العدد 906 صدر بتاريخ 6يناير2025
تياترو فوتيه هو مشروع للقراءة المسرحية يقدم نصوص جديدة ونصوص كلايسيكية، وبمناسبة الليلة الثالثة التي قدمها في يوم 8 ديسمبر 2024، بالتعاون مع نادي أدب قصر ثقافة روض الفرج، التقينا مع صاحب الفكرة وهو الكاتب والسيناريست محمد عسكر ومع عدد من الكُتاب والفنانين المشاركين بهذا المشروع لنقل تجربتهم به....
في البداية يقول الكاتب والسيناريست محمد عسكر: أول شخص قد لفت نظري لوجود ما يسمى ب تياترو فوتيه هو سمير العصفوري، ثم قمت بالبحث ولم أجد إلا القليل، حيث أنه نشأ أثناء الحرب العالمية بعد غلق المسارح، ليلجأ بعض أفراد المسرح إلى عمل جلسات للقراءة المسرحية، وأصبح لها جمهورها النوعي بعض الشيء، ومن هنا قامت عدة محاولات لكنها لم تكتمل.
يتابع: من الممكن العمل على تطوير الفكرة لكن مع الحرص على إبقاء مزاياها الخاصة، وهي أن النص يقدم دون وجهة نظر إخراجية، كما تتسم طريقة التمثيل بنقل الشخصية إلى الجمهور لا بتجسيد الشخصية للجمهور، كما أن هذه الجلسات تعتبر تدريب تمثيل في حد ذاته، فهو ليس بالتمثيل الإذاعي الذي يتسم بالتقمص، أو التمثيل المسرحي الذي يتسم بالمبالغة بعض الشيء، أو التمثيل السينمائي الذي ولابد أن يتسم بالتقمص والبساطة.
ويختم عسكر: في رأيي الشخصي من الممكن أن يكون تياترو فوتيه متنفس لكثير من محبي المسرح دون أي أعباء مالية باهظة، واتمنى أن تنتشر الفكرة في ربوع محافظات مصر، كما تم تكوين مجموعة في المنصورة وسيتم تقديم تجربة هناك قريبا.
ويقول الكاتب ياسر أبو العينين: تجربة تياترو فوتيه تجربة مهمة جدا، ففي الوقت الراهن نحن في أمس الحاجة لهذه التجربة، نظرا للظرف التاريخي لنشأة القراءة المسرحية في العالم يتشابه مع الظرف المحيط بنا، إذا كانت القراءة المسرحية ظهرت في الحرب العالمية نظرا للمسارح التي كانت متوقفة ومعظمها تم هدمه بسبب القذف وعدم ذهاب الجمهور إلى المسرح لظروف أمنية، فنحن نقع في نفس الظرف على المستوى المحلي والعربي والدولي، ففي كثير من الدول حروب ومشاحنات ولا يوجد لديهم رفاهية إنتاج عروض مسرحية أو الذهاب إلى المسرح، فمن الممكن أن تكون عروض القراءة المسرحية هي البديل حتى لا تتوقف العملية المسرحية تماما، لأنها لا تحتاج إلى دور عرض أو ديكور أو ملابس أو موسيقى.
أضاف: لقد قل دور العرض في مصر، بعضها يتم هدمه والبعض الآخر كفاءته الفنية ضعيفة من حيث التجهيزات، وتهدد بتوقفه إذا لم يتم تجديده ودعمه بالتقنيات الحديثة، وبالتالي نحن في أمس الحاجة للقراءة المسرحية، حيث يمكن للمسرح الواحد أن ينتج عرضين في السنة بسبب التقشف وضعف الإمكانيات التقنية، في حين أنه من الممكن إجراء العديد من القراءات المسرحية خلال السنة الواحدة، ويمكن تقديم ممثلين في هذه التجارب ليعبروا عن أنفسهم، كما يمكن تقديم كُتاب جدد.
وفي سياق متصل تقول الكاتبة شيماء عزت: قدمت التجربة الثالثة أو القراءة المسرحية الثالثة في مشروع تياترو فوتيه، وكانت التجربة في قصر ثقافة روض الفرج في يوم 8 ديسمبر، وتعتمد فكرة المشروع على الكُتاب الذين لم تخرج إبداعاتهم إلى النور، ولم تجسد كتابتهم على خشبة المسرح، لذلك يتم تقديم بروفة من قبل مجموعة من الفنانين المتطوعين، الذين لديهم حرص على إتقان أدوارهم خلال القراءة المسرحية، وعلى الرغم أنها مجرد قراءة مسرحية وليست تمثيل مسرحي على الخشبة، مما يعطي ذلك دفعة وسعادة للكاتب، خاصة إذا كان كاتب مغمور لم يجسد عمله على الخشبة، كما يشعر بوجود التفاعل مع الكلمة التي يكتبها التي يطرحها والقضية التي يناقشها.
تتابع: لقد كتبت هذه المسرحية منذ عام 2014، ودخلت بها ورشة تطوير نصوص في 2020، وسوف تصدر قريبا ضمن نصوص مسرحية الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتجربة تياترو فوتيه تظهر الكاتب وتدعمه وتشجعه، وفي نفس الوقت تقدم مجموعة من المتطوعين المخلصين لهذه التجربة، فهم لا يأخذون أجر مقابل هذا العمل، بل يأخذون من وقتهم الشخصي ويحضرون البروفات والقراءة المسرحية الأساسية سواء في قصر ثقافة روض الفرج أو في مسرح آفاق، فهي تجربة مهمة تدعم الكُتاب وتدعم المسرح المصري، لأنها تلقي الضوء على تجارب يمكن أن يلتفت إليها المخرجين وتكون إضافة للمسرح المصري.
كما قال الممثل إيهاب عز الدين: فكرة تياترو فوتيه هي أحياء للقراءة المسرحية التي نشأنا عليها جميعا، وهي تساعد على العديد من الأشياء في المسرح، وهي اتخاذ قرارات عن النصوص المقروءة، بالإضافة إلى أنها فرصة لاكتشاف كُتاب جدد يقدمون نصوص جديدة، وأيضا فرصة لاكتشاف مواهب كثير في التمثيل أو الإدارة وكذلك الإخراج، كما أنني من المؤمنين بهذه الفكرة، وأتمنى استمرار هذا المشروع وأن يتلقى الدعم من المسؤولين وأن تجسد على مسارح الدولة في القريب.
وعن رأيه يقول الفنان أشرف سرحان: تجربة تياترو فوتيه ليست بتجربة جديدة، بل هي تجربة قديمة للكاتب محمد عسكر أحد الأشخاص التي تحلم بالفن، وذلك منذ لقاءنا في منتصف الثمانينات في اتحاد العرب وهو مكان للفنانين الهواة، وكان هناك أفكار حول القراءة المسرحية، والتي جاءت من فكرة عدم اكتمال تقديم المسرحيات لظروف كثيرة، وبالتالي تقف عند مرحلة القراءة المسرحية، وعندما ظهرت فكرة تياترو فوتيه على الوسائل التواصل الاجتماعي، تذكرت العديد من الذكريات، حيث المؤلف محمد عسكر مازال يتمتع بنفس الحماس الموجود أثناء بروفات التحضير، وتياترو فوتيه مصطلح من مصطلحات محمد عسكر.
أضاف: أحيي التجربة الموجودة في ظل الظروف المحيطة، والاجتماع بين الأشخاص في الأماكن الفنية خاصة دار الأوبرا المصرية، وعلى الرغم أنني لم أحضر التجربة لكنني اتخيلها، مما يجعلني أتذكر القراءة المسرحية التي حدثت في منتصف التسعينات في مسرح الهناجر، وأثناء لقائي بالأستاذ أحمد سخسوخ بعد العرض ذكرت له أن محمد عسكر يفكر بهذه التجربة، وهذا من تراث عسكر معي، أتمني لتياترو فوتيه أن يكون كيان ذو ثقل مسرحي في ظل هذا التدني المسرحي الموجود، وأحيي جميع المشتركين بهذا المشروع واتمنى المشاركة به في يوما ما، فهو بمثابة أحياء النصوص والكُتاب.
وقال المخرج محمد نصار: سعدت بانضمامي لأسرة تياترو فوتيه الذي دعا إليها الكاتب والسيناريست محمد عسكر وهو صاحب الفكرة وصاحب تكوين أسرة تياترو فوتيه للقراءات المسرحية وكذلك الفنان ياسر أبو العينين الذي دعا إلى هذه الفكرة والأستاذة لمياء السعداوي والأستاذة منال عامر، كما كنت ضمن عدد كبير من الفنانين الذين يؤمنون بالفكرة، وقد سعدنا بالقراءة المسرحية الأولى، والتجربة في حد ذاتها هي نواة لتجمع فني كبير لكافة الفنانين المسرحيين أو غيرهم، حيث تمثل متعة في مشاهدة عرض مسرحي بدون بعض التكاليف مثل الديكور والإضاءة، بالإضافة أنها تجربة مهمة وتقدم جيل جديد من الكُتاب والممثلين الشباب، وبالتالي تسري حركة الكتابة المسرحية، والمخرج المسرحي يستطيع النظر إلى تياترو فوتيه ويتعرف على القراءات المسرحية المقدمة وبالتالي لا يكن هناك عقبة اختيار النص المسرحي، كما يستطيع المخرج اختيار عرض شاهده على سبيل القراءة.
ويتابع: نظرا لظروف الفقر الانتاجي بالمسرح المصري، يتيح تياترو فوتيه فكرة تقديم أكثر من عرض مسرحي خلال فترة قصيرة جدا وبالتالي تتخلص من القيود الإدارية التي تحتوي على الميزانية، مما يتخفف من كل الأحمال ويقدم عروض مسرحية تفيد المشاهد والمتخصصين، وأنا سعيد الحظ لأنني ضمن الرواد الذين أمنوا بهذه الفكرة، واتمنى أن تنتشر فكرة تياترو فوتيه في كل محافظات مصر، لأنها مهمة في تطور الحركة الفنية والمسرحية.
وقالت الفنانة لمياء السعداوي: تياترو فوتيه تجربة مسرحية عظيمة، وذلك لأن القراءة المسرحية متعارف عليها منذ قديم الزمن وتم تقديمها من الكثير، لكنها لم تأخذ الشكل الذي قدمه تياترو فوتيه، حيث تم تكوين مجموعة كبيرة من فنانين مسرحيين، في كل ليلة يتم تقديم قراءة مسرحية مختلفة، والهدف الأساسي هو التعرف على نصوص جديدة لكُتاب شباب غير معروفين لم يصدر لهم نصوص من قبل، وكذلك قراءة نصوص مسرحية قديمة غير متداولة بين المسرحيين بشكل كبير في تنفيذها كعروض مسرحية، وقد قدم تياترو فوتيه أربعة قراءات مسرحية لأربعة نصوص مختلفة لأشخاص معاصرين، وبالتأكيد سيتم تناول نصوص قديمة غير متداولة، كذلك الأشخاص التي تجتمع خلال القراءات المسرحية، ونحن المسرحيين مهتمين بالمسرح وغير معنيين بفكرة تقديم عرض مسرحي متكامل، ونحن نحب أن نتقابل سويا وتدور بيننا مناقشة ونتبادل الأفكار. وبالفعل هناك اهتمام بالتجربة من البيت الفني للمسرح، ومع استمرار التجربة يجعل الأجيال الجديدة تتخذ أن القراءة المسرحية بند مهم، وتكوين مكتبة مسرحية كبيرة.
وتكمل: بالنسبة للتجربة التي عملت بها مع مراعاة أنها أول تجربة تظهر للضوء، فكان هناك بعض الأمور في التنسيق غير مكتملة، لكني كنت سعيدة بمجمل التجربة، مع حضور العديد من الفنانين المسرحيين، فالجميع يجتمع على حب المسرح، مما يتلاشى الشعور بالغربة أو التوتر، واتمنى تنفيذ هذه النصوص كعروض مسرحية والتوفيق لجميع الزملاء في قراءة النصوص الجديدة.