على خشبة المعركة قراءة فى «مسرحيات من خط الكنال» إبداع مجدى مرعى فى خط القنال

على خشبة المعركة  قراءة فى «مسرحيات من خط الكنال» إبداع مجدى مرعى فى خط القنال

العدد 933 صدر بتاريخ 14يوليو2025

أقيمت الأسبوع الماضى بمؤسسة يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع بإدارة الأديبة إيمان حجازى وعلى منصة «منتدى لطائف الإبداع» مناقشة لمجموعة مسرحيات الكاتب المسرحى مجدى مرعى «من خط الكنال»، وتضم مسرحيات «مشوار الألف ميل»، «صندوق جدنا»، «مريم»، «الراعى الصغير»، «لعبة بجد»، «أتوبيس ع الطريق»، وضمت المناقشة كلًا من الكاتبة المسرحية صفاء البيلى، والكاتبة رجاء محمود، الناقد جمال الفيشاوى، المخرج والكاتب الصحفى شريف سمير والإعلامية والناقدة رنا رأفت، وحضر المناقشة العديد من المهتمين بالمسرح، وهم الشاعر ممدوح حمودة، الأديب محمد الشرقاوى، الشاعر يوسف عمار، الشاعر علاء مصطفى، الإعلامية ندى محمود، والإعلامية شهد الشهاوى فى هذه الندوة، نغوص فى عوالم تلك المسرحيات لنكتشف كيف يتحول التاريخ إلى عرض مسرحى نابض بالحياة.
بدأت المناقشة بكلمة الأديبة إيمان حجازى والتى قالت: «عدنا والعود أحمد لهذا العالم الفريد، العالم المبهر، المبدع، عالم أبوالفنون، المسرح
مضى أكثر من عامين على آخر ندوة للمسرح قدمناها فى حضوركم الأصدقاء الأعزاء وقت أن كنت أعد وأقدم ندوة لجنة المسرح والنشاط المسرحى بملتقى السرد العربى برعاية دكتور حسام عقل والتى توقفت لظروف خاصة».
وقد ناقشت من خلال اللجنة المذكورة أكثر من أربعة وعشرين عملا مسرحيا، تخللهم أعمال عن المقاومة ضد الاحتلال الصهيونى قديما وفى هذه الأيام.
ونحن اليوم بصدد مناقشة مجموعة مسرحية تتكلم عن أدب منطقة القناة أو كما جاء اسمها (مسرحيات من خط الكنال) وهى تنويعة بين أدب المقاومة وحكايات الجدات وأدب الأطفال أى هى تضفيرة بين الأدب القديم والمعاصر للكاتب المسرحى المبدع مجدى مرعى.
ويسعدنا أن يكون معنا هذه الليلة العديد من كتاب ومحبى والعاملين فى المسرح، وهم دكتور جمال الفيشاوى المخرج شريف سمير دكتور صفاء البيلى الإعلامية رجاء محمود والعديد من المهتمين بهذا العالم المميز والذين سوف نسعد برؤاهم تباعًا.
وقبل أن نبدأ أدعوكم للوقوف دقيقة ليست حدادًا، وإنما هى دعم وتأييد لكل من يحارب عدونا الأوحد العدو الصهيونى، لا يفوتنى أن أشكر السادة القائمين على مؤسسة يسطرون للطباعة والنشر، وعلى رأسهم الكاتب عماد سالم على كريم الاستضافة، كما نتمنى أن تكون ندوتنا ثرية مثمرة تنال رضا الحضور والمتابعين.. محبتى وامتنانى.

ما أحوجنا إلى مثل هذه الحكايات لتفجر بداخلنا ينابيع الوطنية
فى مداخلتة الكتابة رجاء محمود قالت خلال كلمتها عن مجموعة مسرحيات «حكايات من خط الكنال»: «يأتى حديثنا اليوم عن مجموعة مسرحيات تضم أروع وأجمل حكايات بطوليه حقيقة حدثت على أرض الواقع فلقد نقب المؤلف عن هذه الحكايات فى أرجاء منطقة الكنال التى كانت تعج بالأحداث التاريخية العظيمة التى تكشف عن المعدن الأصيل لهذا الشعب عندما يتعرض وطنه للخطر وما أحوجنا لمثل هذه الحكايات لتفجر بداخلنا ينابيع الوطنية وتكون نموذجًا وقدوة لنفوس أطفالنا فتبنى بداخلهم حب الوطن والانتماء له وعلى المستوى العام جاءت اللغة متنوعة بتنوع البيئات التى حدثبت فيها الأحداث فجاءت تارة باللهجة الفلاحى وتارة باللهجة البدوى ما أعطى ثراء للنصوص المقدمة وأضافت ثقافة ومعلومات للطفل، كما جاءت الجمل الحوارية سلسه وبسيطة ومعبرة مما يجعلها تصل بسهولة إلى الطفل وتحقق شق التواصل وتحدث له إبهار وهى ركيزة أساسية لمسرج الطفل».

العنوان بوابة النصوص وكاشف دلالاته
الكاتبة المسرحية صفاء البيلى أشارت قائلة فى حديثها عن مجموعة مسرحيات «من خط الكنال» بداية هو ليس مسرحًا موجهًا للطفل يعنى لم يهتم بالخصائص الحقيقية لمسرح الموجه للطفل مثل الفئة العمرية واللغة والموضوعات. والشخصيات كما سنذكر مختلفة ومتعددة الأعمار والجنسيات والسمات الخ.
ولكنه فى ذات الوقت يمكن أن يشاهده الأطفال ويفهموه وتصل إليهم الكثير من رسائله التى تضمنها.. كما يمكن أن تقدم هذه النصوص فرق المسرح المدرسى لما تحمل من رسالة وطنية تبث روح الانتماء ومحبة الوطن والتعريف بأبطال صغار فى مثل عمر الأطفال أنفسهم. هذا من ناحية، وتابعت، قائلة: العنوان بوابة النصوص وكاشف دلالاته.
بعد مراجعة سريعة للنصوص، أرى أن العنوان مسرحيات من خط الكنال يشير إلى الخط الدرامى والمعرفى الرابط بين النصوص. وهو الارتباط بمنطقة قناة السويس أو الإسماعيلية ومحيطها، وما تحمله هذه المنطقة من دلالات تاريخية ووطنية واجتماعية.
فخط الكنال (وليس القناة) و( الكنال هى التسمية الشائعة للقناة) يشير إلى أن مصدر الإلهام أو الخلفية الثقافية والاجتماعية لهذه المسرحيات تأتى من هذه المنطقة؛ وهذا الاستلهام ليس مجرد إشارة جغرافية، بل يحمل دلالات عميقة فى الوعى المصرى فهى منطقة الصمود، المقاومة، البناء، والإنجازات الوطنية الكبرى.
كما أن اختيار الكاتب لهذا العنوان، لكى يضع كل النصوص تحته إنما يدل على انعكاس روح المنطقة وقيمها فى الكتاب، مهما كانت بيئة الحكاية أو حبكة النص.. فكلها تدور فى فلك واحد وتابعت: على الرغم من أن النصوص لا تصف تفاصيل الحياة فى مدن القناة، ومع ذلك فهى تستلهم من قيم وأخلاقيات وثقافات يمكن أن تكون متجذرة فيها بشكل خاص. كالسمسمية، والرقص والعاداات والتقاليد الفلاحية «صندوق جدنا» والبدوية كما هى فى أتوبيس إلخ، وهو ما يشير إلى أن الكاتب له ارتباط شخصى أو ثقافى وثيق بهذه المنطقة، مما جعله يستلهم منها روح أعماله.
مجدى مرعى مؤلف مهموم بالشارع المصرى
الكاتب الصحفى والناقد الفنى ونائب رئيس تحرير بالأهرام الاستاذ شريف سمير أوضح خلال قرائته لمجموعة نصوص من على خط الكنال فقال: للوهلة الأولى عندما تتصدى لقراءة مجموعة قصصية فأنت تقرأها بعين المخرج والناقد فى نفس الوقت، ويكون هناك حالة من حالات الصراع بين الناقد والمخرج، ولا تتجاهل المؤلف، ولكنك تسأل المؤلف أول سؤال ما مناسبة هذه المجموعة ولماذا يتم كتابتها فى هذا التوقيت تحديدًا على خط الكنال وهناك فرق عندما تتم تسمية المجموعة على خط القنال وهنا يتطرق المؤلف إلى اتجاه آخر مختلف وهو اتجاه شعبى وليس اتجاها توثيقيا فأنا أرى خط الكنال تعبر عن حالة مسرحية سنشاهدها ونقرأها وعندما طرحت عليه الأديبة إيمان حجازى عمل قراءة مسرحية لمجموعة على خط الكنال وجدت أنها مقامرة أو مجازفه وهو حق المبدع وقرأت النصوص وعندما انتهيت تبادر إلى ذهنى عنوان مخرج وهو نص مشوار الألف ميل فقط؛ لأن كل قصة خطوة فى الألف ميل، وقد يكون هذا عنوان النص الذى سأخرجه مشوار الألف ميل وسأضع النصوص الأخرى داخله وأضاف قائلًا: دائما نتوارد فى مقارنات بين الماضى والحاضر وعندما كتب الكاتب المسرحى مجدى مرعى هذه النصوص بشكل مباشر أولى الأشياء التى ستتجه إليها كمخرج الحوار هل جذبك منذ الوهلة الأولى لقرائته أم لم يجذبك ؟ الحوار فى أولى جمل نص مشوار الألف ميل توضح أن قلب الأحداث فى مدينة بورسعيد، وتساءلت لماذا كتب النص باللغة العربية حتى وإن كانت وجهة نظر المؤلف فيجب أن يكون لها منطق ودورى كمخرج أن أغيرها من اللغة العربية وهو أول اشتباك بين المؤلف والمخرج والسبب فى ذلك أن الاستعانة باللغة العربية يجعل المتفرج يفصل عن الحالة المقدمة.
وتابع قائلًا: مجدى مرعى مؤلف مهموم، وهو ما شعرت به فهو يرغب فى ذكر كل الأحداث فى هذه الحقبة فهو مهموم بالشارع المصرى.

كتب المجموعة بأسلوب تربوى أكثر منه أسلوب للعامة
وفى مداخلته وجه الناقد د. جمال الفيشاوى الشكر والتحية للكاتب مجدى مرعى على إصداره الجديد واصفًا إياه بالكاتب المهموم وبالأخص بقضية القنال، ومسرح الحرب عموما؛ ويرجع ذلك لتأثره بالبيئة التى عاش فيها والتى نشأ بها، وهو محافظة الأسماعيلية رغم أنه يعيش فى القاهرة، ومعظم المسرحيات التى كتبها عن خط القنال وقال الفيشاوى خلال مداخلته: عندما دعانى الكاتب مجدى مرعى لمناقشة المجموعة أوضح لى أنه سيناقش المجموعة بأكملها ففكرة مناقشة 6 مسرحيات فى يوم واحد يعد عددًا كبيرًا جدًا والأمر به صعوبة بالغة وسيستغرق وقتًا طويلًا خاصة أن هناك 5 متحدثين ويجب أن يناقشوا هذه المجموعة باستفاضة شديدة، وكان مقترحى أن يتحدث كل مناقش على مسرحيتان فقط لا غير.
وتابع الفيشاوى قائلًا: عندما قرأت المسرحيات وجدت أن حقه المشروع مناقشة الـ6 مسرحيات، خاصة أنها مرتبطة بحالة واحدة هى بشكل عام تناقش الواقع المصرى والأحتلال الأنجليزى والعدو الصهيونى فخط القنال قبل ثورة يوليو كان يعانى من الاحتلال الأنجليزى، ومن مقاومته للإحتلال الأنجليزى وجميعنا يعلم القضية المشهورة والتى اندلعت فى السادس والعشرين من يناير عام 52 وما فعلته الشرطة مع الاحتلال الإنجليزى فى الاسماعيلية ثم تحول هذا الصراع بين المصريين والعدو الصهيونى. وقد ذكر الكتاب الأحداث الخاصة بداية منذ عام 1967 مرورًا بحرب الاستنزاف ثم مرحلة عام 70 مرحلة للا سلم وللا حرب حتى عام 73 وقد تناول الكاتب الـ6 مسرحيات فى هذا المضمار وأضاف: الـ6 مسرحيات مرتبطين ببعضهم وأتوجه بالشكر للكاتبة رجاء محمود والتى أشارت فى مقدمتها عن اللغة ولغه الكتابة عند الكاتب مجدى مرعى وتحليل الكاتبة صفاء البيلى المستفيض محتوى المسرحيات وأشارت على نقاط مهمة، وهى تحليل المسرحيات ليس بعين الكاتب فحسب، ولكن بعين الناقد المتفحص المتمرس وتحدث الكاتب الصحفى والمخرج شريف سمير عن مجموعة المسرحيات بعين المخرج وأشار الفيشاوى فى حديثه إلى نقطة مهمة وهى أن إشكالية الكاتب مجدى مرعى تتمحور فى نقطة واحدة، وهو أنه مخرج، وفى نفس الوقت مؤلف وللأسف الشديد لا يستطيع الفصل بينهما ففى بعض الأحيان يطغى عليه وهو يكتب المخرج فهو يشاهد العمل وهو يكتبه على الورق كما أن لديه باع طويلًا توجيه التربية المسرحية؛ لذلك كتب المجموعة بأسلوب تربوى أكثر منه اسلوب للعامة ثم انتقل للحديث عن مسرحية الراعى الصغير التى جذبته كثيرًا خاصة أنها كتبت بإحترافية شديدة، وبشكل منظم موضحًا أن الكاتب مجدى مرعى يكتب بالطريقة الأرسطية، والتى تعتمد على البداية والوسط والنهاية والبناء الدرامى للعمل وهو الفكرة والحبكة والشخصيات والصراع والحوار والزمان والمكان.
وعقب الكاتب مجدى مرعى فى نهاية المناقشة على ثلاثة نقاط مهمة تم طرحها خلال المداخلات فقال: فيما يخص الشخصية التى ذكرها الكاتب الصحفى والناقد الفنى والمخرج شريف سمير وهو أن الشخصية لها أبعاد مادية واجتماعية ونفسية، وهو يخص مسرح الكبار ولكن فى مسرح الطفل الأمر يختلف فليس لدينا فى مسرح الطفل الموهوب الذى يتمكن من تقديم هذه الأبعاد وهو ما يضطرنى لوضع جمل تلغرافية ليسهل حفظها للطفل، وفيما يخص نقطة السرد التى ذكرتها الكاتبة صفاء البيلى أحيانا اعتمد على اللجوء للسرد لوجود أحداث متلاحقة فمن الصعب كتابة حوار لكل حدث وهو يجلعنى أقوم بعمل حكى داخل التمثيل وبالنسبة للغة اعتمادى على اللغة العربية لهدف هام، وهو زرع حب اللغة العربية فى قلب الطفل وهو دورى كمربى أيضًا تربية النشىءـ على تذوق اللغة العربية وأغلب مسابقات التربية والتعليم تعتمد على اللغة العربية عدا مسرحة المناهج.
 


رنا رأفت