الممارسات الاجتماعية والطقوس بملتقى الأطلس بأسوان

الممارسات الاجتماعية والطقوس بملتقى الأطلس بأسوان

اخر تحديث في 4/2/2021 2:34:00 AM

محمد إبراهيم 

عقدت محاضرة بعنوان "الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات" فى اليوم السادس لمُلتقى الأطلس بأسوان، في قصر ثقافة العقاد، شارك بها كل من الباحث الدكتور حمدي سليمان، والدكتور أحمد سعد، وجاءت لإبراز أهم المُمارسات الشعبية والطقوس والاحتفالات وأثر الدين على العادة والمعتقد.

أوضحت المحاضرة أن المُمارسة الاعتقادية هي المُحدد الأساسي لملامح الثقافة وعناصر الثقافة الشعبية والتي تتعلق باحتياج الإنسان لتطوير ذاته واللجوء إلي بدائل ثقافية أخري ومدى نسبية ابتعاده عن الأصل، كذلك أثر الثقافة الأخرى الغازي على عناصر ثقافتنا واحدة تلو الأخرى والأثر على الثقافة بشكل كُلي، فتراتبية العناصر الثقافية كالبناء الذي إذا نُزع من بينه حجر تتصدع بنائية الثقافة حجرًا تلو الحجر.

وتطرقت المحاضرة إلى حجم التغيرات الاجتماعية التي هزت مجتمعاتنا الحديثة وما صاحبتها من تمزقات ثقافية، وهو ما أثر بشكل كبير على نظرة الأجيال الجديدة- التي يشوبها الاستخفاف والاستعلاء- للدلالات والرموز التي تحملها هذه المُمارسات والاحتفالات الشعبية، والتي كانت تميزه وتعطيه الخصوصية الثقافية وتُبرز فوارق العادات والمُعتقدات بين منطقة وأخرى كذلك تُبرز فنون الأداء والموسيقي الشعبية.

اتفق المحاضرون على أن القدرة التي يملكها الفرد على تمييز الأشياء مُستمدة من التباين الثقافي ومن ثم يؤمن بوجود الجذر والأصل وبداية الحكاية وحتمية النهاية؛ فالعيش بالرموز وتوظيفها تبرز فعالية مادية الثقافة في حياة الجماعة الشعبية، بها يعيش الانسان ويؤسس وجوده ويبني الأشياء والعلاقات الاجتماعية.

وتناول الحديث الثقافة المادية والثقافة اللامادية كمُحدد لتصنيف مبدئي لثقافة الفرد بين قولي ومأثور وسيرة ووصف المادة والمادي بذاته، فحين يؤسس الفرد عالمه المادي والمعنوي يُرسي نُظم وعلاقات بينه وبين الآخرين من جماعته الشعبية، ودلالة الأشياء والعلاقات لا تُدرك إلا من خلال استعمالاتها وممّا تتضمنه من معنى في حياتهم وممّا تتخذه من دلالة في مُتخيلهم الجمعي الذي يُكون الأفكار. إن المُجتمعات سواء الحديثة منها أو التقليدية، تنتج دومًا مُتخيلات العيش التي بها تعيش مع الواقع وتبني من خلالها رموزا وصورا عن نفسها وعن الأشياء ودلالتها كذلك تصورات كُلية عن العالم.

نوه المشاركون كذلك أن المُمارسة والطقس والاحتفال لم تكن أنشطة ترفيهية مُنفصلة عن الحياة العملية والأنشطة اليومية في الجماعة الشعبية، حيث تعطي المُمارسات الاعتقادية الخاصة بالاحتفالات لمُمارسيها نوعًا من العُلو لا تستطيع رتابة الحياة وحدها أن تقوم بهذا الدور، والجدير بالذكر المُمارسات الدينية التي تؤثر على المُعتقد بشكل كبير بل وتندمج معه في سياقه من خلال المُمارسة الاجتماعية التي يقوم بها الفرد والتي يقرنها بالشعيرة الدينية، فقد ارتبط احتفال الفرد بالعيد الأضحي بضرورة زيارة العائلة والناس وفي النهاية هو احتفال شعبي اجتمع واتفق عليه الناس وطُبق عليه الوازع الديني كذلك من العادات التي رسخ لها الدين، الأضاحي وذبح الماعز أو البقر أو الجمال ولكن لم يأمر الدين باستخدام الدماء في (التخميس علي الحوائط) لم يأمر الدين بأن تخطو عليه المخضوضة أو المكبوسة سبع مرات وغيرها من العادات المُرتبطة بالأُضحية، وهكذا من عادات أخرى ترتبط بصلاة الجُمعة فأغلب الناس يزورون عوائلهم عقب صلاة الجمعة ويأكلون سويًا ليلتزموا جميعًا ب (عادات الطعام)، كذلك ترتبط أحيانًا العادات الشعبية ومنها عقد القران (الزواج) في نهاية الشهر العربي خوفًا من مُعتقدات مُعينة، ويرتبط عقد الاحتفال (الفرح) في الأعياد وأحيان أخري عقب مواسم الحصاد.

وفيما نلمسه في مجتمعاتنا اليوم وخصوصًا في العادات والمعتقدات في الثقافة الشعبية، أكد د. حمدي سليمان أنها تُمثل صُلب الثقافة الشعبية وعمود خيمتها، فهي تقوم بدور بناء وجوهري في حياة الجماعة الشعبية بالتأكيد على الخصوصية والهوية الثقافية؛ لكنها أيضًا تتعرض لخطر كبير بسبب التحولات الاجتماعية والعشوائية والثقافات الغازية؛ لتُؤثر علي الحاضر، وتضع علامات الاستفهام والتعجب حول المُستقبل.


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @