منير العرقى: التمثيل والإخراج علاقة جدلية.. ولا إخراج دون أداء

منير العرقى: التمثيل والإخراج علاقة جدلية.. ولا إخراج دون أداء

العدد 921 صدر بتاريخ 21أبريل2025

منير العرقى، اسم بارز فى المشهد المسرحى التونسى والعربى، يجمع بين التجربة العميقة والرؤية التجديدية.حيث قدم أكثر من عشرين عملًا مسرحيًا تنوعت بين الاجتماعى والسياسى والتاريخى، وحتى العرائسى. منذ خطواته الأولى على درب الفن، لم يكن المسرح بالنسبة إليه مجرد مهنة، بل كان قدرا وحبا وانتماءً. من تجربته كممثل إلى مغامرته الإخراجية التى صقلت روحه، ظل العرقى وفيا لفكرة المسرح كمساحة للحوار والتجريب والمقاومة. فى كل عمل أخرجه، لم يكن يبحث فقط عن الدهشة البصرية، بل كان يسعى إلى بناء جسور بين الخشبة والجمهور، بين النصوص الكلاسيكية والواقع المعاصر، بين المحلى والعالمى، فى صياغة مسرحية تمزج بين الأصالة والتجديد. يرى المسرح سلاحا للإبداع، وحياة تُعاش فوق الخشبة كما تُعاش خلفها. بصفته رئيسًا لمهرجان قرطاج المسرحى، يسعى العرقى إلى ترسيخ مكانة المهرجان عالميًا وتعزيز دوره كمحفز للإبداع المسرحى العربى والإفريقى. شارك فى العديد من الندوات والمؤتمرات الدولية، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات وكان آخرها الحصول على جائزة الإخراج من مهرجان ظفار بعمان، وتكريمه فى اليوم العالمى للمسرح بجانب قامات من المسرح التونسى من وزيرة الشؤون الثقافية التونسية.
وفى هذا الحوار، يحدثنا عن بداياته، رؤيته للمسرح، أبرز محطات مسيرته، وتحديات إدارة مهرجان بحجم قرطاج فى ظل التحولات السياسية والاجتماعية.


فى البداية نود التعرف على الدافع الرئيسى الذى جعلك تختار طريق الإخراج المسرحى وكيف ترى تطور مسيرتك منذ البدايات حتى رئاسة مهرجان قرطاج؟  
درستُ فى المعهد العالى للفن المسرحى بتونس وتخرجتُ عام 1986. من بين المواد التى درسناها كانت مادة الإخراج، إلا أن تدريبات الإخراج فى العامين الأخيرين من الدراسة لم تكن كثيرة مقارنةً بتدريبات الأداء التمثيلى، حيث تضمنت الدراسة التطبيقية مواد مثل فن الممثل، والكوميديا، وفن المهرج، والكيروجراف المسرحية وغيرها. كما كنتُ طالبًا ناجحا فى الأداء التمثيلى، وبعد التخرج لم أتمكن من إخراج عمل احترافى بقدر ما كان التمثيل أو المشاركة فى الأعمال المسرحية أسهل بالنسبة لى. لكن بعد قضاء عشر سنوات كاملة، قدّمتُ أول عمل من إخراجى عام 1996 بعنوان بيوكة الكركار، المقتبس عن بقبق الكسلان لألفريد فرج، تمثيل عبد اللطيف بوعلا ، ثم انطلقتُ فى تجربة  الإخراج مع مسرحيتى “بهجة” عام 1999، ومحارم عام 2000. وأعتقد أن التمثيل والإخراج يرتبطان بعلاقة وطيدة وجدلية، فلا إخراج دون تمثيل، ولا تمثيل دون إخراج. إنها علاقة عضوية. وحين اتجهتُ إلى الإخراج، فضلت عدم التمثيل فى أعمالى، لأن التركيز على مهمة الإخراج—وهى مهمة صعبة—يتطلب منى الابتعاد عن العمل من الداخل، حتى أتمكن من معالجته خارج الخشبة. وما زلتُ أجرب مناهج الإخراج وأسعى دائما إلى التجديد وتنويع أعمالى.

من خلال مشوارك الفنى.. كيف ترى تأثير نشأة الفنان وحياته على إبداعه بشكل عام؟
الفنان وليد بيئته، وهو عبارة عن ترمومتر ثقافى يتأثر بمحيطه، ولكنه سرعان ما يؤثر هو فى هذا المحيط، لأنه يمتلك تلك الملكة الفنية التى تتيح له إمكانية القيام بنظرة استشرافية. وهذه النظرة يمكنه تحقيقها عندما يرتقى عن المعيش اليومى كمواطن عادى، الذى يرهقه إيقاع الحياة الاجتماعية اليومية لدرجة انغماسه فى مشاكله الدنيويةالبسيطة. إذن، الفنان لا يكتفى بالتعبير لأجل التعبير كتنفيس، بل تعبير من أجل التغيير؛ ولذلك تكون أعماله كلها نقدية وذات نظرة تعالج المسائل وتقترح البديل.

أخرجت أكثر من عشرين عرضا مسرحيا فحدثنا عنها وأى هذه العروض كان الأقرب إليك؟
الحديث عن الأعمال المسرحية كالحديث عن الأبناء؛ فلا يمكننى تفضيل مسرحية على أخرى، فلكل منها موضوعها وظروف إنتاجها. لقد تنوعت فى أعمالى بين المسرحيات الاجتماعية والسياسية والتاريخية، بالإضافة إلى الإرث الإنسانى، وكذلك المونودراما والأعمال الكوميدية، بما فى ذلك الكوميديا الموسيقية. وتبقى بعض الأعمال راسخة فى ذهنى، مثل مسرحية “بهجة” التى كانت أول مسرحية قدمتنى للجمهور العريض، وكذلك مسرحية “أنا والكونترباص” عن مسرحية باتريك زوسكيند، التى أتيحت لى من خلالها الفرصة لتقديم مسرحيتى خارج تونس، حيث عرضت فى مهرجان الفجيرة عام 2003، ومهرجان درب الحرير بألمانيا، ومهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى. كما لا يمكننى نسيان مسرحية “العساس” عن “الحارس الليلي” لهارلوند بيتر، التى لاقت نجاحًا باهرًا خلال عامى 2014 و2015. وأخيرًا، مسرحية “ما يراوش” عن العميان ، وهى مسرحية عرائسية لا تزال تحقق نجاحا كبيرًا، وقد شاركت فى عدة مهرجانات مسرحية منها المهرجان التجريبى، بالإضافة إلى أول مهرجان مسرحى بالرياض، وهو أول مهرجان مسرحى فى السعودية، ومهرجان عمان فى الأردن، ومهرجان بنغازى فى ليبيا، وتميزت هذه المسرحية بمزج تقنية الأداء التمثيلى مع العرائس.

وحصلت أيضا «ما يراوش» مؤخرا على جائزة أفضل إخراج من مهرجان ظفار المسرحى كما رشحت لأفضل عمل متكامل فحدثنا عن ذلك؟
أسعدنى هذا التتويج كثيرًا، لأنه ليس من السهل أن تتوج مسرحية عرائسية بجائزة فى مهرجان مسرحى. حيث لا يمكن إنكار أن فنون العرائس تواجه صعوبة فى إيجاد مكان لها فى عالمنا العربى، خصوصا العروض العرائسية الموجهة للكبار وليست للأطفال. ومع ذلك، كان بالإمكان مجازاتها فى أكثر من فئة، لكن الأمر لم يكن سهلا، إذ لا تعتمد المسرحية على بطل أو بطلة يمكن تتويجهم بجائزة الأداء التمثيلى، فكل الشخصيات أبطال، كما أن النص باللهجة التونسية، يحمل تأثيرًا عالميًا لا جدال فى قيمته الفنية والأدبية، فهو عن العميان للكاتب موريس ماترلينك، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1911، ونصه هذا يعدّ من الأعمال المؤسسة للمدرسة الرمزية. لكن يبدو أن لجنة التحكيم اختارت فى هذه الدورة النصوص المبتكرة. أما السينوغرافيا، فقد كانت على درجة عالية من الجمالية، حيث توازنت بين جمال الصورة ووظيفة المشهد، متداخلةً مع الإخراج لجعلها فى خدمة العرض مجددا على مستوى الأداء والتحريك. لم نحصل على الجائزة الكبرى، لكننا نلنا التكريم الحقيقى من خلال تفاعل الجمهور مع عملنا وتأثره به، سواء أثناء العرض أو خلال بقية أيام المهرجان.

حصلت على العديد من الجوائز عن أعمالك الأخرى حدثنى عنها وأيهما كانت الأحب إليك وكيف ترى أهمية الجائزة للمبدع؟
شاركنا عام 2005 فى مهرجان عمّان بالأردن، حيث حصلت مسرحيتى أنتيحون أو «اليمامة والغراب»، للكاتب التونسى الراحل سمير العيادى، على أربع جوائز: أفضل نص، أفضل أداء نسائى، أفضل أداء رجالى، وأفضل أداء نسائى دور ثانٍ. ورغم هذا التقدير، كنت أتطلع إلى الجائزة الكبرى، لكنها حُجبت، ما حز فى نفسى كثيرا.

أما فى عام 2019, فقد شاركنا فى مهرجان أماناي الدولى للمسرح بورزازات فى المغرب، حيث حصدت مسرحية «القُبلة» جائزة أفضل ممثلة، التى كانت مناصفة بين ممثلتين من فريقنا، بالإضافة إلى جائزة أفضل ممثل، كما نلنا الجائزة الكبرى للمهرجان. ومما لا شك فيه أن الجوائز تشكّل حافزًا مهمًا للمبدعين، إذ تخلق مناخًا تنافسيا يدفع نحو المزيد من الاجتهاد والابتكار.

إلى جانب كونك ممثلًا، فكيف يؤثر عملك كمخرج على اختياراتك الفنية وفى أدائك كممثل؟
من بين جميع المسرحيات التى أخرجتها، لم أشارك كممثل إلا فى القليل منها. ولا زلت أعتقد أن المخرج يجب أن يكتفى بدوره كمخرج، حتى لا يؤثر ذلك سلبًا على أدائه فى كلا الجانبين؛ كمخرج وكممثل. فزاوية الرؤية التى يختارها المخرج قد لا تكون هى نفسها الزاوية المناسبة لأداء الممثل، حتى لو كان هو نفسه من يؤدى الدور. لقد جربت التمثيل فى بعض مسرحياتى، لكننى لم أبرع إلا فى واحدة فقط، وهى مسرحية «العساس».

فى مسيرة كل فنان نقطة تحول.. فما الأعمال التى تعتبرها نقطة تحول فى مشوارك الفنى؟
من بين الأعمال التى شكّلت نقطة تحول فى مسيرتى المسرحية، مسرحية «أنا والكونترباص»، ومسرحية «الرهيب» المقتبسة من «ابن الأغلب الأمير الرهيب» للمؤلف عبد القادر اللطيفى وهو مؤلف وروائى تونسى، ومسرحية «العساس» عن نص الحارس الليلى، وتعدّ مسرحية الرهيب ابن الأغلب من أهم أعمالى، فهى مسرحية تأريخية سياسية أنجزتها عام 2013 عقب الثورة فى تونس حيث تناولت سقوط الدولة الأغلبية وسلطت الضوء على شخصية الأمير الدموى إبراهيم بن الأغلب السفاح الديكتاتور الذى حكم بالقمع والقتل والتعذيب، وهذه المسرحية كانت واحدة من المحطات الوازنة فى مسيرتى الفنية.

ما المدرسة أو الأسلوب الفنى الذى تعتمد عليه فى أعمالك، سواء كمخرج أو كممثل؟ وهل هناك مدارس مسرحية معينة أثرت فيك؟
الحديث عن اتباع مدرسة بعينها فى المسرح أصبح صعبًا للغاية، لذلك يرتضى المخرج المسرحى، إذا لم يكن مهووسًا بمدرسة فنية معينة بذاتها ، بأن يشكل باقة من مبادئ بعض المدارس الفنية، ويسعى إلى خلق خيمية رؤية متجانسة إن نجح فى ذلك. مثلًا، أميل إلى المسرح الحركى، لكن لا أنفى أهمية النص، أميل الأداء المسرحى المشحون بالعاطفة والتأثير، لكنى لا أنفى بعدية الممثل عن الشخصية، كما دعا إليها بريخت. كما أننى أحبذ الواقعية السحرية لما فيها من مساحة خيال تساعد على خلق مناخات تشبه الواقع، لكنها تبدو أجمل وأكثر صدقا منه، لأنها مركبة ومبتكرة وفى خدمة الرسالة المسرحية.

لماذا تفضل العمل على النصوص العالمية وما أهمية الاقتباس من روائع الأدب العالمى فى المسرح، وكيف يسهم فى تعزيز التذوق الأدبى لدى الجمهور؟
بالنسبة للنصوص العالمية، فإن الأدب العالمى يُعد إرثًا إنسانيا حيا ننهل منه، نظرًا لما يتميز به من مستوى إبداعى راقٍ. فنحن نتعلم مما وصلت إليه الإنسانية فى مجالات الابتكار والاختراع العلمى والتقنى والرقمى، فلماذا لا نتبع النهج ذاته فى الأدب والفنون؟ أنا لا أنكر أن الإبداع له خصوصية ثقافية، وأن كل جيل يسعى إلى تثبيتها والمحافظة عليها، لكنى فى الوقت نفسه من أشد الداعمين لتقديم روائع النصوص المسرحية الإنسانية، مثل أعمال شكسبير وموليير وتشيخوف وبرتولت بريخت ولوركا وغيرهم من المؤلفين المبدعين. وتجدر الإشارة إلى أن تقديم مسرحية من الريبرتوار العالمى يتطلب إعادة كتابة ومعالجة دراماتورجية، بهدف جعل الأثر المسرحى العالمى أكثر استساغة وارتباطًا ببيئتنا التونسية، ثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا. وهذا فى حد ذاته يعدّ مساهمة مهمة فى تقريب هذه الروائع من الجمهور التونسى، إذ تحفزه على العودة إلى النصوص الأصلية، ولمَ لا، إلى قراءة جميع أعمال المؤلف نفسه؟ فالمسرح يحمل فى جوهره بعدًا معرفيًا ينبغى الحفاظ عليه، لأنه يسهم فعليًا فى تطوير الذائقة الفنية.

الأعمال الناجحة ذات خصوصية ثقافية وإنسانية بالأساس، فكيف يمكن للمسرحيين تحقيق هذا التوازن بين الخصوصية والطابع الإنسانى.. وكيف تحقق ذلك من خلال أعمالك؟
نعم الأعمال الناجحة، هى تلك التى تمتلك خصوصية ثقافية تعكس بيئتها ومجتمعها وتتميز بطابعها الإنسانى بالأساس. وتحقيق هذا التوازن بين البعدين ليس أمرًا سهلًا، بل يتطلب وعيًا عميقًا بكيفية المحافظة على الطابع الإنسانى دون التفريط فى الخصوصية الثقافية. فالموضوع المطروح فى العمل يجب أن يرتقى إلى مستوى إنسانى شامل، بحيث لا يظل حبيسًا للسياق المحلى فقط، بل يكون قادرًا على مخاطبة الإنسان أينما كان وفى أى زمان. ولتحقيق ذلك، لا بد من اعتماد قدر من التجريد فى الطرح، بحيث يتمكن المتلقى من فهم الأبعاد المحلية للمسرحية، وفى الوقت ذاته، يلمس جوهرها الإنسانى ككل. إنها عملية صعبة، لكنها ضرورية لضمان نجاح أى عمل فنى، وجعله قادرا على التأثير فى الجمهور على مختلف المستويات.

كيف ترى وضع المسرح فى تونس اليوم؟ وهل اختلف عما كان عليه قبل أربعة عشر عاما؟
الفن ليس له ثوابت، فنحن نتعامل مع المتغيرات. والمسرح فى تونس، مرّ بفترات ازدهار كما عرف فترات من الركود، إن صح التعبير. فقبل أربعة عشر عامًا، أى قبل الثورة، لم يكن المسرح فى أوج عطائه كما كان فى التسعينيات، مع الموجة الجديدة التى ألقت بظلالها على المشهد المسرحى التونسى. لكن أعتقد بعد الثورة، يمكن القول إن المسرح أو الفنان المسرحى التونسى اهتز بعض الشيء وحدث شيئان: فمن جهة، بادر البعض إلى إنتاج أعمال مسرحية عديدة، عبروا فيها بحرية ومباشرة عن فهمهم للثورة، وشخصوا من خلالها الواقع الاجتماعى والسياسى والثقافى. ومن جهة أخرى، اختار البعض التريث والامتناع عن الكتابة أو التمثيل، فى محاولة لاستيعاب التحولات الحاصلة، بهدف إنتاج معنى جديد وخطاب فنى يتقاطع مع الخطاب القديم. يمكن القول أنه فى السنوات الخمس الأخيرة، شهد المسرح التونسى مجموعة من الأعمال الجديدة، التى صاغها فريق من خريجى المعهد العالى للفن المسرحى بتونس. وقد تميّزت هذه الأعمال بطابع فنى مبتكر، يحمل بصمة جديدة تعكس روحا شبابية متجددة.

وكيف ترى تأثير المسرح التونسى على المشهد المسرحى العربى، وما دور المهرجانات فى تعزيز هذا التأثير؟
المسرح التونسى له تأثير على المشهد المسرحى العربى، وتظل المهرجانات المسرحية العربية المنصة الأساسية التى تتيح تقديم العروض لجمهور عربى وعالمى. ومن أبرز هذه المهرجانات، مهرجان قرطاج المسرحى، الذى لعب دورًا فاعلًا فى التعريف بالإنتاج المسرحى التونسى. فهو مهرجان عربى إفريقى وتلك خصوصيته، لكنه يتميز بانفتاحه على العروض الأوروبية والآسيوية وأعمال أمريكا اللاتينية، مما يعزز مكانته كمحفل دولى مهم. إلى جانب ذلك، يشارك المسرح التونسى فى العديد من المهرجانات العربية الكبرى، مثل مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، ومهرجان بغداد الدولى للمسرح، والمهرجان الحرّ بعمان، بالإضافة إلى مهرجانات أخرى شهدت تميز العروض التونسية وحصدها للجوائز. وأيضا مهرجان شرم الشيخ الدولى لمسرح الشباب، الذى يركز على دعم المواهب المسرحية الشابة، وقد حصلت منه عدة أعمال تونسية على جوائز ذات خصوصية شابة.

وبالحديث عن المهرجانات نتطرق لمهرجان قرطاج الدولى.. فما الرسالة التى يسعى لإيصالها فى نسخته المقبلة وكيف يختلف عن المهرجانات المسرحية العربية الأخرى؟  
أيام قرطاج المسرحية هو ظاهرة مسرحية دولية مرجعية، ومهرجان عربى إفريقى بامتياز، حيث تكمن خصوصيته أنه عرس ثقافى بامتياز، يضم العديد من الأقسام، من بينها مسرح الحرية، الذى يقدم إنتاجات المساجين داخل وحدات السجن التونسية، ومسرح الإدماج، الذى يهتم بفنون ذوى الإعاقة وأصحاب الهمم. إلى جانب أنه تتعاون معه وزارات مثل التربية، التعليم العالى، المرأة، الطفولة، والشباب، كما أنه لا يقتصر على المسرح فقط، بل يشمل السيرك، الرقص، السينما، المجالس الأدبية، والندوات الفكرية، مع التركيز على التكوين الميدانى فى الاختصاصات المسرحية المختلفة فهو منصة إبداع فى شتى الفنون.. فمثلًا، احتضن المهرجان فى الدورة الماضية تسع ورشات تدريبية ميدانية، وبلغ عدد المسجلين عبر المنصة الإلكترونية 766 مترشحا، وهو رقم كبير يعكس حجم الاهتمام والرغبة فى المشاركة من قبل الطلبة، المبدعين، والمسرحيين التونسيين، بالإضافة إلى البعض من البلدان العربية، سواء من المهرجانين أو غيرهم، بمعنى إنه بعض الأشخاص، ممن ليس لديهم مسرحيات، يحرصون على التواصل مع المهرجان والحضور على نفقتهم الخاصة، فقط ليكونوا جزءًا من هذا الحدث الثقافى الكبير، وهو ما يمثل مصدر فخر لمهرجان قرطاج المسرحى.

بذكرك لتجربة مسرح الحرية فحدثنا عنها والدور الذى تلعبة فى دعم المودعين فى السجون، سواء من أصحاب المواهب أو غيرهم؟ وهل هى تجربة مستمرة؟
مسرح الحرية هو مساحة تعبير حر للمودعين فى السجون التونسية، انطلق هذا القسم ضمن فعاليات أيام قرطاج المسرحية فى دورة عام 2017، ولقى استحسانًا واسعًا من الجميع. إنها تجربة فريدة ومثيرة، لأنها تبعث الأكسجين للمساجين، خاصة لمن فقدوا الأمل. المسرح وسيلة علاجية، يعالج أصحاب الحوادث والجرائم ويذكرهم بإنسانيتهم، وتدفعهم إلى إعادة النظر فى ذواتهم وأفكارهم، مما يعزز فرص اندماجهم فى المجتمع بعد مغادرتهم السجن. فهو يشفى العقل كما يشفى القلب.

وما المعايير التى يتم بناءً عليها اختيار العروض فى مسرح الحرية؟ وما طبيعة الجوائز المخصصة له؟
يتم اختيار عروض “مسرح الحرية” بالتنسيق مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح، التى تكلف لجنة لاختيار أهم العروض والتجارب المسرحية. فى اعتقادى، الأهم ليس المسابقة بحد ذاتها، بل وجود المسرح داخل الوحدات السجنية. يقوم المودع فى السجن فى القراءة والمطالعة، لاختيار النصوص والاطلاع على النصوص العالمية والريبورتوار، ثم يُدرَّب على الكتابة ثم التدريب على مسرح تطبيقى، ويجلس لممارسة الحوار مع مجموعة غير متجانسة تتحول مع الوقت إلى مجموعة متكاملة ومتجانسة. لقد لاحظنا تزايد عدد المشاركين من عام لآخر، وهذا هو الهدف الحقيقى لـمسرح الحرية: أن يشارك المودع فى المسرح أو الفنون على اختلافها، لتطهير الفكر، ومداواة النفس، وإعادة بناء الذات من جديد.
 
فى ظل التحولات السياسية والاجتماعية بتونس والعالم العربى ما التحديات التى تواجه إدارة مهرجان بحجم وتاريخ قرطاج؟
مهرجان قرطاج المسرحى هو مهرجان الدولة الرسمى، تشرف عليه مباشرة وزارة الشؤون الثقافية التونسية، ويُنظم من قبل المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية. ورغم كل التحولات السياسية والاجتماعية التى تشهدها الساحة، سواء فى تونس أو فى العالم العربى أو فى المنطقة المتوسطية، يظل المهرجان محافظًا على موعد انعقاده، بعد مسيرة امتدت لأكثر من 41 عامًا. لا ننكر أن الأوضاع فى بعض الأحيان تكون غير مشجعة على الاستثمار الثقافى، فالحروب والصراعات تلقى بظلالها على الواقع الاقتصادى والسياسى والاجتماعى، كما تؤثر على المشهد الثقافى، لكونه جزءًا لا يتجزأ من هذا الواقع. ومع ذلك، فإن إيماننا الراسخ بأهمية المسرح، وثباتنا على مبادئنا، يدفعنا إلى الحفاظ على المهرجان، وجعله منصة مقاومة ضد كل ما يشوب الأوضاع الإنسانية عامة.

ما الأثر الذى تأمل أن يتركه المهرجان على المجتمع المحلى والإقليمي؟ وكيف يسهم فى دعم المواهب الشابة؟ وما البرامج التى تحقق ذلك؟
الأثر الذى يتركه مهرجان قرطاج المسرحى هو ما نسعى جاهدين للحفاظ عليه، وذلك من خلال العمل مع لجنة التنظيم على تثبيت قيمته الفنية وترسيخ جميع أقسامه، مثل عروض المسابقة الرسمية، العروض الموازية، مسرح العالم، التكوين، الندوات، الموائد المستديرة، القراءات المسرحية، المعارض، الإصدارات، تقديم المنشورات الجديدة، والتكريمات وغيرها.

كما نسعى إلى الانفتاح على محيط الطالب، من خلال تقديم عروض موجهة له، وإشراكه فى المهرجان عبر المسرح المدرسى والجامعى، مع توفير فرص للتدريب والتعريف بأعمالهم المسرحية الشبابية. هدفنا هو جعل المهرجان عرسًا ثقافيًا بكل معنى الكلمة، يشارك فيه المواطن التونسى، لأنه يقام على أرضه، وكل ما يتضمنه من فعاليات موجه إليه بالدرجة الأولى. لذلك، تحتفل مدينة تونس بالمهرجان، حيث تضاء شوارعها بإنارة فنية، وتُبرمج عروض موسيقية مجانية فى الشارع الرئيسى، الحبيب بورقيبة، مما يخلق حركة ثقافية واقتصادية مهمة فى الشارع، ويجعل المواطن جزءًا أساسيًا من هذا الحدث المسرحى الكبير، وليس مجرد متفرج لأنه موجه له فى الأساس.
كما يواصل أيام قرطاج المسرحية نصرته للقضايا الإنسانية العادلة من خلال برمجة أعمال مسرحية تنتصر للإنسان وتقف إلى جانب الشعب الفلسطينى فى مواجهة حرب الإبادة التى يتعرض لها. كما ذكرنا سابقا يواصل المهرجان الاشتغال على مسرح الحرية، بالإضافة لتثبيت قسم الإدماج الذى يركّز على فئة المهمشين وحاملى الإعاقة وذوى الهمم. إضافة إلى ذلك، يعزز المهرجان حضوره فى الفضاءات المفتوحة عبر برمجة مسرح الشارع، الذى يلقى رواجًا واسعًا فى تونس، حيث تُقدَّم العروض فى الحارات والساحات العمومية. كما يواصل المهرجان اكتشاف الطاقات الشابة، ويفسح المجال أمام طلاب معهد التكوين المسرحى، سواء من التعليم الجامعى أو من الهواه.

كيف ترى أهمية تسجيل أيام قرطاج المسرحية فى شبكة المهرجانات الفنية فى شانغهاي؟
تسجيل مهرجان قرطاج المسرحى فى شبكة المهرجانات المسرحية فى درب الحرير بشنغهاى يُعد خطوة مهمة؛ حيث أتاح لى فرصة تقديم المهرجان بتاريخه الحافل، الممتد لأكثر من أربعين عامًا. خلال هذا الحدث، قُدمت لمديرى مهرجانات من مختلف البلدان، سواء الغربية أو الآسيوية، وتوليت مهمة التعريف بالمبدع التونسى والعربى والأفريقى، الذى يشكل جوهر برامج المهرجان. نحن بحاجة إلى تعزيز التواصل مع المنطقة الآسيوية، من خلال تبادل الخبرات، إقامة الورش، وتنظيم الإقامات الفنية، وهو ما يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للمسرح التونسى والعربى والأفريقى. فى شنغهاى، كنت بمثابة السفير المسرحى العربى والإفريقى، الذى يقول: نحن هنا. ويسعى إلى بناء جسور فنية، مسرحية، وثقافية.

ما المشاريع أو المبادرات التى تطمح إلى تنفيذها خلال فترة رئاستك للمهرجان لتعزيز مكانته عالميًا؟
أسعى، بصفتى مديرًا للمهرجان، إلى تأصيل المسرح فى المصانع للعمال. كما أعمل على تأهيل المدربين لممارسة المسرح الاستشفائى العلاجى، الذى يتعامل مع مرضى التوحّد وذوى الهمم وغيرهم، إيمانًا بأهمية المسرح كأداة تعبير وعلاج. أسعى أيضًا إلى تقديم عروض أولى عالمية فى قرطاج، بحيث يكون العرض الأول مخصصًا للمهرجان، ما يعزز مكانته كمحطة انطلاق للأعمال المسرحية المتميزة. إلى جانب ذلك، أسعى لتقديم المسارح المغايرة وغير الجماهيرية، وتسليط الضوء على هذه التجارب المتفردة،  بالإضافة إلى تقديم إنتاجات مشتركة بين البلدان العربية والإفريقية.

تحت شعار “المسرح مقاومة والفن حياة”، أقيمت الدورة الماضية، فيمكن للمسرح أن يكون وسيلة للتعبير عن القضايا المهمة فى مجتمعاتنا؟ وكيف يسهم المهرجان تحديدًا فى ذلك؟
المسرح منصة حرية، تعبير مركب، عفوى، لكنه، مبنى، ومفكّر فيه، لأنه يقدم نصوصًا وأفكارًا تخاطب العقل، وصورًا وتشكيلات وتجسيد بأحاسيس وعواطف إنسانية تخاطب القلب. الفن مقاومة، مقاومة لكل ما هو سلبى، مقاومة للرداءة، للظلم، وللعدوان. لذلك، فإن تنظيم المهرجان لندوة فكرية بعنوان “المسرح والإبادة والمقاومة: نحو أفق إنسانى جديد”، ودعوته لباحثين جامعين من عدة دول لتقديم رؤاهم وأفكارهم حول ما يحدث فى فلسطين، هو أمر بالغ الأهمية فى اعتقادى. وكذلك، فإن إقامة ورشة كتابة بعنوان “كيف نكتب الحرب” هى فى حد ذاتها فعل مقاومة. يسهم المهرجان فى هذه المقاومة أيضًا من خلال برمجة عروض مسرحية مثل عرض “الطريق إلى الحرية” من فنزويلا، أو عرض “صرخة فى الظلام” من البرازيل، الذى يتناول التعذيب داخل السجون، وتجربة سجينة سياسية تواجه العنف والانتهاكات. كل هذا من شأنه أن يسهم فى نحت وعى المتفرج التونسى، وإدراكه لدور المسرح وأن الفن بإمكانه المقاومة، ويمكنه قول “لا” لكل أشكال القمع والبشاعة التى تخلو من الإنسانية والفن إنسانى أو لا يكون.

ما أكثر عمل مسرحى أثر فيك خلال مشاركاتك العربية أو الدولية.. ولماذا؟  
المسرحية التى أعجبتنى هى كاليجولا، وهى مسرحية أوكرانية فازت بالجائزة الكبرى فى مهرجان بغداد الدولى للمسرح عام 2022. كانت مسرحية مغايرة، أبدع مخرجها وسينوغرافيها، وكذلك ممثلوها. كان عرضًا مؤثرًا رغم عائق اللغة.

برأيك.. ما أبرز العقبات التى تعترض تطور المسرح العربى اليوم؟ هل هى متعلقة بالتمويل الجمهور أم الرقابة؟  
  الأهم من كل ذلك أننا اليوم ندرس المسرح فى المدارس، والمعاهد الثانوية، والجامعات، ولدينا معاهد عليا وكليات متخصصة فى الفن المسرحى، ما يسهم فى تأصيل الفعل المسرحى فى الوطن العربى. لكننا بحاجة إلى بنية تحتية مسرحية متطورة بتقنيات حديثة قريبة من الجمهور. كما أننا بحاجة إلى دعم سخى يسمح بإنتاج مسرح ذى قيمة فنية عالية وراقية. إلى جانب ذلك، لا يمكننا إغفال أهمية رفع الرقابة فى بعض البلدان العربية، التى ما زالت تخشى سلطة المسرح والكلمة. فالمسرح كونه مشاكسا، ناقد، ثائر، لكنه فى جوهره فن معارض أو لا يكون. قدر المسرح أن يكون كذلك.

وكيف يمكن للمسرح العربى أن يوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية ومواكبة التجارب المسرحية العالمية الحداثية؟  
أعتقد أن المسرحى الأصيل، حين يشتغل على عمل ما لا يسمح لنفسه بالتنصل من هويته، لأن حمضه النووى وشخصيته الفنية وبصمته هى جزء من تكوينه العميق، تغلبه وتهزم أفكاره. والحق أقول أن هذه المعادلة صعبة؛ حين ترتضى القيام بموازنة، لأنه بإمكاننا كتابة حبكة ذات مضمون يحافظ على الهوية ويؤصل الأمة العربية، لكنك لن تجد شكلا يتناسب مع هذا المضمون والهوية فى آن واحد.

هل تُجدد التظاهرات المسرحية العربية مثل مهرجان قرطاج أو القاهرة أو الشارقة أو المهرجان العربى خطابها بما يتناسب مع تحولات المجتمع العربى، أم ما زالت تكرر النماذج التقليدية؟  
  متفائل جدًا بما ينتجه المبدع العربى فى مصر، وتونس، والمغرب العربى، والإمارات. وما نشاهده فى مهرجان المسرح العربى هو جيلا جديدًا يحمل أفكارًا وتصورات جديدة مختلفة تمامًا عما كان يُقدَّم قبل عشر أو خمسة عشر عامًا. بالطبع، هناك تفاوت فى المستوى الفنى، لكن تبقى بعض المسارح الرائدة فى المسرح التجريبى، وتسهم فى كسر هذه القوالب التقليدية والحقيقة التى لا بد أن نبتعد عنها.

وفى رأيك كيف يمكن جذب الجمهور العربى – خاصة الشباب – إلى العروض المسرحية فى عصر هيمنة المنصات الرقمية؟  
يكمن ذلك فى الاهتمام بالأطفال فى سن مبكر. فى اعتقادى، الأساس هو الاهتمام بالمسرح المدرسى، لأن الطفل الذى يتعلم المسرح منذ الصغر. فى تونس، احتفلنا بستينية المسرح المدرسى، وشخصيا ما زلت حتى اليوم، التقى زملاء تعلَّمنا المسرح معًا فى المدرسة، حيث تدربنا مع أستاذ المسرح، ثم فى دار الثقافة، ثم فى نادى المسرح ثم الجامعة، فهناك تجد المنشطين والمدربين الذين يصقلون المواهب ويؤطرون الشباب. إذن، الحل يكمن فى المشاركة فى النوادى المدرسية، حتى لو لم يصبح ممثلًا، سيكبر وهو يحمل وعيًا فنيًا، وسيكون متفرجًا جيدًا وواعيًا بقيمة المسرح.
أما بالنسبة للشباب، تجذبهم  إلى المسرح الموضوعات التى تناقش، وطريقة تقديم العروض. المسرح يجب ألا يظل حبيس المسارح الرسمية، بل يجب أن يذهب إلى فضاءات متعددة، فى الشارع، المقاهى، والأماكن متعددة الاختصاصات. وهذا الأمر قادرين عليه.

 وهل تعتقد أن المسرح السياسى أو الاجتماعى لا يزال قادرًا على إثارة الجدل والتأثير فى الرأى العام العربى؟  
  نعم، لا يزال المسرح السياسى والاجتماعى قادرًا على التأثير فى الرأى العام الوطنى والعربى على حد سواء. يبقى أن نقدم مسرحًا مبنيًا بناءً محكمًا لا ينزل باللغة إلى الشعبوية ولا يرتقى بها إلى المحسنات البديعية، بل يقدم موضوعًا يهم الناس، يحلل البديهيات، ويطرح الأسئلة.

كيف تتخيل مستقبل المسرح العربى بعد عشر سنوات.. وما الدور الذى يمكن أن تلعبه المهرجانات فى صياغة هذا المستقبل؟  
أتصور أن المهرجانات العربية لا يمكن أن تقتصر على تقديم العروض المسرحية العربية فحسب، بل لا بد من عرض نماذج من مسارح العالم، لأنها فرصة للاستمتاع بالإبداع المغاير، مجادلته، ومسائلته. كذلك، ينبغى الاهتمام بشكل أكبر بالتكوين فى المهرجانات العربية، مع الالتزام بتوقيت انعقادها. أيضا فى اعتقادى، يمكن للمهرجان إقامة فعاليات خارج فترة انعقاده، مثل الإقامات الفنية، التى تشكل عملًا تطبيقيا وكتابا توثيقيا، يمكن الاطلاع عليه أثناء انعقاد الدورة.

 وأخيرا ما الذى ينقص المهرجانات المسرحية العربية لتواكب المهرجانات العالمية؟
ما ينقص المهرجانات العربية هو البرمجة فى متسع من الوقت، بحيث تتم المصادقة على لجنة تنظيم المهرجان ورئيسه إداريًا فى مطلع كل عام. ومن بين العوامل التى تحسن جودة المهرجان أن تكون البرمجة متزنة، تأخذ وقتها فى دراسة المشاريع، ودعوة البلدان والعروض المسرحية. فالعمل فى متسع من الوقت يجعل التجربة أكثر نجاحًا.
كما أننى أنادى بأن نصل لتحقيق فكرة أن المواطن يمكنه حجز تذكرته قبل أشهر لحضور عرض مسرحى، وهذا ليس حلما، بل يمكن تحقيقه. كذلك، لا بد أن يُجازى صاحب العرض ماديًا، بحيث لا يُقدم العرض بالمجان، بل يتم بيعه بمقابل محترم، مع تغطية تكاليف النقل الدولى على حساب المهرجان. إذا تمكنت المهرجانات المسرحية العربية من توفير ميزانيات كافية، وتنمية مواردها من خلال الاستشعار، التبنى، الشراكات، ومداخيل التذاكر، فإنها ستنجح فى إدخال المهرجان ضمن الدورة الاقتصادية، مما يضمن استمراريته وعدم إلغائه فى أى بلد عربى.

 


روفيدة خليفة