نادى أدب كفر الشيخ يحتفى بصدور المجموعة القصصية "وجوه لافتة" لمندور

نادى أدب كفر الشيخ يحتفى بصدور المجموعة القصصية "وجوه لافتة" لمندور

اخر تحديث في 11/13/2022 5:18:00 PM

آلاء عراقي

احتفى نادي أدب ثقافة كفر الشيخ برئاسة د. جاكلين بشرى، بصدور المجموعة القصصية "وجوه لافتة" للقاص محمد مندور، الفائزة بمشروع النشر الإقليمي بشرق الدلتا الثقافي، ضمن أنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، وإقليم شرق الدلتا الثقافي برئاسة أمل عبد الله.

ضمت لجنة المناقشة كلا من الناقد والقاص د. محمد يوسف، القاصة والشاعرة د. جيلان زيدان ، أدار الليلة الشاعر د. طه هنداوي .
افتتح الشاعر د. طه هنداوي فعاليات الجلسة بالمحتفى به، ذاكرا أنه معلم للغة الإنجليزية ويعد لدرجة الماجستير في طرق تدريسها، كما ذكر مساهماته الأدبية باللغة العربية منها عمل مشترك بعنوان "العائلة"، وأعمال أخرى بعنوان "حديث المزارات، وجوه لافتة"، ونشر له بعدد من المواقع الأدبية منها "على باب مصر"، وأذيعت له قصص بالبرنامج العام فى برنامج هذه قصتي للإذاعية الكبيرة جيهان الريدى، وأشار هنداوى كذلك لمسيرته العملية وعمله مديرا لنادى أوتار الأدب بالزاوية الحمراء.
كما توجه القاص محمد مندور للحضور بكلمة مؤكدا فيها على إحساسه بالفخر لوجوده بين تلك القامات، وأنه دخل قصر الثقافة فاتحا ذراعيه متحسسا مكان جلوسه يراقب الصاعدين فوق المنصة ويتأمل تجاربهم، وأضاف "ربما أكون صنيعة القدر فهذه خطوة ضمن خطوات كثيرة مررت بها، فكان الخير محسوبا فتحقق قول أبي إني لن أخطو خطوة إلا بقدر الله". 
وواصل حديثه، "أن الشغف هو الذي قاده وأنه لا يمكن القول أن ما كتبه منجزات ولكنها تجربة يقدمها للقارئ، ثم وجه رسائل منها أنه لا يعتبر اعتلاء المنصات فخرا، وأن من الوجوه اللافتة ما هو واقع معاش ومنها ما يمزج بين الواقع والخيال، ومنها ما هو وليد البداية، ومنها ما يكون مشهدا مختزلا"، وذكر مندور أيضا، أنه لا يقدس النص فالقداسة كلها في النص الإلهي، وإنه لا يحب نشر نصوصه لتوجيه دفعات من النقد المتلاحقة، وأنه قد عرض "وجوه لافتة" على العديد من النقاد حتى يطمئن إلى نشرها.
وقدم بعدها الشاعر الكبير د. طه هنداوي فيلسوف النقد الناقد والقاص الكبير محمد يوسف الذي أعرب عن سعادته بوصول هذه المجموعة له، وباعتبار القاص الشاب محمد مندور من أبناء نادي الأدب وأن هذه النصوص أخذت نصيبا كبيرا من النقد، لكن يعتبر صاحبها ممن يرحبون بالنقد ويتقبله، كما أكد على أن المؤسسات الرسمية تظل المحطة التي يعود إليها المبدعون مهما بعدوا عنها. 
وعن المجموعة القصصية، رأى إن الغلاف بتصميمه وألوانه والإهداء والعناوين تقود إلى عتبات النص وما قد يكون محتملا فى النصوص، مشيرا إلى أن العنوان مخادع جدا وهو ما يدعو إلى الإثارة والتشويق، كما أنه لاحظ كثرة الوجوه الأنثوية على حساب الذكورية، وأنه لا نص يخلو من وجود أنثى، كما أشار إلى أن الإهداء عكس ما سمعه في كلمة القاص محمد مندور، لأن هناك روحا نرجسية تؤكد على حضورها، يعرف متى يتحدث ومتى ينتهي.
كما بين أن النصوص خفيفة الوزن ثقيلة المعنى، لا تنتهي فيها الجماليات ولا التأويلات، رغم قصرها، وهي تتحدث عن سارد في حيرة يبحث عن ذاته من خلال رؤيته لأوجه من حوله، ورغم أن الوجوه غير لافتة لكونها تقليدية وأشخاص حياتية معتادة، لكن اللافت فيها أننا نراها بعين الكاتب.
وعن العناوين، أشار إلى أنها تكاد جميعها لا تخلو من التعريف بالألف واللام، وهذا يؤكد خروجه من التكرار إلى مفردة متحققة وواقعية مثل الكسيح، وعن اللغة السردية فقد تحققت فيها الغرابة مثلما تحدث عن البرزخ بصوت الرضيع.
كما أشار إلى أن نصوصا كثيرة تتخذ الرسالة والموعظة دربا لها، مؤكدا أن هذا ليس دور الأدب، لكن الأدب يشعر القارئ من خلال نبل اللغة وطريقة كتابة القصة أن هناك غاية نبيلة، وهي القيم التي تدعو إليها، كما أن القاص كان ذكيا في وضعه النهايات، فقد حقق الدهشة، ثم أشار إلى قصة قيدي حريتي، معبرا عن جرأة الكاتب وجسارته في هذا النص دون غيره من النصوص.

وفي مداخلة سريعة أكدت الشاعرة بسمة شعبان على عدم تدخلها في اختيار المناقشين، وأنهم من اختيار المبدعين أصحاب الأعمال الفائزة، كما طالبت بدعم المبدعين كافة ومساندتهم لبعضهم البعض.
وفى كلمة د. جيلان زيدان قالت "إنها منغمسة فى الاعتبارات، وكثير من المطارق، لكنها حضرت اليوم لأنه محمد مندور، وأنها تلحظ النصوص بعين ومنظور يضع الدلالات التي تعطي رؤية أخرى للنصوص وأنها كانت تعيشها وتتبعها وتحتفى بها، كما أن الكاتب قد كشف عن قدراته فاستحق أن يلتف حوله".
وأوضحت أنه أدهشها فى أول قصة له بمجموعته الإلكترونية، التي سبقت هذه المجموعة القصصية الفائزة، وأنها كانت فى كل قراءة تستعد للمغامرة مع العمل واللغة العالية والسرد المشوق، كما أضافت إلى أنه يقول الكثير في كتابة أقل، فهي كتابة شاقة والموضوعية هي أكثر ما يتناوله، فهو يتناول فى كل قصة قضية اجتماعية، ويسلط الضوء عليها فقط فى كتابة فلسفية في اللغة والسياق والتأليف. 
وأشارت "زيدان" إلى أن شخصية الكاتب قد ظهرت من خلال الجدية فى الصياغة، وأن الكاتب كان شديد الاستماع لرأي أصدقائه، وأنه كان حساسا في التعامل مع المعاناة والظروف، والمفردات التي تناولها، كما أنه كان يوقّع تحت كل جملة باسمه للدرجة التي تجعل القارئ يعرف الكاتب من انتمائه للنص، وأن من ميزاته اختيار الحس الفكاهي ووضع النهايات الصادمة للقصص، وأنه كان بارعا في استدراج القارئ ثم يفاجئه، مما لا يجعل القارئ ينساها، وأن نصوصه تعتمد على النظرة البعيدة وأنه كان بارعا فى سرده وحكيه، وأن هناك العديد من القصص التي لم يذكر فيها اسم البطل، وأن السرد كان في جمل قضية متتالية وأنه يعتمد على الوصف لا الحوار، كما أنه يعتمد على المفارقات في إيصال الفكرة والأحداث، ويستطيع أن يهب الحكمة، وأن النزعة الفلسفية قد علقت بالكثير من القصص، وكثرت معها لفظة الروح. 
وأكدت، أن عناوين القصص كانت تقليدية لفظا، لكنها صائبة فى موقعها، واختتمت بأنه يعتمد على الوصف والحضور، وأن مستقبله قادم.
تلى ذلك قراءة سريعة للشاعرة بسمة شعبان عن المجموعة القصصية "وجوه لافتة" اتفقت فيها مع الناقد والقاص الدكتور محمد يوسف، وأشارت إلى ملمح جديد وهو استخدامه لعنصر اللون بفلسفة بالغة الدقة فى كثير من القصص، وفي تناسق رائع وفى تعبير عن الحالة النفسية وأن للألوان دلالات نفسية لدى الكاتب، وأنه استطاع أن يوظف ذلك بمهارة فائقة، وأنه يشبه قوس قزح في تكوينه، كما أشارت إلى القدرة الكبيرة على الصياغة، وأن سماته الشخصية ليست ببعيدة عن الحالة الإبداعية التي تتسم بالذاتية الشديدة، كما أنه بارع في استيراد الأمل والوصول إلى الله، فقد وجدت الله في كتاباته وأن التربية الدينية واضح تأثيرها فى كتاباته بشكل جلي، واختتمت بأنها تنتظره مبتعدا عن الذاتية، ودعوته للكتابة المسرحية والرواية لأنها ترى فيه ذلك.
هذا وكان للمداخلات أثر كبير فى إثراء الليلة، منها مداخلة الشاعر إبراهيم سمير، الذى تحدث عن الأوجه المتداخلة التي يربطها خيط واحد وعن تقديره للعنوان بأنه أنا والوجوه اللافتة، وعن العين الواحدة وهل هي عين القارئ أم الكاتب، وأشار إلى الإهداء وأكد أنه كاشف عما ستدور حوله القصص وأبطالها، كما ذكر الأسرة فى كتابه ووجودها بأبطالها فى العديد من القصص، كما أنه لم يذكر اسم البطل إلا فى مواطن قليلة، ولفت الأنظار إلى انحياز الكاتب إلى أن تكون الأحداث كلها ليلا أو في جو معتم، وأن الصباح كان مهملا لديه واستدل على ذلك بكثير من المواضع.
بينما فضل الشاعر والمدقق اللغوي جمال يونس، أن يتحدث عن أهمية الكلمة وأنها مسؤولية عظيمة، وأن على الكتاب جميعا أن يكونوا أكثر إلماما بعلوم اللغة، وأن يقرأوا كثيرا في شتى المجالات.
أما الناقد والشاعر الكبير عبد البر علواني، فقد اتخذ منحى آخر من خلال اطلاعه السريع على فهرس المجموعة، فأشار إلى أن العناوين قد أتى العديد منها على صيغة المضاف والمضاف إليه، وأنها صيغة توجه المعنى الذي يريده الكاتب، وفيها يستحوذ المضاف على بعض خواص المضاف إليه، وقد حدثت بينهما مصالحة فى بعض الصفات الفارقة فأنتج ذلك نوعا من الأدب الممتع، كما أكد أن الانغماس في العادى واليوم لا ينتج أدبا جيدا، وأنه لا بد من الخيال، وهذا قد توافر فى كتابات محمد مندور.
وفي كلمته أكد د. عبد الجواد الصياد، أن ما توقعه قد حدث من خلال قصته مع القاص محمد مندور منذ ظهوره وتوقعه له بمكانة مرموقة وهذا ما حدث، وعبر عن وجهة نظر أخرى مفادها أنه يختلف مع الذين وصفوا القاص محمد مندور بأنه ذاتي النزعة، وأوضح ذلك أن ما ورد من أحداث إنما تعود للشخصيات التى كتبها وليست ذاته هو، فهى التي ظهرت بمحض الكتابة.
 كما أشار الشاعر الكبير طارق مرسي، إلى أنه كان يشجع القاص محمد مندور كونه زميلا له بالمدرسة الإعدادية الحديثة، مكان العمل، وأن بدايته كانت شاعرا وأنه آثر أن يختار درب القصة وتمنى له التوفيق في القادم .
كما ألقى الشاعر والمربي أحمد الأسيوطى، قصيدة أعدها خصيصا للقاص محمد مندور، وأهداه شهادة تقدير تكريما له .

واختتمت المداخلات بكلمة لوالد القاص محمد مندور التي ردد فيها كثيرا، أنا أحب محمدا جدا فهو خلوق، وأتمنى له التوفيق، وشكر الحضور، كما كانت كلمة زوجته ورفيقة دربه مؤثرة، فقد عبرت عن حقيقة أمرها مع إبداع زوجها بأنها في البداية لم تكن تعلم هذه الأهمية، ولما اكتشفت وعرفت مدى هذا الحب للكتابة قررت أن تكون داعمة لزوجها.
وكانت اللقطات التي التقطتها المبدعة فاطمة محمد الشحات للابن والوالد مؤثرة، خاصة حين اقترح الحضور أن يقدم الأب الدرع لابنه فى مشهد إنساني بالغ التأثير.

شاهد بالصور


الاء العراقي

الاء العراقي

راسل المحرر @