اخر تحديث في 10/13/2020 6:03:00 PM
نهال مرسي
عبر تاريخها العظيم والممتد دائما ما كانت مصر رمزا للتسامح والعيش المشترك. وفي منطقة مصر القديمة يبدو مجمع الأديان دليلا جليا على شخصية كنانة الله في أرضه؛ حيث تجتمع دور العبادة للديانات السماوية الثلاث كمثال مادي على الترابط والوحدة والإخاء.
وفي حضن هذا الأثر العظيم الذي يمتد تاريخه إلى العصر المصري القديم، اجتمع أبناء مصر من الشلاتين وحلايب وأبو رماد مع أبناء مصر من القاهرة، ليشاهدوا ويستمعوا ويرسموا معالم وطنهم في سادس أيام مشروع أهل مصر "الدمج الثقافي" الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة سعيا للعدالة الثقافية وتدعيم قيم الاعتزاز بالوطن ومفرداته.
ورش حكي وفن لأطفال مصر تضمنها الأسبوع الثاني عشر من مشروع "أهل مصر"، حيث بدأت فعاليات اليوم بكنيسة السيدة العذراء؛ واستهلت "ابتسام ابو الدهب" مرشدة الجولة شروحها عن أسباب تسميتها بالمعلقة موضحة أن ذلك يرجع لتشييدها على برجين من حصن بابليون، وأضافت أن الكنيسة تأخذ شكل سفينة باعتبارها إحدى الأشكال التي تشيد الكنائس على طرازها حيث ترمز للنجاة.
و عند حصن بابليون شرحت "إيمان شوكت" مرشدة الجولة تاريخ بناء الحصن الذي بناه الإمبراطور الروماني "تراجان" للحماية من الغزوات وكذلك احتمت به السيدة العذراء مريم والمسيح أثناء رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
وفي المتحف القبطي شاهد الأطفال أبرز المقتنيات والأيقونات القبطية المستوحاة من قصص الرهبان والسيدة العذراء ويضم المتحف عدة مقتنيات تصل لحوالي ستة عشر ألف قطعة أثرية من أهمها شواهد قبور قبطية وحنايا وعمدان رومانية، وأيقونات عليها رسم بألوان التمبرا للسيدة مريم العذراء والسيد المسيح.
وفي ضوء الزيارة نفذت العديد من الورش الفنية حيث نفذت الفنانة أميرة سعد جدارية ورقية عن رحلة العائلة المقدسة باستخدام طباعة الأختام والعناصر والأدوات الصلبة.
ونفذ الفنان يحيى حسن ورشة رسم حر من وحي الزيارة تعكس انطباعات الأطفال وتأثرهم بالفن القبطي.
ونفذت الفنانة رضوى القصبجي ورشة رسم على الزلط بألوان أكريليك لتدريب الأطفال على تقنيات وخامات مختلفه للرسم بهدف تنمية مهارات الإبداع والحس الفني لدى الأطفال.
يذكر أن مجمع الأديان يضم جامع عمرو بن العاص، والكنيسة المعلقة، ومعبد بن عذرا اليهودي، وعددا من الكنائس الأخرى من بينها: كنيسة ومغارة ماري جرجس، وكنيسة العذراء مريم والمغارة المقدسة والبئر المقدس، ودير الراهبات البنات، وكنيسة القديسة بربارة.