالطبع، هناك صراعات كثيرة ستواجهها الشخصية. لم أستعن بأي شيء لتحضير الدور، لأنني أمارس التمثيل المسرحي منذ 8 سنوات، والمسرح بالنسبة لي هو حياة».
واختتمت قائلة «أما عن الجوانب المشتركة بيني وبين الشخصية، فأهمها أنني، مثلها، أم. النص المسرحي جميل جدًا، ويوجه رسالة مهمة للجمهور، وهي أننا يجب أن نخاف على بعضنا البعض، ونتمنى الخير للآخرين، وأن نتحد جميعًا كيدٍ واحدة من أجل بلدنا».
يقول الشاعر أسامة بدر«نص أولاد ياسين وبهية يعتمد على التيمة الشعبية، ويرتكز على سيرة شعبية معروفة، وهي حكاية ياسين وبهية. تخيلتُ امتداد سيرة ياسين في أولاده، وحاولت التعبير عن الشخصيات والمواقف الدرامية بما يتوافق مع رؤيتي للعمل، وكذلك رؤية المخرج، التي تلاقت رؤانا في أغلب المواقف التي احتاجت إلى غناء أو مربعات للكورس».
ويكمل «اعتمدتُ في كتابة الأشعار على التيمات والأساليب الشعرية المناسبة للحكي الشعبي، وخاصة الحكي الصعيدي. تنوعت الأشعار بين المربعات، والواو، والموال السباعي بأنواعه، مع استخدام إيقاعات الغناء الشعبي المناسبة. النص يعزز قيم العدالة ومواجهة الظلم من ناحية، وقيم النخوة والمحبة من ناحية أخرى. لذلك، حاولت في الأشعار البناء على هذه القيم وإبراز الرموز الموجودة في شخصيات العمل».
واختتم قائلًا «في هذه النوعية من العروض، يُعتبر الغناء والأشعار ركيزةً أساسيةً تدعم نجاح العرض وتقرّبه من ذائقة المتلقي، الذي يدرك تمامًا طبيعة الحكي والسيرة الشعبية باعتبارها جزءًا من موروثه الثقافي».
العرض المسرحي “أولاد بهية” من تأليف السيد فهيم، وإخراج محمد حسب النبي، وأشعار أسامة بدر، والموسيقى محمد عبد الوهاب، سينوغرافيا مصطفى صابرة، والاستعراضات تامر عبد المنعم، شارك في تمثيل هذا العرض أسماء حسن، طارق حسين، هدى جمال، أم هاشم سعد،شريف مدكور، عيدان لطيف،ياسين عبدالعال، محمد رافت، رمضان ياسين، سلامة معوض، محمود جميل، محمد رجب، أحمد ياسين، أمير معوض.
 


جهاد طه