العدد 934 صدر بتاريخ 21يوليو2025
اختتمت فعاليات مهرجان الأراجوز المصرى فى دورته الرابعة، والتى تُقام تحت شعار “اقتصايات التراث” خلال الفترة من 1 حتى 8 يوليو الجارى على مدى أربعة أيام فى القاهرة والإسكندرية.
وجاء حفل الختام ضمن البرنامج الثقافى لمعرض الإسكندرية الدولى للكتاب، والذى أقيم فى مكتبة الإسكندرية بحضور جماهيرى كبير، وتتضمن حفل الختام عروض فنية لفرقة ومضة برئاسة الدكتور نبيل بهجت، وتضمنت العروض موروث “التمر الثراثية”، و”التمساح”، و”الديك الهادر الغادر”، والذى نال حفاوة كبيرة من جمهور مكتبة الإسكندرية.
وكان المهرجان قد أهدى هذه الدورة للطفلة هند رجب وأطفال غزة أملًا أن تنتهى تلك الإبادة أعلن المهرجان توصيات هذا العام التى جاءت تأسيسًا على محاوره الفكرية التراث مقاومة واقتصاديات التراث فى محاولة لإلقاء الضوء على أهمية الاستثمار فيه التى تصبو إلى تجذير التراث الشعبى كمورد حى للمقاومة والتنمية.
الثقافة يمكن أن تتحول إلى صناعة تدرّ عملة صعبة.
قال الدكتور نبيل بهجت، مدير مهرجان الأراجوز، إن الدورة الرابعة من المهرجان، والتى نُظمت بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية ووزارة الثقافة، نجحت فى تسليط الضوء على الأبعاد الاقتصادية للتراث المادى المصرى، وذلك تحت عنوان “اقتصاديات التراث” و”التراث والمقاومة”.
وأوضح، أن المهرجان وزّع عروضه بين القاهرة والإسكندرية فى مواقع مثل بيت السنارى وبيت السحيمى ومكتبة الإسكندرية، وهدف إلى إثبات أن التراث ليس فقط موروثًا ثقافيًا بل موردًا اقتصاديًا قادرًا على الإسهام فى الدخل القومى.
ولفت الدكتور بهجت إلى أن فعاليات المهرجان شملت ندوات فكرية ناقشت تجارب ناجحة فى تحويل التراث المادى إلى اقتصاد، مثل تجربة عز فهمى فى الحُلى، وشهيرة محرز فى الأزياء، والدكتور أسعد نديم فى الأخشاب، مؤكدًا أن الثقافة يمكن أن تتحول إلى صناعة تدرّ عملة صعبة وتوفر فرص عمل.
توصيات الدورة الرابعة من مهرجان الاراجوز المصرى
وفى ختام العروض تم إلقاء توصيات الدورة الرابعة من مهرجان الاراجوز المصرى والتى جاءت على النحو الآتى: دمج التراث الشعبى فى خطط التنمية الوطنية، من خلال دعم الحرف اليدوية والفنون الشعبية كرافد اقتصادى مستدام، يفتح فرص عمل ويسهم فى الحفاظ على الهوية.
ونصت التوصيات على تحفيز الإبداع الفنى المستلهم من التراث، وتشجيع إنتاج أعمال فنية معاصرة (مسلسلات، أفلام، موسيقى، تصميمات) تعيد إحياء السير والرموز الشعبية، وتأسيس متحف حى لفن الأراجوز وفنون الظل، من خلال إنشاء مركز تفاعلى يقدم عروضًا يومية، ويُقيم ورش تدريبية ويحتوى على أرشيف رقمى شامل للفن الشعبى.
كما تم إطلاق برامج تدريبية للشباب فى الحرف والفنون التراثية لربط المعرفة العملية بسوق العمل، مع التركيز على الإبداع الذاتى ودعم المجتمعات المحلية، وإضافة التراث المقاوم للمناهج التعليمية من خلال تضمين الحكايات الشعبية والأغانى والسير فى المناهج كمصادر قيم ومهارات سلوكية.
وتم إنشاء أرشيف وطنى رقمى للتراث غير المادى يوفر موادًا موثقة للعروض، الأغانى، السير الشعبية، والحرف اليدوية، للمستخدمين من جميع أنحاء البلاد، بجانب تعزيز التعاون بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى عبر تأسيس سياسات ثقافية مستدامة تدعم الاقتصاد الإبداعى وتضمن حق الملكية الفكرية.
وأيضًا تنشيط السياحة الثقافية عبر الفنون الشعبية من خلال إقامة مهرجانات سنوية ومسارات سياحية تربط بين المواقع التراثية والعروض الفنية الشعبية، فضلًا عن تحويل المهرجان إلى منصة إقليمية سنوية للتراث الحى ليصبح ملتقى سنويًا للإبداع، التدريب، النقاش الثقافى، والترويج للتراث المصرى والخبرات العربية.
بهذه التوصيات، يتطلع مهرجان الأراجوز المصرى إلى تعزيز دوره كمحرك ثقافى واجتماعى واقتصادى، يحفظ التراث ويربطه بالحاضر والمستقبل ونختم بدعوة لكل من يهمه الأمر جهدًا جماعيًا وتضافرًا حقيقيًا لبناء وطن يرتكز على أصالته، ويغدق مستقبلًا متجددًا ومشرقًا.