اخر تحديث في 9/17/2020 10:53:00 PM
مروة سعد
يعد سباق الهجن من السباقات العربية الأصيلة، وأكثر ما تكون هذه السباقات في شبه الجزيرة العربية، وأيضا في بلاد إفريقيا وفي أستراليا، ولا يخفى أن السباق يقام من أيام الجاهلية قبل الإسلام، وحتى الآن، وقد أصبح بعد تناقله من جيل إلى جيل ضربًا من التراث العريق، ومن أكثر الدول العربية التي تقيم سباق الهجن هي المملكة العربية السعودية ثم الإمارات وقطر وكذلك الأردن وعمان ومصر.
مراحل تدريب الهجن
يشبه هذا السباق سباق الخيول، وتصل سرعة الإبل إلى 64 كم في الساعة الواحدة، ولهذا السباق قواعد وضوابط، فيقوم المختصون والبارعون أو كما يطلقون عليه “المطي” في تدريب الهجن على تلك السرعة في الجري، وعلى كيفية الانسياق وراء المدرب وتنفيذ أوامره لمشاركته في السباق، وتمر الإبل بمراحل تدريبية قبل اختيارها منها: "العسافة" أو "الترويض"، ويتم ذلك على عدة مراحل:
المرحلة الأولى:
تدريب الهجن عندما يبلغ من العمر ثلاثة أعوام حيث يربط المطي الهجن في شجرة من رأسها، وتركها تقاوم لتنجو دون جدوى، فهي لن تستطيع خلع الشجرة لكن هذا سيعطيها قوة وسرعة مما سيساعد على الجري لمسافات أثناء السباقات.
المرحلة الثانية:
فيقوم بوضع شداد على ظهر الإبل بين السنام والرقبة، ويضع المحوي المصنوع من الياف النخيل على الجزء الآخر من جسده فى المنطقة بين السنام والذيل، وبعدها يتم ربطه "بالمحقبة" وهي الحبل الخاص بذلك، ثم يثبت الشداد من الجهة اليسرى واليمنى بواسطة حبل مصنوع من الصوف ويقوم بربطه على بطن الإبل، ويأتي بحبل آخر يسمى الزوار وذلك لأنه يربط في منطقة الزور.
المرحلة الثالثة:
يقوم المضمر بركوب الإبل، بعد ربطها بإبل أخرى سبق تدريبها على سباق الهجن، ويقوم بتعليم الإبل كيفية صد العصا عندما يحركها المدرب في اتجاهات مختلفة لكي يتحكم المدرب في انسياق الإبل للأوامر المعطاة له، وأيضاً تدريبه على الجري السريع والجري البطيء بواسطة ربطه بالجمل المدرب سابقا.
المرحلة الرابعة:
يقوم بها المطي ويدربه فيها على السرعة والجري لمسافات كبيرة، وبذلك يكون الإبل مستعدا للمشاركة في السباقات المختلفة.
تضمير الإبل
يعتبر تضمير أو تذليل الهجن من أصعب الهوايات الشعبية وأعقدها، ولا يستطيع كل مالك للإبل "الهجن" العمل على التضمير وتجهيز "الذلول" لميادين السباق، ويرى هواة ومضمرو الهجن أن للأم الهجين دورًا كبيرًا في إنتاج سابق؛ فلو كانت الأم من الهجن السبق كان إنتاجها سابقًا بنسبة تصل إلى 75 %.
أنواع الهجن المخصصة للسباقات وصفاتها
تتميز الإبل التي تشارك في سباقات الهجن بأنها أصيلة، من نسل السلالات العربية المؤصلة، وتسمى بالهجن مفردها "مطية " وجمعها "الجيش" ، ومن أنواعها الهجن العمانية وهي من الأصيل ومنبعها ساحل الباطنة في عمان ، تمتاز بالرشاقة والرقة ومن أرفع أنواع الإبل، والحرة من وسط شمال إفريقيا وهي سلالة أصيلة عند بعض قبائل الجزيرة العربية، وكذلك السودانية لتميزها بالصبر ومقاومة الظروف الصحراوية القاسية. كما تتصف بصفات خاصة تؤهلها للجري السريع، إضافة إلى صفاتها العامة التي تشترك فيها مع بقية الإبل الأخرى، فهي تتصف بأنها رشيقة ذات رقبة طويلة، ولها أكتاف وأرجل قوية يصل وزن الواحدة منها من 500 إلى 600 كجم, وتتميز بصغر الخف .ويدرب عشاق الهجن دائماً الإبل صغيرة السن التي لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات وذلك بغرض تعليمها طاعة الأوامر وضبط إيقاع حركتها وعدم الشرود.
سباقات الهجن بمصر
تنتشر رياضة سباقات الهجن وخصوصا في محافظتي شمال وجنوب سيناء ويقام مهرجان كذلك في الشرقية، ونختص بالذكر جنوب سيناء حيث انطلقت على أرض مضمار سباقات الهجن بمدينة شرم الشيخ فعاليات مهرجان سباق الهجن التنشيطى الأول للموسم الرياضى 20/21، من أيام قلائل والذى ينظمه الاتحاد المصرى لرياضات الهجن بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء وسط الإجراءات الاحترازية من كورونا .
وأعلنت الانطلاقة بحضور كبار الملاك المشاركين فى السباق من محافظات شمال وجنوب سيناء والإسماعيلية والسويس والشرقية، لخوض السباقات والتنافس على المراكز الأولى وحصد الجوائز التشجيعية التي يقدمها الاتحاد المصرى للهجن بالتعاون مع محبين وداعمين للسباقات.
والجدير بالذكر أن فعاليات سباقات الهجن التى تستضيفها مدينة شرم الشيخ شهريا أضافت للمدينة رافدا سياحيا جديدا، وانتعشت حركة الاستفادة من مقومات صحراوية فريدة من نوعها تتميز بها شرم الشيخ .
وحرصاً من الهيئة العامة لقصور الثقافة، على المشاركة الفعالة بجميع المناسبات الوطنية والقومية، قدمت فرقة شرم الشيخ للفنون الشعبية بقيادة الفنان محمد عبد الحى، عروضا استعراضية مبهرة، بمضمار الهجن بمدينة شرم الشيخ، الذي تم افتتاح أولى دورات المهرجان التنشيطي الأول للموسم الرياضي 20-21.