اخر تحديث في 10/12/2021 12:13:00 PM
شيماء الطويل
تحتفي منظمة الصحة العالمية في العاشر من أكتوبر كل عام باليوم العالمي للصحة النفسية، وتتخذ هذه المناسبة فرصة للتوعية بأهمية الحفاظ على الصحة النفسية، وإذكاء الوعي بقضايا الصحة النفسية وتعبئة الجهود من أجل دعم الصحة النفسية (وفقا لمنظمة الصحة العالمية).
وفي كل عام تختار المنظمة شعارًا ترفعه، وفي العام الجاري 2021 الشعار هو (الرعاية الصحية النفسية للجميع: لنجعل هذا الشعار واقعاً!).
**الرعاية الصحية النفسية للجميع.. لنجعل هذا الشعار واقعا:
أثناء جمعية الصحة العالمية المعقودة في مايو 2021، أقرّت الحكومات من جميع أقطار العالم حاجتهم إلى الارتقاء بنوعية خدمات الصحة النفسية على جميع المستويات، وابتكرت بعض البلدان بالفعل سبلاً جديدة لتقديم رعاية الصحة النفسية لسكانها.
أتى ذلك كرد فعل لجائحة كوفيد-19 لما لها من أثر سلبي فادح على الصحة النفسية للناس، لقد تضررت من تلك الجائحة بعض الفئات أكثر من غيرها مثل العاملين في الرعاية الصحية من أطباء وتمريض، كذلك الطلاب والأفراد الذين يعيشون بمفردهم وأولئك المصابين بحالات صحية نفسية أصلاً وتعطلت بشدة خدمات الصحة النفسية المتعلقة بهم.
**الصحة النفسية ووباء كورونا:
منذ بدايات عام 2020 بدأ العالم يواجه أزمة فيروس كورونا مما أدى إلى الإغلاق التام في أغلب الدول إن لم يكن أجمعها، فقد اعتمدت البلدان التدابير اللازمة لخفض أعداد المصابين، فأصبح عددا ليس بالقليل من الناس يجرون تغييرا معتبرة بعاداتهم اليومية.
ولكن التأقلم مع هذا الواقع الجديد الذي تمثل في العمل عن بعد والبطالة المؤقتة وتعليم الأطفال في المنزل وغياب الاتصال المباشر مع أفراد الأسرة الآخرين والأصدقاء والزملاء تطلب بعض الوقت، كما أن التكيّف مع هذه التغيرات في نمط الحياة، وإدارة مشاعر الخوف من الإصابة بعدوى الفيروس، والشعور بالقلق إزاء أقربائنا المعرضين للخطر بشكل خاص تمثل تحديًا لنا جميعًا. وقد تكون هذه الظروف صعبة بالنسبة للأشخاص المصابين باعتلالات الصحة النفسية بشكل خاص. (نقلا عن الصفحة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية).
**نصائح منظمة الصحة العالمية للتعامل مع مستجدات كورونا:
قدمت منظمة الصحة العالمية عددا من النصائح المهمة للأشخاص للتعامل نفسيا مع مستجداد كوفيد 19 لتقديم الدعم النفسي قدر المستطاع لتجاوز تلك المرحلة الحرجة من تاريخ العالم.
**نصائح للحفاظ على صحتنا النفسية:
- متابعة المستجدات والأخبار الصادرة عن مصادر موثوق بها، كذلك متابعة أخبار منظمة الصحة العالمية على منصات التواصل الاجتماعي.
- تثبيت مواعيد الاستيقاظ والنوم والأكل.
- ضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية.
- تناول وجبات صحية وتخصيص وقت للراحة وممارسة الرياضة قدلر المستطاع.
- ممارسة الأشياء والهوايات المحببة إلى قلبك.
- تقليل متابعة الاخبار المثيرة للقلق والتوتر مثل الحوادث وغيرها.
- تقليل الوقت المقضي أمام الشاشات وأخذ فترات راحة منتظمة.
- تقليل استخدام ألعاب الفيديو لما لها من أثر سلبي على الجهاز العصبي.
- استخدام حسابات التواصل الاجتماعي في نشر قصص داعية إلى الأمل والتفاؤل.
- الاشتراك في الأنشطة الخيرية مع مساعدة الغير قدر المستطاع .
- عدم ممارسة التمييز بين الأشخاص مثل المصابين بالكوفيد حتى لا نتسبب في خفض أرواحهم المعنوية.
- التقليل من استخدام الكافيين والنيكوتين.
**نصائح نفسية لمن لديهم أطفال:
يحتاج الأطفال منا مزيدا من الاهتمام وقت الشدائد والأزمات.
- اكتساب عادات إيجابية جديدة في التعامل مع الأطفال خاصة مع البقاء في المنزل لساعات طويلة.
- تقديم الدعم النفسي للطفل وتخصيص أوقات للعب معهم.
- دعم الأنشطة الإبداعية للأطفال مثل الرسم والتلوين حتى لا يصابوا بالاكتئاب في ظل الظروف الراهنة.
- تقليل ساعات التعامل مع الشاشات والألعاب الإلكترونية.
- مساعدة الأطفال في التواصل مع العائلة باستمرار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
**نصائح لكبار السن:
- الاتصال الدائم بالأحباء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو الفيديو مثلا.
- الحفاظ على مواعيد النوم والاستيقاظ وأخذ جرعات الدواء بانتظام لأصحاب الأمراض المزمنة.
- تعلم الخدمات الإلكترونية مثل طلب سيارة أجرة أو إحضار طعام مثلا.
- ضرورة التأكد من توافر الأدوية التي يحتاج إليها لفترة احتياطية.
**نصائح للمصابين باعتلال في الصحة النفسية:
- الحرص على تناول الأدوية الموصوفة والمتعلقة بالمرض النفسي، مع توفير كمية كافية منها.
- الاتصال بالأشخاص الذين يعرفون الحالة المرضية لتقديم الدعم النفسي باستمرار والتواصل مع الطبيب المعالج إذا لزم الأمر.
- عمل زيارات منتظمة إلى الطبيب المعالج لمتابعة الحالة باستمرار خاصة الحالات غير المستقرة أو التي تتناول أدوية أفيونية ليتم صرفها بسهولة من الصيدليات.
- الاتصال بالأشخاص أصحاب الشخصيات الإيجابية التي ترفع من الروح المعنوية لتخطي تلك الجائحة.
نرى مما سبق أن الصحة النفسية تؤثر على الحياة اليومية للإنسان وهذا يشمل العلاقات الاجتماعية والصحة الجسدية، فالاهتمام بالصحة النفسية يضمن تمتعنا بصحة عقلية مثالية لتحقيق راحة نفسية وعاطفية اجتماعية، لأنها تحدد لنا كيف نتصرف ونفكر ونتعامل مع القلق والتوتر، كما أنها تساعد في كيفية التعامل مع الآخرين والتفاعل معهم واتخاذ القرارت الصحيحة في الوقت المناسب.