العدد 919 صدر بتاريخ 7أبريل2025
يصدر قريبًا بالمكتبة العربية كتاب جديد للمخرج والفنان القدير عصام السيد بعنوان «عن المسرح سألونى» عن دار كنوز للنشر والتوزيع، ليكون إضافة قيّمة لعشاق المسرح والفنون، وهو كتابه الأولى فى المكتبة المسرحية.
وجاء على غلاف الكتاب على لسان المؤلف المخرج عصام السيد: لست كاتبا، والكلمة ليست مهنتى بل الفعل، وهذا فرق أساسى بين الكاتب والمخرج، فالكاتب يصوغ الكلمات والمخرج يحولها إلى أفعال تكتسى لحم ومشاعر، وربما دم ودمع أو ضحكات وبهجة، ولذا لم أفكر أبدا فى امتهان الكتابة، أو التجرؤ على إصدار كتاب.
ولكن عندما كتبت عن تجربتى فى إخراج شريط الصوت لأفلام «والت ديزني» الشهيرة فوجئت برد الفعل عند القراء الذين طالبنى معظمهم بأن أكتب عن تجربتى فى الإخراج المسرحى بصفتى أحد الممارسين له لأكثر من 50 عامًا، منهم 45 عامًا كمخرج محترف فيها عاصرت أجيالًا متعددة، ومرت أمامى أحداث كثيرة، وتعرضت لمواقف شتي، توليت مناصب ومن معظمها استقلت، واقتربت من صناع القرار الثقافى - سواء فى ميادين العمل أو فى ساحات المعارك؛ ولذا أعتقد من طالبونى بكتابة تجربتى أنها ستكون مفيدة على مستوى التوثيق المسرحى والخبرات الإخراجية، وأن عرض المشكلات والأزمات والمعوقات التى تعرضت لها ربما أعانت الأجيال الجديدة على احتمال ما يحدث لهم فى مطلع حياتهم ليتيقنوا أن الحياة لا تعطى بسهولة ويسر.
وكان الحل من وجهة نظرى أن أكتب عن أشخاص وموضوعات منتقاة، لذا لجأت إلى مجموعة مقالات كتبتها فى أوقات متفرقة، وقررت إعادة كتابتها والدفع بها للنشر، لأننى رأيت فى كتاباتى بعضا من شهادتى على عصر كامل بدأ فى الأفول والانصراف، فالمتغيرات فى السنوات العشر الأخيرة تقول إننا على أبواب عصر جديد ننتقل فيه من النقيض إلى النقيض اجتماعيًا وسياسيًا، عصر تسود فيه قيم الاستهلاك والفردية الأنانية وانقلاب المعايير.
ورأيت فيها شهادة حق لعظام مروا على حياتنا المسرحية، ولم نعطهم حقهم كاملًا فللأسف الشديد هناك جيل جديد لا يعلمهم، ولا يعلم ما قدموه، ولم تتح له أعمالهم كاملة ليستطيع تقييمها والاستمتاع بها، ورأيت فيها مادة قد تعوز دارسى المسرح والمهتمين خاصة وأن معظم ما كتبته قد فات النقاد، فلقد عدمنا الدراسات التى تتناول المخرجين بالتفصيل، وأصبح النقد لا يهتم إلا بالعروض، ولا يهتم بدراسة مشروعات المبدعين على مدى تاريخهم الإبداعى، وحماية أيضا للأجيال الجديدة من اختراع العجلة مرة أخرى، فلقد لاحظت أننا عدنا إلى تعريف البديهيات وتحديد الأولويات.