فى خطوة طموحة تستهدف ضخ دماء جديدة فى شرايين المسرح المصرى، أعلن البيت الفنى للمسرح برئاسة المخرج هشام عطوة إطلاق مشروع فنى واعد بعنوان اول ضوء “أول ضوء - الأحلام تتحقق، وذلك فى إطار رؤية متكاملة تهدف إلى تمكين المخرجين الشباب ومنحهم فرصة حقيقية لإثبات أنفسهم على خشبات المسرح الاحترافى.المشروع الجديد تتبناه فرقة مسرح الشباب بقيادة المخرج تامر كرم، ويُعد بمثابة منصة أولى لانطلاقة مهنية جادة لمخرجين موهوبين لم تتح لهم من قبل فرصة العمل داخل البيت الفنى للمسرح. ويعكس المشروع إيمان البيت الفنى العميق بأهمية اكتشاف الطاقات الشابة واحتضانها، وتقديم الدعم اللازم لها لتشق طريقها فى عالم المسرح، ليس فقط كفن راقٍ، بل كأداة فعالة لبناء الوعى الجمعى وإعادة تشكيل الثقافة البصرية.ومن المقرر أن تبدأ عملية استقبال طلبات التقدم للمشاركة فى المشروع اعتبارًا من الإثنين 5 مايو الجارى، وتستمر حتى الخميس 5 يونيو المقبل، أى لمدة شهر كامل. وقد خُصص مقر مسرح أوبرا ملك بوسط البلد لاستقبال طلبات المتقدمين، وذلك يوميًا على فترتين: الأولى من الساعة الحادية عشرة صباحًا حتى الثانية ظهرًا، والثانية من السادسة مساءً حتى التاسعة مساءً، وذلك تيسيرًا على الراغبين فى التقديم.وحول شروط التقدم للمشاركة، أوضح المخرج تامر كرم أن المشروع مخصص للمخرجين الشباب الذين لم يسبق لهم تقديم عروض داخل البيت الفنى للمسرح. ويشترط أن يتضمن العمل المقدم إما نصًا مسرحيًا مؤلَفًا حديثًا يعكس قضايا معاصرة، أو معالجة ورؤية إخراجية جديدة لأحد النصوص الكلاسيكية الشهيرة، بما يبرز حس المخرج الفنى وقدرته على تقديم قراءة مختلفة تواكب الواقع وتستشرف المستقبل.كما يتطلب التقديم إعداد ملف متكامل يحتوى على نسخة كاملة من النص المسرحى المقترح، بالإضافة إلى رؤية إخراجية واضحة ومتماسكة تعكس خصوصية صاحبها، مع تصور مبدئى لديكور وأزياء العرض المسرحى المقترح، بما يبرز قدرة المتقدم على الإبداع البصرى والتنظيم الفنى الشامل.وتُعرض المشروعات المقدمة على لجنة متخصصة تضم نخبة من المسرحيين والنقاد والمبدعين، تعمل على تقييم العروض من حيث الأصالة والابتكار والرؤية الفنية، بهدف اختيار الأفضل منها لإنتاجه ضمن خطة الموسم المسرحى الجديد لفرقة مسرح الشباب.ويُعد مشروع «أول ضوء» بمثابة مبادرة استراتيجية تسعى إلى بناء جيل جديد من المخرجين المسرحيين يمتلكون الأدوات الإبداعية والرؤى المعاصرة، ويعكس التزام البيت الفنى للمسرح برسالته الوطنية فى النهوض بالحركة المسرحية المصرية، ليس فقط من خلال الأسماء اللامعة، بل عبر تمهيد الطريق أمام المواهب الجديدة لتصبح يومًا ما علامات بارزة فى سجل المسرح المصرى والعربى.