العدد 926 صدر بتاريخ 26مايو2025
أتيح للسوشيال ميديا للمخرجين والفرق المسرحية الوصول إلى جمهور أوسع، كما وفّرت أدوات للتسويق الذكى وأفسحت المجال أمام النقاشات الفنية وتبادل الآراء. ورغم الفوائد التى أسهمت بها، لم يكن هذا الانفتاح خاليًا من التحديات. علاوة على ذلك، أعادت السوشيال ميديا تسليط الضوء على المسرح كأداة للتعبير والنقاش المجتمعى فى عالم عربى يشهد تحولات اجتماعية وسياسية متسارعة. أصبحت منصات التواصل الاجتماعى جزءًا أساسيًا من المنظومة المسرحية الحديثة، سواء على مستوى الترويج أو النقد أو التفاعل الجماهيرى، ما حفّز المتابعين على حضور العروض أو حتى الاكتفاء بمتابعتها عبر الإنترنت.
يقول المخرج السعيد المنسي (أثرت وسائل التواصل الاجتماعى على حياة الإنسان بشكل عام وعلى المسرح بشكل خاص، حيث ساهمت فى إتاحة عدد من النصوص المسرحية عبر منصات التواصل الاجتماعى، سواء كانت نصوصًا عالمية أو مصرية، وقد تسبب هذ الانفتاح إلى تسيير العديد من الأمور على المخرجين والفرق المسرحية من خلال الاطلاع على النصوص بأفكارها المختلفة، وجدير بالذكر هناك خطورة هذه الظاهرة، إذ يتم فى بعض الأحيان الاستيلاء على النصوص من دون إذن أصحابها، وقد تُعرض على المسرح بعد إدخال تعديلات جوهرية تمس هويتها الأصلية، دون الرجوع إلى كاتبها، تطويرها، بما يضمن احترام حقوقهم وتقديم العمل بشكل يليق بمضمونه الأصلي).
ويكمل (خلال السنوات الأخيرة أضحت وسائل التواصل الاجتماعى من أهم أدوات التسويق للعروض المسرحية، وذلك بفضل انتشارها الواسع، بجانب تأثيرها الظاهر، فأصبح هناك متخصصون فى التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعى، يمتلكون المهارات التى تساعد على توجيه الجمهور لمشاهدة العروض المسرحية).
ويعرب المنسى (هناك قلق شديد من الاستخدام الخاطئ لأدوات الذكاء الاصطناعى، خاصة منصات مثل “شات جى بى تي”، مشيرًا إلى أن هناك من يلجأ إلى هذه التقنية لتأليف نصوص مسرحية أو كتابة مقالات نقدية، ثم ينسبها إلى نفسه دون جهد حقيقى، ومن المؤسف أن نجد من يطلق على نفسه لقب فنان، فى حين أنه لا يفعل سوى إدخال بعض التعليمات إلى أداة ذكاء اصطناعى لتنتج له النص كاملًا).
يوضح (فن المسرح لا يمكن تهديده أو استبداله، سواء بالسوشيال ميديا أو بأى وسيلة رقمية أخرى؛ فالمسرح فن حى، لا يكتمل إلا بوجود الممثل والجمهور فى لحظة تواصل مباشر ومشاعر متبادلة. لا يمكن أن تشعر بهذه اللحظة، وأنت تشاهد مسرحية عبر شاشة أو على وسائل التواصل، فالتجربة المسرحية لا تتحقق إلا داخل قاعة العرض الحي).
يؤكد (أن وسائل التواصل الاجتماعى تلعب دورًا مهمًا فى تسليط الضوء على المسرح، ليس فقط من خلال الترويج للعروض أو المهرجانات، بل أيضًا عبر إبراز جهود الكتّاب، والمخرجين، والممثلين، ومهندسى الديكور، وحتى الموسيقيين الذين يشاركون فى الإنتاج المسرحي).
ويختم المنسى حديثة (بالتأكيد على أهمية التطوير والاستفادة من التقنيات الحديثة، ولكن مع ضرورة ألا تكون هذه الأدوات هى المصدر الأساسى للإبداع، بل وسيلة مساعدة تدعم الفكر البشرى ولا تحل محله(.
وسائل التواصل الاجتماعى تغيّر وجه المسرح: من اختيار النصوص إلى الترويج الذكي
يقول الصحفى والناقد باسم صادق (لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعى أثرت بشكل كبير على اختيار النصوص المسرحية، خاصة بين الفرق الشبابية. أصبح الاعتماد على التريندات المنتشرة عبر هذه الوسائل أمرًا شائعًا؛ حيث يتم تضمينها فى العروض المسرحية لتناول مشاهد حياتية تمس الشباب وتعبر عنهم. لم يعد اختيار النصوص كما كان فى السابق؛ فاليوم نلاحظ قلة فى إنتاج النصوص المسرحية الكلاسيكية، ولجأ بعض المخرجين الشباب إلى استلهام محتوى من وسائل التواصل الاجتماعى والأفلام المنتشرة عليها، ليقوموا بمسرحتها بدلًا من قراءة نصوص تقليدية، ما يواكب العصر الحال).
يشير قائلًا (تُعد وسائل التواصل الاجتماعى سلاحًا ذا حدين؛ فإذا استُخدمت بشكل جيد، فإنها تصبح الوسيلة الأولى لتحقيق نجاح كبير أرى أن الاتجاه الحالى يتمثل فى استخدام هذه الوسائل للترويج للعروض المسرحية، سواء كانت تابعة للقطاع الخاص أو الحكومى. لكن يجب الحذر من الخداع الذى قد يحدث بسبب جودة العروض المُروَّج لها عبر هذه الوسائل، فقد تكون هذه العروض تفتقر إلى الاحترافية).
يوضح (فى ظل غياب الإعلانات التقليدية التى كانت تُنشر فى المجلات والصحف لترويج العروض المسرحية، أصبحت وسائل التواصل الوسيلة الأكثر فعالية بل إن هناك متخصصين فى عمليات الترويج الرقمى، ويمكن الاستعانة بصناع محتوى يمتلكون عددًا كبيرًا من المتابعين لضمان وصول العرض المسرحى إلى أكبر عدد من الجمهور).
يكمل (ساهمت وسائل التواصل الاجتماعى فى تشكيل الذائقة الفنية لدى الجمهور، ولكن هناك بعض العروض يمكن وصفها بأنها قصيرة العمر، وفى الحقيقة أؤكد أنا ضد السعى وراء التريندات؛ فالأعمال المسرحية الناجحة تستطيع فرض قوتها بطريقة احترافية. بالإضافة إلى ذلك، لا أرى أن وسائل التواصل الاجتماعى تمثل تهديدًا للمسرح، بل يمكن أن تساعد فى تعزيزه إذا استُخدمت بطريقة احترافية. على سبيل المثال، المخرج عصام السيد، مخرج مسرحية “مش روميو وجولييت”، استخدم وسائل التواصل الاجتماعى بطريقة احترافية للترويج للعرض المسرحى بطريقة محترمة وبأسلوب خارج الصندوق بجانب التعاون مع أعضاء الفرقة).
يختتم (لم يتم إهمال أخبار المسرح فى الصحف والمجلات بشكل مستمر، ولكن سرعة انتشار الأخبار عبر وسائل التواصل جعلت الصحفيين يرون أن الخبر اللحظى ينتشر بسهولة، وجدير بالذكر نسعى فى جريدة الأهرام إلى نشر ما وراء الخبر، بحيث يمكن للقارئ قراءة الخبر فى اليوم التالى مع إضافة معلومات جديدة حول نفس الخبر، وذلك فى التعامل مع الأخبار التى انتشرت بسرعة بالغة).
دور وسائل التواصل الاجتماعى فى إعادة تشكيل المسرح المصري
يقول المخرج والممثل مصطفى عامر: (لقد أثّرت وسائل التواصل الاجتماعى بشكل كبير على اختيار النصوص المسرحية، إذ فتحت المجال واسعًا أمام المخرجين للوصول بسهولة إلى عدد كبير من النصوص. أصبح من السهل على أى مخرج أن يبحث عن نص مسرحى ويجده، بل ظهرت مواقع متخصصة فى هذا المجال. غير أن هذه السهولة أفقدت القراءة الحية للنصوص والكتب القديمة والأعمال الأصلية كثيرًا من أهميتها. كما أن الوصول السهل إلى النصوص الحديثة أو تلك التى لا يزال مؤلفوها على قيد الحياة، جعل بعض المخرجين يستخدمون هذه النصوص دون الرجوع إلى المؤلف الأصلى.
يوضح (انتشار وسائل التواصل الاجتماعى ليست قيدًا على المسرح، بل وسيلة فعالة للانتشار، مما يحتم على فريق العمل، وخاصة المخرج، مواكبة أساليب التسويق الحديثة لضمان الوصول إلى جمهور أوسع).
يشير (المجال الرقمى بات تخصصًا مستقلًا، وهناك متخصصون يساعدون كل القطاعات، ومنها المسرح، على تحقيق الانتشار. فى ظل ندرة وجود نجوم كبار يشاركون فى أعمال مسرحية، لم يعد بالإمكان الاعتماد على أسمائهم لجذب الجمهور، كما كان الحال سابقًا. كذلك لم تعد الإعلانات الضخمة فى الشوارع أو الأخبار فى الصحف والمجلات كافية، إذ بات الجمهور اليوم أقل اهتمامًا بهذه الوسائل، وأكثر توجهًا إلى السوشيال ميديا. ولذلك، فإن أى فريق يسعى إلى نجاح عرضه المسرحى، لا بد أن يركز جيدًا على الدعاية الإلكترونية، لأنها تُحدث فرقًا فعليًا فى التفاعل والانتشار.
يكمل (حماية المسرح الجاد من ضغوط التريندات والسعى للشهرة السريعة، فهى مسؤولية المؤسسات المعنية بالمسرح. فالمواهب تخرج يوميًا من الجامعات، وقصور الثقافة، والمعاهد والأكاديميات المتخصصة، وفرق الهواة. ومن يخوض تجربة المسرح غالبًا ما يرتبط بها طويلًا).
يختتم (وسائل التواصل الاجتماعى ساهمت فى إبراز عروض مسرحية كانت ستمر دون اهتمام، مما دفع مديرى المسارح فى مصر للاهتمام بالإعلانات القوية لجذب الجمهور. كما أثرت هذه الوسائل فى ذائقة المتلقى وسرعة الإيقاع، ما جعل الجمهور يعزف عن العروض الطويلة، فباتت أغلب المهرجانات تحدد مدة العرض بساعة ونصف كحد أقصى).
النقد الفنى والمسرح فى عصر السوشيال ميديا
يقول الكاتب يسرى حسان (بشكلٍ عام، لا يمكن إنكار الدور الكبير الذى تلعبه وسائل التواصل الاجتماعى فى الترويج للعروض المسرحية. فمعظم الفرق المسرحية فى مصر الآن، سواء كانت تابعة لمسرح الدولة أو لقصور الثقافة أو من الفرق الخاصة والمستقلة، تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعى كوسيلة رئيسية للدعاية لعروضها. ويأتى ذلك فى ظل القرار الذى أراه غريبًا، والصادر عن رئيس مجلس الوزراء، بإلغاء بند الدعاية للعروض المسرحية، مما دفع معظم المسرحيين إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لجذب الجمهور إلى مسارحهم. ومن هنا يتجلى الجانب الإيجابى لهذه الوسائل).
يشير (وسائل التواصل الاجتماعى سمحت بانتشار آراء نقدية غير متخصصة، تُروّج للعروض بعبارات دعائية، ما أدى إلى أزمة بين النقاد المحترفين وصنّاع المسرح الذين قد يرفضون النقد الفنى الموضوعي).
يوضح (فعندما يكتب ناقد دارس أو صاحب خبرة عن عرضٍ مسرحى، ويتناول بالتحليل بعض أوجه القصور أو الضعف فيه، فإن ردود الفعل من صنّاع العرض لا تكون إيجابية فى الغالب. ويزداد الأمر تعقيدًا حين يُقابل النقد المتخصص بسيلٍ من العبارات المبالغ فيها من الجمهور أو المتحمسين للعرض، مثل “هذا أهم عرض فى الموسم”، أو “الممثل الفلانى فى منطقة إبداعية مختلفة”، أو “المخرج استطاع تقديم أهم وأبرز عرض فى تاريخ المسرح المصري”، وهى عبارات تفتقر إلى المنهجية ولا تنتمى إلى عالم النقد المسرحي).
يؤكد (ومن سلبيات وسائل التواصل الاجتماعى أيضًا أنها دفعت بعض صنّاع العروض إلى تقديم أعمالٍ تسعى لمغازلة الجمهور أكثر من سعيها لتقديم رؤية فنية تضيف إلى وعيه وتطوره. وقد ساد بالفعل نمط من العروض التجارية البسيطة، التى تركّز على الكوميديا أو الخفة لجذب جمهور أوسع. ورغم أنه لا بأس من تقديم عروض خفيفة تتناسب مع الذوق العام، فإن الإشكال يكمن فى تقديم هذه العروض بوصفها تمثّل النموذج الجديد للمسرح، وهو ما يُعدّ أمرًا مرفوضًا).
ويختتم (وهكذا، فإنه رغم الفوائد الكبيرة التى قدّمتها وسائل التواصل الاجتماعى للحركة المسرحية، لا يمكن تجاهل السلبيات التى تسببت فيها، والتى أثّرت بدرجة ملحوظة على طبيعة العروض المسرحية وعلى المشهد النقدى فى مصر).
السوشيال ميديا والمسرح: دعم أم تهديد؟
يقول المخرج يوسف المنصور (إن وسائل التواصل أثّرت فى إيقاع الزمن واختيارات النصوص المسرحية، مشيرًا إلى أن الجمهور أصبح شريكًا فى العمل الفنى، وتتشكّل ذائقته بعوامل متعددة، منها الثقافية والتقنية. لذا تُختار النصوص اليوم بما يتماشى مع جمهور سريع الملل، عبر نصوص سريعة الإيقاع تعكس روح العصر).
يؤكد المنصور (السوشيال ميديا لم تفرض قيودًا، بل على العكس، منحت المسرح مساحة أكبر من التحرر، إذ باتت تساند بعض القضايا، وأصبح للجمهور صوت واضح، قد يسهم فى دعم عرض مسرحى أو التعتيم عليه. كما أنها بدّلت أساليب الترويج فى هذا العصر الذى يشهد غلاءً فى أسعار الإعلانات التلفزيونية، وباتت تمثل أحيانًا الحل الأمثل للدعاية).
يشدد (هناك أهمية الحفاظ على المسرح الجاد، بشرط ألا يكون جامدًا، بل متجددًا يواكب العصر دون الابتذال. ويرى أن المسرح الجاد يجب أن يعرف رسالته وجمهوره، ويُقدَّم برؤية فنية حقيقية، حتى فى الأعمال الكوميدية، مع دعاية تناسب العصر وتصل للجمهور دون أن تفقد العمل قيمته).
يرى (وسائل التواصل الاجتماعى ساهمت بالفعل فى تسليط الضوء على عروض مسرحية كانت ستمر دون أن يلاحظها أحد لولا التفاعل الرقمى، خاصة العروض الشبابية التى لا تحظى بدعم إعلامى أو صحفى كبير. فقد أتاح للجمهور أن يقول كلمته، مما ساهم فى إنصاف العديد من الأعمال. وعلى الجانب الآخر، يرى أن بعض العروض التى لا تستحق كل هذه الضجة الإعلامية استفادت من قدرات صناعها فى الترويج الإلكترونى، وهو ما قد يوحى بجودتها فى حين أنها ليست كذلك. فكما أن لكل شيء إيجابياته، هناك أيضًا سلبياته، ومن هنا يمكن القول إن السوشيال ميديا دعمت عروضًا تستحق، لكنها أيضًا زيفت صورة بعض العروض الأخرى عبر اللجان الإلكترونية).
يوضح (أن تغيّر الذائقة الفنية نابع من متطلبات العصر، وليس فقط من وسائل التواصل الاجتماعى، مشيرًا إلى أن المتفرج بات يفضل الإيقاع السريع والمحتوى المشوّق، ما يستدعى من المسرح مواكبة هذا التغير بأسلوب حديث وجاد، دون التمسك بالأشكال التقليدية الجامدة).
يكمل (السوشيال ميديا تدعم المسرح ولا تهدده، إذ تُعد وسيلة دعاية فعالة ومنبرًا حقيقيًا للجمهور، بينما يظل المسرح مميزًا كفن حى مباشر. ويؤكد أن التفاعل الرقمى يتيح للمسرح الاستمرار دون الحاجة لميزانيات كبيرة، من خلال إبراز الأعمال الجيدة عبر تفاعل الجمهور).
يختتم (أما عن تراجع الاهتمام بالأخبار المسرحية فى الصحف والمجلات، فيرجح المنصور أن ذلك لا يعود فقط إلى انتشار السوشيال ميديا، بل إلى أسباب أعمق تعود إلى فترة طويلة سابقة، منذ أن أصبح المسرح عاجزًا عن مواكبة التكاليف العالية للدعاية. فرفع أسعار التذاكر لا يتناسب مع إمكانيات الجمهور، ومن ثمّ تراجع الحضور الإعلامى للأخبار المسرحية فى بعض المنصات الصحفية، وهو أمر واقع، لكنه ليس بالضرورة نتيجة مباشرة لتواجد وسائل التواصل الاجتماعي).
هل تضر وسائل التواصل الاجتماعى بعمق العروض المسرحية؟
يقول المخرج مناضل عنتر (أثّرت وسائل التواصل الاجتماعى على اختيار النصوص المسرحية، إذ ساهمت فى تحويل ذاكرة البشر إلى ذاكرة بصرية، فلم يعد كثير من الناس يقرؤون النصوص كما فى السابق. وقد شاهدتُ العديد من الفرق المسرحية تعمل على مونولوجات ومشاهد لا يعرف أفرادها أصلها أو مؤلفها، مما أدى إلى فقدان جزء كبير من الفهم الحقيقى للمعانى والدلالات الكامنة وراء النصوص. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى معيارًا لاختيار النصوص بناءً على عدد الإعجابات والقلوب، وليس من خلال قراءة واعية وتحليل نقدي).
يوضح عنتر (فرضت وسائل التواصل الاجتماعى بعض القيود على الأعمال المسرحية، إذ دفعت العديد من المبدعين إلى اللهاث خلف “الترند”، ما أجبرهم أحيانًا على تبسيط أو اختصار عروضهم سعيًا لجذب الانتباه بسرعة، وهذا ما أثّر أحيانًا على العمق الفنى للعمل).
يختتم (ومن ناحية الترويج، يمكن استخدام إنستغرام وفيسبوك بانتظام لنشر كواليس العروض، الصور، وآراء الجمهور، والتعاون مع مؤثرين مهتمين بالفن والثقافة، إضافة إلى إنشاء وسم (هاشتاغ) خاص بالعرض وتنشيطه مع كل منشور. كما يُمكن تنظيم بث مباشر لبعض اللحظات المهمة مثل يوم الافتتاح أو فترات التحضير، إلى جانب إنشاء موقع إلكترونى أو صفحة تتضمن كافة التفاصيل المتعلقة بالعروض، الحجوزات، ونبذة تعريفية عن فريق العمل).
كيف تستفيد الأجيال الجديدة من السوشيال ميديا فى التفاعل مع العروض؟
يقول الناقد أحمد خميس (أثرت السوشيال ميديا على اختيار النصوص المسرحية كل من يتعامل من المسرحيين مع السوشيال ميديا يعرف أهميتها الكبيرة وخاصة الاجيال القديمة من الكتاب والمخرجين والباحثين وطلبة علوم المسرح فقد أتاحت لهم الحصول ببساطة على بعض النصوص التى لم تعد موجودة ككتب مطبوعة أو تلك التى تكلف كثيرا حال شراءها من باعة يعرفون قيمة وأهمية الكتاب بالنسبة للمشترى , وعن السؤال بالطبع كان التأثير إيجابى فقد أتاحت السوشيال ميديا الحصول على كثير من النصوص والدراسات المصاحبة وهو الأمر الذى أثر بالإيجاب على اختيار النصوص والوعى بتنوعها والفروق الجمالية بينها)
يكمل خميس (بالطبع هى لم تفرض قيودًا على الاعمال المسرحية وليس لها أن تفعل ذلك لكنها من ناحية أخرى أعطت للمراقبة والمراجعة دلائل واضحة على توجه صناع العروض وأماكن عروضهم والمهتمين بتلك العروض وتوجهاتهم الفكرية وما يشكلونه من رؤى).
يختتم (هناك دائما من الاجيال الجديدة من تكون علاقتهم بالسوشيال ميديا أفضل وبطرق متعددة يمكنهم الوصول لجمهور أوسع كما أن هناك شركات البعض وأفراد متخصصين يحتفظون ببرامج يمكنها بسهولة الوصول لجمهور اوسع , كما ان دوائر المعرفة بين الاشخاص تتيح تلك المسألة وبدون تكلفة مادية تذكر وذلك أمر استغلته كثير من المؤسسات التى المختصة بإنتاج العروض المسرحية وضعت بنود أساسية فى عملية الترويج للعروض , من ناحية اخرى تلعب الصور وبعض الفيديوهات القصيرة دورا مهما فى جذب الجمهور أكبر للعروض بتنوعها).
كيف ساهمت السوشيال ميديا للترويج لنجاح مسرحى كبير؟»
تقول الكاتبة رشا عبد المنعم (الميزة التفاعلية الحيّة للمسرح تُعد فى ذاتها فرصة وتهديدًا. فهى فرصة تُميّزه عن الفنون الأخرى، سواء الفنون الأدائية أو السينما أو الدراما التلفزيونية، وسائر الأنواع الدرامية التى تستخدم الوسائط التكنولوجية. فالحقيقة أن فكرة المسرح تقوم على كونه لقاءً حيًّا بين المتفرج والمؤدى، وتفاعلًا مباشرًا يولد فى اللحظة ذاتها).
وتوضح (و”وليد اللحظة” هنا بمعناه الحرفي؛ فالعرض المسرحى الذى تشاهده اليوم ليس هو نفسه الذى قد تشاهده غدًا، إذ إن السياقات الاجتماعية والسياسية، بل وحتى السياق الجغرافى، تؤثر جميعها فى إنتاج المعنى لذلك العرض فى لحظته. ومن هنا، فإن التفاعل الحى هو ما يمنح المسرح تجدده الدائم، ويُنتج معانى متجددة ومرتبطة بالواقع بشكل مباشر، مما يشكل ميزته وفرصته التى تجعله مختلفًا عن سائر الفنون الأخرى).
توضح (تميّز المسرح بكونه فنًا حيًا يُبعده عن الحاجز الذى تفرضه الشاشات، ومع ذلك أصبح التفاعل مع العروض ممكنًا رقميًا، حتى عبر تمثيلات افتراضية كـ”الأفاتار”. كما أن وسائل التواصل أصبحت عنصرًا أساسيًا فى التسويق المسرحى، لما توفره من وصول فعّال ومباشر للجمهور المستهدف).
وتشير قائلة (وفى الحقيقة، هذا ليس أمرًا جديدًا، فقد شهدنا تجربة مسرحية بالغة الأهمية فى هذا السياق، وربما من أبرز التجارب التى استخدمت وسائل التواصل الاجتماعى للوصول إلى الجمهور، وهى تجربة عرض قواعد العشق الأربعون).
وتستكمل (أتذكر عندما كنت أعمل على كتابة نص ذلك العرض، لم أكن أتوقع هذا النجاح الكبير. بالطبع، كنت أتوقع نجاحًا ما، لأننى كنت أدرك أن المخرج عادل حسان قد اختار رواية لها شعبية واسعة، وقد حققت مبيعات عالية، والناس تتداول مقتطفات منها على مواقع التواصل. لذا، كان من الطبيعى أن يرغب أولئك المتابعون فى مشاهدة العرض المسرحى المقتبس منها).
تؤكد (أن التفاعل مع مقتطفات العروض على وسائل التواصل الاجتماعى، حتى دون معرفة الرواية الكاملة، تم استغلاله بشكل ذكى فى الترويج للعرض. فقد تم استخدام أدوات تسويقية مدروسة تستهدف جمهورًا محددًا بوعى، مما ساعد فى الوصول إلى قطاع عريض من الجمهور بفضل التعاون مع مختصين فى التسويق واستخدام وسائل التواصل بفعالية).
تختتم (يجب الإشارة إلى أن الجهد التسويقى المدروس أدى إلى نجاح جماهيرى استمر لمدة خمس سنوات، حيث كانت العروض دائمًا ممتلئة. ويُعزى ذلك إلى استخدام المخرج عادل حسان للأدوات التسويقية بفعالية، مثل التنوع فى أساليب التسويق، اختيار الكلمات المفتاحية، الإعلانات المدفوعة، واستهداف جماهير جديدة. وتؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعى قد فتحت أفقًا جديدًا لتسويق العروض المسرحية، ما ساهم فى جذب جمهور جديد واستمرار النجاح).
دعوة للتوازن بين الإبداع والانتشار
يقول المؤلف سامح عثمان (تأثير وسائل التواصل الاجتماعى على المشهد المسرحى من حيث اختيار النصوص وتداولها، مشيرًا إلى أن هذه الوسائل سهّلت الوصول إلى العديد من النصوص المسرحية وساهمت فى انتشارها، مما جعلها أكثر توفرًا للكُتّاب والمخرجين. إلا أنه فى المقابل يُحذر من الجوانب السلبية، خاصة المتعلقة بانتهاك حقوق الملكية الفكرية نتيجة تداول النصوص دون مراعاة قانونية، إلى جانب ظاهرة تكرار تقديم نصوص بعينها فقط لأنها أصبحت «موضة» فى وقت معين. لكنه يُوازن بين الإيجابيات والسلبيات، معتبرًا أن التأثير قد يكون مفيدًا بشرط الالتزام بالمصادر واحترام الحقوق الفكرية).
يرى المخرج سامح عثمان (وسائل التواصل الاجتماعى أثرت فى اختيار النصوص المسرحية وتلقى العروض، حيث سهّلت تداول النصوص لكنها أضرّت بحقوق الملكية الفكرية وكرّست تكرار بعض النصوص الشائعة. كما فرضت آراء موحدة أثّرت على نجاح أو فشل بعض العروض، وأوجدت نوعًا من الحذر لدى الكتّاب خوفًا من ردود الفعل السلبية).
يوضح (من الضرورى التفكير فى أفكار تسويقية مبتكرة للعروض المسرحية، بدءًا من تصميم الملصق الدعائى، ووصولًا إلى إنتاج البرومو (المقطع الترويجي)، خاصة مع دخول الذكاء الاصطناعى كأداة مساعدة فى هذا المجال، مما قد يساهم فى جذب جمهور أوسع. وعلى الرغم من أننى لست متخصصًا فى الجانب التسويقى، فإن هناك من يتولون هذه المهام باحتراف).
يختتم (تأثير السوشيال ميديا على الترويج للعروض المسرحية أصبح مباشرًا، إذ ساعدت فى إبراز بعض الأعمال، لكنها تروّج أيضًا لعروض غير جديرة بالاهتمام، كونها أداة تقنية تفتقر إلى الذائقة الفنية. بالتأكيد، لا يمكننى القول إن وسائل التواصل الاجتماعى وحدها هى السبب فى كل ما يحدث. على سبيل المثال، الإصدارات الورقية تراجعت بشكل ملحوظ، بينما أصبحت الإصدارات الإلكترونية تُنشر وتُشارك عبر وسائل التواصل. لذا، من غير الممكن حصر القضية فى السوشيال ميديا فقط، فالأمر أوسع بكثير ويتداخل مع شبكات من الاهتمام والحماسة لأنواع معينة من العروض، فى مقابل عدم الحماسة لأنواع أخرى).