مهرجان آفاق مسرحية.. رصاصة في قلب الخوف

مهرجان آفاق مسرحية.. رصاصة في قلب الخوف

العدد 949 صدر بتاريخ 3نوفمبر2025

الدورة الحادية عشرة من مهرجان «آفاق مسرحية» مهداة إلى روح الفنان الراحل عبد الوارث عسر.. والفنان محمد صبحي رئيس شرف المهرجان  
انطلقت أول هذا الشهر على مسرح آفاق الدورة الحادية عشر من  مهرجان آفاق مسرحية، ليواصل مسيرته كأحد أبرز المهرجانات المسرحية المستقلة في مصر والعالم العربي، والذي أصبح منصة حقيقية لاكتشاف الطاقات الجديدة واحتضان التجارب المسرحية المتميزة التي تبحث عن أفق أوسع للفن والإبداع. 
الدورة الجديدة مهداه إلى شيخ الممثلين الفنان القدير عبد الوارث عسر، تكريمًا لمسيرته الفنية والإنسانية التي شكلت علامة بارزة في تاريخ الأداء المسرحي والسينمائي المصري، وإيمانًا من إدارة المهرجان بأن الأجيال الجديدة تحتاج دائمًا إلى أن تستلهم قيم الأصالة والالتزام والجمال من رموز الفن الكبار. 
ويحل الفنان الكبير محمد صبحي رئيس شرف للمهرجان، في لفتة تقديرية لتاريخه المسرحي العريق، ودوره الريادي في دعم الحركة المسرحية وتقديم تجارب راسخة في الوجدان الجمعي المصري والعربي. وجوده في هذه الدورة يضفي على المهرجان بريقًا خاصًا ومصداقية فنية عالية. 
تضم فعاليات الدورة الحادية عشرة 55 عرضًا مسرحيًا من 7 المحافظات والجامعات والفرق المستقلة ومراكز الشباب وعروض الثقافة الجماهيرية وعروض الشركات وغيرها من الجهات المختلفة، تعكس ثراء المشهد المسرحي وتنوعه، حيث تتناول موضوعات اجتماعية وإنسانية في قوالب درامية متباينة، ولا يكتفي المهرجان بالعروض فقط، بل يواصل نهجه في بناء جيل مسرحي مثقف ومبدع من خلال تنظيم 18 كاستر كلاس وكورس تدريبي في مختلف مجالات الفنون المسرحية من تمثيل وإخراج وكتابة وسينوغرافيا وإضاءة وبانتوماميم، يقدمها نخبة من الفنانين والأكاديميين، تأكيدًا على أن «آفاق مسرحية» ليس مجرد مهرجان للعروض بل أكاديمية مفتوحة للتعلم والتطور بهذه الرؤية، يواصل مهرجان آفاق مسرحية رحلته في دعم التجارب.
وتأكيد أن الفنّ الحقيقي هو أعظم وسيلة لمواجهة الخوف وإحياء الأمل في الإنسان.
المرحلة النهائية للمهرجان تمثل القيمة الحقيقية للتجربة
أعرب المخرج شادي نادر عن سعادته بالمشاركة في مهرجان آفاق مسرحية، متمنّيًا التوفيق لجميع الفرق المشاركة، وأن يخرج الجميع من التجربة راضيًا وسعيدًا بالأجواء الفنية التي تجمعهم. وأكد أن المرحلة النهائية للمهرجان تمثل القيمة الحقيقية للتجربة، حيث يعيش كل فريق متعة العرض على خشبة مسرح الهناجر، مشيرًا إلى أن هذه اللحظة تمثل حلمًا لكل فنان شاب. 
وقال نادر: «أتمنى أن يُمنح كل فريق وقتًا كافيًا لتجهيز عرضه في المرحلة النهائية، حتى نخرج جميعًا بصورة مشرفة تليق باسم المهرجان، وأنا أعلم تمامًا أن إدارة المهرجان تبذل كل ما في وسعها رغم ضيق الوقت والإمكانات.” 
واختتم حديثه قائلاً إن جمال التجربة يكمن في أمرين: الأول هو القدرة على تقديم عروض جيدة رغم كل التحديات، والثاني هو متعة الوقوف على خشبة مسرح الهناجر، تلك اللحظة التي تمنح الفنان شعورًا لا يُنسى بالإنجاز والانتماء للمسرح الحقيقي.

ما يميز آفاق بالفعل هو تعدد الندوات والورش الفنية في مختلف المجالات
أعرب المخرج عصام بدوي عن مجموعة من الأمنيات والمقترحات التي يرى أنها من شأنها تطوير تجربة مهرجان «آفاق مسرحية» في دوراته المقبلة، مؤكداً حرصه على الحفاظ على روح التنافس العادل وتشجيع الإبداع المسرحي في مختلف محافظات مصر.  
وقال بدوي: «أتمنى أن تكون عروض آفاق التي حصلت على المراكز الأولى في مسابقات التنافس خارج التوب تن، لأن المقارنة بين عرض طويل وآخر من نوع الديو ليست منصفة، ويُكتفى بأن تُعرض هذه العروض الفائزة شرفياً دون دخولها المنافسة في التوب تن.» 
وأضاف: «كما أرى أنه من الأفضل أن يُسمح للعرض الفائز القادم من محافظة أخرى بأن يُقدَّم في محافظته باسم آفاق، تشريفاً وتكريماً للفريق وجهوده، وهو ما يعزز من انتشار رسالة المهرجان في كل ربوع مصر». 
وشدد بدوي على أهمية الالتزام بحقوق الفرق الفائزة قائلاً: «من الضروري أن تصل الجائزة المادية إلى الفرقة الفائزة بصرف النظر عن مشاركتها لاحقاً في فعاليات أخرى، 
واختتم المخرج حديثه بالإشادة بالجوانب الإيجابية للمهرجان قائلاً: «ما يميز آفاق بالفعل هو تعدد الندوات والورش الفنية في مختلف المجالات، والتغطية الإعلامية الواسعة التي تواكب فعالياته، إضافة إلى حضور عدد من الشخصيات البارزة والمشاهير، وهو ما يمنح المهرجان بريقاً خاصاً وجمالاً إضافياً يعزز مكانته على خريطة المسرح المصري.»

مهرجان «آفاق» أصبح الملجأ الحقيقي لكل فرقة
قال المخرج كيرلس ناجي عن مهرجان آفاق مسرحية    «مهرجان آفاق هو الملجأ الحقيقي للفرق الجادة ويستحق دعم الدولة».
أمام الفرق المستقلة الجادة، خاصة في ظل تراجع فرصها في المهرجانات الكبرى داخل مصر، التي لم تعد بنسبة تقارب 99? تستقبل عروضًا لفرق مستقلة.
وأوضح أن المهرجان القومي للمسرح، على سبيل المثال، لم يضم منذ أكثر من أربع سنوات عروضًا من الفرق المستقلة، وأصبحت أغلب المشاركات تأتي من فرق المعاهد والأكاديميات والجامعات المتخصصة، وهو ما جعل تلك الفرق تستحوذ على المساحة التي كانت مخصصة للمستقلين. 
وأضاف أن مهرجان «آفاق» أصبح الملجأ الحقيقي لكل فرقة مستقلة تبحث عن منصة جادة تُقدّر مجهودها، خصوصًا مع إقامة عروض النهائيات على مسرح كبير بحجم مسرح الهناجر. وأكد أنه كمخرج مستقل لا يجد أمامه سوى مهرجان آفاق كمساحة وحيدة لعرض عمله بشكل لائق، قائلاً: «ثم بعد ذلك، لا شيء.” 
وتمنى أن يتم اختيار أفضل عرض في مهرجان آفاق ليمثل المهرجان في فعاليات أكبر، مثل المهرجان القومي للمسرح أو المهرجان التجريبي أو مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، مشيرًا إلى أن هناك تجارب مستقلة قوية تستحق أن تُمنح هذه الفرصة، بل وأن تُنتج من قبل وزارة الثقافة أو البيت الفني للمسرح. 
وأكد أن أغلب عروض الفرق المستقلة قد لا ترتقي إلى مستوى الاحتراف الكامل، لكن توجد نسبة قليلة منها تقدم أعمالًا فنية على قدر عالٍ من الجودة والصدق، وتستحق التواجد في المهرجانات الكبرى، غير أن هذه العروض تُواجه حكمًا مسبقًا بعدم الجدارة لمجرد أنها تابعة لفرقة مستقلة، دون مشاهدة حقيقية أو تقييم منصف. 
واختتم تصريحه قائلًا: «مهرجان آفاق هو بالفعل أرض خصبة للمخرجين المستقلين، يتيح لهم فرصة المشاركة والفوز بجوائز مهمة، ويمنحهم منصة عرض راقية مثل الهناجر، لكن يبقى السؤال: ماذا بعد؟ أعتقد أن هذا المهرجان يستحق دعمًا حقيقيًا من الدولة، وأن يُمنح مكانته بين المهرجانات الرسمية، لأنه يواجه تحديات كبيرة ويُثبت وجوده وسط منظومة مليئة بالمهرجانات الضخمة.”

أتمنى أن تحقق هذه الدورة نجاحًا أكبر وتضم مشاركات دولية أوسع 
أعرب المخرج تامر فؤاد عن سعادته بالمشاركة في الدورة الحالية من مهرجان «آفاق»، مؤكدًا أن هذه الدورة تحمل طموحات كبيرة نحو نجاحٍ أكبر وانفتاحٍ أوسع على المشاركات الدولية، بما يزيد من روح المنافسة والتحدي بين العروض. 
وقال فؤاد: «أتمنى أن تضم الدورة المقبلة دولًا أكثر، لأن اتساع المشاركة يمنح المهرجان بعدًا فنيًا وإنسانيًا مميزًا، ويجعل المنافسة أكثر متعة وإثراءً للجميع.» 
وأضاف: «أشارك هذا العام بعرضين في قسمين مختلفين، وأتمنى أن ينالا إعجاب الجمهور واللجنة، وأن أحقق مركزًا متقدمًا يُرضي فريق العمل وجهودنا.» 
وعن الصعوبات التي تواجه الفرق الحرة، أكد المخرج تامر فؤاد أن أبرزها يتمثل في قلة الدعم المادي والمعنوي، قائلًا: «نحن كفرق حرة بحاجة إلى دعم أكبر، وإلى اعتراف رسمي من النقابات والجهات المختصة بجهودنا، لأننا نمثل جزءًا حقيقيًا من الحركة المسرحية المصرية، ونعمل بإخلاص رغم كل التحديات.»

مهرجان يستحق أن يصل لأكبر نجاح ممكن 
قال المخرج مايكل نصحي: «أتمنى نجاحًا كبيرًا يفوق السنين الماضية، لأن المهرجان فعلاً يستحق أن يصل لأكبر نجاح ممكن. فهو مهرجان يتميّز بأمانة كبيرة واحترام لكل الفنانين والشباب المشاركين فيه، وده طبعًا مش جديد على أستاذ هشام، المعروف باحترامه للشباب وحرصه على احتوائهم وتقديرهم». 
أتمنى كمان أن تستفيد كل الفرق من أهمية المهرجان، ومن ضيوفه ونقّاده والإعلاميين والصحفيين المهتمين بتغطيته، لأن وجودهم يمنحنا فرصة أن نتعلم من عيون جديدة وقديرة ونستفيد من آرائهم ونقدهم. والمهم أيضاً إننا نشاهد بعضنا البعض ونستفيد من تجارب بعضنا.»

إستهدف المهرجان منذ بدايته أن يكون أولاً نافذة واسعة لجميع فرق الهواة والمسرح المستقل
عن الهوية الفنية للدورة الحادية عشر قال الناقد والكاتب أيمن غالي :» من المبالغة والنرجسية الفنية أن ندعي أن مهرجاناً للهواة يحمل في طابعه هوية فنية محددة لكل دورة خصوصاً إن كان مهرجاناً شاملاً لعديد من المسابقات الفنية والأنواع المسرحية المختلفة مثل العروض الطويلة والعروض القصيرة والمونودراما والديودراما ومسرح الطفل ومسرح ذوي الإحتياجات الخاصة فالتنوع والشمول هو الطابع الفني العام للمهرجان على مدار دوراته السابقة وهذه الدورة أيضا. 
وتابع: «فقد إستهدف المهرجان منذ بدايته أن يكون أولاً نافذة واسعة لجميع فرق الهواة والمسرح المستقل بمختلف أطيافهم الفنية في وقت كان مجرد ليلة عرض مسرحية بمثابة الحلم لأي هاوٍ حين ضاقت مسارح الدولة بمختلف قطاعاتها وهيئاتها الفنية عليهم نظراً لكثرة القيود والشروط التي تفرضها عليهم في المسارح والمهرجانات الرسمية للدولة، فكان مهرجان آفاق مسرحية من أوائل المهرجانات المسرحية المستقلة بمصر الذي أتاح المساحة الحرة والمتنوعة للهواة والمستقلين فآثر المهرجان أن يقلل من شروطه وقيوده الفنية كي يتسع لكافة هذه الأطياف، فكان ضمن عدد محدود جداً من المهرجانات المستقلة في ذلك الحين منفذاً هاماً لهم كي يثقلوا تجربتهم الفنية ويصنعو تراكماً فنياً عبر دوراته المتتالية، وكان ملتقى لأجيال متعددة من الفنانين في تبادل وتفاعل لهذه الخبرات والإتجاهات الفنية المختلفة بينهم، وفي السنوات الأخيرة إتجه مهرجان آفاق لمزيد من تأصيل وتعميق هذه الخبرات الفنية فأطلق بالتوازي مع عروض المهرجان عدداً كبيراً من الورش والكورسات والماستر كلاس لفنانين ومدربين محترفين وأكاديميين والتي من شأنها أن تعمق وتوسع ثقافة الهواة وتثقل موهبتهم بشكل منهجي أكاديمي، وأيضا وبالتوازي مع هذه الفعاليات إنطلقت ندوات النقد التطبيقىة بعد كل عرض مسرحي وهذه الآراء والمناقشات الفنية حول العرض تثري من ثقافة الفنانين بشكل تطبيقي على العروض وهو مايؤدي إلى تطوير مستواهم باستمرار على مدار دورات المهرجان، فكل هذه الفعاليات الفنية بالتأكيد أسهمت ومازالت في تطوير الحركة المسرحية خصوصا في نطاق الهواة والمستقلين الذين أعتبرهم المستقبل الحقيقي والصادق للفن المسرحي على مستوى مصر والعالم العربي، وهو مانلمسه فعلياً في تطور مستوى العروض من دورة إلى أخرى. 
وعن البرنامج الفني للدورة تابع: «البرنامج الفني للمهرجان يقوم بإعداده جميع أعضاء اللجنة العليا للمهرجان وهم المخرج هشام السنباطي مؤسس ورئيس المهرجان والدكتورة سالي سليمان المدير التنفيذي للمهرجان والمخرج والممثل والدراماتورج ياسر أبو العينين المدير الفني للمهرجان والشاعر أحمد زيدان رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان والفنانة خدوجة صبري رئيسة لجنة العلاقات العامة العربية للمهرجان، وأبرز تحدي واجهناه كان تأخر الإجراءات والتصاريح الفنية والإدارية الخاصة بهذه الدورة لأسباب قهرية خاصة بوزارة الثقافة، مما أدى إلى ضغط وقت المرحلة التمهيدية الأولى من المهرجان والتي تتم عروضها على مسرح آفاق مما أدى إلى ترحيل مواعيد الكورسات والماستر كلاس أيضاً ومايعنيه ذلك من سرعة وضغط في تنظيم مواعيد العروض والكورسات والتنسيق بينها بصعوبة في حدود المساحة الزمنية المُصرح بها تنظيمياً، لكن في النهاية إستطعنا أن نتجاوز هذا التحدي وتم إعلان جدول مواعيد العروض والكورسات بشكل مناسب للجميع.

الدفع بالشباب وإعطاء مساحة لتقديم إبداعتهم 
الفنان والدراماتورج والمخرج ياسر أبو العينين المدير الفني للمهرجان تحدث عن التطور الفني للمهرجان مهرجان آفاق مسرحية عمره 11 عاماً وبدأ من الأنشطة التي ظهرت بعد ثورة يناير وما كان يميزها على كافة الأصعدة سواء في مسرح الهواة والمستقلين أو مسرح الدولة الدفع بالشباب وإعطاء مساحة كبيرة للشباب وهو ما حاول كثيرين من قيادات وزارة الثقافة فعله بعد الثورة وأعتقد أن وحدة دعم المسرح المستقل التي لم تفعل بعد ذلك اقيمت بعد الثورة للاسف لم تكتمل والقناة الشرعية الوحيدة التي يقدم من خلالها هواة المسرح وعندما نقول هواة هنا نعني الشباب الذين يعملون دون تصريح رسمي للعمل في المسرح أو التمثيل وهم ليسوا من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية أو الأقسام المتخصصة في المسرح في الكليات فهم هواة لديهم شغف بالتمثيل ويرغبون في أن يقدمون عروضهم ولذلك بدأو في تكوين فرق كثيرة كانت تتواجد في وسط البلد باسم الفرق الحرة والمستقلة ولكنهم يعلمون في جزر منعزلة ومن هنا جاءت فكرة إقامة «جمعية»،  «مؤسسة» وهو موضوع ليس جديداً وهو موضوع قديم وكان يقوم بذلك جمعية هواة المسرح ولكن بعد اختفاء د. عمرو دوارة وعصام عبد الله من الساحة ونشاطهم قل كانت «مؤسسة في عشق مصر» هي البديل وبالنسبة للتطور كان هدف المهرجان تجميع هذه الفرق وذلك في بداية المهرجان فلم يكن اهتمام بالمستوى الفني خصوصاً في المرحلة الأولى لأن المرحلة الأولى تحدث على مسرح آفاق والمرحلة وتستمر لفترة طويلة تصل لعشرين يوماً  والمرحلة الثانية على مسرح الهناجر وتضم مجموعة محددة من العروض وتعد أبرز العروض المتميزة مع استمرار المهرجان أصبح مستوى العروض متميز بسبب تراكم الخبرات والوعي لدي المخرجين؛ وبالتالي المرحلة المستوى الثاني على مسرح الهناجر أصبح أكثر من رائع وينافس عروض الاحتراف وعن معايير اختيار العروض تابع أبو العينين تعد أبرز المعايير هي توافر أبسط العناصر الفنية التي من الممكن أن تكون متواجدة في العرض المسرحي ولا تتجاوز القيم الاجتماعية ولا تحرض على العنف أو تكرار للموضوعات أو مدرسية وجميعها معايير نؤكد عليها وأصبح المخرجين يراعوا ذلك في عروضهم .

يسعى المهرجان إلى تطويرهم وتمكينهم من خلال منحهم فرصًا حقيقية للتعلّم والتدريب
أكدت سالي سليمان، المدير التنفيذي للمهرجان، أن الاهتمام بالشباب الموهوبين يمثل جوهر رؤية المهرجان ومحركه الأساسي، فهم الوقود الحقيقي الذي سيقود جيل المسرحيين القادم. وأوضحت أن المهرجان لا يكتفي فقط باحتضان المواهب وعرض أعمالهم، بل يسعى إلى تطويرهم وتمكينهم من خلال منحهم فرصًا حقيقية للتعلّم والتدريب. 
وأضافت أن الهدف ليس أن يشارك الشاب بعرض وينتهي الأمر، بل أن يخرج من التجربة وقد اكتسب مهارات جديدة تؤهله للاستمرار في مسيرته الفنية بثقة وخبرة أكبر. ومن هنا تأتي أهمية الكورسات والورش التعليمية المصاحبة للمهرجان، التي تُعد بمثابة رافد أساسي لبناء جيل واعٍ ومثقف مسرحيًا. 
واختتمت حديثها قائلة: «نحن نعمل على أن يكون المهرجان مساحة حقيقية للنمو، وأن يشعر كل شاب بأنه جزء من منظومة تهتم به وتؤمن بقدراته».
مهرجان «آفاق مسرحية» مستمر في دعم الشباب وتقديم كورسات احترافية في كل عناصر المسرح 
أكد المخرج هشام السنباطي، ومؤسس وأمين عام مهرجان «آفاق مسرحية»، أن هناك استمرارية منذ الدورة الماضية في تقديم ماستر كلاس وكورسات في مختلف عناصر العملية المسرحية، موضحًا أنه لا يفضل استخدام كلمة «ورشة»، قائلاً: «نحن لسنا في متجر، بل نقدم كورسات تعليمية منظمة تهدف إلى تطوير المهارات المسرحية بصورة احترافية.» 
وأشار السنباطي إلى أن هذه الدورة تضم 18 كورسًا وماستر كلاس يتم تنظيمها بشكل منهجي، ويحصل أعضاء مؤسسة «في عشق مصر» على خصم 50%، أي أنهم يدفعون قيمة رمزية للغاية، مضيفًا أن المهرجان منذ بدايته حرص على خلق شكل جديد لم يكن موجودًا من قبل، وهو تنوع المسابقات المسرحية وتعدد مراحل التسابق، موضحًا أن هذا الشكل كان سابقًا لعصره. 
وعن أبرز فعاليات المهرجان، أوضح السنباطي أن المهرجان لا يقيم حفل افتتاح، وإنما يكتفي بحفل ختام وتوزيع جوائز، معتبرًا أن الفعاليات المصاحبة مثل المؤتمر الصحفي واجتماعات المخرجين والتنويهات تغني عن الافتتاح الرسمي. وأضاف أن ما يميز عروض هذا العام هو الزخم الكبير، حيث يشارك 55 عرضًا مسرحيًا، مقابل 56 عرضًا في الدورة الماضية. 
وأوضح أن المهرجان يعتمد على تطبيق فكرة الموضوعية والعدالة في التقييم، ويضم مسابقات متعددة تشمل الديودراما والمونودراما والعروض الكبرى، إلى جانب عروض ذوي الاحتياجات الخاصة، بمشاركة فرق من جهات متنوعة مثل قصور الثقافة ومراكز الشباب والشركات والجامعات، مؤكدًا: «نحاول دائمًا توصيل صوت الشباب.» 
واختتم السنباطي حديثه بالإشارة إلى أن الفنان الكبير محمد صبحي سيكون مفاجأة حفل الختام لهذه الدورة.


رنا رأفت