الأنثى الديفا هى مصطلح يستخدم لوصف امرأة ذات جاذبية وسحر خاص، وغالبًا ما تكون واعية بقوة أنوثتها وتعرف كيفية استخدامها بطريقة إيجابية، وهى تستخدم ايضا للإشارة الى امرأة مشهورة ذات موهبة بارزة فى عالم الأوبرا والمسرح والسينما والموضة والموسيقى الشعبية، وعند الإشارة إلى ممثلة، فإن معنى ديفا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمعنى بريما دونا.هنا «الديفا» أو المغنية «بريما دونا» (السيدة الأولى بلغة الأوبرا) هى شخصية قوية، مستقلة وثرية، تتحدى قيود المجتمع وسيطرة الرجل على حياتها، ومن هنا يتلقى جمهور المتلقى شخصيتها القائمة على الاستقلال والاكتفاء المادى والشخصية القوية.وكلمة «ديفا» لها مدلولات كثيرة فى هذا الزمن، ربما أكثرها انتشاراً هذه الأيام هو الفنانة الشهيرة أو المرأة صعبة المراس المطلوبة بشغف إلى حد بعيد، التى حاربت الأوضاع الثابتة فى مجتمعها، وحققت مكانة فنية عالية، وتعود الكلمة للقرن التاسع عشر حيث البدايات التى تأخذنا لعالم الأوبرا، حيث وصفت المغنيات الشهيرات بوصف «ديفا».وكل ما تحمله كلمة “ ديفا “ من معان ثرية وإيجابية، اجتمعت جميعها فى المطربة العالمية المصرية الأصل الشبراوية النشأة “داليدا”، حيث جاء جمالها حاضرا منذ الطفولة، إلى أن شاركت فى شبابها بمسابقة ملكة جمال مصر وفازت باللقب سنة 1954، بدأت مسيرتها الفنية كممثلة فى السينما المصرية، وعملت مع كبار المخرجين ابرزهم يوسف شاهين، فى فيلم “اليوم السادس” عام 1986 الذى كان بمثابة عودتها الحقيقية للسينما، إذ توافد ثلاثة ملايين شخص إلى حى شبرا لمشاهدة داليدا فى حفل الافتتاح، وبالرغم من إشادة النقاد بالفيلم، إلا أنه فشل تجاريًا فى فرنسا، وكمغنية جاءت إنطلاقتها الحقيقية فى فرنسا، حيث غنّت بتسع لغات العربية والإيطالية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية، حيث صعدت إلى الصدارة بسرعة، عندما حققت أغانيها مبيعات قياسية فى فرنسا بين عامى 1957 و1961، انتشرت أغانيها فى عدة دول فى أوروبا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية وآسيا، كما غنت إلى جانب عدد من المطربين المشاهير على مستوى العالم فى ذاك الوقت، امثال خوليو إجلسياس، شارل أزنافور، جونى ماتيس، بيتولا كلارك وغيرهم.نالت العديد من الألقاب والأوسمة، كرمها الجنرال الفرنسى ديغول بمنحها ميدالية رئاسة الجمهورية بسبب أدائها الرائع وصوتها المميز، وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بوضع صورتها على طابع البريد، وأقيم لها تمثال بحجمها الطبيعى على قبرها فى عام 2001، ما زال الكثيرون يرددون أغانيها الجميلة بشغف.ولدت داليدا أو “يولاندا” اسمها الحقيقى فى 17 يناير 1933، فى حى شبرا بالقاهرة لوالدين إيطاليى الأصل مولودين بمصر، فقد هاجر أجدادها إلى مصر باحثين عن الرزق كما كان حال الكثير من الأجانب فى بداية القرن العشرين الذين هاجروا بدافع الفقر والهرب من الحروب فى بلدانهم آنذاك، حيث كانت مصر بلدا آمنا ومزدهرا اقتصاديا.لم تكن “داليدا” التى طالما عبرت عن “الحب” فى اغانيها، صاحبة حظ أو نصيب من الحب السعيد فى حياتها الشخصية، حيث عانت طوال مسيرتها مع قصص حب فاشلة عديدة، بل أنتحر كل من أحبوها أو تزوجوها فى ظاهرة غير مسبوقة بالمرة، حيث انتحر صاحب أول حب فى حياتها لفشله فى العودة إليها، بعدما تركته ظنا منها انها وجدت الحب الحقيقى، لينتحر ايضا الشاب الإيطالى “Luigi Tenco” وهو آخر حب حقيقى فى حياتها، وكان مغنى لا يزال فى بداية طريقه وقد دعمته داليدا ليصبح نجمًا لكن الفشل طرق بابه بعد مشاركته بمهرجان سان ريمو سنة 1967، فأنتحر بمسدسه فى أحد الفنادق والمؤسف فى الأمر ان داليدا كانت أول من رأى جثته ممددة ومغطاة بالدماء، عندما ذهبت لتواسيه بعدم نيله التقدير فى المهرجان والذى شاركا سويا فيه مع بعضهما البعض، وعندما اعتقدت انها تمكنت من نسيان الماضى، حيث أحبت رجلا بفترة السبعينيات، لكنه هو الآخر توفى منتحرا، لتقرر ان تنتحر هى الأخرى فى 3 مايو 1987 بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، عن عمر 54 عامًا بعد أن تركت رسالة تحمل “سامحونى الحياة لم تعد تحتمل”.«قلبى مليان بحكايات» هو أول عرض مسرحى ميوزيكال راقص من تأليف واخراج حمدى العربى، يتناول تلك السيرة الحزينة لإسطورة السحر والجمال «داليدا»، وبالأخص فى آخر يوم فى حياتها، حيث تدور فكرة العرض ما بين ثلاث شخصيات تمثل كل واحدة منها جانب من جوانب حياتها، فتجسد كريمة نايت «داليدا الإنسانة المعذبة» صاحبة الأغانى المنكسرة التى عبرت من خلالها عن حقيقة حياتها، بينما تجسد شيرلى احمد «داليدا الفنانة» صاحبة الأغانى المحبة والمقبلة على الحياة، تتأرجح بينهم تمارا مصطفى حجاج حيث جسدت «داليدا الطفلة» الحائرة بينهما، حيث عانت منذ طفولتها بتعامل الجميع من حولها على انها لعبة عروسة بلاستيك، الى ان كبرت لتصبح بالنسبة لكل من حولها مجرد شكل ومشروع مادى تجارى، متناسيين مشاعرها وانسانيتها، لتشعر بالوحدة على الرغم كل ما حظيت به من شهرة ومعجبين على كل مستوى العالم، فتقرر أن تنهى حياتها لتصبح «ديفا» فى السماء بجاذبيتها الخالدة مثلما كانت «ديفا» على الأرض.قام مؤلف النص وهو نفسه مخرج العرض حمدى العريى، بالغوص فى الأعماق النفسية لداليدا الإنسانة أكثر منها المطربة الشهيرة على مستوى العالم، وهى شخصية مثيرة للجدل لأنها شخصية مليئة بالصراعات الداخلية سواء على المستوى الفنى أو الإنسانى، كما عبرت بالكثير من اغانيها عن حقيقة ما يجول بداخلها فى حياتها الحقيقية، لذا جاء ذكاء المخرج هنا فى انتقائه فقط للأغانى التى عبرت عن حياتها الشخصية وما يجول بداخلها من صراعات نفسية، ليعرضها من ضمن حبكة الدراما بالعرض المسرحى، مثل أغنية ( أريد أن أموت على المسرح – je veux mourir )، والتى عبرت فيها عن آخر رغباتها وأمنياتها فى الحفاظ على حبها الأخير، بعد ان فشلت كل قصص حبها وانتهت بانتحار ابطالها، حيث بدأت تشعر بسوء الحظ، وقد عبر العربى هنا من خلال تلك الأغنية، وبمنتهى الإبهار عن الصراعات والمشاعر الداخلية للمطربة داليدا أثناء آدائها الغنائى لها، وذلك من خلال الآداء الحركى لكل من كريمة نايت وشيرلى أحمد (حيث إنهما يجسدان شخصية واحدة لداليدا الانسانة والفنانة) مع الآداء الصوتى لها، وحقيقة كان الآداء الحركى موفقا إلى حد كبير للغاية فى التعبير عن مكنون تلك المشاعر التى تعتريها، ومتماشية مع معانى الكلمات المغناة.هناك أيضا أغنية (أنا مريضة – je suis malade)، وأغنية ( parole parole )، كلها اغانى ينطبق عليها نفس الحالة، وتعبر من خلالها عن مشاعرها الحقيقية فى الحياة، وقد احسن العربى انتقاءها واستغلالها الأمثل فى دراما العرض المسرحى “قلبى مليان بحكايات”.لم ينس العربى ايضا وبجرأة تعادل نفس جرأة داليدا، فى أن يلفت انظار المتلقى فى نهاية العرض انه يجسد على المسرح ولأول مرة على مستوى العالم، قصة حياة مطربة عالمية مصرية الأصل، فأدرج بالعرض واحدة من أجرأ وأشهر اغانيها الناجحة التى تعبر فيها عن اعتزازها وفخرها بأصولها المصرية، ألا وهى أغنية “حلوة يا بلدى”، فى آداء استعراضى مبهر لمصمم الاستعراضات العالمى عمرو باتريك، الذى ابهر جمهور المتلقى بمجموعة من أبدع الرقصات التى كان لها عظيم الأثر فى قلوبهم، وبالأخص الإستعراض الذى غلب عليه الطابع التجريبى والذى دارت احداثه بالمستشفى، حيث نجد داليدا مستلقية على إحدى السرائر المتحركة، ومن حولها اشباه لشخصيات أشباح اموات يطوفون من حولها، وتعبر شاشة الجرافيك فى الخلفية عنهم ايضا، فى دلالالة على انتحار معظم عشاقها الذين ارتبطوا معها بقصة حب، كما جاء استعراض الفينالة مع اغنية (أريد ان اموت على المسرح) فى منتهى الروعة والإبداع، مع تناسق واضح ما بين التصميمات الحركية لعمرو باتريك مع ما تعرضه شاشة الجرافيك، حيث وجدنا كل معالم باريس موطن اقامة (اليدا) تنهار وتسقط بداية من برج ايفل حتى الشانزليزيه، كدلالة رمزية قوية ومعبرة عن فقدان باريس لقامة غنائية فنية كبرى مع انتحار داليدا وموتها، فى مشهد بديع بصريا وصوتيا وفنيا، وبالتالى جاءت كل استعراضات باتريك ملائمة للتعبير عن شخصية مطربة عالمية، تحيط بها الشهرة والإثارة والأضواء ويدور حولها الجدل دائما، وتتسم حياتها بالعجائبية والغرابة مع الحزن والإنكسار المستمر.وحقيقة أكثر ما يتفرد به عمرو باتريك عن غيره من مصممى الرقصات، هو حيلولة أن تجد اى استعراض فى دراما العرض المسرحى مشابه للآخر، فكل استعراض تجده مختلف كلية عن باقى الإستعراضات وعلى كل المستويات، سواء على مستوى الحركة أو الدراما أو الفكرة ذاتها للمشهد المسرحى، حيث من أكثر ما يقع فيه مصممى الرقصات، هو تشابه الاستعراضات مع بعضها البعض بداخل العمل الفنى ايا كان نوعه.وقد جاء استعراض “أنا مش مانيكان” واحدا من أجمل استعراضات العرض المسرحى “ قلبى مليان بحكايات “، من حيث التعبير عن حالة المشهد المسرحى، الذى أراد مؤلف النص من خلاله أن يبرز الأثر النفسى على داليد المطربة الشهيرة، من تعامل الجميع من حولها على انها مجرد “فستان” تقوم بتغييره بآخر من اجل الأضواء والربح المادى، متناسيين انسانيتها ومشاعرها بعيدا عن كونها فنانة عالمية، وقد برع باتريك الى حد كبير فى إثارة المتعة البصرية لجمهور المتلقى، من خلال تصميماته الحركية الراقصة لكريمة نايت على انغام أغنية “أنا مش مانيكان” من تأليف مخرج العرض حمدى العربى، لتصل الرسالة بمنتهى اليسر والسلاسة لجمهور المتلقى دون الحاجة الى السرد الدرامى المسرحى المعتاد والتقليدى المتعارف عليه.وتكمن صعوبة النص المسرحى هنا للعربى، فى انه نص ذو طابع خاص تعتمد فكرته كلية على الرقص والموسيقى والكلمة المغناة، مع الإستعانة فى اضيق الحدود بالحوار المسرحى المعتاد، وذاك النوع من النصوص التى تتميز بالخصوصية الشديدة، تحتاج الى كاتب واع بطبيعة جمهور المتلقى وإلى مخرج صاحب رؤية اخراجية متفردة، وذلك من أجل ان تصل الرسالة بسهولة للمتلقى دون أدنى اسهاب أو تعقيد.وقد نجح حمدى العربى مؤلف ومخرج العرض إلى حد كبير فى إيجاز حياة داليدا المثيرة للجدل والثرية بالصراعات كاملة، برؤية اخراجية مبدعة وذلك من خلال اختياره لليوم الأخير فقط من حياتها قبيل انتحارها بلحظات، ليكون هو المحطة الأخيرة التى تسترجع من خلالها المطربة الشهيرة، كل ذكريات محطاتها الفنية والعاطفية والانسانية من خلال تقنية الفلاش باك، ولكن من خلال الدراما الحركية مع أهم اغانيها التى تترجم أهم تفاصيل حياتها، والتى أودت بها فى النهاية الى قرار الإنتحار ومغادرة ذلك العالم المزيف.وفى مواكبة للتطور وللمسرح بعد الحداثة، قام العربى مخرج العرض بالإستغناء عن الديكور تماما، مع استبداله بشاشات جرافيك وفيديو مابينج للمهندس الفنان محمد عبد الرازق الواعى لطبيعة العرض والمتمكن من ادواته، من كل جوانب المسرح وفى خلفيته ايضا، مع الاستعانة فقط بموتيف سرير مستشفى متحرك، فالعرض المسرحى من انتاجه الخاص ايضا وتم عرضه يومين فقط على مسرح الهناجر، وقد كانت لهذه الفكرة تأثير كبير على المتعة البصرية لجمهور المتلقى، من خلال ما تعرضه الشاشات من أشكال سيريالية تعبر عن نفسية داليدا الداخلية، ومع إضاءة محمد عبد المحسن المكملة للصورة السينمائية اسهمت فى تشكيل لوحة فنية جمالية أمام أعين المتلقى، وكذا من خلال عرض لوحات معبرة عن الفراغ العاطفى الذى تحياه داليدا على الرغم من كل معجبيها بالعالم أجمع، كما استخدمت تقنية الجرافيك والفيديو مابينج لتكون عامل مساعد ومكمل قوى، لفاعلية عنصر الإبهار والتداخل مع استعرضات العرض المسرحى.تصميم الملابس والإكسسوارات للعربى ايضا جاءت مبهرة للغاية ومتفقة مع طبيعة وشهرة داليدا العالمية، وتنوع الوان فساتينها التى تبرز جمالها وبريقها وكاريزمتها، وابتكارها دوما لموضة جديدة تليق بها كفنانة ذات تأثير بالغ، ليسايرها بعد ذلك فتيات جيلها ومعجباتها من كل انحاء العالم.و بالإضافة الى اهم اغانى داليدا العالمية المنتقاة للعرض المسرحى، قام العربى مخرج العرض بتأليف اثنان من اغانى العرض المعبرة والمبدعة الا وهم “ انا مش مانيكان “ و” ديفا أنا “، لتتماشى مع فكرة العرض المسرحى والدراما ذات الخصوصية له، التى تندرج تحت عنوان السيرة الذاتية للأساطير والمشاهير.قام الموسيقار الموهوب شريف الوسيمى بإعادة صياغة وتوزيع لأغانى داليدا الشهيرة، بما يتماشى مع دراما العرض المسرحى الغنائى الإستعراضى، وفكرة اليوم الأخير فى حياتها، كما قام الوسيمى بتلحين كل الأغانى التى كتبها المخرج خصيصا للعرض، ووضع الموسيقى الملائمة للحالة الدرامية فيها، فغلبت عليها تيمة الحزن والإنكسار ومشوارها المشحون داخليا بالصراعات، فجاءت الموسيقى معبرة عن الحالة الإنفعالية للشخصية الدرامية، مما اسهمت الالحان واعادة الصياغة بدور كبير فى نجاح العرض المسرحى الغنائى.جاء اختيار العربى موفقا الى حد بعيد للثلاث شخصيات ممن يجسدون شخصية داليدا مسرحيا، وعلى الرغم من عدم وجود ادنى تشابه شكلى لهم مع تلك الشخصية الإسطورية التى يصعب ايجاد بديلا لها، الا ان كلا من كريمة نايت وشيرلى احمد نجحوا فى الاقتراب بنسبة كبيرة من روح تلك الشخصية بناء على مشاهدتهم وقراءتهم عن الشخصية سيكولوجيا وفنيا، فجاءت كريمة نايت متوحدة بشكل مبهر مع شخصية داليدا الانسانة المنكسرة، وساعدها على ذلك صوتها الذى توحد مع صوت داليدا بشكل كبير، إضافة إلى قوة إحساسها بالشخصية مع المرونة الجسدية المطلوبة للدور من خلال رقصاتها المتقنة، فهى ابنة فرقة الرقص المسرحى الحديث لسنوات طويلة مع العالمى ومؤسس تلك الفرقة الفنان وليد عونى، فمن شهر زاد الى دورها فى داليدا عمر وفن ونضوج فى جميع اتجاهات الرقص والغناء والآداء، مما يؤهلها لميلاد فنانة استعراضية شاملة.اما عن شيرلى احمد فقد جسدت روح داليدا الفنانة المحترفة المخلصة لفنها، والمبهجة احيانا، وجاء اختيارها موفق سواء على المستوى الغنائى بصوتها المميز والممتلئ بالإحساس، او على مستوى روحها المبهجة القريبة من داليدا فى بداياتها الفنية، فأضافت كثيرا للعرض بما تمتلكه من حرفية وقبول فنى.وأخيرا جسدت تمارا مصطفى حجاج دور داليدا فى طفولتها بشكل برئ يليق بنعومة وبراءة داليدا فى طبيعة حياتها بصفة عامة، ويحسب لتمارا ثباتها وثقتها بنفسها فى الوقوف على خشبة المسرح لأول مرة، وفى دور صعب ومركب مثل تلك الشخصية المثيرة للجدل، فجاء آدائها متناسب مع مرحلتها العمرية.وفى النهاية قدم حمدى العربى ذاك الفنان المصرى المقيم فى المانيا نفسه فى هذا العرض المميز، كفنان متعدد المواهب، حيث تعددت وظائفه بالعرض المسرحى من مؤلف ومخرج له فى ذات الوقت، اضافة الى كاتبا لبعض اغانيه، إضافة الى مصمما للدراما الحركية فيه وكذا الملابس والإكسسوارات، ما يدل على انه فنان عاشق متمكن من كل أدواته الفنية، وصاحب رؤية اخراجية واضحة سواء على مستوى الرقص او الحركة او الكتابة والاخراج، حتى على المستوى الفكرى هو صاحب موضوعات متفردة عن كل جيله، فقد قدم لنا مؤخرا السيرة الذاتية لشخصية (داليدا) لأول مرة مسرحيا على مستوى العالم فى قالب تجريبى غنائى استعراضى، كما سبق له اخراج عرض (فاوست العاشق)، ثم قدم بعدهالأول مرة ايضا على مستوى العالم على المسرح شخصية اسطورة الباليه (رودولف نوربيف)، كما يمتلك مرونة وحرفية عالية فى التعامل مع كل صناع العمل بحب وروح واحدة، ما ينتج عنه أعمال ناجحة ومتفردة وخالدة فى مسيرته الفنية.